اللجنة الرئاسية باشرت مهامها منذ اللحظات الأولى.. وجهود رسمية وشعبية لجبر الضرر واحتواء الكارثة: مأساة الحديدة.. كارثة إنسانية تتطلب حلولاً عاجلة
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
«أربعاء» صعب وحزين شهدته مدينة الحديدة، سلة اليمن الغذائية وثروتها الاقتصادية ومدينتها الهادئة، خلفتها ليلة ماطرة لم يسبق لأبناء الحديدة أن عاشوا مثلها من قبل طيلة أعوام من حيث غزارة الأمطار واستمرارها لساعات طويلة حولت تهامة المسالمة إلى مدينة منكوبة نجم عنها كارثة إنسانية وجرف قرى ومساكن وهدمها فوق رؤوس أصحابها بالإضافة إلى الأضرار البالغة التي طالت الأراضي الزراعية والثروة اليمنية التي نالت نصيباً قاسياً من هذه المأساة المؤلمة والحزينة.
الثورة / مصطفى المنتصر
وتسبب المنخفض الجوي الذي شهدته الحديدة وغيرها من المحافظات اليمنية الساحلية كحجة وتعز في وفاة أكثر من 30 شخصا وفقدان خمسة آخرين في محافظة الحديدة فقط بحسب ما أعلنه محافظ المحافظة محمد عياش قحيم، بالإضافة إلى نزوح الأهالي من نحو 500 منزل وتقطع العديد من الأودية نتيجة السيول التي أدت إلى تهدم العديد من المنازل وجرف العشرات من سيارات المواطنين في حصيلة أولية.
جهود حثيثة وتحرك رسمي
بالمقابل باشرت لجنة الطوارئ المكلفة من رئيس المجلس السياسي الأعلى والتي يرأسها نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، مهامها بالنزول الميداني لمتابعة تأثيرات المنخفض الجوي الذي شهدته الحديدة ومعالجة أضرار السيول جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على المحافظة.
وعقدت اللجنة الرئاسية خلال الساعات الأولى لصباح الأربعاء الماضي اجتماعا مع قيادة السلطة المحلية والجهات والمكاتب والمؤسسات المعنية، لمناقشة المهام التي سيتم اتخاذها لمعالجة الأضرار وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي تضررت من السيول.
وحددت اللجنة مسار النزول إلى عدد من القرى والمناطق المتضررة جراء الأمطار غير المسبوقة التي شهدتها مؤخراً وأدت إلى تدفق السيول في بعض الأدوية بعد انقطاعها خلال العقود الماضية ما أدى إلى وفاة وفقدان العشرات وأضرار في الممتلكات.
معالجات طارئة
وبرغم فداحة الكارثة التي شهدتها محافظة الحديدة إلا أن سرعة التجاوب الرسمي والشعبي والمحلي ساهم في للتخفيف من حدة الأضرار التي نجمت عن السيول الجارفة وتداعيتها الكبيرة التي خلفت عشرات الضحايا والمصابين والمفقودين حيث باشرت فرق الطوارئ التابعة للجنة الرئاسية أعمال فتح الطرقات وإيواء الأسر المتضررة من السيول، في حين بدأت الفرق الميدانية رفع المخلفات من الطرق المتضررة وعمل معالجات لقنوات تصريف السيول وفتح الانسدادات وتنفيذ التدابير لتذليل حركة مرور المركبات في مدينة الحديدة والمديريات المتضررة.
إلى ذلك قام محافظ الحديدة محمد عياش قحيم وعدد من الوكلاء بمعية مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة محمد أحمد هزاع بالنزول الميداني إلى عزلة العباسي في مديرية بيت الفقيه لتفقد الأضرار وتقديم المساعدات الطارئة للأسر المتضررة جراء هطول الأمطار التي سببت أضراراً في البنى التحتية والمنازل والأراضي الزراعية والطرق التي جرفتها السيول.
وأشاد المحافظ قحيم بالدور الفعّال الذي تقوم به الهيئة العامة للزكاة بناءً على توجيهات رئيس الهيئة الشيخ شمسان أبو نشطان، وأكد أن الهيئة موجودة في جميع الظروف وفي كل الأماكن التي تتطلب التدخل الطارئ.
ودشن نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الخدمات والتنمية – رئيس اللجنة الرئاسية لمواجهة أضرار السيول الدكتور حسين مقبولي، الجمعة الماضية، مشروع الاستجابة الطارئة لمساعدة المتضررين من السيول بمحافظة الحديدة.
واستهدف المشروع بدعم من مكتب الهيئة العامة للزكاة، ألفا و675 أسرة بمساعدات غذائية، وأربعة آلاف و300 أسرة بمساعدات إيوائية، و18 من أسر المتوفين بمساعدات نقدية، بتكلفة إجمالية 66 مليونا و255 ألف ريال.
وفي سياق متصل، نفذ مدير عام مكتب الهيئة، ومعه وكيل المحافظة للمربع الجنوبي أحمد الهادي، زيارة عاجلة إلى عزلتي بلاد الرقود والسويدية في مديرية زبيد، واللتين تعرضتا لأضرار كبيرة نتيجة الأمطار الغزيرة التي أدت إلى جرف العديد من المنازل وتقديم مساعدات مالية لأهالي الوفيات بالإضافة إلى تقديم الغذاء وفتح الطرق للعزلتين المحاصرتين جراء السيول.
وبالمقابل سير مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة الحديدة بالتنسيق مع الجهات الرسمية ذات العلاقة بالمحافظة، ثلاث قوافل إغاثية طارئة للمتضررين في المناطق المنكوبة من سيول الأمطار التي شهدتها الحديدة، تنفيذا لتوجيهات المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى والشيخ شمسان محسن أبو نشطان رئيس الهيئة العامة للزكاة.
وتضمنت القوافل مساعدات نقدية وسلال غذائية ومواد الإيواء ضمن مشاريع الهيئة العامة للزكاة للاستجابة الطارئة لإغاثة المنكوبين في مديريات المربع: الجنوبي والشرقي والشمالي للتخفيف من معاناة الأسر المتضررة في المناطق المنكوبة والمتضررة من هطول الأمطار والسيول التي سببت أضراراً في البنى التحتية والمنازل والأراضي الزراعية والطرق.
تحذيرات مستمرة
إلى ذلك أكد المركز الوطني للإرصاد أن الأمطار الغزيرة على السهول الساحلية غرب اليمن هي نتيجة لمنخفض الهند الموسمي.
وأضاف بيان صادر عن المركز أن تحرك الفاصل المداري ITCZ شمالاً سمح بتقدم التيار النفاث الشرقي تبعاً له مما أدى إلى هطول الأمطار الرعدية الغزيرة في المرتفعات المقابلة للسهول الساحلية وامتدت حتى أجزاء من محافظتي الحديدة وحجة.
وأضاف البيان أن كمية الأمطار بحسب محطة الأرصاد في مطار الحديدة الدولي بلغت 96 ملم وفي محطة الأرصاد في محافظة حجة 30 ملم تدفقت على إثرها السيول وأحدثت أضراراً في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة.. موكدا أنه لا صحة لما يشاع عنه من تكون إعصار يسمى “أفريكا” وإنما هي أمطار غير معهودة على السواحل الغربية كما هو موضح أعلاه.
وأهابت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بوسائل الإعلام والأخوة المواطنين اعتماد المعلومات الصادرة من الجهات الرسمية والمتمثلة بقطاع الأرصاد الجوية التابع للهيئة.
ونوه المركز الوطني للأرصاد، إلى أن كمية الأمطار التي هطلت يوم الثلاثاء الماضي على سهل تهامة بلغت بين 57 ملم، و96 ملم، وهي كمية غير مسبوقة خلال موسم الأمطار الحالي.
وتوقع استمرار هطول الأمطار المتفاوتة الغزارة المصحوبة بالعواصف الرعدية يصاحبها رياح هابطة وتساقط حبات البرد على مرتفعات وسواحل تهامة ومحافظات (صعدة، حجه، المحويت، ريمة، إب وأجزاء من ذمار وتعز).
كما توقع هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة قد يصحبها الرعد أحياناً على أجزاء من محافظات (عمران، صنعاء، الضالع ولحج) وأمطار متفرقة على محافظات (الجوف ومارب، البيضاء، مرتفعات أبين، شبوه، حضرموت والمهرة وأجزاء من السواحل الجنوبية).
وحذر المركز المواطنين في المناطق المتوقع هطول الأمطار عليها من التواجد في بطون الأودية وممرات السيول ومن العواصف الرعدية وتساقط حبات البرد، إضافة إلى الانهيارات الصخرية والانزلاقات الطينية لاسيما في الطرقات والمنحدرات الجبلية والمنازل الطينية التقليدية.
كما حذر أيضاً من التدني في مدى الرؤية الأفقية بسبب هطول الأمطار والسحب المنخفضة في الطرقات الجبلية ومن الرياح الهابطة الشديدة التي تثير الأتربة والرمال خاصة في المناطق الساحلية والصحراوية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المتحدثة باسم «اليونيسف» لـ«الاتحاد»: 16.7 مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة
أحمد مراد، عبدالله أبوضيف (دمشق، القاهرة)
أخبار ذات صلةكشفت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في سوريا، مونيكا عوض، عن أن هناك 16.7 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية، منهم 7.5 مليون طفل. وبحسب التقديرات، فإن 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وواحداً من كل أربعة أشخاص عاطل عن العمل.
وذكرت عوض، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن تداعيات الأزمة غير المسبوقة التي تعيشها البلاد منذ 14 عاماً، أدت إلى تعطيل الخدمات الأساسية بشكل كبير، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم وإمدادات المياه.
وقالت: «إن الأطفال السوريين يواجهون مخاطر متزايدة تتعلق بالحماية بسبب مخلفات الحرب، وعمالة الصغار، وانعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من 500 ألف طفل دون الخامسة سوء التغذية المهدد للحياة، بالإضافة إلى مليونين آخرين على وشك الإصابة بسوء التغذية».
وحذرت المتحدثة الأممية من خطورة الأزمة التي تواجه قطاع التعليم في سوريا، حيث يوجد أكثر من 2.4 مليون طفل خارج المدرسة، وأكثر من مليون معرضون لخطر التسرب، ورغم التحديات إلا أن «اليونيسف» ملتزمة بتلبية احتياجاتهم العاجلة، ودعم التعافي المبكر وإعادة الإعمار، والدعوة إلى حمايتهم ورفاهتهم وحقهم في مستقبل آمن.
وأضافت عوض أن «اليونيسف» تقدم الدعم المنقذ للحياة للأطفال السوريين، من خلال خدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والنظافة والتعليم والحماية، لكن عقبات تواجه المنظمة في توصيل المساعدات، وخاصة بسبب بعض الأعمال العدائية، والأضرار التي لحقت بالبنية الأساسية، وصعوبة الوصول لبعض المناطق، بجانب القيود البيروقراطية.
واعتبرت أن المخاطر الأمنية من أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في سوريا، حيث لا تزال أعمال العنف والذخائر غير المنفجرة والهجمات على البنية التحتية تهدد العاملين في المجال الإنساني، وتحد من قدرتهم على الوصول الآمن، إضافة إلى أن النزوح المستمر يجعل من الصعب تقديم الدعم المستمر.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الاستجابة الإنسانية لـ«اليونيسف» لعام 2025 تتطلب 488.3 مليون دولار، ولم يتم تأمين سوى 16% منها حتى فبراير، وتواصل «اليونيسف» الدعوة إلى توفير إمكانية الوصول الآمن وغير المقيد للأطفال المحتاجين، ودعت إلى العودة الآمنة والكريمة والطوعية للأسر النازحة، وأن يتمتع الأطفال اللاجئون بحقوق أساسية في العودة إلى بلدهم في الوقت الذي يختارونه.