التوازن على المحك: قيادة جديدة لكركوك بغياب الديمقراطي الكردستاني والتركمان
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
11 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في اجتماع حاسم عقد في العاصمة بغداد، تم انتخاب إبراهيم الحافظ رئيسًا لمجلس محافظة كركوك وريبوار طه محافظًا جديدًا للمحافظة.
وحضر الاجتماع أعضاء من الاتحاد الوطني الكردستاني، والعرب، بالإضافة إلى ممثل عن المسيحيين في مجلس محافظة كركوك، بينما شهدت الجلسة غيابًا ملحوظًا لكتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني وأعضاء الكتلة التركمانية، بالإضافة إلى تخلف ثلاثة من أعضاء الكتلة العربية عن الحضور.
ويأتي الاجتماع في ظل توترات سياسية كبيرة تعصف بمحافظة كركوك، التي تعد منطقة حساسة ومتعددة القوميات. وانتخاب رئيس جديد لمجلس المحافظة ومحافظ جديد يمثل خطوة مهمة في إعادة تشكيل السلطة المحلية بعد فترة من الجمود السياسي، ولكن غياب أطراف رئيسية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والتركمان عن هذه الجلسة يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل التوازن السياسي في كركوك.
والحزب الديمقراطي الكردستاني، كأحد أكبر الأحزاب الكردية في العراق، يمتلك نفوذًا كبيرًا في المنطقة، وغيابه عن هذا الاجتماع يشير إلى توتر سياسي قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع في كركوك. هذا الغياب يعكس عدم الرضا عن العملية السياسية التي جرت، وربما يشير إلى انعدام التوافق بين القوى السياسية المختلفة.
أما بالنسبة للتركمان، الذين يمثلون شريحة هامة من سكان كركوك، فإن غيابهم عن هذا التصويت يعكس قلقهم من التهميش وعدم إشراكهم بفعالية في القرارات الحاسمة التي تخص المحافظة، هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات العرقية والسياسية في كركوك، خاصة في ظل تعقيدات التركيبة السكانية والسياسية في المنطقة.
و غياب هذه الأطراف الهامة قد يؤثر على استقرار كركوك ويزيد من التوترات السياسية والعرقية في المحافظة كما أن عدم مشاركة هذه القوى الرئيسية في عملية انتخاب القيادة المحلية يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشرعية الشعبية للحكومة المحلية الجديدة، وقد يتسبب في حدوث انقسامات أعمق بين المكونات المختلفة في المحافظة.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن تكون هناك تداعيات على مستوى التنسيق بين مختلف الأطراف السياسية في كركوك، خاصة إذا ما قررت الكتل الغائبة اتخاذ خطوات تصعيدية أو الاعتراض على القرارات التي تم اتخاذها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الجمود السياسي وربما إلى تدخلات على مستوى أعلى من الحكومة المركزية لإعادة التوازن إلى المحافظة.
ويعد انتخاب رئيس مجلس محافظة كركوك ومحافظ جديد خطوة هامة في تشكيل مستقبل المحافظة، إلا أن غياب الحزب الديمقراطي الكردستاني والتركمان وبعض الأعضاء العرب يشكل تحديًا كبيرًا للاستقرار السياسي في كركوك.
المحافظة قد تواجه مرحلة من عدم الاستقرار إذا لم تُبذل جهود حثيثة لتوحيد الصفوف وإشراك جميع الأطراف في العملية السياسية لضمان توازن مستدام في الحكم المحلي.
وكان وزير العدل والقيادي في «الاتحاد الوطني الكردستاني»، خالد شواني أعلن عن مبادرة لحل الأزمة تتلخص في صيغة «تدوير ثلاثي» لمنصب المحافظ بين مكوناتها، بحيث يحصل الكرد على سنتين، والعرب على سنة واحدة، ومثلها للمكون التركماني، وأكد أن هذه الصيغة «تحظى بدعم من بغداد».
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الدیمقراطی الکردستانی فی کرکوک
إقرأ أيضاً:
المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي: إسرائيل تفتح مساحات جديدة للصراع
قال فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، إنه من الواضح أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتعمد عندما يكون هناك جهود دولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فتح مساحات جديدة للصراع، مشيرًا إلى أن ذلك هو نهج الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لبدأ الأزمة.
التهديدات الإسرائيلية للعراق غير مقبولةوأضاف «الشمري» خلال مداخلة بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن العراق يرفض التهديدات الإسرائيلية بشأن الرد على هجمات الفصائل التي تخرج من أراضيه، وأنه أبلغ مجلس الأمن وشركائه الدوليين وأصدقائه في دول الجوار بشأن تلك التهديدات، ويتواصل بشكل مستمر مع شركائه في الولايات المتحدة الأمريكية، لردع أي محاولات اعتداء إسرائيلي على الأراضي العراقية.
وأوضح المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، أن شركاء العراق في التحالف الدولي، والولايات المتحدة، مطلعين على حجم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية لمنع أي هجمات تستخدم الأرض العراقية منطلقًا لها، لافتًا إلى أن الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية والقوات العسكرية لاحقت الكثير من الجماعات وأيضًا في نفس الوقت أوقفت الكثير من منصات الإطلاق الصاروخية.
العراق يساند غزة ولبنان سياسًا ودبلوماسيًا وإغاثيًاوشدد على أن المسار الذي خطه العراق لنفسه منذ سنة، وفي خضم هذه الأزمة التي تعيشها المنطقة، هو مسارًا دبلوماسيًا وسياسًا، من خلال فضح الإجراءات والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي تقوم بها عبر سياسة الأرض المحروقة، وإغاثيًا من خلال تقديم الدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني المظلومين.
وأكد أن الحكومة العراقية لا تريد بأي شكل من الأشكال أن يتحول العراق لساحة صراع أمني وعسكري لأي طرف من الأطراف، وهي تمضي بهذا الاتجاه.