قالت إنها تتابع باهتمام معاناة اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، خاصة في منطقة أدري، بسبب توقف المساعدات الإنسانية عنهم منذ 3 أشهر

التغيير: بورتسودان

جددت الحكومة السودانية، رفضها لما وصفته بـ “تسييس العمل الإنساني”، مناشدة في الوقت ذاته المجتمع الدولي بتقديم المساعدات العاجلة لكل من هم في حاجة إليها من النازحين داخليا واللاجئين في دول الجوار والمتضررين من السيول والأمطار.

وقالت الخارحية السودانية في بيان، السبت، إن بعض الجهات تثير ضجة غير مبررة حول فتح المعابر الحدودية لإدخال المساعدات بالتركيز المشبوه على معبر أدري، وتجاهل كل المعابر المفتوحة مع دول الجوار، وتهمل احتياجات اللاجئين السودانيين داخل تشاد”.

وقالت إنها تتابع باهتمام معاناة اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، خاصة في منطقة أدري، بسبب توقف المساعدات الإنسانية عنهم منذ 3 أشهر.

ويعيش نحو 192 ألف لاجئ سوداني في ظروف صعبة بمخيم مؤقت قرب مدينة أدري على الحدود السودانية التشادية، ويواجهون نقصا حادا في الخدمات الأساسية والغذاء، مما يفاقم معاناتهم اليومية.

وأوضح البيان أن الحكومة تلاحظ ضعف الاهتمام الدولي بأوضاع اللاجئين السودانيين في دول الجوار وضآلة المساعدات الإنسانية التي تصلهم ولحوالي 11 مليون من النازحين في الولايات الآمنة رغم الحاجة الماسة، خاصة بعد الأمطار الغزيرة والسيول التي تعرضت لها مناطق مختلفة في البلاد”.

ووفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تجاوز عدد السودانيين الذين لجأوا إلى تشاد منذ بدء النزاع الحالي بين الجيش وقوات الدعم السريع، 380 ألف شخص.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل نزاعاً دامياً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أسفر عن مقتل نحو 15  آلاف شخص ونزوح  الملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

 

الوسومالأمم المتحدة الخارجية السودانية اللاجئين معسكر أدري

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الخارجية السودانية اللاجئين

إقرأ أيضاً:

ليلة سحور المهندسين السودانيين في قطر .. يا سر الليالي

بسم الله الرحمّن الرحيم

بقلم د. أمجد إبراهيم سلمان
السحور السنوي للمهندسين مناسبة إجتماعية اكتسبت بعداً روحياً و إيمانياً بعد عكس تجربة الإعلامي سوار الذهب الأخيرة في السودان.
تبادل الشعر الرصين بين شاعر الثورة معد شيخون و الأستاذ إسماعيل المحينة حلّق بالحضور إلى آفاق رحبة.

أقامت رابطة المهندسين السودانيين في قطر يوم الخميس 13 مارس 2025 الموافق 13 رمضان 1446 هجرية سحورها السنوي في فندق راديسون بلو بالدوحة (فندق رمادا سابقاً) ، حيث استضافت الرابطة عضويتها وأسرهم وضيوفهم ، بالإضافة إلى العديد من رؤساء الروابط المهنية وعدد كبير من الناشطين السودانيين في العمل العام في قطر. وقد شرّف المناسبة سيادة قنصل جمهورية السودان بقطر السيد حسن الشريف ، و الكثير من الضيوف الكرام ، و منهم على سبيل المثال لا الحصر، سعادة السفير عبد الرحيم الصدّيق سفير السودان السابق في قطر ، البروفيسور نمر البشير الرئيس السابق لرابطة المهندسين السودانيين في قطر ، و الأستاذ محمد عثمان مجذوب رئيس رابطة المعلمين ، د. عبد الباقي الجزولي رئيس رابطة القانونيين ، د. أنور دفع الله رئيس رابطة محترفي تكنولوجيا المعلومات ، د. صلاح الحبو من رابطة الماليين السودانيين ، و سيدة الأعمال القطرية الأستاذة أسماء العامري. التي قدمت دعماً عينياً معتبراً في إحدى مبادرات رابطة المهندسين ، وغيرهم من الشخصيات المؤثرة و الفاعلة في المجتمع السوداني في قطر.
أُبتُدِر السحور بآيات من الذكر الحكيم و بكلمة ترحيب من رئيس الرابطة الباشمهندس هاشم إبن عوف ، حيث رحب بالحضور ، و شكر العضوية على الالتزام الكبير بالمساهمة الفاعلة في برامج الرابطة و مشاريعها خاصة في الفترة الماضية.
أنطلق برنامج الأمسية بحوار جميل بين شاعر الثورة الباشمهندس مَعَد شيخون و الأستاذ الشاعر إسماعيل المحينة الإقتصادي و المترجم الموهوب ، أدارت الحوار بإقتدار من على مسرح جيوان الإعلامية المتمكنة الأستاذة سارة محمد عبد الله ، حيث قطفت من بساتين الشاعرين أرق قصائد الفصحى و العامية ، بأسلوب جميل و تحفيز إيجابي لدفعهما جيئة و ذهاباً بين العامية المحببة للنفوس و الفصحي البليغة في التعبير و التأثير و قد أبدع العم الشاعر إسماعيل المحينة بمسادير البادية السودانية التي أطربت السامعين. و من ذلك قصيدته مسداره حزنا على أنفصال الجنوب حيث قال:
وطن العزّة كم ربيت نمور و أسودها
وا أسفاي عليك جاتك سنيناً سودا
حاد بيك الزمان حكموك ناس الكودة
بعد ماك بنطلون .. ديل فصّلوك برمودا

و مضى العم المحينة مترنماً في حديث أشبه بالغزل في كنداكات الثورة المجيدة:
كنداكتنا يا وسط الجموع قدّالة
هتافك راقي حرية و سلام و عدالة
و المدنية بالمنطق حسمتي جدالها
كنداكتنا ياو سط الجموع قدّالة
عجلة قلبي بي بشيشك علي بدّالها

بعد ذلك تمت دعوة الإعلامي الموهوب سوار الذهب علي محمد كي يتحدث عن برنامجه عُمران المتمحور في هذا الشهر الفضيل عن السودان ، و البرنامج يُبث حالياً في تلفزيون قطر ، و وضح أنه كل حلقة تبث في 30 دقيقة في التلفزيون تقابلها 16 ساعة من التسجيل يتم بعدها تلخيص المعلومات في وقت البث التلفزيوني المعهود و تشذيب المادة الطويلة بدقة شديدة ، و قد قال بصوت متهدج أن تجربة السودان في ظل ظروف الحرب المعلومة للجميع كانت تجربة ثرّة و علمته الكثير من معاني الإيثار و التوكل على الله ، و على وجه الدقة ذكر تجربة عم عبد الرحيم في مدينة كوستي و الذي عندما ذهبوا إليه لتقديم المساعدة و السؤال عن الحال ّدلّهم على من هو أشد حوجة منه مع أنه كان يعاني الأمرّين ، لكنه جسّد معاني الإيثار الدينية الباذخة في قوله تعالى "و الذين يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة" ، و رغماً عن ظروفه القاسية إلا أنه أولم لهم بشاته الوحيدة و عبر الإعلامي سوار الذهب عن ذلك ببلاغة ماضية حيث قال "والله أنني أحسست كأنني انتقلت إلى زمن الصحابة و بطولات التاريخ" ، و أردف قائلاً: أمثال عم عبد الرحيم هم الأبطال الحقيقيون و ما سخر الله لنا هذا السفر إلا لنقل تجاربهم المذهلة إلى العالم". و قال مخاطباً الحضور إن بلادنا بخير رغم هذه التجربة المريرة لكنها تحتاج سواعدنا كلنا لإعادة بنائها.
و في حوار جانبي بعد نزوله من المنصة قال إن هناك الكثير مما يمكن عمله خاصة إذا خلصت النية بين الناس ، ناشد بعض قيادات المهنيين أن ينسقوا مع بعضهم لإقامة مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الناس و ترفع من معاناتهم ووعد بأن يقدم كل ما يمكنه من تغطية إعلامية عندما تتبلور تلك الأفكار و المبادرات في مشاريع محددة ، بيد أن رسالته الأبلغ أن معظم السودانيين يستهلكون طاقاتهم الخلّاقة في نقاشات سياسية فاقدة لبوصلة الأعمال و المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تغير الكثير بل أنها قد تحمل الناس للإتفاق على القضايا الكبرى للسودان في نهاية المطاف بعد أن يعوا حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها البلاد و يلامسوها على أرض الواقع.
لقد أثارت كلمات الإعلامي سوار الذهب علي محمد في الحضور شجون كثيرة و ذكّرت كاتب هذه السطور بقصيدة المبدع محمد المهدي المجذوب في قصيدة ليلة المولد يا سر الليالي و التي قال فيها:
ليلة المولدِ
يا سر الليالي والجمالِ
وربيعاً فتن الأنفسَ
بالسحرِ الحلالِ
موطن المسلمِ في ظلك
مشحونُ الخيالِ
طاف بالصاري الذي
أثمرَ عنقودَ السـنا
ومضي عن فتنةِ الحسنِ الحجاب
في ختام الجلسة الأولى قام الحضور إلى وجبة السحور و بعدها رجع الجمع لبرنامج ترفيهي تفاعلي على شكل مسابقات معرفية ، الجزء الأول منه بعنوان من كل نبع قطرة و من كل بستان زهرة قدمه الشاعر إسماعيل المحينة ، و قدّم الجزء الثاني من المسابقات الباشمهندس مُسلِم اسماعيل باستخدام برنامج كاهوت التفاعلي و قد فاز بهذه المسابقة الإبن عبد الرحمن هاشم إبن عوف.
من المساهمات المؤثرة كانت كلمة ممثل سكن المهندسين و المهندسات الباشمهندس ياسر الصافي ، و مبادرة سكن المهندسين و المهندسات هي مبادرة قامت بها رابطة المهندسين السودانيين في قطر قبل حوالي عام بإسكان حوالي 56 مهندساً سودانياً تقطعت بهم السبل في سكن جماعي منظم بشكل ممتاز في منطقة مكينس التي تقع على شارع سلوى على بعد 25 كيلومترا من الدوحة ، و فيلا سكن للمهندسات في منطقة العزيزية السكنية ، و قد شرح المهندس ياسر الصافي التجربة و كيف أن المهندسين استفادوا من فترة سكنهم الجماعي ذاك فحولوه إلى ما يشبه داخليات الطلاب الجامعيين في السودان مع الفرق أنهم كانوا من الخريجين مع تباين فترات خبراتهم العملية بعد التخرج ، و شرح كيفية أنهم نظموا كورسات و ورش لتدريب مهارات اللغة الإنجليزية و التواصل بصورة شبه يومية ، كما تضمن تبادل الخبرات كورسات متخصصة مختلفة يقدمها ذوو الخبرة الأطول لشباب المهندسين مما أكسبتهم مهارات أضافية ساهمت في توظيف العديد منهم في نهاية المطاف ، كما أن من توظفوا قاموا بإخلاء السكن لإتاحة الفرصة لمحتاجين آخرين.
لقد ظلت الروابط المهنية والجاليات السودانية حول العالم ، رغم الأوضاع الصعبة التي يعانيها المغتربون بعد الحرب ، تبذل الغالي والنفيس في سبيل تذليل الصعوبات التي تواجه السودانيين المهجّرين قسرًا بسبب الأوضاع الأمنية المتردية. من أمريكا إلى أستراليا مروراً بدول الإتحاد الأوروبي و الخليج ، يتحد السودانيون في دعم بلادهم عبر مشاريع حيوية تعين أهلهم في الداخل عبر تقديم الغذاء عبر التكايا و العلاج عبر حملات التبرعات المتواصلة للمستشفيات و رفدها بالكوادر و الحوافز المالية ، و لا يجب أن نغفل الدور المفصلي الذي يقوم به المتطوعون في كل مدن السودان في تنسيق هذه المساعدات و إيصالها إلى المحتاجين ، لكن تظل كلمات الإعلامي سوار الذهب تتردد في الأذهان بضرورة مضاعفة الإهتمام بالعمل الطوعي خصماً على الجدال السياسي الذي يفرق الناس ، و من ناحية أخرى نستبين جميعا ضرورة استغلال هذه المحنة الكبيرة في التفكير الجماعي بين كل القطاعات لوضح حلول إبداعية لإشكالات البلاد التي أدت لهذه الكارثة الإنسانية ، فغايتنا كمتعلمين و مهنيين و مثقفين التفكير المشترك في وضع خطط تنموية كبرى تهتم بتقديم الخدمات و تطويرها في كل مدن السودان حتى تكون مناطق جاذبة و منتجة ، لأنه من غير المعقول أنه بعد أن تمت استباحة العاصمة اكتشفنا أن الخدمات العلاجية في مدن و أقاليم السودان الكبرى شحيحة للغاية ، و أن مدينة بورتسودان لا زالت تعاني من شح أبسط الخدمات في توفير المياه و الكهرباء.


كل الشكر و الإمتنان لكل الروابط المهنية و الجغرافية و النسوية في قطر و حول العالم ، الذين استنفروا عضويتهم و أهلهم في سبيل رفع المعاناة عن الناس قدر المستطاع ، و يقيني أنه رغماً عن قسوة هذه التجربة فإنها ستساهم في إنطلاقة كبرى لسودان المستقبل المشرق الذي يراه البعض بعيداً و أراه قريباً يانعاً و مورقاً بشبابه الجميل مجسداً قول شاعر الشعب محجوب شريف:

و جيلاً جايي حلو الشهد
صبايا و فتية يمرحوا في صباح الغد
عيونهم برقهن لمّاح
سؤالهم رد
خفاف و لطاف
وثّابين أوان الجد
دفاعاً عن حياض السلم و الإفصاح.

بقلم أمجد إبراهيم سلمان
الدوحة الجمعة 14 مارس 2025

amjadnl@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • ليلة سحور المهندسين السودانيين في قطر .. يا سر الليالي
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تتعاون مع وفد أكاديمي من تشاد
  • الحكومة السودانية تسمى ملحقين إعلاميين بمصر وإثيوبيا
  • المشهداني للشيباني: يجب احترام حسن الجوار وتعزيز التعاون الأمني
  • جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تبحث التعاون مع وفد من تشاد
  • قدم الساعة 60 دقيقة.. لماذا لجأت الحكومة للتوقيت الصيفي؟
  • مسؤول أممي : توقف المساعدات عن الدخول إلى غزة أدى لتراجع التقدم الإنساني
  • وزير الشؤون الاجتماعية يبحث مع ممثل مفوضية اللاجئين التخفيف من معاناة النازحين
  • الحكومة السودانية تستعين بـ”الفنانين” لمحاربة خطاب الكراهية
  • أطباء بلا حدود تصفه بـ”العقاب الجماعي” .. إسرائيل تستخدم سلاح الحصار الإنساني على غزة