الجزيرة:
2024-09-10@11:07:29 GMT

فيلم إكس مراتي: كوميديا مرحة تعاني من سيناريو متعثر

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

فيلم إكس مراتي: كوميديا مرحة تعاني من سيناريو متعثر

ينافس فيلم "إكس مراتي" منذ عرضه على صدارة شباك التذاكر بالموسم الصيفي مع استمرار عرض فيلم "ولاد رزق: القاضية" من موسم عيد الأضحى السينمائي، وفي ظل غياب أي أفلام عربية جديدة، بينما يجتذب فيلم "ديدبول وولفرين" (Deadpool & Wolverin) فئات أخرى من المشاهدين الميالين أكثر للسينما العالمية.

"إكس مراتي" من إخراج معتز التوني وتأليف كريم سامي وأحمد عبد الوهاب، وبطولة هشام ماجد وأمينة خليل ومحمد ممدوح، وينتمي لنوع الكوميديا.

يبدأ فيلم "إكس مراتي" بالطبيب النفسي يوسف (هشام ماجد) الذي يقدم استشارات للمسجونين، بجانب عمله بعيادته، وخلال إحدى هذه الاستشارات يقابل طه (محمد ممدوح)، السجين الذي على وشك الخروج لحسن سيرته وسلوكه رغم تاريخه الإجرامي الطويل المليء بالعنف.

تنمو علاقة صداقة غير متوازنة بين الشخصيتين، على إثرها يكتشف يوسف أن زوجته سحر (أمينة خليل) كانت الزوجة السابقة لطه قبل أن تنفصل عنه بعد سجنه.

يتورط يوسف مع طه يوما بعد يوم في ظل خوفه من اكتشاف الأخير لحقيقة علاقته بسحر، فيظهر التناقض المضحك بين الشخصيتين، أحدهما طبيب مهذب وناجح من عائلة أرستقراطية، والآخر مجرم وسجين سابق يرغب في الانتقام من الشخص الذي تزوج زوجته السابقة دون أن يعلم أنه لا يبعد عنه سوى بضع خطوات.

من الطبيعي ظهور ثنائيات سينمائية ناجحة، ولكن من غير الطبيعي أن يقدم اثنان من الممثلين معا الدورين نفسيهما في فيلم آخر تم عرضه قبل أشهر، هذا ما حدث بالضبط مع كل من أمينة خليل ومحمد ممدوح، فيقدمان في "إكس مراتي" تقريبا الدورين نفسيهما في فيلم "شِقو" الذي عُرض خلال موسم عيد الفطر المبارك.

الفيلم المصري شقو، بطولة عمرو يوسف ومحمد ممدوح وأمينة خليل (المصدر: السبكي برودكشن)

نتكلم هنا عن مساحة كبيرة للتشابه بين الأدوار لدرجة تُعطي انطباعا أننا نشاهد جزءا ثانيا من "شِقو" يكمل القصة الفرعية لكل من فتنة وحجازي، الأمر الذي سيكون أكثر تشويقا من حالة "ديجافو" أو شوهد من قبل التي تطغى على أحداث "إكس مراتي"، وبالتالي موافقة الممثلين هنا على هذين الدورين عليها الكثير من علامات الاستفهام.

علامة الاستفهام الثانية تتمثل في اختيار أمينة خليل لهذا الدور من الأساس، فالممثلة الشابة اشتهرت بأدوار الفتاة الأرستقراطية التي تجيدها إلى حد كبير، وهي نفسها خرجت على مواقع التواصل الاجتماعي معلنة عن جهدها الشديد لتقديم دور فتنة في شِقو، الجهد الذي لم يظهر في الفيلم إلا من حيث المظهر فقد جاء أداؤها مفتعلا إلى حد كبير، الأمر الذي تكرر في "إكس مراتي" بدور الزوجة سحر ذات الأصول الشعبية التي زورت تاريخها لتتزوج من الطبيب يوسف فلم تستطع أمواله محو أسلوبها الفج في الحديث.

في الحقيقة لا تمتلك أمينة خليل الحس الكوميدي اللازم لهذا الدور، لذلك لجأت إلى الصوت المرتفع والمبالغة في تعابير الوجه والجسد للتعويض عن هذا الافتقاد، وهو النهج الذي انتهجته في "شقو"، ليصبح أداءها نقطة ضعف شديدة في الفيلمين.

حس كوميدي متميز وسيناريو ضعيف

في المقابل، نجد ثنائيا سينمائيا آخر في "إكس مراتي" يتمثل في الشراكة الطويلة التي جمعت بين نجمه هشام ماجد والمخرج معتز التوني، وقد كانت البداية الحقيقية لمسيرة كل منهما عام 2010 في فيلم "سمير وشهير وبهير"، بالإضافة إلى مسلسل "اللعبة" بأجزائه الأربعة، ولكننا هنا أمام ثنائية متجددة قادرة على جذب المشاهدين حتى وإن اعترى العمل بعض العيوب الفنية.

يمتلك معتز التوني حسا كوميديا متميزا، فحتى في أعماله المتوسطة قادر على خلق المفارقات الكوميدية التي يتذكرها المشاهدون لسنوات بعد عرضها، ويتكرر ذلك في "إكس مراتي"، فنجد الكثير من المشاهد المضحكة والذكية وغير المفتعلة، وذلك بفضل فريق الممثلين في الأدوار الثانوية الذين قدموا مشاهد قليلة إنما جيدة جدا مثل علي صبحي وخالد كمال وألفت إمام وحمزة العيلي وعماد رشاد.

على الجانب الآخر، عاب الفيلم نقطتا ضعف يصعب التغاضي عنهما، تتمثل الأولى في اعتماد الحبكة بشكل أساسي على المصادفات غير المنطقية، مثل لقاء طه ويوسف في السجن والعلاقة التي تجمع بينهما قبل أن يعرف الأخير أنه الزوج السابق لزوجته، وهي مصادفة كان من الممكن استبدالها بأي سبب منطقي آخر بشكل يجعل سيناريو الفيلم أكثر مصداقية وسلاسة.

ويتمثل العيب الثاني في المشاهد الدرامية والوعظ الأخلاقي البعيدين عن سياق الفيلم، وقد تحولت دفة الفيلم في الثلث الأخير منه إلى الصراع على الطفل الذي أنجبته سحر من طه قبل دخوله السجن، فيطالب الأخير بحضوره في حياة ابنه، بينما ترفض الأم لأنه قد يُصبح وصمة عار تمنعه من الانخراط مع مجتمعه الجديد الذي أدخله فيه يوسف.

أبرزت هذه المواجهات بين سحر وطه عيوب السيناريو من بناء شخصيات غير متماسكة لا تقدم سوى جانب واحد سواء كان خيرا أو شرا، وفي الوقت نفسه وضع خطابات غير ملائمة لثقافتها على لسانها.

لم تعد الخطابات الوعظية ضرورية في الأفلام السينمائية، سواء الكوميدية أو غيرها، تلك حقيقة يجب أن يعترف بها مخرجو الأفلام بالجيل الحالي، وستزيح عن كاهلهم عبء إقحام الرسائل الأخلاقية غير المبررة في أفلامهم بشكل يضرها.

فيلم "إكس مراتي" مسل وممتع وبه مشاهد كوميدية مبنية بشكل جيد للغاية، خصوصا مع أداء هشام ماجد ومحمد ممدوح والممثلين في الأدوار الصغيرة الجيدة للغاية، غير أنه -مثل كثير من الأفلام المصرية الحديثة- عابه السيناريو المرتبك الذي لم يبن الأساس القوي لحبكته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ومحمد ممدوح أمینة خلیل إکس مراتی هشام ماجد

إقرأ أيضاً:

سعد محسن خليل يبحر مجددا في أعماق الحقبة الملكية ليستخرج منها لآلئ ودرر

سبتمبر 9, 2024آخر تحديث: سبتمبر 9, 2024

حامد شهاب

الصحفي والكاتب العراقي المبدع الزميل العزيز سعد محسن خليل النعيمي وجد في الكتابة عن تأريخ العهد الملكي في العراق ما يشبع نهمه وحرصه المتفاني في أن يعرض مآثر تلك الحقبة الذهبية من تاريخ العراق ليستخرج منها لآليء ودرر ولكي يعرض كل كنوز التاريخ المشرف الحافل بالذكريات العطرة عن تلك الحقبة المضيئة من تأريخ العراق.

ومن مفاخر القدر أن كثيرا من العراقيين مايزالون يتلذذون بسرد روائع قصص مسيرة وتاريخ وحقبة ملوك بلدهم ورؤساء وزاراتها ووزرائها بكل زهوها وألقها وما خلفته من مآثر طيبة يتذكرها العراقيون بالفخر والإعتزاز كونها الفترة التي شهدت أروع صور الإخلاص والنزاهة والإستقامة والإستقلال والسيادة في معالم حكم العراق حرص فيها ملوكها ورؤساء حكوماتها ووزرائهم على بناء معالم دولة مهابة ومحترمة بين دول المنطقة والعالم وكانت بحق مسيرة معطاء زاخرة بكل معاني الوطنية والإنتماء العروبي الأصيل للعراق.

وما يتحدث عنه العراقيون اليوم من حكايات في مجالسهم اليومية وعندما يستعرضون تلك الحقبة المشرفة في صدق إنتمائها العراقي العروبي الخالصة فهم يشعرون بكل ما يرفع الرأس زهوا وكبرياء وقد راحت تدور قصصها على كل لسان بعد أن أخفقت عهود حكم كثيرة أعقبتها في أن تعبر عن مكنونات الشخصية العراقية ومطامحها المشروعة في أن ترى شخصيات حاكمة أوصلت سمعة بلدها الى الأعالي طيلة فترة حكمهم برغم كل ما واجهوه من غدر ونكران للجميل من قوى وحركات سياسية وشخصيات حكم متعددة حاولت أن تشوه معالم تلك السيرة العطرة في محاولة للإساءة لسمعتهم الا إنها فشلت وأخفقت في أن تقف بوجه شمسهم التي لايمكن أن يغطيها أحد بغربال.

وما يشير له الزميل سعد محسن في كتابة المرتقب عن الحقبة  الملكية إنه سيعيد تصحيح بعض الأحداث التي تناولته كتبه ومؤلفاته عن الحقبة السابقة ومنها خفايا ما حدث من تطورات بعد حركة 14 تموز كما أسماها والتي لم يطلق عليها تسمية ثورة من وجهة نظره لأن الجيش وبعض قيادته كانت وراءها ودعمها لهذه الحركة وكيف إستولى عبد السلام عارف على السلطة بالسيطرة على الإذاعة ولم يكن لعبد الكريم قاسم دور فيها سوى إنه تم إختياره لكون من الرتب العسكرية العليا أنذاك وما أعقبها من صراعات مريرة تمثلت بوقوف عبد الكريم قاسم مع الشيوعيين وتأجيج صراعهم مع القوميين والبعثيين وبدت حياة العراق تتدهور من جديد إثر المواجهات الدامية بينهم.

وهو في الكتاب الجديد يريد أن يستعرض مناقب رئيس الوزراء في العهد الملكي نوري السعيد وحكمه الرشيد والمقاهي التي كان يتردد عليها أنذاك وكيف يعامل ساسة الحكم بإحترام وتقدير عاليين والأماكن الشعبية التي كان يتردد عليها وقصص علاقاته وصلاته مع عموم العراقيين والحنكة والحكمة التي يتمتع بها في إدارة الدولة وتصرف شؤونها ومواجهة الازمات بخبرته المعهودة.

ويستعرض الكتاب الجديد المقترح أساليب التعامل غير المقبولة عراقيا من قبل السلطة الجديدة وبعض العراقيين مع العائلة المالكة وكان يتمنى أن يكون التعامل معها على شاكلة ما تعامل بها المصريون مع عائلة الملك فاروق وكيف أحاطوه بالرعاية والإحترام بعد قيام الجمهورية في مصر على يد عبد الناصر الذي كان هو الآخر يكن عداء لامثيل لها للحقبة الملكية في العراق.

وما يشفع للزميل العزيز والنقابي والصحفي المثابر سعد محسن خليل في الكتابة عن ملوك العراق وشخصياتهم البارزة أنه هو من عائلة بغدادية عريقة عمل والده في بلاط العهد الملكي في زمن رئيس الوزراء الأسبق نوري سعيد وتربى تربية تليق بمقام تلك العائلة التي تعد من أشراف السادة النعيم التي يعتز بإنتمائها العروبي الكثير من العراقيين ذوي التاريخ الغائر في أعماق الأصالة والمنبع الطيب..

وهو فوق كل هذا صحفي متميز وكاتب مقالات في العديد من الصحف والمواقع واهتم بالكتابة عن أروقة صاحبة الجلالة وكان لها فيها سفر معطاء مكلل بالغار ووجد بعد كل تلك المسيرة أنه من دواعي المسؤولية الأخلاقية وشرف المهنة أن يكون شاهدا على أفضل فترات العراق إزدهارا في العهد الملكي ليكتب عنها وعن أسرار تلك العائلة المالكة وكيف حكمت العراق وكيف كان العراقيون في زمن بغداد الجميل يعشقون عاصمتهم لجمالها الساحر الأخاذ وهي تزدان بكل تلك الشوارع والعمارات الجميلة والطيبة العراقية الوطنية المحبة لتاريخها وعبق حضارتها ومنها شارع الرشيد ومنطقة القشلة والوزيرية والأعظمية وباب المعظم وكل تلك المناطق التي كانت موئلا لإنطلاقة ذلك العهد المشرفة بكل ما تحمله من عبق التاريخ العراقي الجميل وحكايات زمنها الأكثر من روعة.

ولهذا دارت مؤلفات الرجل عن فترات التاريخ المعاصر للعراق في الخمسينات والستينات وعن تاريخ تلك العائلة المالكة المليء بالأسرار وبكل مايرفع الرأس زهوا وعلوا وكبرياء وما حل بها في أواخر حكمها من تعامل لبعض الحاقدين على مسيرتها  بما لايليق بمكانتها ولهذا أفرد الرجل في السنوات الأخيرة الكثير من وقته للكتابة عن تلك الفترة الزاخرة بالكثير من الأحداث والخفايا فتوغل في حياة الملوك والأسرة المالكة وكتب عن طبيعة حياتهم اليومية وأساليب معايشتهم للمجتمع العراقي وبساطة عبشهم ونزاهتهم وكانت مؤلفاته عنها تشكل واحدة من أهم المحطات في التاريخ العراقي المعاصر.

من مؤلفات الزميل سعد محسن خليل عن فترة العهد الملكي وكتبه التي يفخر بها : (شقاوات بغداد) و (على مائدة الملوك) ثم عدل بعض مضامينه في كتابه (على مائدة الرؤساء) وهو يعكف الان على إعادة الكتابة مجددا عن قصص مآثرها الخالدة لتكون مادة للإجيال العراقية لتتذوق طيبة ملوكها ونزاهة شخصيات عهدها الحاكمة أنذاك وهي تؤكد لكل من يريد أن يسبر صفحاتها أنها كانت من أروع صفحات التاريخ العراقي إشراقا وقد بنت ركائز حكم عريقة ودولة عراقية معاصرة شهدت لها أغلب دول العالم والمحيط الإقليمي بأنها أدت دورها القيادي على أحسن مايرام.

ومن يتمعن في ثنايا سيرة حياة الزميل العزيز سعد محسن خليل هي الأخرى حتى يجد أنها مسيرة معطاء محملة بكل عبق الذكريات الجميلة والعمل الصحفي المهني المحترف وله تأريخ مشرف في نقابة الصحفيين العراقيين وقد تدرج بمواقع النقابة وتقلد منصب أمين سر نقابة الصحفيين لسنوات طوال.

أنتخب الزميل العزيز سعد محسن عضوا في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين عدة مرات وكان أمين السر فيها لدورتين متتاليتين وهو الآن عضو مجلس النقابة ويواصل مشواره الإبداعي في الكتابة عن فترة العهد الملكي ليقدمها زادا شهيا للقراء والمتابعين ومن لديهم شغف بالإطلاع على خفايا تلك الحقبة الذهبية في تأريخ العراق المعاصر.

مقالات مشابهة

  • عمرو خليل: جنرالات حاليون وسابقون في جيش الاحتلال يعرفون بهزيمة إسرائيل
  • سعد محسن خليل يبحر مجددا في أعماق الحقبة الملكية ليستخرج منها لآلئ ودرر
  • وزير الري: تعاملنا بشكل استثنائي مع 13 نقطة ساخنة تعاني من أزمات حادة في المياه
  • دفعت ثمن سيناريو الفيلم من مالي الخاص.. سامح حسين يكشف مفاجأة عن "ساندوتش عيال"
  • تامر خليل: غزل المحلة أنهى ملف حراسة المرمى بأفضل شكل ممكن
  • أكاذيب "عاكف ومرسي" في حكايات "هيثم أبو خليل"
  • إعلام إسرائيلي: الجيش مستعد للمعركة المحتملة مع لبنان وجاهز لأي سيناريو
  • استمرارا لمسلسل الانتهاكات.. إسرائيل تلوح بـ«سيناريو غزة» في الضفة الغربية المحتلة
  • أونروا: بعض المناطق في شمال قطاع غزة تعاني من المجاعة
  • هيئة فلسطينية: غزة تعاني من مستويات خطيرة للمجاعة