عمليات المقاومة مستمرة.. والقسام توثّق استهداف قوة إسرائيلية متحصّنة في رفح
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، أنّ مجاهديها في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، يخوضون معارك ضارية، من مسافة صفر، ضدّ قوات الاحتلال وآلياته المتوغلة في المكان، موثقةً مشاهد عن استهداف قوّة خاصة إسرائيلية في الحيّ.
وعرض الإعلام العسكري لكتائب القسّام مشاهد توثق استهداف مبنىً تحصّنت فيه قوة من “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، بقذيفتي “TBG”.
وأظهرت المشاهد، بصورة واضحة، جنود الاحتلال المتحصّنين في المبنى، ثمّ وصول مروحيةٍ إسرائيلية من أجل إجلاء الجنود القتلى والجرحى عن المبنى المستهدف.
#شاهد.. #كتائب_القسام تنشر فيديو لاستهداف مبنى تحصنت به قوة إسرائيلية بقذيفتي "TBG" في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع #غزة.#الميادين #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/RGqDseUZ4p
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 10, 2024
وفي اليوم الـ 309 من معركة طوفان الأقصى، رداً على العدوان الإسرائيلي، أعلنت القسّام تمكُّن مجاهديها من استهداف قوة إسرائيلية تحصنت داخل المستشفى “الإندونيسي”، في حي تل السلطان.
وقالت إنّ العملية نُفذت بقذيفة “TBG” مضادة للتحصينات، وقذيفة أخرى مضادة للأفراد، وتمّ إيقاع الجنود بين قتيل وجريح. ورُصد هبوط الطيران المروحي الإسرائيلي من أجل إجلاء الجنود القتلى والجرحى.
وأكدت القسام أن مجاهديها تمكّنوا من قنص جندي إسرائيلي في منطقة القرية السويدية، جنوبي غربي حي تل السلطان.
وتم استهداف جرافة إسرائيلية عسكرية، من نوع “D9″، بقذيفة “الياسين 105″، في منطقة زلاطة، شرقي مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وفي تمام الساعة الـ 18:02، من اليوم السبت، استهدفت كتائب القسّام حشود الاحتلال، شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع، بصواريخ “107”، واشتعلت النيران في المكان المستهدَف.
والكمين، الذي عرضت القسّام مشاهده في حي تل السلطان، غربي مدينة رفح، نفّذته أمس، بحيث استهدفت مبنى تحصّنت داخله قوّةٌ إسرائيلية، قوامـها 9 جنود.
وكانت كتائب القسّام قالت، في بيانٍ، إنّ مجاهديها استهدفوا المبنى، الذي تحصّن داخله جنود الاحتلال، بقذيفتين من نوع “TBG”، في حيّ تل السلطان، غربي مدينة رفح، جنوبي القطاع.
وأشار البيان إلى أنّ العملية أوقعت القوّة الإسرائيلية بين قتيلٍ وجريح، مضيفاً أنّ “مجاهدي كتائب القسّام رصدوا هبوط الطيران المروحي الذي عمل على إجلاء القتلى والمصابين”.
بدورها، أكدت كتائب شهداء الأقصى قصفها بوابل من قذائف “الهاون” تجمعاً لجنود الاحتلال في حي تل السلطان، كما قصفت عبر رشقةٍ صاروخية من نوع “107”، حشودَ “جيش” الاحتلال المتمركزة في خط إمداده، في محور “نتساريم”، جنوبي مدينة غزة.
وفي بيانٍ منفصل، تبنّت كتائب الأقصى دكّ حشود الاحتلال وتمركز آلياته، وسط مخيم يبنا، جنوبي مدينة رفح، معلنةً استخدام مجاهديها قذائف “الهاون”.
من جهتها، أعلنت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، استهدفها قوات الاحتلال المتمركزة في محور “نتساريم”، وذلك بصاروخين من نوع “حاصب 111”.
“جيش” الاحتلال يُقرّ بـ 12 إصابة
وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها وخوضها الاشتباكات في محاور قطاع غزة كافةً، أقرّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بإصابة 12 جندياً في المعارك الدائرة في القطاع، خلال الساعات الـ24 الماضية.
يُذكَر أنّه، منذ بداية معركة طوفان الأقصى، أُصيب 4284 ضابطاً وجندياً، بينهم 2190، منذ بدء العملية البرية، بحسب ما أعلن “جيش” الاحتلال، وسمح بنشره.
وأعلن “الجيش” أيضاً، تحت بند “سُمح بالنشر”، مقتل 689 ضابطاً وجندياً، وإصابة 639 بجروحٍ بالغة الخطورة، منذ بداية الحرب، مشيراً إلى أنّ 213 ضابطاً وجندياً ما زالوا يخضعون للعلاج في المستشفيات، بينهم 29 جروحهم خطيرة،
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی حی تل السلطان مدینة رفح من نوع
إقرأ أيضاً:
مأساة مستمرة.. 300 ألف نازح يحرمهم الاحتلال العودة لرفح المدمرة
غزة– انقضت 4 أسابيع منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولم تبرح صفاء الحمايدة خيمتها في مركز للإيواء داخل مدرسة بمدينة خان يونس جنوب القطاع.
نزحت صفاء (52 عاما) مع أسرتها المكونة من 10 أفراد من مدينة رفح المتاخمة للحدود الفلسطينية المصرية في أقصى جنوب القطاع، على وقع العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة والاجتياح البري للمدينة في 6 مايو/أيار من العام الماضي.
"رفح مدمرة، ولا وقف لإطلاق النار فيها"، تقول صفاء الحمايدة للجزيرة نت، وهي تتحدث عن الدمار الواسع الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية، وجرائم القتل والاستهداف اليومية ضد العائدين للمدينة من قبل قوات الاحتلال المتمركزة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) على امتداد نحو 14 كيلومترا، تفصل بين مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، استشهد 23 فلسطينيا وأصيب آخرون من سكان المدينة، أثناء محاولتهم تفقّد بقايا منازلهم ومناطق سكنهم.
وبحسب مصادر فلسطينية محلية، فإن الاحتلال ينصب رافعات ضخمة على طول المحور ويثبت في قمتها أسلحة آلية رشاشة لإحكام سيطرته على المدينة.
ويحول ذلك دون عودة 300 ألف نسمة من سكان هذه المدينة الأصغر من بين محافظات القطاع الخمس، والتي احتضنت حتى عشية اجتياحها أكثر من مليون نازح من مدينة خان يونس المجاورة، ومناطق شمال القطاع.
"وين نرجع؟.. بيوتنا مدمرة، ورفح كأنها خارج اتفاق وقف إطلاق النار، كل يوم شهداء وجرحى"، وبعد لحظات صمت عابرة جالت خلالها ببصرها في أرجاء المكان، تضيف صفاء "والله هذه ليست حياة، لمتى سنبقى في الخيام والمدارس؟".
إعلانلم يعد لصفاء الحمايدة منزل في رفح، وقد مسح الاحتلال مخيم الشابورة ودمر كل منازله، كما تقول. وبحسب وصف أبنائها الذين غامروا بالتسلل للمدينة لتفقد منزلهم "ما عرفنا حدود بيتنا، كل المخيم مدمر، والاحتلال دمر المنازل ودفن الكثير منها في حفر عميقة".
ولا تعلم صفاء إلى متى ستستمر معاناتها والنازحين من رفح، وحتى من وجدوا منازلهم أو أجزاء منها قائمة لم يتمكنوا من العودة للإقامة فيها بسبب الخطر، وكذلك لعدم توفر المياه والصرف الصحي.
وتشير التقديرات الرسمية الأولية لبلدية رفح إلى أن نسبة الدمار في المدينة تتجاوز 80%، وقد طال التدمير نحو 16 ألف بناية تحتوي على 35 ألف وحدة سكنية، مدمرة كليا أو بشكل بليغ غير قابل للعيش.
رفح المنكوبة"هذه ليست رفح التي نعرفها.. لقد دمر الاحتلال معالمها وأحياءها وحواريها وشوارعها". يقول مهند قشطة (30 عاما)، وينحدر من أحد أشهر وأكبر عائلات المدينة، التي تقطن تاريخيا في حي يستمد اسمه منها "حي القشوط" ويطل على "بوابة صلاح الدين" على الحدود مع مصر.
ويصنف الاحتلال هذه المنطقة بالحمراء ويحظر الاقتراب منها لوقوعها في نطاق 700 متر عن محور صلاح الدين، غير أن قشطة يقول للجزيرة نت "هذه تصنيفات واهية، ورفح كلها حمراء وخطرة، وتسيطر عليها قوات الاحتلال بنيران الدبابات والقناصة والرافعات".
مهند ناشط على منصات التواصل الاجتماعي، وكان شاهدا على عمليات إطلاق نار من الاحتلال تجاوزت هذه المسافة، وفي حادثين منفصلين أصيب صديقان له على مسافة نحو كيلومتر في عمق المدينة.
يقطن هذا الشاب النازح وزوجته وأطفاله (6 أفراد) مع والديه وأشقائه وأسرهم (35 فردا) في منزل بالإيجار كان تعرض لتدمير جزئي في منطقة "بطن السمين" بمدينة خان يونس، وباتوا بلا مأوى جراء تدمير منزلهم المكون من 5 طوابق في مدينة رفح، ويقول "حتى نظرة على أطلاله يحرمنا الاحتلال منها".
ومن دون انسحاب كامل للاحتلال من محور صلاح الدين، لا يمكن لسكان المدينة العودة إليها، يقول قشطة في سياق حديثه عن المخاطر الجمة في عمق المدينة وأحيائها الجنوبية القريبة من المحور، "حيث إطلاق النار لا يتوقف، وأيضا توغل الدبابات والآليات وعمليات نسف لمنازل كانت شبه قائمة، وقد دمر الاحتلال 10 منها بعد وقف إطلاق النار".
إعلانوتتحدث الستينية سهيلة أبو حميد بكثير من الغضب والحسرة عن منزلها المكون من 3 طوابق وكانت تقطنه مع أسرتها (14 فردا) في "حي السلام"، الذي تقول إن "زلزال الاحتلال دمره"، ولم يعد له وجود كما بقية الأحياء القريبة من المحور الممتد من معبر رفح شرق المدينة وحتى شاطئ البحر في غربها.
وتقول سهيلة (68 عاما) للجزيرة نت "عملنا طوال عمرنا لبناء هذا البيت وراح بغمضة عين". وماذا ستفعلون الآن؟ سألتها الجزيرة نت، "هينا قاعدين بالمدرسة، والأولاد راحوا يشوفوا البيت وطخوا عليهم (أطلق الاحتلال عليهم النار)، وحتى قشة ما أخذناها منه".
قبيل اندلاع الحرب كانت هذه الأم تعد شقة في المنزل لزواج أصغر أبنائها، لكنها اليوم تشعر بالعجز عن التفكير بما هو قادم، وتتابع باهتمام تطورات اتفاق وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية، وتتساءل "هي رفح مش ضمن الاتفاق؟، متى ينسحب الاحتلال منها؟، ومتى يعيدون بناء منازلنا (..) أو يعطونا كرفان أحسن من الخيمة، والله تعبنا من البرد والمطر؟!".
ويحمل حديث رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي للجزيرة نت، ردودا على تساؤلات لا تنقطع من هذه النازحة ونازحي المدينة، ويقول إن 60% من مساحة مدينة رفح لا تزال تحت سيطرة الاحتلال، الذي لا يزال يمارس سياسة تدمير المنازل بالنسف والقصف.
وتواصل قوات الاحتلال عمليات إطلاق النار نحو المناطق المصنفة آمنة، ما يهدد حياة المدنيين، ويعوق جهود الإغاثة والإعمار، بحسب الصوفي. وطالب "بتدخل عاجل لوقف خروقات الاحتلال في رفح منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار".