قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن هناك هدفًا سياسيًا للاحتلال وراء ارتكابه مذبحة مدرسة التابعين يتمثل في نسف المفاوضات المقبلة قبل أن تبدأ، وجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة مدمرة.

وأضاف البرغوثي -خلال حلقة 10-8-2024 من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟" أن الاحتلال هدف من وراء مذبحة اليوم الوحشية في مدرسة التابعين بحي الدرج في غزة إلى الانتقام من أهل غزة الذين صمدوا صمودًا بطوليًا في غزة وشمال قطاع غزة، كما أن المذبحة تعتبر -وفق رأيه- جزءًا من عملية الإبادة التي بدأها الاحتلال بتدمير المستشفيات والآن جاء الدور على المدارس التي دمر الاحتلال 80% منها تدميرًا كاملًا.

وأضاف البرغوثي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال يحلم رفقة زبانيته بتطبيق سياسة التطهير العرقي، رغم أن المقاومة الفلسطينية مستمرة في المفاوضات حرصًا على أهل غزة، ولكن نتنياهو يريد أن ينسف فكرة الوصول إلى اتفاق من أساسها.

واتهم البرغوثي الإدارة الأميركية بممارسة النفاق والتعامل بمعايير مزدوجة وهي التي تعبر عن "القلق" عندما يُقتل الفلسطينيون بهذه الطريقة البشعة، مؤكدًا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستطيع أن تجبر نتنياهو على وقف إطلاق النار والقبول الفوري بالمفاوضات إن هي أرادت ذلك.

وأوضح البرغوثي أن المذبحة كشفت عن الفاشية الإسرائيلية في أوضح صورها، حيث إنها لا تقيم وزنًا لحياة طفل أو امرأة حامل أو شيخ مسن، مشيرًا إلى أن افتراض وجود المسلحين – إن كان حقيقة – فهو لا يبرر مثل هذه الأعمال البربرية.

وأشار البرغوثي إلى أنه أصبح حتمًا على المحكمة الجنائية الدولية أن تصدر أمرًا بالقبض على نتنياهو، كما أكد أن الوقت قد حان لأن تصدر محكمة العدل الدولية حكمها بأن ما يحدث في غزة هو جريمة إبادة جماعية، وأن تجبر إسرائيل على وقف هذه الحرب الدموية فورًا.

مقاربات بايدن للحل

وحول موقف بلاده من المجزرة، قال الدبلوماسي الأميركي السابق تشارلز دان، إن موقف إدارة الرئيس بايدن متسق مع مقارباته التي أعلنها من قبل، وهو الرغبة الأكيدة في وقف إطلاق النار، وأضاف أن الإدارة لن تنخرط في تصريحات تشتت الانتباه وتشعل التوترات، ولا تساعد في إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات.

ويرى دان أنه من الأفضل أن تركز إدارة بايدن على تحقيق هدفها بوقف إطلاق النار بدلًا من الإدانات الصريحة أو التصريحات مرتفعة النبرة، وأشار إلى أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق أهدافها العسكرية في قطاع غزة دون أن تأخذ في الحسبان حجم الخسائر المدنية في أوساط الفلسطينيين.

ورغم أن هناك قصورًا في التفكير الإستراتيجي الإسرائيلي فيما يتعلق بالتعامل مع حزب الله وإيران فإنّ دان يرى أن أميركا ستقوم بالدفاع عن الحكومة الإسرائيلية والتدخل لإنقاذها من تبعات "عسكرية خطرة للغاية".

وبحسب دان، فإن الإدارة الأميركية تدرك أن شعبيتها في أوساط الشعوب والحكومات العربية قد تراجعت منذ فترة طويلة، ولكنه يرى أن إدارة بايدن قلقة على علاقتها مع الدول العربية الرئيسية التي تعرضت لضغوط حقيقية بسبب ما يحدث الآن في حرب غزة.

وأوضح دان أن الشعب الأميركي يجهل الكثير مما يحدث في الميدان في قطاع غزة، لأنهم لا يتابعون الأخبار بشكل يومي، مما يجعل هناك تعاطفًا مع الجانب الإسرائيلي خصوصًا في أوساط المحافظين بشكل عام بغض النظر عن ما يحدث في الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ما یحدث

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يؤجل مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة إلى ما بعد لقاء ترامب

أكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر تأجيل مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى ما بعد لقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأشار الموقع إلى أن نتنياهو اختار تأجيل بدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى، والتي كانت مقررة الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة، حتى بعد لقائه مع ترامب.

ووفقا للاتفاق، فإنه كان من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية الاثنين، وهو اليوم السادس عشر لوقف إطلاق النار، لكن نتنياهو فضّل أولا معرفة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، علما بأن اتفاق الهدنة في غزة ينتهي في الأول من آذار/ مارس المقبل.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي، أن "المفاوضات الجادة بشأن المرحلة الثانية لن تبدأ إلا بعد أن يلتقي نتنياهو مع ترامب، ولن يحدث شيء مهم قبل ذلك"، منوها إلى أن نتنياهو كان من المفترض أن يجتمع مع قادة فريق المفاوضات مساء السبت، وهم رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار واللواء نيتسان ألون، لكنه ألغاه في اللحظة الأخيرة.

وقال مسؤول إسرائيلي إنّ "فريق المفاوضات كان يعتزم عرض خطة لنتنياهو لبدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية، بهدف دفع المحادثات مع حماس في الاتجاه الإيجابي".


ووفق ما أورده "أكسيوس"، فإن نتنياهو أبلغ في الأيام الأخيرة قادة فريق المفاوضات، بأن وزير الأمن القومي رون ديرمر سيحل محلهم كرئيس للوفد.

وذكر مسؤولان إسرائيليان أن "نتنياهو أوضح أن المفاوضات في المرحلة الثانية ستكون أكثر سياسية واستراتيجية، وترتبط مباشرة بخطة "اليوم التالي" في غزة التي يتولى ديرمر العمل عليها".

بدوره، حذر برنياع من أن التغيير قد يضر بالمفاوضات، وأكد الوفد الإسرائيلي المفاوض أن المحادثات ليست مع الولايات المتحدة، بل مع حماس عبر قطر ومصر.

وبحسب موقع "أكسيوس"، فإنّ هناك تباينا في المواقف والبيانات حول مستقبل غزة، موضحا أن "حماس تطالب بإنهاء الحرب مع الإبقاء على سيطرتها في القطاع، بينما ترفض إسرائيل إنهاء القتال طالما أن حماس لا تزال في السلطة".

وقال مسؤول إسرائيلي إنه "إذا قرر نتنياهو عدم التقدم إلى المرحلة الثانية من الصفقة، فقد يعني ذلك استمرار القتال في غزة لمدة عام آخر على الأقل في محاولة للإطاحة بحكم حماس".

مقالات مشابهة

  • ترامب يُهاجم إدارة بايدن بورقة إيران
  • سموتريتش: دعم إدارة بايدن لإسرائيل تراجع وتحول إلى ضغوط متزايدة
  • نتنياهو يسعى لاستغلال خطة ترامب لتعزيز ائتلافه
  • خلال لقائه ترامب.. نتنياهو يشير إلى التوتر مع إدارة بايدن
  • أول مسؤول بارز يستقيل من إدارة بايدن السابقة: نهج واشنطن تجاه حرب غزة كان فاشلا (حوار)
  • سعداوي: نتنياهو يسعى إلى صفقة شاملة وتشكيل شرق أوسط جديد من واشنطن
  • نتنياهو يقرر إرسال وفد المفاوضات إلى الدوحة لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق
  • عودة نتنياهو للحرب على غزة شبه مستحيل لهذا السبب
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يسعى لتحقيق مكاسب ملموسة بالضفة خلال لقائه بترامب
  • نتنياهو يؤجل مفاوضات المرحلة الثانية من الصفقة إلى ما بعد لقاء ترامب