عبدالمنان السنبلي
في الحرب.. اليمنيون لا يقدّمون الوجبات السريعة..
اليمنيون يقدِّمون دائماً الوجباتِ الدسمة والناضجة حتى وإن تأخرت قليلًا..
يختارونها بعنايةٍ فائقةٍ أولاً، ثم (يتكتكون) لها ويهندسون؛ ليبدأوا، بعد ذلك، عمليةَ التجهيز والطبخ على نار هادئة جِـدًّا..
يعني: ليسوا مستعجلين..
أو بعبارة أُخرى: نفَسُهم طويل.
ولهذا تجدهم دائماً يقدِّمون على موائدِ العدوّ أشهى وأطيبَ وألذ ما لديهم من الأطباق..
فهم، كأجدادِهم، كرماءُ جِـدًّا..
لا يبخلون بتقديم أجودِ ما توفر لهم..
يشهد لهم بذلك العدوُّ قبل الصديق، والبعيدُ قبل القريب..
وهذا، بالطبع، يفسِّرُ لماذا تأخَّروا أربعين يوماً عن الرد، ولو بطلقةٍ واحدة، على العدوان (السعوديّ الإماراتي العربي الأمريكي) مع بداية انطلاق ما سُمِّي حينها بعاصفة الحزم..
فقد كانوا، بصراحة، منهمكين جِـدًّا في (مطابخهم) المعتادةِ والمألوفة في مثل هذه الظروف..
لم يبارحوها على مدى أربعين يوماً..
هذه حقيقة..
لكنهم، ومع ذلك، خرجوا..
خرجوا، وقد هندسوا وَ(تكتكوا) وأعدُّوا (سفرةً) يمنيةً طويلةً شهيةً ودسمةً لم يبارحها العدوُّ طيلة عشر سنواتٍ ونيف، حتى أُثخن وأُصيب، وكما ترَون، بحالة من التخمة..!
تخمة مفرطة أقعدته الفراشَ صريعًا..!
وهكذا دائماً هو حالُ من يجرِّبُ أَو يختبر كرمَ ومأكولات اليمنيين في الحرب..!
الأغبياءُ الإسرائيليون..!
والأمريكيون أَيْـضاً..!
أدخلوا اليمنيين ذاتَ المطابخ..!
وها هم اليمنيون، كالعادة، يهندسون وَ(يتكتكون) ويطبخون لهم على نارٍ هادئة..
وليس اليمنيون، بطبيعتهم، مستعجلين..!
نَفَسُهم، وكما أسلفنا، طويل..
ولذلك، ها هم اليوم يعدُّون للإسرائيليين والأمريكيين (سفرةً) يمنيةً شهيةً.. لا أظنُّهم يدعونها إلا وقد أُثخنوا كَثيراً، وأُصيبوا بحالةٍ من التخمة..!
تخمة مفرطة ستقعدُهم الفراش والأسرَّة صرعى..!
وهذا هو، بالطبع، حالُ مَن لم يتعظ، أو لم يتعلم دروساً من الآخرين..!
فهنيئاً مريئاً لهؤلاء الأعداء المغرورين ما أمسوا موعودين به من مطابخ اليمن العسكرية والحربية..
وبالعناء والشقاء..
ملحوظة:
انضم إلى مطابخنا طباخٌ ماهرٌ جديد اسمه:
السِّنوار..!
لا تتزاحموا.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
نجيب ساويرس يكشف عن رأيه في الإدارة السورية الجديدة
علق المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال ورئيس شركة أوراسكوم القابضة للاستثمار، على الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، وعن إمكانية وجود رسائل إيجابية من النظام الجديد، قائلاً: "هناك مثل يقول: 'اسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك أتعجب'، وحتى الآن، كلامهم وأفعالهم يسيران في طريق واحد."
وبالرغم من ذلك، أوضح في لقاء مع الإعلامية لميس الحديدي، المذاع على شاشة ON، أنه لديه دائماً توجساً من أي نظام يندرج تحت لواء الإسلام السياسي، مثل الإخوان المسلمين، قائلاً: "دائماً تكون لدي مخاوف من التيارات الدينية، لأنها تجد لنفسها مبرراً للكذب ونقض العهود."
وأضاف: "هؤلاء يدّعون أن القرآن أباح الكذب في بعض الأحيان تحت ما يُسمى 'التقية'، ولكن القرآن الكريم منهم براء، ولذلك دائماً يكون لدي تشكك وتحفظ تجاه التيارات الدينية."
وتابع قائلاً: "أول حكومة تم تشكيلها في الفترة الانتقالية في سوريا كانت جميعها من نفس التيار، ولم تشهد أي مؤشرات جيدة تعبر عن لمّ الشمل أو ضم عناصر من مكونات المجتمع المختلفة."