لجريدة عمان:
2025-01-19@17:37:59 GMT

مجزرة الفجر.. وحقيقة السلام مع إسرائيل

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

مجزرة الفجر.. وحقيقة السلام مع إسرائيل

لا يمكن تفسير المجزرة المروعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني فجر أمس في مدرسة "التابعين" بحي الدرج في قطاع غزة إلا أنها رد عملي على البيان الثلاثي المشترك الذي أصدره زعملاء ثلاث دول هي أمريكا ومصر وقطر، ورسالة واضحة للعالم الذي استنفر قواته خلال الأيام الماضية خشية وقوع حرب شاملة إثر توعد إيران وحزب الله بالرد القاسي على إسرائيل في أعقاب اغتيالها الغادر للشهيد إسماعيل هنية في قلب طهران والشهيد فؤاد شُكر القيادي في حزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت.

تضاف "مجزرة الفجر" إلى آلاف المجازر التي يرتكبها الاحتلال يوميا منذ السابع من اكتوبر الماضي والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 40 ألف شهيد وكلها مجتمعة تصنع مشهد الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع العالم في منتصف العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، القرن الذي قال قادة العالم الغربي قبل خمس سنوات ومن تحت قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس إنه لن يشهد مرة أخرى أي مجازر ضد الإنسانية.

لكن إسرائيل لا يعنيها كل ما يدور في العالم، تمارس وظيفتها في سفك دماء الفلسطينيين بدم بارد جدا، وتحتفل بعد كل مجزرة، ومن باب حفظ ماء الوجه أمام حلفائها الغربيين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة تكتفي بالتشكيك في عدد "القتلى" وتقول إن الرقم مبالغ فيه قليلا؛ فهي إن كان لها اهتمام فيما حدث فإن يتعلق بالأرقام فقط، فلا تريد رقما كبيرا يثير حفيظة البعض وتفضل أن تشكك في الرقم لينشغل العالم بمحاولة إثبات كلامها أو نفيه بينما القضية الأساسية وهي ارتكاب المجزرة باتت أمرا عاديا وفعلا مبرمجا بشكل يومي.

ولا يمكن فهم الحديث عن وقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى مع طرف يتفنن في جرائم الحرب اليومية ضد الفلسطينيين العزل، واستمراره في اغتيال القيادات الفلسطينية واللبنانية وقنص وتفجير الصحفيين الذين ينقلون الحقيقة ولا دنب لهم إلا أنهم يتعتقون الكاميرات ونواقل الصوت!

إن سياسة الاحتلال واضحة ولا تخفى على أحد أبدا، وليس في جوهر هذه السياسة أي اهتمام بالسلام أو بالحوار أو بالتعايش ولذلك يبدو واضحا الآن أن العالم يضيع وقته، ويمنح إسرائيل فرصة أكبر لارتكاب مجازر يومية فيما يمكنه وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية، أن توقف هذه الجرائم عبر موقف صارم وحاسم تجاه إسرائيل، وهذا الموقف، فيما لو حدث، ليس إكراما لأصدقائها العرب بل هو تعبير حقيقي عن القيم التي تأسست عليها الولايات المتحدة الأمريكية والتي يتحدث عنها الدستور الأمريكي وهي تعبير قبل ذلك وبعده عن القيم الإنسانية.

إن الأجيال القادمة في العالم أجمع ستشعر بالكثير من العار وستعيش أزمة في تاريخها الإنساني عندما تقرأ عن الصمت الغريب تجاه المجازر التي ترتكب بحق الإنسانية في قطاع غزة.. لا يمكن لتلك الأجيال أن تسامح أسلافها على هذا الصمت وعلى هذا الضوء الأخضر المفتوح للكيان الصهيوني ليرتكب مجازره بحق الأبرياء العزل.

وستكون اللحظة صعبة على العالم أجمع عندما يدرس حقيقة الحقد الذي يتشكل في نفوس الملايين من الذين يشاهدون أشلاء أخوانهم الفلسطينيين تجمع في أكياس بلاستيكية، ويرون حجم شكل جثث الأطفال، والجثث المتحللة، ويرون مشاهد التعذيب التي تستعيد أجواء سجن أبو غريب سيء السمعة في السياق الأمريكي.

هذه المشاهد المؤلمة والقاتلة هي التي تزرع بذور التطرف والعنف والكراهية ولكنها في الوقت نفسه هي التي توقد عزيمة التحرر والإصرار على دحر الاحتلال الإسرائيلي البغيض من على أرض فلسطين المحتلة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

خالد ميري يكتب: مصر وصناعة السلام

المسؤولية الأكبر في منطقة ملتهبة هي قيادة السلام وتحقيقه، فتح نوافذ الحرية والسلام لشعوب منكوبة بقيادات متطرفة، إسكات البنادق التي تحقق مصالح مجموعات قليلة متطرفة على حساب شعوب المنطقة بأكملها.

اعتراف «بايدن» بأنّ مصر لعبت الدور الأكبر والرئيسي في الوصول لاتفاق السلام في غزة ووقف حرب الإبادة الصهيونية هو انعكاس لواقع يراه العالم أجمع، الحقيقة أنّ مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لا تمارس السياسة إلا بشرف في زمن عزّ فيه الشرف، كلامنا المعلن هو نفس حديثنا في الغرف المغلقة، الحروب تقتل الأمل وليس الحياة وحدها بينما السلام يفتح نوافذ الحرية والمستقبل والهواء النقي.

مصر القوية فرضت إرادتها منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة، مصر أوقفت كل خطط قادة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين وتفريغ الأرض المحتلة من أهلها ليحلو للمتطرفين استيطانها كما شاءوا، نجحت مصر منذ المؤتمر الأول الذي استضافته بالعاصمة الإدارية بعد أيام من اشتعال الحرب في حشد العالم ضد خطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

قبلها بأيام كنت حاضرا في أكاديمية الشرطة مع قيادات مصر عندما طلب الرئيس السيسى أن يستمع إلينا حول خطورة الحرب على المنطقة ومستقبلها، وكان الإجماع المصري الذي قاده الرئيس ببراعة أن الحرب خطر يجب إيقافه وتهجير الفلسطينيين هو الخطر الأكبر والهدف الأخطر للمتطرفين الإسرائيليين ويجب فرملته مهما كان الثمن.

نجحت مصر في وأد مخططات التهجير، وبعدها نجحت السياسة المصرية البارعة والإعلام المصري الناجح في فضح جرائم الإبادة الإسرائيلية أمام أعين العالم أجمع، نجاح كشف بشكل غير مسبوق ازدواجية المعايير الغربية وكذب حديثهم عن الحريات وحقوق الإنسان، فالغرب الرسمي تآمر مع القتلة الصهاينة رغم أنف الرأي العام الغربي الذي لم يتحمل مشاهد قتل الأطفال والنساء والشيوخ.

النجاح المصري تواصل بإجبار إسرائيل على فتح معبر رفح وإدخال المساعدات لأهلنا في غزة، لتقود مصر عملية الإغاثة وكانت 80% من المساعدات التي دخلت غزة مصرية رغم أزمتنا الاقتصادية، هو نداء الواجب الذي لم ولن نتأخر عنه.

مصر الكبيرة لم تتوقف جهودها السياسية والدبلوماسية، فقادت ببراعة مفاوضات السلام الشاقة بين إسرائيل وحماس وعرضت ورقة مصرية تقود لوقف الحرب والسلام الشامل، هي الورقة التي تبناها «بايدن» وأعلن بعدها أنها ورقة أمريكية، وعلى مدار 6 شهور راوغت إسرائيل لإفشال محادثات السلام واستمرار حربها للإبادة في غزة والضفة ولبنان.

وبعد نجاح «ترامب» وجدت إسرائيل نفسها دون قدرة كبيرة على المناورة فاضطرت لقبول وقف إطلاق النار والانسحاب من لبنان، وبعدها كان الجهد الأكبر الذي قادته مصر بفاعلية من خلال المخابرات العامة المصرية جهازنا الوطني الذي نفتخر به وبأنه صناعة مصرية وبتوجيهات ومتابعة مباشرة من الرئيس السيسي.. أمريكا عبر بايدن وترامب كانت مع مصر بأنه حان الوقت لوقف الحرب، ونجحت السياسة المصرية البارعة في سد الثغرات بين حماس وإسرائيل ليتم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.

الإعلان كان بداية جديدة لعمل مصري جاد لتنفيذ الاتفاق بلا عقبات، والقاهرة تستضيف كل الأطراف من الجيش الإسرائيلي والموساد والمخابرات الأمريكية والسلطة والفصائل الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، واليوم يبدأ تنفيذ الاتفاق وبدء الإفراج عن 33 إسرائيليا مقابل 1700 فلسطيني مع وقف كامل لإطلاق النار وبداية انسحاب إسرائيل من غزة.

نجحت الجهود المصرية في حقن دماء أهلنا في غزة، نجحت لأن العالم كله يثق في قيادة مصر لعملية السلام ويعرف أنّ مصر قوية قادرة على أي حرب لكنها اختارت السلام طريقا وخيارا لا تراجع عنه، العالم كله يعرف قدرة مصر ويعترف بقيادتها الناجحة ويقف احتراما للرئيس عبدالفتاح السيسي.

مستقبل «صلاح»:

لا يوجد لاعب في العالم يقف الجميع على أطراف أصابعهم لمتابعة مستقبل مفاوضاته وأين سيكون مثل نجمنا العالمي محمد صلاح، مو صلاح الذي يتصدر كل الحديث عن الكرة الذهبية ولاعب العام في إنجلترا هو اللاعب الأكثر نجاحا وشهرة عالميا في الوقت الحالي.

الكل يريد أن يعرف هل سينجح ليفربول في الاحتفاظ به بعد أن يمنحه الذي يريده ويستحقه، أم سيذهب إلى الهلال ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ الكرة العالمية، أم سيشارك الهلال كأس العالم للأندية ويستمر مع ليفربول؟ كل وسائل الإعلام العالمية لا تتحدث إلا عن فخر مصر والعرب مو صلاح، الذي نتمنى له مواصلة النجاح والتألق أيا كان المكان الذي سيختار مواصلة مسيرته فيه.

نفس التمنيات لنجمنا العالمي الجديد عمر مرموش صاروخ الكرة العالمية الجديد، وتمنياتنا له بالنجاح في خطوته الجديدة الرائعة في مانشستر سيتي.

مقالات مشابهة

  • التحالف السوداني للحقوق يناشد ترامب دعم السلام في السودان
  • صريح جدا.. الشخص لي يتدخل فيما لا يعنيه..’يسمع مالا يرضيه”
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • خالد ميري يكتب: مصر وصناعة السلام
  • فشل الغرب في الحرب التي شغلت العالم
  • أبرز عمليات تبادل الأسرى التي جرت فلسطينيا مع إسرائيل
  • كشف مفاجأة مذهلة: ما الذي دفع إسرائيل وحماس للتوافق؟
  • مكتب نتنياهو يحدد اليوم الذي يمكن فيه إطلاق سراح رهائن حماس إذا وافق مجلس الوزراء على اتفاق غزة
  • إسرائيل تبلغ أهالي المختطفين بالاتفاق الذي تم التوصل إليه