لجريدة عمان:
2025-01-22@22:03:54 GMT

في شأن فورة الشباب وضرورة توجيه البوصلة

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بعيدا عن "الكليشيهات" المعتادة حول دور الشباب والنخب في مسار الأمة وحيويتها وملاذها وتماسكها وصلابتها ووقودها نحو مدارج الحضارة والتقدم والدرع الحصين ضد كل طامع ومتربص وحاقد، فإننا في عُمان نمتلك مجتمعا شابا يافعا يضج نشاطا وهمة ورغبة في التحقق على كافة أصعدة الحياة ومناكبها ولا غرو أن تجدهم في لوحات الشرف في أعرق الجامعات العالمية ويحققون مراتب ومراكز عالمية في العديد من المسابقات الدولية والبحوث العلمية والأكاديمية والرياضية وليس في الأمر "شوفينية" ساذجة فنحن جزء فاعل في هذا العالم، ونمتلك إرثا عميقا ومتجذرا ساهم عبر الكثير من التحولات التاريخية في صقل شخصية الإنسان العماني في هذه الجغرافية الثرية بعناصر القوة والتنوع والجمال والتحدي.

وفي سياق كهذا يمس الشباب العماني، من الصعوبة الابتعاد كثيرا عن وهج الأرقام والإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات والذي اعتبره أحد قصص النجاح الشبابية المدهشة في البلاد عندما يوسد الأمر لأهله، علما أنه وفقا لإحصائيات عام 2022 فإن ما نسبته 19 % من الهرم السكاني العماني هم من الذكور الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 – 29 سنة في مقابل %18.7 من الإناث في ذات الفئة العمرية. وعلى ذات الصعيد، يحمل نحو 103,289 شهادة دبلوم التعليم العالي ونحو 285,043 شهادة بكالوريوس علما أن %73 من العمانيين يحملون مؤهل الدبلوم العام (671,744).

ومن الواضح أننا مجتمع فتي بصورة كبيرة وهو عنصر قوة بالمعنى التنموي والاقتصادي والفكري والاجتماعي للكلمة ولعل انعكاس ذلك واضح نسبيا في فضاءات التقنية والعالم الرقمي، وبحسب الاحصائيات التي نشرت بجريدة عمان بتاريخ 30 يونيو 24، حول انتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي في أوساط العمانيين يتضح أن ما نسبته 99% من العمانيين يستخدمون تطبيق "واتساب" في حين يأتي ثانيا تطبيق "اليوتيوب" بنسبة 75% وتطبيق "الانستجرام" بنسبة 69% وتطبيق "الفيس بوك" بنسبة 20% واللافت أن 22.2% من العمانيين يستخدمون تطبيق "منصة x" بشكل يومي و41.2% كذلك يستخدمون تطبيق "سناب شات".

ومع تفاعل شريحة واسعة من الشباب العماني مع مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وانكشاف العالم رقميا بسبب الثورة في تقنيات الاتصالات وإرهاصات العولمة وتداعيات ذلك على مستويات الوعي والتفاعل فيما يخص الوطن، فإننا نلاحظ شكلا من أشكال الفجوة في تصورات هذه الشرائح عن الحكومة وهناك ما يشبه "عدم التقبل" و"السلبية" و"السوداوية" للكثير مما يصدر من الحكومة من مبادرات رغم كل الجهود الكبيرة المبذولة على كل الصعد والمسارات، والملفت أنه عندما يكتب أحدهم مادة سلبية وقد تكون مدسوسة بطريقة أو بأخرى بهدف إثارة الرأي العام، سرعان ما يتم تناقلها وكأنها حقيقة مطلقة بل واتهام كل من يسعى إلى عدم الرضوح لتلك الروايات أو التخريجات المحلقة في فضاءات الانترنت المشبوهة بأنه إما "مطبل" للحكومة أو جاهل، والأغرب من ذلك حينما يكتب شخص أجنبي عن عُمان أمرا إيجابيا لاحظه خلال زيارته أو متابعاته للشأن العماني ومواقف القيادة الرسمية من بعض القضايا، فسرعان ما تهاجمه بعض الأصوات بقسوة وتصل للشتيمة وكأن ذكر قيمة إيجابية عن الوطن "تهمة" تستوجب الرد!

أعتقد أننا أمام حالة تستوجب الدراسة العميقة وقراءة جوهرها بتمعن وتأني وتبصر في ظل معطيات واقعية داخلية وخارجية لا ينبغي أن نغفلها خاصة مسألة التوظيف والتمكين والدفع بالشباب في مساحات الإنتاج والمشاركة المجتمعية الحقيقية في بناء الوطن وبالابتعاد بهم وبحكمة عن تجار الإثارة والأيديولوجيا والتطرف وخطابات الكراهية والإقصاء والمناطقية. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في هذا الشأن، إلا أن هناك تطلع واسع لمزيد من المبادرات الفعلية التي تضع الوطن وتحصينه وتمكين شبابه وتجسير الفجوة بين الشريحة المجتمعية الأكبر وبين أهداف الحكومة وغاياتها للوطن ومهما كتب أو قيل عن هذه "الحالة" فإنها تحتاج لمزيد من الأفعال والمبادرات الحقيقية تشبه تلك المبادرة الحضارية المهمة "نتقدم بثقة" التي عقدت خلال شهر فبراير الماضي بمشاركة رسمية وشعبية واسعة.

أعتقد اننا بحاجة الى مزيد من الجهود "لصنع الأمل" واحتواء طموحات وفورات الشباب لتكون مع عمان الأمة والدولة والوطن والحكومة وليس ضدها لا قدر الله.

ولا ننسى أن ملفات الشباب وأولوياتهم، وتحصينهم بات أمن وطني لا يمكن الاستهانة بها، بل وينبغي أن تتجاوز وطأة الأرقام وصرامة المحاسبين والماليين مع بالغ التقدير لجهودهم في ظل حالة "مقلقة" من الحراك السياسي والأمني والعسكري في الإقليم وتقلبات بوصلة المصالح والتحالفات.

• يحيى العوفي كاتب ومترجم عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المغرب يجني 110 مليارات درهم من العملة الصعبة متأتية من القطاع السياحي وفق تقديرات الحكومة للعام الماضي

كشفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، بأن مداخيل القطاع السياحي من العملة الصعبة « ستتجاوز سقف 110 مليارات درهم سنة 2024 ».

 

وأكدت عمور في كلمة لها خلال اجتماع للجنة القطاعات الإنتاجية خصص لدراسة مواضيع تتعلق بالقطاع السياحي، أن المغرب حقق سنة 2024 أرقاما قياسية في هذا القطاع، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا المملكة هذه السنة 17.4 مليون سائح بزيادة 20 في المائة مقارنة مع 2023، و35 في المائة مقارنة مع 2019، كما أصبح المغرب الوجهة السياحية الأولى على صعيد إفريقيا.

 

وأشارت إلى أن القطاع السياحي يوفر حاليا 827 ألف منصب شغل، أي بزيادة 25 ألف منصب شغل جديد في سنة واحدة، مبرزة أن النتائج « الاستثنائية » التي تم تحقيقها جاءت بفضل التوجيهات الملكية السامية، والإجراءات التي تم اتخاذها والمتمثلة في « المخطط الاستعجالي، الذي خصصت له الحكومة 2 مليار درهم »، إلى جانب وضع « خارطة طريق جديدة للقطاع السياحي بغلاف مالي قدره 6.1 مليارات درهم ».

 

وخلال استعراضها لمحاور خارطة الطريق، ذكرت السيدة عمور ببرنامج « CAP HOSPITALITY  » الذي يهدف إلى تسريع تحديث مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة، قصد تجديد 25000 غرفة، باستثمار يبلغ 2 مليار درهم، موضحة أن هذا البرنامج يدخل في إطار استعداد المغرب لاحتضان كأس افريقيا 2025، وكأس العالم 2030.

 

أما على مستوى تأهيل العنصر البشري العامل في القطاع السياحي، فلفتت الوزيرة إلى إطلاق 14 شعبة جديدة بالتكوين المهني والعالي، إلى جانب مواكبة برامج النهوض بالعرض التكويني السياحي والفندقي مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، فضلا عن إطلاق برنامج « كفاءة ».

 

وبخصوص السياحة الداخلية، أكدت الوزيرة أنها أضحت ركيزة أساسية للقطاع السياحي بالمغرب، حيث بلغ عدد ليالي المبيت بالفنادق المصنفة خلال 2024 نحو 8،5 ملايين ليلة مبيت، وهو ما يمثل 30 في المائة من عدد ليالي المبيت بالفنادق المصنفة.

 

من جهتها، أفادت الزوهرة التازي، مديرة الاستراتيجية والتعاون بالوزارة، في عرض لها حول « أبرز إنجازات قطاع السياحة ضمن خارطة الطريق 2023-2026 بأن عدد ليالي المبيت خلال سنة 2024 بلغ 28.7 مليون ليلة بزيادة 12 في المائة مقارنة مع السنة السابقة، فيما وصلت نسبة الملء إلى 51 في المائة بارتفاع قدره 2.6 نقطة مائوية.

 

ولفتت التازي إلى تصدر المغرب قائمة البلدان على المستوى العالمي من حيث تطور عدد السياح، بحسب بيانات المنظمة العالمية للسياحة، حيث احتل المرتبة الرابعة بين أفضل الوجهات السياحية أداء من حيث نمو عدد السياح والإيرادات السياحية، خلال التسعة الأشهر الأولى من سنة 2024 مقارنة بـ2019.

 

وذكرت في هذا الصدد، بأن ليالي المبيت بالنسبة للسياح الدوليين، كأرقام أولية، بلغت 20.1 مليون ليلة، وهو ما يمثل 70 في المائة من مجموع ليالي المبيت، كما حقق المغاربة المقيمون بالخارج نسبة نمو تصل إلى 17 في المائة والسياح الأجانب 23 في المائة لسنة 2024.

 

وفيما يتعلق بتوزيع ليالي مبيت السياح الدوليين على مستوى الجهات، أوضحت التازي، أن جهة كلميم واد نون تصدرت القائمة بنسبة نمو بلغت 33 في المائة سنة 2024 مقارنة مع سنة 2023، تلتها جهة سوس ماسة بنسبة 28 في المائة، ثم جهة الداخلة واد الذهب بنسبة 27 في المائة، وجاءت بعد ذلك كل من جهة العيون الساقية الحمراء، وجهة بني ملال خنيفرة بنسبة 22 في المائة لكل منهما، تليهما جهة مراكش- آسفي بنسبة 17 في المائة.

 

وسجلت كل من جهة طنجة- تطوان- الحسيمة وجهة الشرق نسبة 14 في المائة لكل منهما، تليهما جهة الرباط- سلا- القنيطرة بنسبة 13 في المائة، ثم جهة الدار البيضاء – سطات بنسبة 12 في المائة، فيما سجلت جهة درعة – تافيلالت نسبة 5 في المائة ، وأخيرا جهة فاس -مكناس بنسبة 3 في المائة.

 

وأكدت مديرة الاستراتيجية والتعاون أن الوزارة واصلت جهودها لتعزيز العرض الفندقي، حيث تم إنجاز حوالي 7400 سرير جديد، « وهو ما يظهر اهتمام المستثمرين المغاربة والأجانب في القطاع ».

 

 

كلمات دلالية المغرب حكومة سياحة

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان المواضيع التي تهم شؤون الوطن في العين
  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن
  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عدداً من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن
  • النصيري :اجراءات وتعاون البنك المركزي مع الحكومة مكن الاقتصاد من النهوض والانتقال الى التعافي
  • المغرب يجني 110 مليارات درهم من العملة الصعبة متأتية من القطاع السياحي وفق تقديرات الحكومة للعام الماضي
  • ظاهرة تهدد أمن آيسلندا: زيادة بنسبة 200% في حمل السكاكين بين الشباب
  • حماة الوطن: قرار العفو الرئاسي يعكس حرص الدولة على تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
  • حسام الخولي يطالب بالكشف عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم قطاع الطيران
  • صحيفة تكشف ملامح توزيع حقائب الحكومة اللبنانية المقبلة
  • علماء يفسرون سبب تزايد السرطان بين الشابات أكثر من الشباب