لجريدة عمان:
2025-04-01@06:15:27 GMT

في شأن فورة الشباب وضرورة توجيه البوصلة

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بعيدا عن "الكليشيهات" المعتادة حول دور الشباب والنخب في مسار الأمة وحيويتها وملاذها وتماسكها وصلابتها ووقودها نحو مدارج الحضارة والتقدم والدرع الحصين ضد كل طامع ومتربص وحاقد، فإننا في عُمان نمتلك مجتمعا شابا يافعا يضج نشاطا وهمة ورغبة في التحقق على كافة أصعدة الحياة ومناكبها ولا غرو أن تجدهم في لوحات الشرف في أعرق الجامعات العالمية ويحققون مراتب ومراكز عالمية في العديد من المسابقات الدولية والبحوث العلمية والأكاديمية والرياضية وليس في الأمر "شوفينية" ساذجة فنحن جزء فاعل في هذا العالم، ونمتلك إرثا عميقا ومتجذرا ساهم عبر الكثير من التحولات التاريخية في صقل شخصية الإنسان العماني في هذه الجغرافية الثرية بعناصر القوة والتنوع والجمال والتحدي.

وفي سياق كهذا يمس الشباب العماني، من الصعوبة الابتعاد كثيرا عن وهج الأرقام والإحصاءات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات والذي اعتبره أحد قصص النجاح الشبابية المدهشة في البلاد عندما يوسد الأمر لأهله، علما أنه وفقا لإحصائيات عام 2022 فإن ما نسبته 19 % من الهرم السكاني العماني هم من الذكور الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18 – 29 سنة في مقابل %18.7 من الإناث في ذات الفئة العمرية. وعلى ذات الصعيد، يحمل نحو 103,289 شهادة دبلوم التعليم العالي ونحو 285,043 شهادة بكالوريوس علما أن %73 من العمانيين يحملون مؤهل الدبلوم العام (671,744).

ومن الواضح أننا مجتمع فتي بصورة كبيرة وهو عنصر قوة بالمعنى التنموي والاقتصادي والفكري والاجتماعي للكلمة ولعل انعكاس ذلك واضح نسبيا في فضاءات التقنية والعالم الرقمي، وبحسب الاحصائيات التي نشرت بجريدة عمان بتاريخ 30 يونيو 24، حول انتشار تطبيقات التواصل الاجتماعي في أوساط العمانيين يتضح أن ما نسبته 99% من العمانيين يستخدمون تطبيق "واتساب" في حين يأتي ثانيا تطبيق "اليوتيوب" بنسبة 75% وتطبيق "الانستجرام" بنسبة 69% وتطبيق "الفيس بوك" بنسبة 20% واللافت أن 22.2% من العمانيين يستخدمون تطبيق "منصة x" بشكل يومي و41.2% كذلك يستخدمون تطبيق "سناب شات".

ومع تفاعل شريحة واسعة من الشباب العماني مع مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وانكشاف العالم رقميا بسبب الثورة في تقنيات الاتصالات وإرهاصات العولمة وتداعيات ذلك على مستويات الوعي والتفاعل فيما يخص الوطن، فإننا نلاحظ شكلا من أشكال الفجوة في تصورات هذه الشرائح عن الحكومة وهناك ما يشبه "عدم التقبل" و"السلبية" و"السوداوية" للكثير مما يصدر من الحكومة من مبادرات رغم كل الجهود الكبيرة المبذولة على كل الصعد والمسارات، والملفت أنه عندما يكتب أحدهم مادة سلبية وقد تكون مدسوسة بطريقة أو بأخرى بهدف إثارة الرأي العام، سرعان ما يتم تناقلها وكأنها حقيقة مطلقة بل واتهام كل من يسعى إلى عدم الرضوح لتلك الروايات أو التخريجات المحلقة في فضاءات الانترنت المشبوهة بأنه إما "مطبل" للحكومة أو جاهل، والأغرب من ذلك حينما يكتب شخص أجنبي عن عُمان أمرا إيجابيا لاحظه خلال زيارته أو متابعاته للشأن العماني ومواقف القيادة الرسمية من بعض القضايا، فسرعان ما تهاجمه بعض الأصوات بقسوة وتصل للشتيمة وكأن ذكر قيمة إيجابية عن الوطن "تهمة" تستوجب الرد!

أعتقد أننا أمام حالة تستوجب الدراسة العميقة وقراءة جوهرها بتمعن وتأني وتبصر في ظل معطيات واقعية داخلية وخارجية لا ينبغي أن نغفلها خاصة مسألة التوظيف والتمكين والدفع بالشباب في مساحات الإنتاج والمشاركة المجتمعية الحقيقية في بناء الوطن وبالابتعاد بهم وبحكمة عن تجار الإثارة والأيديولوجيا والتطرف وخطابات الكراهية والإقصاء والمناطقية. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في هذا الشأن، إلا أن هناك تطلع واسع لمزيد من المبادرات الفعلية التي تضع الوطن وتحصينه وتمكين شبابه وتجسير الفجوة بين الشريحة المجتمعية الأكبر وبين أهداف الحكومة وغاياتها للوطن ومهما كتب أو قيل عن هذه "الحالة" فإنها تحتاج لمزيد من الأفعال والمبادرات الحقيقية تشبه تلك المبادرة الحضارية المهمة "نتقدم بثقة" التي عقدت خلال شهر فبراير الماضي بمشاركة رسمية وشعبية واسعة.

أعتقد اننا بحاجة الى مزيد من الجهود "لصنع الأمل" واحتواء طموحات وفورات الشباب لتكون مع عمان الأمة والدولة والوطن والحكومة وليس ضدها لا قدر الله.

ولا ننسى أن ملفات الشباب وأولوياتهم، وتحصينهم بات أمن وطني لا يمكن الاستهانة بها، بل وينبغي أن تتجاوز وطأة الأرقام وصرامة المحاسبين والماليين مع بالغ التقدير لجهودهم في ظل حالة "مقلقة" من الحراك السياسي والأمني والعسكري في الإقليم وتقلبات بوصلة المصالح والتحالفات.

• يحيى العوفي كاتب ومترجم عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد فضيحة سيغنال.. تطبيق المراسلة الأكثر أماناً وفقاً لخبراء

#سواليف

أحدثت واقعة انضمام الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ، بالخطأ، إلى #محادثة #جماعية #سرية تجمع كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب عبر #تطبيق_Signal – سيغنال” ضجة كبيرة، خاصةً بعدما كشف عن #معلومات_حساسة منحته سبقاً صحفياً هو الأهم في عام 2025.

وأثار الحادث تساؤلات واسعة حول مدى أمان تطبيقات المراسلة، مما دفع الكثيرين للبحث عن أكثرها موثوقية في حماية المحادثات الخاصة.

ورغم أن هذا الخطأ التقني أدى إلى تدقيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مدى كفاءة تطبيق سيغنال، إلا أن خبراء الأمن السيبراني أكدوا أنه لا يزال واحداً من أكثر تطبيقات المراسلة أماناً، بحسب تقرير لموقع Inc.

مقالات ذات صلة صخرة غريبة على المريخ تحير العلماء! 2025/03/29

لماذا يعتبر “سيغنال” الأكثر أماناً؟

وصفت رئيس تطبيق سيغنال، ميريديث ويتاكر، المنصة بأنها “المعيار الذهبي” في مجال الاتصالات الخاصة، مشيرةً إلى أن التطبيق يعتمد على التشفير من طرف إلى طرف (End-to-End Encryption)، ما يعني أن الرسائل لا يمكن قراءتها إلا من قبل المرسل والمستلم فقط، دون أي تدخل من طرف ثالث.

وعلى عكس العديد من التطبيقات المنافسة، لا يُلزم سيغنال المستخدمين بربط حساباتهم برقم هاتف، كما يتيح خاصية التحقق من جهات الاتصال لضمان التواصل مع الأشخاص الحقيقيين فقط.

وأكد التقرير أن سيغنال يتمتع بميزة إضافية تتمثل في عدم احتفاظه ببيانات وصفية عن المحادثات، على عكس العديد من التطبيقات الأخرى، مما يجعله الخيار الأكثر أمانًا للمستخدمين الذين يسعون لحماية خصوصيتهم.

مقارنة سيغنال مع واتساب وiMessage

عند مقارنة سيغنال بـ واتساب، أوضحت ويتاكر أن الأخير لا يوفر الحماية الكافية للبيانات الوصفية الحساسة، مثل قائمة جهات الاتصال، وتوقيت إرسال الرسائل، والصور الشخصية للمستخدمين. وأضافت أن واتساب، المملوك لشركة “ميتا”، يحتفظ بهذه البيانات ويمكن تسليمها إلى الجهات المختصة عند الطلب.

أما بالنسبة لتطبيق iMessage، فقد أشار التقرير إلى أنه يعتبر “الخيار الأفضل والأكثر أماناً”، بشرط أن يكون المستخدم يتواصل مع شخص آخر يمتلك جهاز آبل. إذ يعتمد التطبيق على تشفير فردي لكل رسالة داخل الدردشات الجماعية، مما يجعله من الناحية التقنية أكثر أماناً من سيغنال.

كما أوضح التقرير أن آبل تطور تقنيتها لتكون قادرة على مواجهة تطورات الحوسبة الكمومية، والتي قد تصبح قادرة في المستقبل على كسر التشفير التقليدي بسهولة، ما يعني أن iMessage سيكون مقاوماً لهذه المخاطر المستقبلية.

عيوب iMessage ومخاوف الخصوصية

ورغم مميزاته الأمنية، يعاني iMessage من بعض نقاط الضعف، حيث أن الرسائل المرسلة بين أجهزة آبل وأجهزة Android تفتقر إلى الحماية الكافية، وتعتمد في أفضل الأحوال على بروتوكول RCS، وفي أسوأ الحالات على SMS غير المشفر.

كما أن الاعتماد على iCloud لتخزين المحادثات دون تفعيل خاصية “الحماية المتقدمة للبيانات” (Advanced Data Protection) يعني أن الرسائل يمكن أن تبقى محفوظة على خوادم آبل، ما قد يجعلها عرضة للكشف في حال طلبت السلطات القانونية ذلك.

أي تطبيق هو الأكثر أماناً؟

بناءً على المعايير الأمنية الحالية، يبقى سيغنال الخيار الأفضل لحماية البيانات الشخصية والاتصالات الخاصة، خاصةً مع عدم احتفاظه بأي بيانات وصفية عن المستخدمين. أما iMessage، فيوفر حماية قوية ولكن ضمن بيئة أجهزة آبل فقط، فيما يبقى “واتساب أقل أماناً نظراً لاحتفاظه ببيانات المستخدمين وإمكانية مشاركتها مع الجهات المختصة عند الطلب.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. بدء تطبيق الرسوم الجديدة على تحويلات «انستاباى»
  • مع بدء تطبيق الرسوم على التحويلات البنكية عبر انستاباي.. من يتحمل الرسوم؟
  • توجيه عاجل من نقابة الأطباء بشأن حقوق النوبتجيين العاملين في عيد الفطر
  • تطبيق ذكي «غير مسبوق» لخدمة مرضى «السرطان»
  • توجيه من الأمير محمد بن سلمان بخصوص ارتفاع أسعار الأراضي والإيجارات في السنوات الماضية بالرياض
  • كل ما تريد معرفته عن تطبيق دعم المستثمرين
  • بعد فضيحة سيغنال.. تطبيق المراسلة الأكثر أماناً وفقاً لخبراء
  • المشهداني يسيطر على لجنة تطبيق العفو العام بعد خلاف ومشادات بين نواب سنة
  • الفرق الخيرية.. مرآة تعكس قيم التراحم والتكاتف في المجتمع العماني
  • ندوات تثقيفية للمرضى بمستشفى رمد بنها حول الجلوكوما ومخاطرها