جريمة بشعة استهدفت المصلين فجرا ومزقت أجساد عشرات النازحين
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
قطاع غزة (الأراضي الفلسطينية) "أ ف ب": انصرف سكان غزة اليوم إلى معاينة حجم الضرر الناجم عن غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة في المدينة كانت تؤوي حوالي 250 نازحًا خلال صلاة الفجر: حطام في كل مكان وجثث مغطاة بالدماء وأطفال تمزقت أجسادهم...
وقال أبو وسيم، أحد السكان الذين وصلوا إلى موقع الغارة فجرا، "كما ترون، لا نعرف ماذا نقول.
وأضاف "أطفال باتوا أشلاء، أطفال مقطعون، نساء احترقن. ماذا يمكننا أن نفعل؟"، وذلك بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب والقصف المتواصل على قطاع غزة.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة اليوم استشهاد 93 شخصًا على الأقل جرّاء ضربة إسرائيليّة جديدة على مدرسة التابعين في مدينة غزة بعد يومين من استهداف مدرستين أخريين.
وقال المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل إنّ حصيلة شهداء قصف مدرسة التابعين في حيّ الدرج بوسط مدينة غزة ارتفعت إلى "ما بين 90 و100، وهناك عشرات الجرحى الآخرين".
في طابق مدمّر تمامًا، تتناثر جثث مغطاة بالدماء وأشلاء بشرية على الأرض، وينقل رجال جثثًا مغطاة بملاءات، ويستخدم آخرون هواتفهم للتنقل بين الأنقاض، فيما يحاول البعض التقاط كتب متفحمة أو تالفة، بما فيها نسخ من المصحف.
وتابع أبو وسيم "من دون تحذير، لم ينج أحد من الأشخاص الذين كانوا داخل المسجد. حتى الطابق الموجود فوقه، حيث كانت تنام نساء وأطفال، احترق".
وقال رجل آخر لم يكشف اسمه "تلقينا الخبر وأتينا لرؤية ما حدث. لا يمكن التعرف على الجثث. أشلاء متناثرة".
ويبقى التعرف إلى الجثث أمرًا صعبًا. وأوضح بصل "جثامين قطعت. جثامين تهالكت. جثامين بترت بشكل كامل. الطواقم تعجز عن تكوين جثة كاملة في هذا المكان"، مضيفًا "المشهد صعب جدًا وهو مشهد مأسوي يذكّرنا بالحرب على قطاع غزة في أيامها الأولى".
وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي 39,790 شهيدًا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
من جهته، أكّد الجيش الإسرائيلي اليوم أن "طائرة بتوجيه استخباري أغارت على مخربين عملوا في مقر قيادة عسكري تم وضعه داخل مدرسة التابعين". وأضاف "لقد استخدم مخربو حماس مقر القيادة للاختباء والإعداد لاعتداءات" ضد الجيش ودولة إسرائيل.
واعتبر طلعت الغفري، أحد سكان الحي حيث المدرسة المستهدفة، أن "كل الشعب مستهدف".
وأضاف هذا المسن الذي فقد ابنه وزوجته متحدثًا عن النازحين الذين لجأوا إلى المدرسة "كانت هذه المدرسة تضم حوالي أربعة آلاف شخص. ماذا سيفعل هؤلاء المساكين؟ أين سيذهبون؟".
ونزح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل مع اشتداد القتال والقصف منذ بداية الحرب، وفقًا للأمم المتحدة. وقالت النازحة أم أحمد "بالنسبة إلى الناس المشردين، لا مكان آمنا".
وصاحت امرأة ترتدي الأسود وكانت بين العائلات التي تبكي موتاها في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة قائلة "كانوا يصلون عندما أطلقوا الصاروخ عليهم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مجازر ليلية في مواصي خان يونس.. قصف على خيام النازحين (شاهد)
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة جديدة في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي عدة خيام للنازحين بالقرب من المستشفى البريطاني، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، وفق حصيلة غير نهائية.
ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم؛ إن القصف تسبب في اشتعال حرائق ضخمة في الخيام التي كانت تؤوي عائلات نازحة، وسط صراخ واستغاثة السكان.
وأكد الشهود أن المشهد كان مأساويا، حيث انتشرت الجثث والجرحى في المكان، بينما واجهت طواقم الإنقاذ صعوبة كبيرة في الوصول إلى الضحايا؛ نتيجة اشتعال النيران وكثافة القصف، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.
إظهار أخبار متعلقة
اشتعال النيران في خيام نازحين؛ جراء قصف الاحتلال غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. pic.twitter.com/jJitmKhEDn — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 22, 2024
وبينت وسائل الإعلام، أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات خطيرة، فضلا عن تعذر وصول فرق الإسعاف إلى بعض المناطق؛ بفعل استمرار الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وقفزت حصيلة الشهداء والجرحى في قطاع غزة إلى أرقام جديدة، في أعقاب مجازر وحشية ارتكبتها قوات الاحتلال، وذلك بالتزامن مع تواصل حصار مشفى كمال عدوان، شمال القطاع، ومخاوف من إخلائه تحت تهديد السلاح.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الأحد، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45 ألفا و259 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 107 آلاف و627 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 4 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 32 مواطنا، وإصابة 54 آخرين، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
إظهار أخبار متعلقة
حصار مستشفى كمال عدوان
من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية؛ إن قوات الاحتلال الإسرائيلي طالبتهم بإخلاء المستشفى فورا، وسط قصف واستهداف من كل جانب.
وأوضح أبو صفية في تصريح صحفي، أن الاحتلال طالب بالإخلاء باتجاه مستشفى الإندونيسي في جباليا، مشيرا إلى أن الظروف غير مهيأة للإخلاء؛ نظرا لعدم وجود سيارات إسعاف لنقل المرضى والمصابين.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث أسفرت الغارات عن استشهاد أكثر من 45,259 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107,627 آخرين، في حصيلة غير نهائية. ولا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض وفي الشوارع، بينما تُمنع طواقم الإنقاذ من الوصول إليهم بسبب كثافة النيران الإسرائيلية.