اين نجد الحليف الشريف ؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
من اين نجد الدولة العربية أو الإسلامية التي نتحالف معها وتتحالف معنا، فتنصرنا وتفزع لنا مثل فزعات أمريكا لحليفتها إسرائيل ؟. اين نجد هذا الحليف الشريف القوي الذي يحزن لاحزاننا، ويفرح لافراحنا، ويتألم لآلامنا، ويحرك جيوشه وأساطيله ليقاتل معنا في الخنادق الأمامية من دون ان نستدعيه ومن دون ان نطلب منه النجدة ؟.
وهل بإمكان العرب ان يؤسسوا حلفا عسكريا للدفاع المشترك ؟. ربما يطول بنا المقام في استعراض تحالفاتهم الهشة التي ولدت ميتة. ولم يعد لها وجود على ارض الواقع. حتى منظمة الجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي تحولت إلى هياكل موميائية تدور في مدارات الحكومات التي تحتضنها. .
ما الذي يمنع الزعماء العرب من التعاضد والتلاحم والتوافق والتنسيق والتشاور والتعاون ؟. وما الذي يمنعهم من تشكيل قوات حربية ضاربة لصيانة حدودهم وضمان امنهم والحفاظ على استقرارهم، وما الذي يمنعهم من بناء قواعد إقتصادية وصناعية ولوجستية مشتركة، فعلى الرغم من ثرواتهم الطبيعية الهائلة، وعلى الرغم من كنوزهم وأموالهم وأرصدتهم الفلكية لكنهم ظلوا يميلون نحو التحالفات الغربية، وصارت أراضيهم مفتوحة لكل القواعد الحربية الأمريكية والأوروبية، ثم ربطوا مستقبلهم بتحالفات إقليمية مريبة. .
حتى الاحزاب العربية القومية التي كانت تتغنى فيما مضى بأحلام الوحدة، صارت اداة من أدوات التفكك والانفصال والتجزئة. والأغرب من ذلك ان بعض البلدان العربية المتجاورة، والتي كانت تنتمي لحزب واحد، وتسعى لتحقيق الاهداف الوحدوية، كانت في الوقت نفسه أمثلة حية للتنافر والتباعد والتناحر، وكل حزب بما لديهم فرحون. .
يذكرني تخاذل العرب الآن بحكاية رجل من بني العنبر يقال له قريط بن أنيف التميمي. أغار عليه قوم من بني شيبان، فأخذوا منه ثلاثين بعيرا، فاستنجد بإخوانه فلم ينجدوه، فأتى ابناء عمومته من مازن تميم، فهبوا لنجدته، وهجموا على بني شيبان، واخذوا منهم مائة بعير، فدفعوها إليه. فقال هذه الأبيات:
لو كنتُ من مازن لم تستبحْ إبلي
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
إذاً لقام بنصري معشرٌ خشنٌ
عند الحفيظة إنْ ذو لوثة لانا
قومٌ إذا الشر أبدى ناجذيه لهم
طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندُبهم
في النائبات على ما قال برهانا
أما اليوم فعندما يتأخر رد المقاومة على غارات إسرائيل يستهزئون ويرددون بسخرية: أين الرد ؟. بينما هم أولى بالقضية، وإذا جاء الرد قالوا مسرحية، وإذا كان الرد قاسياً قالو: لقد ادخلوا المنطقة في حروب عبثية، وإذا تبين لهم أنهم جادون في الانتقام لأجل القضية قالو اللهم أضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا منها سالمين. كأنما القضية ليست قضيتهم. ياترى ما الذي حصل لهذه الأمة البائسة ؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الرد على تهديدات ترامب ووعد بلفور
د. نبيل الكوفحي…
كشف العدوان على غزة للكثيرين ان حياتنا كعرب ليست ذات قيمة عند كيان الاحتلال الصهيوني وعند الادارة الأمريكية تحديدا وعموم الغرب باستثناءات قليلة. تلك الهمجية ليست رد فعل على ٧ اكتوبر، بل هي عقيدة تلمودية ومصالح لا اخلاقية بنيت على جريمة الاحتلال إبتداء. فالاعتداءات في أعوام ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و ١٩٦٧ و ١٩٦٨ على فلسطين وما جاورها وغيرها، واعتداءاتهم المتكررة على غزة لم يكن يسبقها ما يشبه ٧ اكتوبر عام ٢٠٢٣ فأساس المشكلة بالاحتلال الصهيوني ودوافعهم التلمودية المحرفة.
الصخب التي أثارتها تهديدات ترامب بتهجير الفلسطينيين وتوسيع ارض كيان الاحتلال ليست جديدة من حيث الفكرة، فخلال رئاسته السابقة طرح صفقة القرن وهدّد وتوعد ونفذ بعضها كنقل سفارته للقدس المحتلة. لذلك لا ينبغي الاستهانة بها؛ حيث انها جعلت النقاش مسموحا ومتاحا للكثير من المحرمات لدينا وغير المقبولة حتى في القانون الدولي الذي وضعوه.
عودة لاساس المشكلة الذي يعود لوعد بلفور عام ١٩١٧، فقد ظنه البعض كلاما في الهواء، ولكن الصهاينة والاحتلال البريطاني والغرب عموما عملوا عليه بخطط واجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وإعلامية. وامام فقدان اي فعل عربي وإسلامي جاد في حينه وامام ترك الفلسطينيين وحدهم؛ حدثت هزيمة الجيوش العربية عام ١٩٤٨ وقام كيان الاحتلال على الجزء الأكبر من ارض فلسطين، و مرة ثانية ؛ امام عدم التعلم من المصيبة وعدم دعم صمود الشعب الفلسطيني وتسليحه في حينه في الأراضي التي تبقت بعد ١٩٤٨ حدثت هزيمة ١٩٦٧ وتم احتلال كامل فلسطين وأجزاء واسعة من أراضي الدول العربية المحيطة.
الموقف الأردني الرسمي بقيادة جلالة الملك والشعبي المعبر عنه بالمسيرات ووسائل الإعلام المختلفة واضح في رفض تلك التهديدات، كما الموقف العربي في غالبه ايضا، لكن هذا الموقف بحاجة إلى إسناد طويل الأجل على شكل خطط واجراءات تثبت الاخوة الفلسطينيين على ارضهم اولا، فهم الاساس الذي يعوّل عليهم افشال كل هذه التهديدات، وقد قدموا خلال السنتين السابقتين مئات الاف الشهداء والجرحى ولا زالوا يقدمون. وقد برهنوا للعالم اجمع ثباتهم على ارضهم واستعدادهم للتضحية لاجله، وهذا الإسناد ينبغي ان يستمر سياسيا واقتصاديا واغاثيا.
مقالات ذات صلة خذلان العالم مستمر في إغاثة غزّة 2025/02/06الامر الثاني الذي يوثر بدرجة مهمة جدا في ابطال هذه التهديدات هو الحفاظ على الوحدة الوطنية وإيجاد اعتماد وطني حقيقي على الذات في الحاجات الوطنية الرئيسيةً والاستفادة من الطاقات البشرية الكثيرة لدينا في معظم المجالات وتنويع الخيارات الاستراتيجة بطيف واسع من العلاقات الدولية وتقليل الاعتماد على امريكا وصولا لإنهائه. وهناك اموراً اخرى تتعلق بموقف وخطة عربية وإسلامية.
من المهم جدا هذه الايام تعظيم القواسم المشتركة وطنيا وتثمين كل جهد يصب في تعظيم الموقف الوطني الرافض لهذه التهديدات والتجاوز عن كل الخلافات الجانبية واغلاق ابواب الفتنة التي يمكن ان تخلل النسيج الوطني المتلاحم، وهذه مسوولية تقع على عاتقنا جميعا.