سيول أبو حمد والخوف من ملوثات التعدين ودور السد العالى:
شهدت العديد من المناطق فى معظم الولايات السودانية سيولا وفيضانات بعض لأول مرة منذ سنوات طويلة، وامتدت هذه الأمطار شمالًا نحو جنوب مصر خاصة حوض وادى العلاقى وبحيرة السد العالى وأبو سمبل ومنطقة العوينات، وفى السودان شمال دارفور ومنطقة أبو حمد بولاية نهر النيل، أدت إلى إنهيار آلاف المنازل وقتل وإصابة العشرات.

منطقة أبوحمد من أكبر المناطق التعدينية فى السودان لاستخراج الذهب، وتأتى هذه السيول لتجرف كثير من مخلفات المناجم حيث يستخلص كيميائيا الذهب (جرام أو عدة جرامات) من كل طن صخور بعد طحنها، ثم تلقى هذه الرواسب الحاملة لبعض العناصر الثقيلة مثل الرصاص والزنك والنحاس والكبريت المكونة للمعادن المصاحبة لخام الذهب، بالاضافة إلى المواد الكيميائية المستخدمة فى الفصل مثل الزئبق، كل ذلك يلقى كأكوام تصل إلى ملايين الأطنان بالقرب من المنجم، وعندما تسقط عليها الأمطار تحمل كثير من الرواسب والعناصر المصاحبة نحو القنوات المائية، والمزارع، ويتسرب منه جزء إلى المياه الجوفية، والخطورة على الانسان والكائنات الحية من تأثير هذه العناصر، وطبقًا لبعض الروايات أن هناك بعض المشاكل الصحية بالفعل عند سكان هذه المنطقة.

التأثير البيئى شديد على أهل المنطقة ومزارعهم، وجزء من مياه سيول أبو حمد يتجه إلى بحيرة سد مروى الذى يسع حوالى 12 مليار م3، وهناك يترسب معظم الرواسب فى قاع البحيرة، وتخرج المياه خالية منها إلا القليل نتيجة الذوبان، ثم تتحرك المياه من بوابات مروى نحو بحيرة ناصر فى رحلة طولها 1000 كم يترسب خلالها بعض الرواسب والعناصر أيضا ثم القليل المتبقى من الطمى والرواسب فى قاع بحيرة ناصر التى تصل سعتها إلى 162 مليار م3 ومساحته حوالى 5000 كم2ن ربما لعدة سنوات حتى تخرج من بوابات السد العالى خالية من الملوثات، وهذه فائدة أخرى للسد العالى.

بعد عودة السودان قريبا ان شاء الله إلى وضعه الطبيعى يمكن عمل تشريعات بيئية واتخاذ تدابير نحو شركات التعدين لاعادة تغطية الصخور بعد استخلاص المعادن، وتشجير الركام القديم لتثبيته، وقد شاهدت فى الولايات المتحدة الأمريكية غضب رجال التعدين وحضرت معهم اجتماعات بخصوص تشريعات أقرتها الحكومة بإلزام الشركات التعدينية هناك بإعادة الصخور بعد الاستخلاص إلى باطن الأرض حتى لاتتعرض للأمطار، وهذا يكلفهم الكثير مما اضطر معظمهم للعمل خارج أمريكا فى دول أقل تطبيقأ للتشريعات البيئية مثل المكسيك وأمريكا الجنوبية والدول الأفريقية.

د. عباس شراقي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: السد العالى أبو حمد

إقرأ أيضاً:

"البلديات والإسكان" تعلن شروط اعتماد المباني الثقافية ودور العرض

أقرّت وزارة البلديات والإسكان، اشتراطات المباني الثقافية ودور العرض، بهدف تطوير وتحسين بيئة الأعمال بطريقة تحقق الطموحات والأهداف العامة للفرد والمجتمع سويًا ومساعدة الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، ورفع معيار الامتثال لمعالجة مظاهر التشوه البصري.أهم الشروطواشترطت الوزارة أن يكون النشاط ضمن المباني التجارية أو مباني الاستخدام المختلط، مع السماح بأن يكون النشاط في المناطق المسموح بها وفق الأنظمة والتعليمات.
واشترطت الوزارة بناء أسوار مصمتة على حدود مواقع المباني الثقافية ودور العرض المستقلة من جهة الجوار السكني الملاصق فقط ويكون الحد الأدنى لارتفاع السور 2.4 مترًا وفي حالة بناء أسوار أمامية على الشوارع فيجب أن تكون الأسوار نافذة (غير مصمتة).
أخبار متعلقة القيادة تهنئ أمير موناكو بذكرى اليوم الوطني لبلاده"التعليم".. إجراءات جديدة لرصد غياب الطلبة عبر "نور" و"مدرستي"وأكدت على توفير العزل الصوتي اللازم بالحوائط الخارجية حسب اللائحة التنفيذية للضوضاء لنظام البيئة الصادرة.
وسمحت الوزارة للمكتبات بتوفير (صالة القراءة أو الاطلاع – قاعة الحاسب – قاعة الاستعارة – قاعة الأنشطة – المخازن – صالة المؤتمرات والاجتماعات والأنشطة)، وتوفير نظام تهوية صناعي في قاعات الحاسب الآلي، وأن تستخدم مواد ذات كفاءة عالية للاستخدام الدائم، وتغطية الأرضيات بمواد عازلة (السجاد، الموكيت).
وشددت على توفير منحدر لذوي الإعاقة في حدود المنشأة، ويستثنى من ذلك المحلات المتواجدة في مباني توفر متطلبات للأشخاص ذوي الإعاقة.المواقف العامة وتوزيع الإضاءةوأكدت اللائحة على حظر وضع لافتات تحذيرية أو أي وسيلة كانت لمنع الوقوف أمام المعرض أو المنشآت والمواقف العامة، أو إغلاق المواقف المعتمد​ة في رخصة البناء، أو استخدام المعرض أو المنشأة في تخزين المواد التي ليس لها علاقة بالنشاط، مع الالتزام بتوفير صندوق الإسعافات الأولية في المنشأة.
وأوجبت الوزارة تزويد المنشآت الثقافية ومرافقها بما فيها المخزن بوسائل ومعدات إضاءة وفقاً للمواصفات القياسية المعتمدة، والتأكد من كفاءة توزيع الضوء وتغطيته لجميع مساحات المنشأة بما فيها المخزن، بما يضمن سلامة العاملين والمستفيدين، مع حظر استخدام الإنارة الغازية داخل وخارج المنشأة.
واشترطت توفير وسائل الدفع الالكتروني، مع حظر رفض استخدامها، ووضع ملصق لخيارات الدفع المتوفرة على واجهة المنشأة أو داخلها، والتأكيد على كافة متطلبات مكافحة الحرائق، وكاميرات المراقبة الأمنية.

مقالات مشابهة

  • سيول جارفة تجرف سيارة في المكلا وتثير حالة من الهلع
  • غياب مهاجم السد عن مواجهة الهلال في دوري أبطال آسيا
  • عاجل - رئيس الوزراء يؤكد الاهتمام غير المسبوق بالارتقاء بالتعليم العالى والبحث العلمى
  • أحزاب تكشف كيفية مواجهة الشائعات قبل انتشارها.. خطوات استباقية ودور توعوي
  • عباس شراقي يكشف مخاطر المياه المسربة من سد النهضة
  • نوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية
  • بيونغ يانغ تحذر من رد انتقامي على اتفاق قمة سيول وواشنطن وطوكيو
  • برعاية وزير التعليم العالى.. توقيع بروتوكول تعاون بين معهد بحوث الإلكترونيات وجامعة الأزهر
  • "البلديات والإسكان" تعلن شروط اعتماد المباني الثقافية ودور العرض
  • “الأمن البيئي” بالمدينة المنورة يضبط مقيميَن لاستغلالهما الرواسب