الوطن:
2024-09-10@10:49:05 GMT

متعافون: «الصندوق» انتشلنا من الضياع

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

متعافون: «الصندوق» انتشلنا من الضياع

بين حُب الاستطلاع والاستقلالية، وقع عدد من الشباب فى «وكر المخدرات»، الأمر بدأ بصُحبة تُوصف فى الغالب بالسوء، يتبادلون السجائر، ويتطور الأمر بمرور الأيام إلى تجربة مُخدر الحشيش، ويوماً بعد يوم تصل الصحبة إلى الأقراص المخدرة والأدوية، زاعمين أنها تُحقق أمنيتهم فى النسيان أو الاستقلالية أو غير ذلك.

«طاقة نور».

. هكذا كانت عيادة «الإسكان البديل»، بمنطقة أكتوبر، طوقاً لنجاة هؤلاء، إذ قدمت لهم كل الدعم ما بين نفسى وعلاجى ووقائى، حتى تُصحح مسار حياتهم، انطلاقاً من أهمية بناء الإنسان التى عززتها القيادة السياسية فى بناء الجمهورية الجديدة، إلى أن أشادوا بمستوى الخدمة التى غيرت حياتهم رأساً على عقب.

دخل محمد حسن، مُتعاف، خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 2003، «وكر المخدرات» عن طريق الجهل فى سن 24 عاماً، على حد وصفه لـ«الوطن»، إذ بدأ الأمر بمادة الترامادول، التى غيرت طريقه رأساً على عقب، بعد أن عرضها عليه أحد أصدقائه، فلم يكن يعلم أنها مادة مُخدرة، وقرر ترك المحاماة تجنباً للتعرض للمدمنين أصحاب القضايا العديدة فى أقسام الشرطة.

ورغم ترك المهنة، فإن المخدرة سيطر على «حسن»: «كنت بجيب العلبة بـ100 جنيه وباخد 7 أقراص فى اليوم»، وبدأت رحلته فى خسائر كثيرة ومؤلمة على حد وصفه، رغم محاولات الإقلاع ولكن كانت فى مصحات علاجية غير مرخصة: «أتحبس فى المصحة 3 أو 4 أيام وخلاص وأخرج أرجع أشرب تانى».

خسر محمد حسن عمله بسبب المخدرات: «خسرت مناصب كبيرة وكنت مخبى عن زوجتى كل ده خاصة وأنا بطبيعتى غير متعصب»، واستمر الأمر مع «حسن» إلى أن اضطر للاستدانة حتى يشترى المواد المُخدرة: «ماكنتش بعرف أنام بالليل غير لما أطمن إن مادة بكرة موجودة معايا»، وعُرف «حسن» وسط أبناء جيله بالتفوق دراسياً، ولم يكن يتخيل أحد دخوله فى عالم المخدرات، حسبما أكده، وحقيقة الأمر كانت استقالته أو إقالته من عدد كثير من الشركات بسبب المخدرات: «المادة المخدرة تشل التفكير ولو راجعت أيام التعاطى أستغرب إزاى عملت كده».

قضى محمد حسن ما يقرب من 10 سنوات فى الإدمان، ولم يتناول سيجارة واحدة طيلة هذه المدة: «كنت أتعذب نفسياً»، وبين ليلة وضحاها قرأ عن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ووجد عشرات المدمنين تعافوا بعد سنوات طويلة من الإدمان، فقرر الذهاب إلى الصندوق وبدأ رحلة علاجه فى عيادة حدائق أكتوبر، وبدأ «محمد» العمل فى إحدى الشركات كعامل نظافة بعد رحلة التعافى: «لم أتخيل ذلك يوماً ما»، تلك المهنة التى أخفاها عن أقاربه، مؤكداً أن أكثر ما يؤلمه هو صيغة الأمر التى يتعرض لها فى عمله: «ممكن واحد ميعرفش يكتب اسمه يقولى تعالى نضف الحتة دى».

«حسن»: على كل مُدمن حساب خسائره ومكاسبه حتى يتخذ قراراً بالإقلاع عن المخدرات

رسالة محمد حسن للمدمنين هى التفكير جيداً وحساب الخسائر والمكاسب: «خد الخطوة وبطل المخدرات لازم تحسب خسائرك ومكاسبك»، ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لمحمود محمد من أبناء محافظة الجيزة، 33 سنة، متعاف، عن محمد حسن، إذ دخل عالم المخدرات من خلال «أصحاب السوء»، بداية من رحلته التعليمية فى الصف الأول الإعدادى: «كنت أهرب من المدرسة وأشرب سجاير وحشيش مع أصحابى وكان عندى حُب استطلاع أجرب حاجات كتير».

وجد «محمود» طريق المخدرات سهلاً، إذ تناول أنواعاً شتى ولسنوات طويلة غيبته تماماً عن الحياة، على حد وصفه: «فيه أيام كتير من حياتى مش متذكر عنها أى حاجة»، ويوما تلو الآخر أصبح غير قادر على الحياة دون تلك المادة، فلم يعد يستطيع النوم ليلاً إلا ويطمئن على وجود مُخدر الغد بحوزته، وحينها اتخذت أسرة «محمود» مواقف صعبة تجاهه حتى ترده عن طريق المخدرات، تمثلت فى «سجنه» فى المنزل أكثر من مرة، ولكن كلها طُرق لم تُجد، ثم قرر العدول عن هذا الطريق تلبية لرغبة خطيبته حتى أتم الزواج وبعدها بعام فقط عاد إلى ما كان عليه بل وأكثر.

سببت المخدرات لمحمود مشاكل عديدة، على المستوى الشخصى والأسرى: «زوجتى من زعلها عليّا أصيبت بجلطة فى المخ والرئة وكانت بين الحياة والموت»، واستمر رغم ذلك فى طريقه، إلى أن شاهد المتحدث الرسمى باسم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان يتحدث عن الصندوق ومميزاته فى العلاج بالمجان وفى سرية تامة، فقرر الذهاب له وتم حجزه فى أحد مراكز العزيمة بمحافظة قنا.

يتلقى حالياً محمود جلسات توعوية وعلاجية فى عيادة حدائق أكتوبر: «تقدم خدمات متميزة هى والقائمون عليها وغيروا حياتى 180 درجة»، مؤكداً أنه تعلم المبادئ والسلوكيات السليمة، أما كريم حسنى، من أبناء محافظة أسوان، 29 سنة، مُتعاف، وصف عيادة حدائق أكتوبر بأنها كانت بمثابة «طوق نجاة»، بعد أن بدأ رحلة المخدرات فى سن الـ16 عاماً، وعاماً تلو الآخر تطور الأمر إلى أن قضى 6 أشهر فى السجن نتيجة ذلك: «كنت منبوذ اجتماعياً وكل اللى فى البيت بيخافوا منى، تجربة المخدرات صعبة»، حسب وصف «كريم»: «رسالتى للناس ربنا يرفع عنهم والتجربة صعبة ومرض صعب جداً والمخدرات سم عندى أموت ولا أرجع أشرب تانى مخدرات».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإدمان التعافى المناطق العشوائية الاكتشاف المبكر محمد حسن إلى أن

إقرأ أيضاً:

فئة المنتصرين

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي **

من هم المنتصرون؟؟؟ ، المنتصرون هم تلك الفئة من النَّاس التي لا تقبل ألرأي الآخر ولا ترضى بالتنازل عن رأيها مهما كانت النتائج فهذه الفئة تعتقد بأنها دائماً على صواب ، وبسؤالي لإحدى محركات البحث في الذكاء الاصطناعي عن منهم هؤلاء الأشخاص وماهي صفاتهم؟ أجاب : بأن هؤلا الأشخاص يُمكن معرفتهم بعدة صفات هي:

:الجمود الفكري: فهم يميلون إلى التشبث بآرائهم ومعتقداتهم، ويرفضون التفكير أو التفاعل مع وجهات نظر مختلفة. العصبية: فقد يظهرون غضبًا أو استياءً عندما يُعرض عليهم رأي مُخالف. التقليل من الآخر: غالبًا ما يسخرون أو يقللون من شأن الأشخاص الذين لديهم آراء مختلفة.  الانغلاق: يميلون إلى الابتعاد عن النقاشات أو الحوارات المفتوحة، حيث يفضلون بيئة تتفق معهم بالكامل. التحيُّز: يظهرون تحيزًا قويًا ضد أفكار مُعينة، مما يجعلهم يرفضون حتى النظر في أدلة أو حجج قد تخالف معتقداتهم. بالتالي ضياع أي فرص للتفاهم مع هؤلاء الأشخاص .

ومع الأسف تجد مثل هؤلا في كل مكان، في البيت الواحد،العائلة وفي المجتمع.

ولكن لماذا هم منتصرون ؟؟ لأنهم يعتقدون أنهم دائماً على صواب في كل رأي أو كل أمر أو سلوك أو تصرف، وبالتالي يجب أن ينتصروا في كل ماسبق في حواراتهم سلوكهم تصرفاتهم قراراتهم دون اكتراث للرأي الآخر، وحتى في حالة ظهور النائج عكس ذلك فدائما ما يسوقون الأعذار والمبررات لآرائهم أو تصرفاتهم أو سلوكهم وقرارتهم حتى وإن كانت تلك النتائج أظهرت حقائق دامغة واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.

فهم لا يقبلون الهزيمة بأي شكل من أشكالها، بالتالي يؤدي هذا الأمر إلى نتائج عكسية على الأفراد أو المجتمع على حدٍ سواء، وإذا كانت انعكاسات هذا الأمر فيما يتعلق بالأفراد أو ربما الأسرة أقل تاثيراً ويمكن استيعابها بعض الأحيان ففي الأخير يتلعق الأمر بعلاقات أسرية أو شخصية وفي أسوء النتائج يتعلق الأمر بشخوص وعدد من أفراد المجتمع.

لكن ماذا لو كان هذا الأمر يتعلق بالمجتمع؟ ماذا لو كانت هذه الآراء أو التصرفات أو القرارات تخص مجتمعاً بأكمله؟ ، فإن النتائج بلاشك ستكون وخيمة في حالة أن هؤلاء الأشخاص كانوا مسؤولين عن قرارات تتلعق بالمجتمع لأن تمسكهم بتلك الآراء أو بعض الأحيان المعتقدات قد يؤدي على سبيل المثال إلى أهدار الموارد أو ضياع الفرص على المجتمع أو تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على رفاهية الشعوب أو مستقبلها، وقد يكون المتسبب هو من أصر على بعض الآراء أو أصر على تنفيذ بعض الأعمال أو التصرفات.

وقد تكون الحوكمة هي السبيل الأوفر حظا في كبح جماح مثل هذه التصرفات، وتطبيق سلطة القانون وهيمنة دولة المؤسسات ولكن يظل العنصر البشري بتصرفاته وسلوكه وهو أحد المحاور الرئيسة في الحوكمة هو الحلقة الأضعف في أي تنظيم إداري أو مؤسسي.

 

في الختام ، لا يُمكن، أن تكون منتصرا في كل أمرٍ من الأمور، ويجب عليك قبول الرأي الآخر مهما كان مخالفاً لرأيك طالما أنه فيه مصلحة أكبر أو منفعة، في البيت في الأسرة في علاقاتك الشخصية مع الآخرين، وكذلك الحال في حالة تحملك المسؤولية في أمور تخص المجتمع. وفي حالة تحملك لأمر ما وإصرارك على تحمل قرارك في أي أمر من الأمور، وقد ظهرت النتائج عكس ما كنت تتوقع وليست بالقدر المأمول مما خطط له من أهداف في هذا الأمر، فعليك بالقبول بالأمر وتحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار وتحمل النتائج في هذه الحالة وترضى على الأقل بشرف الاجتهاد في هذا الأمر وكما يقولون لكل مجتهد نصيب وليس كل مجتهد مُصيب.

** خبير في الشؤون المالية

مقالات مشابهة

  • وفد أردني يزور صندوق مكافحة الإدمان للاطلاع على تجربة علاج وتأهيل المرضى وفقا للمعايير الدولية
  • وفد أردني يزور صندوق مكافحة الإدمان للاطلاع على تجربته في علاج المتعاطين
  • الأردن يشيد بصندوق مكافحة الإدمان: نتطلع لعلاج مرضانا داخله
  • بعد القبض على سعد الصغير بالماريجوانا.. اعرف جداول المخدرات الخمسة
  • مغامرة غير مدروسة..محمد سامي يحسم الأمر لا لـ"جعفر العمدة 2"
  • قطر تعلن عن دعم كبير لليمن وتُبلغ الحكومة اليمنية بهذا الأمر
  • محمد صلاح: "سوف يقتلونني في ليفربول حال فعلت هذا الأمر"
  • توقيف فرنسي من أصل تركي بمطار محمد الخامس
  • فئة المنتصرين
  • وزارة العمل تتابع الأعمال المنتهية بمنطقة عمل المنزلة لتقديم خدماتها للمواطنين