الليكود العربي وحركة التطبيع الجديد
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
شمسان بوست / كتب.. مهيب نصر
قضت الاستراتيجية الإسرائيلية/الأميركية في المنطقة العربية على خلق شخصياتٍ مهلهلة وهزيلة، غاية الدفع بها إلى سدةِ الحكم، أو المناصب السيادية الحساسة في الدول الُقطريَّة، لتُدار من الخارج رغبًا ورهبًا، ويُدار لها شؤونها في الداخل، بينما تظهر في المشهد كصورةٍ مُمثلةٍ عن شعبها العربي، تتحدث بلساننا، وتعتقد في إسلامنا، وتزعم اهتمامها بهمومنا وهموم أمتنا.
تعلَم أميركا وإسرائيل أن أعداءها هم أولئك العقائديون العقلاء، المتحررون من الموت، الطالبون للشهادة، ولذلك أعطتهم إسمًا سياسيًا حتى يسهُل إعدامهم معنويًا بفعل شيطنة الإعلام لهم، ليصبح إعدامهم المادي بعد ذلك تحصيل حاصل، فقالوا عنهم (الإسلام السياسي) تجار الدين، الباحثون عن الحكم!
نفخوا في فضاء الإعلام هذه الإكذوبة المقبوحة، كخطوةٍ أولى تعقبها خطوات، وحشدوا لها حشدهم حتى ردد الكثير من الناس ما يردده الإعلام، دون أن يطرحوا ولو سؤالًا واحدًا: ماذا فعل الإخوان المسلمون-الإسلام السياسي- بالمقارنة إلى حاكمٍ واحدٍ من حكام الليكود العربي؟
هؤلاء الرجال النبلاء هم أعداء إسرائيل لأنهم يهددونها في وجودها، وأعداء أميركا لأن أميركا ترى إسرائيل أمنها القومي، وأعداء حكام الليكود العربي لأنهم الأقدر على القيام بالثورات وتحشيد الناس على ثلَّ عروش الحكام، وإسقاطهم من كراسي الحكم. ولأن المقاومة في فلسطين يُنمِيها شرفًا إلى ما اسموه الإسلام السياسي، أو الإخوان المسلمون، ولكونها الحقيقة الوحيدة المقاومة في المنطقة، والتي تُشكِّل تحديًا وصداعًا مستمرًا لليكود العربي وإسرائيل ومن ورائهما أميركا، أوجبوا القضاء عليها حتى يستريحوا من صداعها، ويميتوا نموذجها العظيم في قلوب الشباب العربي والذي تشكل في السابع من أكتوبر، وإفهام الشعوب خطيئة ما ارتكبته المقاومة، أو حماقة هذا الخط التحرري النبيل بالمقارنة إلى حكمة حكام الليكود العربي وحنكتهم السياسية!
إن في القضاء على المقاومة حياةٌ لحكام الليكود العربي وإسرائيل ومصالح أميركا في المنطقة، وفي انتصارها حياةٌ للشعوب العربية وموتٌ لحكام الليكود وإسرائيل ومصالح أميركا.
لم تكن الغاية من التطبيع الجديد تطويع حكام الليكود العربي، وكسر إرادتهم، وجرَّهم إلى تجسير العلاقة مع إسرائيل، بل كان التطبيع لأجل إستدخال الشعوب إلى تلك العلاقة عن طريق إستدخال إسرائيل إلى الدول المطبِّعة، واستنفار الإعلام الرسمي لتحييد العقول عن السياسة، ولفتهم إلى الحرية السالبة، والحضارة التكنولوجية الجاذبة،واستنبات حركات التطبيع من الداخل الشعبي، وخلق الأعداء لتلك الحرية وتلك الحضارة، حتى تتَّحد قوى الشعب مع حاكمها، ويتحد حاكمها مع الحضارة الإسرائيلية الأمريكية. إن حكام الليكود العربي ثمرةٌ من ثمار الاحتلال الإسرائيلي، زُرِعوا على سدة الحكم كما زُرع الاحتلال في أرض فلسطين. ومن الصعوبة بمكان إزالة الاحتلال دون إزالة الحكام، فهما يستقان القوة والمساندة من بعضهم، بل الوجود والاستمرار، ويُسقَيان بماءٍ واحدٍ وهو ماءُ التنكيل والتقتيل والنفي الممنهج، ولولا هذا الماء الأُجاج لما بقوا عقودًا من الزمن يحكومون ولا يحتكمون للنظم الديمقراطية، أو نظم القانون الدولي والمؤسسات الدولية، ويرتعان في حدائق رعاة البقر ونادي الاستعمار العالمي.
لقد كُلَّف هؤلاء الحكام بإبادة الفطرة السليمة، وتصفية الوعي المُتشكل من خصائص هذه الأمة وتراثها، وإبدالهما بثقافة السوق، وحب الدنيا، وكراهية الموت، فكان الاستسلام عين السلام المزبور في كتب السياسة وعلى لسان الساسة، وكانت المَجبَنة منهجٌ عامٌ تدل على الاستقرار، في الوقت الذي لا يدل الاستقرار على نفسه إلا بمزيد من الاستبداد الداخلي، والاستعمار الخارجي، وتشظي الأوطان.
إن سلام الضعفاء استسلامهم، وإن سلام الأقوياء انتصارهم، كذلك التسامح، فهو بذل القوي للضعيف، وليس بذل الضعيف للأقوي، ولكن حكام الليكود العربي لا يفتأون يتحدثون عن السلام والتسامح وهم الضعفاء، ويروجون لذلك وهم البؤساء. الحق أنهم لا يفهمون ضعفهم وبؤسهم، إذ ينسبون أنفسهم إلى الأقوياء، لكونهم تبعا لهم، ويعتقدون أن سلام الأقوياء سلامٌ لهم، فالسفينة واحدة والقبطان واحد. مالا يفهمونه هو أن أولئك الأقوياء خصومٌ لأمتهم وإسلامهم، وأصدقاءٌ لهم بغرض الانتقام من أمتهم وإسلامهم، ولذلك رأينا كيف يطيحون بمن يرفض التبعية، وبمن لا يمكنوهم من أنفسهم وأمتهم!
من هنا نفهم لماذا وضعوا في أطراف الاستراتيجية المُراد تخلُّقها في المنطقة العربية، لأن في القلب إسرائيل، وهؤلاء مجرد توابع من توابعها يؤثثون لها عقول وأفهام الجيل بما يتسق مع الأوامر السياسية، ويسعون في خطب ودَّها والتحامي بها من شعوبهم، ليس لأن هؤلاء الحكام خونة، ولا ضعفاء، ولا جهلاء، وإنما كل ذلك وأكثر. لعل أبرز ما يجمعهم، التنافس في مرضاة الأمريكي والإسرائيلي، ووهب الغالي والنفيس في سبيلهما إيمانًا واحتسابًا، أما الله ومرضاته فمبررٌ من مبررات بقائهم واستغباء شعوبهم، وفي رأيي أنهم وصلوا إلى نقطة كاشفة وكاشفة جدًا بفضل صمود غزة وثبات أبطالها، فإما أن يستمروا في ممارسة إستبدادهم بالكفر، وإما أن يسقط إستبداداهم بالإسلام.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
«تحدي الأقوياء» في أمسية «فاشن فرايداي» بميدان
محمد حسن (دبي)
يستضيف مضمار ميدان، في الساعة الخامسة والنصف مساء الجمعة، أمسية «فاشن فرايداي» ضمن كرنفال سباقات دبي، والتي تتألف من تسعة أشواط على المسارات العشبية والرملية، واستقطبت خيولاً من مختلف أرجاء العالم، للمنافسة على حصة من جوائز ضخمة تزيد على 10 ملايين درهم.
وتشهد الأمسية عودة بطل كأس دبي العالمي «لوريل ريفر» بإشراف بوبات سيمار، وقيادة تاج أوشي، للمرة الأولى هذا الموسم، وذلك في الشوط الرابع سباق «فايربريك ستيكس» للفئة الثالثة لمسافة 1600 متر.
وتتضمن الأمسية 3 سباقات من الفئة الأولى، هي تحدي آل مكتوم، وهو سباق تحضيري لكأس دبي العالمي، الذي تبلغ جوائزه 12 مليون دولار، وسباق جبل حتا، وهو تحضيري لسباق دبي تيرف، وجائزته 5 ملايين دولار في أمسية كأس دبي العالمي، بالإضافة إلى الجولة الثانية لتحدي آل مكتوم للخيول العربية.
ويشهد السباق الرئيسي في الأمسية تحدي آل مكتوم للفئة الأولى في الشوط السادس لمسافة 1900 متر، عودة الجواد «كبيرخان» حامل اللقب، وأحد نجوم الموسم الماضي بميدان، بجانب 12 منافساً أبرزهم «كلابتون»، بالإضافة إلى «قاصد» و«أمبريال أمبرور».
ويقام سباق جبل حتا للفئة الأولى في الشوط السابع لمسافة 1800 متر على الأرضية العشبية، ويسعى نجم جودلفين «ميشرد تايم»، بإشراف شارلي أبلبي، وقيادة وليام بيوك للدفاع عن اللقب، أمام نخبة قوية أبرزها ممثل هونج كونج «رومانتيك وورير».
وتضم الأمسية سباقين من الفئة الثانية للخيول المهجنة الأصيلة، هما سباق قلعة الفهيدي على مسافة 1400 متر على المسار العشبي، وسباق بلو بوينت سبرينت لمسافة 1000 متر.
ويشهد الشوط الثاني، سباق الـ2000 جينيز الإمارات لمسافة 1600 متر للفئة الثالثة، فيما يقام في الشوط الثامن سباق الشندغة سبرينت للفئة الثالثة على مسافة 1200 متر.
وتقام الجولة الثانية من تحدي آل مكتوم للفئة الثانية للخيول العربية الأصيلة لمسافة 1900 متر في الشوط الأول، فيما تختتم الأمسية بسباق الخيل تروفي «قوائم» لمسافة 2810 أمتار.
ومع احتدام التنافس داخل المضمار، تشهد قاعات ميدان أيضاً منافسات مثيرة بانطلاق مسابقة ستايل ستيكس الشهيرة، والتي تتيح الفرصة لاستعراض أفضل الأزياء في بيئة وأجواء ساحرة، ويحظى زوار جميع أجنحة الضيافة بفرصة للتنافس على جوائز في مسابقة الأزياء.