أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي 

دخلت العلاقات الجزائرية الروسية مرحلة من الشك والتوتر غير المسبوق بعد دعم شنقريحة لجماعة الطوارق بمالي، وتزكية عمليات المخابرات الأوكرانية لصالح الجماعة المذكورة في الشمال المالي، والتي تسببت في مقتل أكثر من 80 مقاتل من مرتزقة "فاغنر" الروسية وأسر آخرين أثناء مشاركتهم رفقة جيش الدولة الواقعة جنوب الجزائر.

وفي السياق ذاته قالت صحيفة "مغرب أنتلجنس" أن الإضطراب الذي تشهده العلاقات الجزائرية الروسية أمر غير مسبوق وتاريخي ولم يسبق له مثيل في التاريخ، باعتبار أن العلاقات الثنائية بين هذين البلدين اللذين اعتبرا نفسيهما، قبل فترة طويلة من استقلال الجزائر، حليفين تقليديين مرتبطين بقوة ببعضهما البعض، دخلت مرحلة من انعدام الثقة وعدم التفاهم، جرَّت على بلاد الكابرانات موجة من الغضب الروسي.

وحسب مصادر الصحيفة، فإن "قنوات التعاون الأمني والعسكري التي تستخدمها السلطات الروسية في تبادلاتها وتعاونها مع النظام الجزائري، نقلت إلى القادة الجزائريين احتجاجاتهم الشديدة على عدم تبادل المعلومات الاستخبارية وعدم الاستجابة في المسائل المعلوماتية، بشأن نشر عملاء المخابرات الأوكرانية في شمال مالي مع الجماعات المسلحة من متمردي أزواد والطوارق المؤيدين للاستقلال الذين يخوضون حربا ضد النظام الانتقالي في باماكو الذي تدعمه وترعاه موسكو".

وانتقدت السلطات الروسية علناً نظيرتها الجزائرية لفشلها في واجبها المتمثل في التعاون مع المخابرات الروسية ومراقبة منطقة تقع قريبة جداً من الحدود الجزائرية، وتستثمرها مجموعات صغيرة من الأجهزة الأوكرانية التي أرسلتها كييف لتقديم المساعدة لقوات المتمردين، من الحركات المسلحة المتحالفة للدفاع عن أزواد، حسب تعبير المصدر.

وتشتبه السلطات الروسية في خضوع الجزائر للضغط الأمريكي، وفتح أجوائها أمام طائرات تنقل لواء من العملاء شبه العسكريين من الخدمات الأوكرانية إلى شمال مالي، وخاصة إلى بعض المناطق الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية، حيث اتخذ غضب موسكو أبعاداً أكثر خطورة بعد هزيمة وحدة كاملة من مقاتلي ميليشيا "فاغنر" الشهيرة نهاية يوليوز الماضي.

وكان رتل يضم أكثر من 20 مركبة بها أكثر من 80 مرتزقًا روسيًا ورجالًا من القوات المسلحة المالية قد غادر مدينة كيدال، "عاصمة" شمال مالي في 20 من يوليوز الماضي، قبل أن يتعرض في 23 من الشهر نفسه، لاستهداف باستعمال عبوة ناسفة، وتنطلق بعدها بيومين معركة شرسة على بعد 25 كيلومترًا من "تينزواتن" القريبة من الحدود الجزائرية، مع مقاتلين من الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد، مما خلف خسائر فادحة لدى الجانب الروسي، في واحدة من أسوأ الهزائم منذ إنشاء ميليشيات فاغنر عام 2014.

ونقلاً عن صحيفتي "الغارديان" و"التايمز" البريطانيتين، فقد أعلن أندريه يوسوف، المتحدث باسم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، أن "الطوارق تلقوا المعلومات الضرورية، وليس فقط المعلومات التي جعلت من الممكن تنفيذ عملية عسكرية ضد مجرمي الحرب الروس"، في بيان يؤكد مشاركة الجهاز العسكري الأوكراني في الهجوم الذي أسفر عن مقتل عناصر من قوات الدفاع والأمن المالية في تينزاواتن، وآخرين من "فاغنر" بالاضافة إلى اعتقال عدد كبير منهم.

وقطعت مالي علاقاتها مع أوكرانيا، في ظل الحديث عن الإعداد لعملية واسعة النطاق بالشراكة مع روسيا للرد بقوة على الجماعات المسلحة في أزواد، التي تربط غالبية قادتها علاقات صداقة وثيقة أو تربطهم علاقات ولاء معين تجاه الجزائر، التي يعمل نظامها على تسليح وتعزيز القدرات الدفاعية لمتمردي الطوارق.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: شمال مالی

إقرأ أيضاً:

أورلاندو بلوم يجسد دور ملاكم يواجه ماضيه المظلم في ذا كت

شهد مهرجان تورنتو السينمائي الدولي العرض الأول لفيلم "ذا كت" (The Cut) الذي يلعب فيه أورلاندو بلوم دور ملاكم متمرس ذي ماضٍ مظلم يسعى للعودة إلى الحلبة. لكن القضايا التي يتناولها العمل تتجاوز كونه مجرد قصة رياضية تقليدية، إذ يُعتبر فيلم إثارة نفسيا.

وتم إنتاج "ذا كت" بميزانية محدودة، ويركز على الصراعات الداخلية للملاكم، حيث يتناول الفيلم عمق صلابة العقل البشري وتأثيره على الجسد.

ويجسد بلوم شخصية تُدعى "بوكسر" (الملاكم) الذي يضطر إلى تقديم تضحيات مؤلمة لتحضير نفسه لفرصته الأخيرة في تحقيق الشهرة والثروة داخل الحلبة. أما خصمه الرئيسي، فهو المدرب المجنون (جون تورتورو) الذي يدفع الملاكم بلا رحمة، إذ يراه مجرد وسيلة لتحقيق مجده الشخصي. ويتناول العمل أيضاً ذكريات من طفولة الملاكم التي كانت مليئة بالإساءة.

وبالنسبة إلى بلوم، كان تقمص الشخصية تحديًا جسديًا واضحًا، إذ اضطر إلى تجويع نفسه لخسارة الوزن الكبيرة التي تطلبها الدور.

وعن فقدانه للوزن، قال بلوم يوم الجمعة الماضي "اتبعت نظاماً غذائياً مجنوناً للوصول إلى هذا الوزن. لم أتصور مدى صعوبة أن تكون ملاكماً. هناك الكثير مما يتوجب عليك فعله لدخول هذا العالم، وأنا ممتن لأنني تمكنت من القيام بذلك".

ويشارك في "ذا كت" أيضًا نجمة مسلسل "دخيلة" (Outlander) كاترينا بالف التي تؤدي دور شريكة شخصية بلوم في صالة الملاكمة.

وتدور معظم الأحداث في غرفة فندق، وهو ما شكّل تحديًا للمخرج شون إليس الذي تشمل أعماله السابقة فيلم الجريمة "مترو مانيلا" (Metro Manil) عام 2013، والحرب "أنثروبويد" (Anthropoid) عام 2019.

ويقول إليس مخاطبا الجمهور في مهرجان تورونتو "كان ذلك مرعبًا بالنسبة لي، كنت أفكر في كيفية جعل هذا الفيلم يبدو جيداً. كنت أستخدم عدسة تكبير لأتحكم فيها طوال الوقت. وبمجرد أن بدأنا التصوير، لم أرغب في التوقف حتى إتمام العمل".

من جانبه، قال تورتورو -الذي شارك مؤخراً في مسلسل "سيفيرانس" (Severance) سنة 2023- إن شخصية المدرب تذكره بتجاربه مع مخرجين طموحين ومتلاعبين، كانوا يفعلون أي شيء للحصول على ما يريدون.

وأضاف "عملت مع مخرجين مضطربين نفسياً في الثمانينيات، كانوا يملكون رغبة تملكية ويضعونك في مواقف خطيرة".

وأنهى تصريحاته بالقول "هذه نزعة إنسانية نواجهها في الحياة، وهناك نوع من الترابط الذي يحدث".

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تُدمر مركزًا أوكرانيًا للطائرات المسيرة
  • من طراز شاهدد..لاتفيا: الطائرة الروسية التي تحطمت في بلادنا إيرانية
  • ألمانيا تحذر من وحدة إلكترونية تابعة للمخابرات الروسية
  • الخارجية الأمريكية: نبارك النتائج التي خلصت إليها الانتخابات الرئاسية في الجزائر
  • القوات المسلحة باتت اليوم أكثر قوة وصلابة في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية، ومشروعها التدميري
  • أورلاندو بلوم يجسد دور ملاكم يواجه ماضيه المظلم في ذا كت
  • واشنطن: تقديم مقترح «أكثر تفصيلاً» بشأن غزة قريباً
  • مدير المخابرات الأمريكية: العمل على مقترح أكثر تفصيلًا بشأن غز
  • مدير المخابرات الأميركية: نعمل على مقترح أكثر تفصيلا بشأن غزة
  • تصاعد الأزمة الأوكرانية الروسية.. تهديدات نووية ومفاوضات متعثرة