بوابة الوفد:
2025-11-20@20:57:59 GMT

سر الأرض!

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

شهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا عالميًا وإقليميًا ومحليًا متزايدًا بقضايًا البيئة، إذ عُقدت الندوات ونظمت اللقاءات على مختلف المستويات لمناقشة هذه القضايا، كما صدرت القوانين وتم اعتماد البرامج والمشروعات التى تهدف إلى المحافظة على البيئة ومعالجة قضاياها التى أصبحت محل اهتمام الأمم المتحدة من خلال ما عُرف ببرنامجها للبيئة والتنمية الذى تم فيه إقرار الدور المهم الذى يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة فى التفاعل مع مشكلات البيئة.


وتواجه مصر، كغيرها من دول العالم، مشكلات بيئية مهمة تصل إلى حد الخطورة، وقد بدأت هذه المشكلات فى الظهور مع الاتجاه نحو التصنيع والتحول إلى النشاط الزراعى الأكثر تقدما والذى يعتمد على استخدام الميكنة والأسمدة الصناعية والمبيدات. وإذا كانت الزراعة تحتل مكانة كبرى وتمثل مصدرًا أساسيًا للموارد الاقتصادية فى الدول الزراعية، فإن البيئة الريفية، وهى الغالبة فيها، تعانى من مشكلات خطيرة وتدهور سريع يجب الإسراع لمواجهته والتصدى لخطورته المتزايدة نتيجة لتفاقم هذه المشكلات واستمرار التدهور.
ويتوقف نجاح كل جهد يهدف إلى مواجهة مشكلات البيئة الطبيعية فى الريف على المشاركة الجماهيرية الفعالة فيه، وهذه المشاركة لا يمكن أن تتحقق إلا بإدراك الفرد خطورة تلك المشكلات وعلاقته بها، وتأثير سلوكه وقراراته على البيئة، وضرورة ترشيد هذا السلوك، ويتطلب ذلك تنمية وعيه البيئى بإثراء الجانب المعرفى لديه بتبصيره بالحقائق والمعلومات عن البيئة والمشكلات والمخاطر التى تتعرض لها ودوره فى حمايتها ومعالجة مشكلاتها، وهنا يأتى دور وسائل الإعلام المتنوعة من راديو وتليفزيون والتى تقوم بدور مركزى فى تشكيل الوعى البيئى لدى الجمهور العام.
لكن نجاح الإعلام فى أداء دوره فى تنمية الوعى البيئى فى القرية يتطلب مواجهة مشكلة مهمة تتمثل فى وجود فجوات فى المعرفة والاتجاهات والسلوك نحو البيئة بين أفراد مجتمع القرية، بالإضافة إلى فجوة بين الاتجاهات والسلوك؛ فهى فجوات من أكثر من نوع وعلى أكثر من مستوى.
وتتطلب مواجهة هذه المشكلة ضرورة الاهتمام ببرامج البيئة فى مختلف وسائل الإعلام وزيادة أعدادها وحلقات كل برنامج، مع تقديم هذه البرامج بأسلوب شيق وجذاب، واستخدام كلمات وجمل واضحة حتى يتمكن سكان القرية من فهمها بسهولة، ومن الاستمرار فى متابعة هذه البرامج.
فضلًا عن الاهتمام بمشاكل البيئة الريفية ومناقشة أسباب كل مشكلة ونتائجها والحلول المقترحة لمواجهتها مع متابعة تنفيذ هذه الحلول والإشادة بما يتم إنجازه منها، ولفت الانتباه إلى أوجه القصور ومناقشتها، مع الأخذ فى الاعتبار أن مشكلات البيئة الريفية قديمة ومتراكمة تتطلب مواجهتها فترات طويلة وجهود مستمرة، كذلك ضرورة الاهتمام بتدعيم السلوك الإيجابى وتعديل السلوك السلبى نحو البيئة، مع توضيح دور الفرد فى مواجهة مشكلات البيئة وحمايتها.
وفى النهاية، تظل كلمات تتر برنامج «سر الأرض» الذى غنته المطربة أنغام، فى مطلع التسعينيات: «الأرض نادت وقالت.. دا أنا جيد على اللى يدى..اديله طرحى وخيرى.. دى الغربة زادت وطالت.. يا ولدى بينى وبينك»؛ تظل رنانة فى الآذان لتُذكِر بأول برنامج تليفزيونى يوجه بالأساس للفلاحين، ويهتم بشئون الزراعة، مؤكدة قدرة وسائل الإعلام، بوجه عام، والتليفزيون، بوجه خاص، على القيام بدور توعوى ناجح فى هذا المجال.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب–جامعة المنصورة
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة سر الأرض د أحمد عثمان مشکلات البیئة

إقرأ أيضاً:

وزارة الأوقاف في اليوم العالمي للطفل: الإسلام أولى الأطفال عناية خاصة

تحتفي وزارة الأوقاف، باليوم العالمي للطفل، الذي يوافق العشرين من نوفمبر في كل عام، إيمانًا منها بدورها الراسخ في نشر قيم الرحمة والإنسانية، ورعاية النشء، وبناء وعيهم الأخلاقي والإنساني، انطلاقًا من رسالة الدين الحنيف التي أولت الطفل عناية خاصة في التربية والتنشئة وحماية حقوقه.

وتؤكد الوزارة أن رعاية الأطفال مسئولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية والمجتمعية، وأن الاهتمام بالطفل هو استثمار في مستقبل الوطن، وبناء لجيل قادر على الإسهام في نهضته، وإدراك قيمة العمل والالتزام واحترام الآخر، فأطفال اليوم هم شباب الغد وأمل المستقبل.

وفي إطار الاهتمام المتواصل بالطفل، تصدر الوزارة مجلة «الفردوس» للأطفال، كأحد أهم المنابر الثقافية التي ترعاها الوزارة لخدمة النشء، حيث تُعد المجلة وسيلة تربوية وتثقيفية موجّهة للأطفال، تُقدَّم فيها المواد القيمية والأخلاقية بلغة مبسطة ورسوم جاذبة، بما يسهم في بناء وعي الطفل وتنمية مهاراته.

وتعمل المجلة جنبًا إلى جنب مع برامج الوزارة الأخرى، مثل: لقاء الطفل الأسبوعي، والدروس المنهجية، وقوافل الواعظات، والندوات واللقاءات التي تعقدها الوزارة بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم في المعاهد والمدارس، في إطار مبادرة «صحح مفاهيمك»، لتقديم منظومة متكاملة من المحتوى التربوي الهادف، الذي يرسخ قيم الرحمة والانتماء واحترام القانون، ويغرس في نفوس الأطفال حب الوطن وفهم الأخلاق الإسلامية الصحيحة.

كما تعمل الوزارة على دعم مبادرات حماية الطفل من أي أشكال للعنف أو الاستغلال، وتعزيز الوعي الأسري بأسس التربية السليمة، مؤكدة أن بناء الطفل هو حجر الأساس في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

وتدعو وزارة الأوقاف الجميع إلى جعل هذه المناسبة دافعًا لتعزيز الاهتمام بالطفل، وتوفير البيئة الآمنة الداعمة لحقوقه، والعمل المشترك من أجل تنشئة جيل صالح، مستقيم في أخلاقه، واعٍ بقيمة وطنه، ومؤمن بواجباته تجاهه.

مقالات مشابهة

  • من حصار طويل إلى مسرح جريمة.. هكذا تصدرت الفاشر الاهتمام الدولي
  • وزارة الأوقاف في اليوم العالمي للطفل: الإسلام أولى الأطفال عناية خاصة
  • القضاة يرعى حفل ختام برنامج جيدكو ويثمن دوره في تعزيز التنمية الريفية وتوفير فرص العمل
  • اختتام المرحلتين الأولى والثانية من برنامج التنمية الريفية والتشغيل بأكثر من 16 ألف مستفيد
  • البيئة وجامعة مسقط توقعان برنامج تعاون لتعظيم المنافع المشتركة
  • رئيس "الشورى" يبحث مع السفير الأوزبكي آفاق التعاون المشترك
  • نيجيرفان بارزاني: مفتاح استقرار العراق هو إنهاء مشكلات بغداد وأربيل
  • مديرة صندوق دعم الصناعات الريفية تشهد المؤتمر الختامي لمشروع «استخدام الطاقة الشمسية في الصناعة»
  • تنفيذ برامج التدريب ودعم صغار المزارعين.. مذكرة تعاون لتمكين الأسر الريفية في السعودية
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يبحث تعزيز العلاقات مع نظيره المجري