صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-02@04:05:41 GMT

أول الهواجس.. وضع الاسلاميين

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

أول الهواجس.. وضع الاسلاميين

 

حديث المدينة

أول الهواجس.. وضع الاسلاميين

عثمان ميرغني

كتبت هنا أمس وقلت أن وفد الجيش مطالب أن يكون صريحا ومباشرا في مخاطبة هواجس واهتمامات الشركاء الذي يرعون ويستضيفون و يراقبون مفاوضات سويسرا .. الولايات المتحدة الأمريكية هي راعي مفاوضات سويسرا و من فرط اهتمامها توفد وزير الخارجية انطوني بيلنكن لرئاسة الجلسات، والمملكة السعودية العربية بكل ثقلها الدولي والاقليمي تستضيف المفاوضات ومعها سويسرا، بينما تشارك جمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي كمراقبين، وهي ليست مجرد مقاعد اضافية بل في صلب العملية التفاوضية وتلعب دورا مهما.

هؤلاء الشركاء يمثلون قدرا أصيلا في أوراق التفاوض، ودورهم يأتي قبل الدخول إلى القاعة، فيحتاج وفد الجيش أن يخاطب هواجسهم و اهتماماتهم بمنتهي الصراحة والجدية والرغبة في الارتباط الايجابي.
الهواجس عموما والاهتمامات تنشأ في عدة مستويات على رأسها هواجس الأمن القومي لكل دولة.

والحديث المباشر عن هواجس الأمن القومي ليس عيبا ولا يدعو للحرج في عالم اليوم.. بل كلما كانت الصورة واضحة ساعدت على ترفيع الثقة و تمتين العلاقات..

فماهو الهاجس الأول .. ؟؟
الهاجس الأول لكل هؤلاء الشركاء في مفاوضات سويسرا هو وضع الاسلاميين بعد الحرب، وفق الأسئلة التالية.
ماهو دور الاسلاميين في ترسيم مستقبل السودان السياسي بعد الحرب؟
هل يستعيد النظام الذي سقط بثورة ديسمبر سلطته التي كانت قبل 11 أبريل 2019؟
هل يستثمر الاسلاميون مشاركتهم الفاعلة في العمليات العسكرية والدماء التي سالت في ميادين القتال من أجل تعزيز موقعهم السياسي بعد الحرب؟
ما علاقة الاسلاميين بالجيش؟ حاليا ولاحقا بعد الحرب؟

بالطبع لن يتوقع المجتمع الدولي – شركاء مفاوضات سويسرا تحديدا- أن يتلقوا اجابات مكتوبة أو شفهية من أي طرف رسمي في الدولة السودانية، من أعلى سنام السلطة رئيس مجلس السيادة إلى أدنى مستوى دبلوماسي، فالاجابات التي ينتظرها شركاء المجتمع الدولي لا تحتمل التطمينات مكتوب أو شفهية بل دليلا عمليا يقطع باجابات واضحة.

وبكل صراحة ربما لا ينتظر شركاء المجتمع الدولي اجابة من البرهان أو أي قيادي رسمي في الدولة، هم يريدون اجابة واضحة مِن مَن يهمهم الأمر.. الإسلاميون..

وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.. على النحو التالي:
(1) صحيح الاسلاميون قدموا تضحيات وشهداء في المعارك غير منكورة منذ أبريل 2023، وليس من المنطق افتراض أن من يدفع حياته كان ينتظر الثمن سياسيا أو بأية صورة أخرى.
(2) لكن في المقابل، فإن الخطاب العام للاسلاميين يفرط في الربط بين السياقين العسكري والسياسي، بل أحيانا يتبنى صفة مانح العلامة الزرقاء لمن يدعم الجيش، وهو خطاب حصري بدرجة مزعجة.
(3) الطرق المستمر من جانب الاعلام الذي يتبنى وجهة نظر الاسلاميين ضد القوى السياسية الأخرى – مجموعة تقدم نموذجا- و الاجتهاد في تجريمها يمنح الاحساس بالاقصاء السياسي، الذي لا يزال المتهم الأول في كل التقلبات السياسية والأحداث المفجعة في التاريخ السياسي السوداني.
(4) التركيز على الخيار العسكري وتبنى خطاب الكراهية السياسي و محاربة أطروحات الحلول السياسية.
في سياق البحث عن المستقبل السياسي بعد الحرب، ظلت قيادات السلطة السيادية بالسودان تبث رسائل متضاربة، تارة تتحدث عن فترة انتقالية قصيرة تحت اشراف حكومة انتقالية وتسليم السلطة لحكومة منتخبة بعد عامين من نهاية الحرب. وتارة تتحدث عن الامساك بالسلطة لحين الانتخابات. ومن خلف الكواليس تتسرب معلومات عن فترة انتقالية قد تصل إلى عشر سنوات. كل هذا يبعث برسائل للمجتمع الدولي – وهو أخطر ما قد يتصوره أحد – أن الحرب هي التي تقرر مصير السودان، وليس السلام والتقديرات السياسية.

بعبارة أخرى، الذين يراهنون على مستقبل يستبعد الاسلاميين من الحكم كليا يرون أن الوسيلة الأفضل هو استمرار الحرب لحين التيقن من ازالة ما أسماها ياسر عرمان “الكتلة الخشنة” في الحركة الاسلامية. بينما من جانب الاسلاميين -قد – تعني استمرار الحرب لحين افراز واقع يتحتم فيه سيطرة الاسلاميين على المشهد السياسي كليا، بالطريقة ذاتها التي كانت قبل سقوط نظام البشير والتي تسمح لبعض المكونات السياسية المشاركة في السلطة شريطة أن تدور في الفلك المرسوم لها.

من الواضح أن الاسلاميين حتى الأن نجحوا في الحصول على “بطاقة” الصعود على قطار ما بعد الحرب، فرصة يتيحها الشعب السوداني بعد مشاركتهم الفاعلة في المجهود العسكري منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023، لكن في المقابل، ليس من دليل أن الشعب استعاد الثقة في الاسلاميين خاصة مع ضمور الدلائل أنهم استفادوا من تجربة السقوط المدوي في 11 أبريل 2019، فالخطاب السياسي للاسلاميين يرفض الاقرار بالسقوط أصلا، ويعتبرها “خيانة داخلية”، بما يمنح الاحساس أنهم لا يزالون في محطة ما قبل 11 أبريل 2019.
الاحتفاظ بكل المسميات القديمة بما فيها اسم “حزب المؤتمر الوطني” بل والاصرار عليه يعني عمليا فشل المراجعات التي يفترض أنها من أهم شروط العبور الى المستقبل. والاصرار على استمرار القيادة القديمة.

نغمة العداء السافرة في الخطاب السياسي للاسلاميين تجاه الخارج عامة وتسمية بعض المحيط الاقليمي خاصة، يرفع حالة المواجهة مع دوائر الأمن القومي النشطة المرتابة من اقترابهم مرة أخرى من الحكم، ولو رمزيا.
و نواصل..

#حديث_المدينة الأربعاء 7 أغسطس 2024

الوسومالحركة الاسلامية السودانية السوادن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحركة الاسلامية السودانية السوادن

إقرأ أيضاً:

بسبب مُشاركة الإخوان.. سويسرا تُلغي مؤتمراً دينياً

قررت مدينة بيني في مقاطعة كانتون برن السويسرية، إلغاء تنظيم مؤتمر إسلامي كان من المقرر عقده يوم بعد غد السبت، الأول من فبراير (شباط) المقبل، بسبب مخاوف أمنية تتعلق بمُشاركة أعضاء في تنظيم الإخوان الإرهابي.

وكان من المتوقع أن يحضر المؤتمر ما يزيد عن 1000 شخص في قصر المؤتمرات بالمدينة، وأن يُعقد تحت شعار "رمضان، معاً نستعد"، في دعوة للتأمل والتفكير حسب المُنظّمين.

ولكنّ السلطات الأمنية العليا شكّكت في الغايات والأهداف الحقيقية للمؤتمر، خاصة مع مُشاركة مجموعة من الشخصيات الدينية المُتطرّفة والخاضعة للرقابة، بسبب انتمائها لجماعة الإخوان الإرهابية، والتي دأبت على إخفاء أجنداتها السرّية تحت شعارات مختلفة لا تُوحي بالمضمون الحقيقي.

Le Conseil municipal de Bienne annule un rassemblement musulman prévu samedi, citant des préoccupations de sécurité. L'événement, qui devait accueillir des orateurs controversés, a suscité la polémique. https://t.co/4l9E8jgRWi

— Blick | fr (@Blick_fr) January 29, 2025

وقرّر المجلس البلدي في البداية تأجيل المؤتمر، لإجراء مزيد من التدقيق والبحث، لكنّه في النهاية طلب من الجهة المُنظّمة إلغاء تنظيم الحدث، مؤكداً أنّه "يجب حماية الحقوق الأساسية في التجمّع والتعبير، ولكن دون أن يكون ذلك على حساب الأمن".

ويأتي هذا القرار، بعد نشر مقالات صحفية تناولت برنامج المؤتمر، الذي ضمّ مُداخلات لدُعاة مُثيرين للجدل في سويسرا، ومنهم شخصيات إخوانية متشددة.

Prédicateurs polémiques: la Ville de Bienne annule un événement musulman controverséhttps://t.co/IMrjht4o36

— 24 heures (@24heuresch) January 29, 2025 دعاة للتشدد وليس للتسامح

وجاء في بيان الإلغاء "إنّ المجلس البلدي مُقتنع بأنّ مدينة بيني غنية بتنوّعها، خاصة أنّ سكانها المسلمين هم جزء لا يتجزأ منها ويُساهمون بشكل كامل في تنميتها"، وأضاف "لكن من ناحية أخرى، لا نريد أن يتم إساءة استخدام التسامح السائد أو تعريضه للخطر".

وكان من المقرر أن يتحدث في المؤتمر الداعية شعيب حسين، المعروف على شبكات التواصل الاجتماعي باسم "رجل السنة"، وكذلك إمام برلين فريد حيدر، المعروف بقربه من جماعة الإخوان، وهو خطيب في العديد من المراكز والجمعيات التابعة لشبكة التنظيم الإرهابي في ألمانيا.

ومن الدُّعاة الآخرين المُثيرين للجدل، الألماني محمد مطر، وإمام مدينة لوغانو سمير رضوان الجيلاصي.

???????? Suisse : un congrès musulman préparant l’arrivée du Ramadan 2025 annulé https://t.co/4MK8npGhMS via @saphirnews #islam #Europe

— Saphirnews.com (@saphirnews) January 29, 2025

وذكر مستشار البلدية السويسرية جوليان شتاينر، أنّ المدينة غير راضية عن تنظيم المؤتمر، مُشيراً إلى أنّ الفعاليات ذات الدوافع الأيديولوجية أو السياسية تخضع لسيطرة الجهات الأمنية.

كما أكد أنّ السلطات المُختصّة قد اتخذت الإجراءات الأمنية الاحتياطية، مُهدّداً بتقديم شكوى جنائية في حالة انتهاك القوانين المعمول بها في البلاد.

مقالات مشابهة

  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين
  • استفتاء في سويسرا يهدد مشروع إنشاء مقبرة للمسلمين
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • السفير حسام زكي: العراق تستضيف القمة العربية في أواخر أبريل
  • الورشة التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب: الفرص والتحديات أمام القوى المدنية
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • بسبب مُشاركة الإخوان.. سويسرا تُلغي مؤتمراً دينياً
  • دبي.. افتتاح "ند الشبا مول" في أبريل المقبل