صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-10@10:29:23 GMT

أول الهواجس.. وضع الاسلاميين

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

أول الهواجس.. وضع الاسلاميين

 

حديث المدينة

أول الهواجس.. وضع الاسلاميين

عثمان ميرغني

كتبت هنا أمس وقلت أن وفد الجيش مطالب أن يكون صريحا ومباشرا في مخاطبة هواجس واهتمامات الشركاء الذي يرعون ويستضيفون و يراقبون مفاوضات سويسرا .. الولايات المتحدة الأمريكية هي راعي مفاوضات سويسرا و من فرط اهتمامها توفد وزير الخارجية انطوني بيلنكن لرئاسة الجلسات، والمملكة السعودية العربية بكل ثقلها الدولي والاقليمي تستضيف المفاوضات ومعها سويسرا، بينما تشارك جمهورية مصر العربية ودولة الامارات العربية المتحدة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي كمراقبين، وهي ليست مجرد مقاعد اضافية بل في صلب العملية التفاوضية وتلعب دورا مهما.

هؤلاء الشركاء يمثلون قدرا أصيلا في أوراق التفاوض، ودورهم يأتي قبل الدخول إلى القاعة، فيحتاج وفد الجيش أن يخاطب هواجسهم و اهتماماتهم بمنتهي الصراحة والجدية والرغبة في الارتباط الايجابي.
الهواجس عموما والاهتمامات تنشأ في عدة مستويات على رأسها هواجس الأمن القومي لكل دولة.

والحديث المباشر عن هواجس الأمن القومي ليس عيبا ولا يدعو للحرج في عالم اليوم.. بل كلما كانت الصورة واضحة ساعدت على ترفيع الثقة و تمتين العلاقات..

فماهو الهاجس الأول .. ؟؟
الهاجس الأول لكل هؤلاء الشركاء في مفاوضات سويسرا هو وضع الاسلاميين بعد الحرب، وفق الأسئلة التالية.
ماهو دور الاسلاميين في ترسيم مستقبل السودان السياسي بعد الحرب؟
هل يستعيد النظام الذي سقط بثورة ديسمبر سلطته التي كانت قبل 11 أبريل 2019؟
هل يستثمر الاسلاميون مشاركتهم الفاعلة في العمليات العسكرية والدماء التي سالت في ميادين القتال من أجل تعزيز موقعهم السياسي بعد الحرب؟
ما علاقة الاسلاميين بالجيش؟ حاليا ولاحقا بعد الحرب؟

بالطبع لن يتوقع المجتمع الدولي – شركاء مفاوضات سويسرا تحديدا- أن يتلقوا اجابات مكتوبة أو شفهية من أي طرف رسمي في الدولة السودانية، من أعلى سنام السلطة رئيس مجلس السيادة إلى أدنى مستوى دبلوماسي، فالاجابات التي ينتظرها شركاء المجتمع الدولي لا تحتمل التطمينات مكتوب أو شفهية بل دليلا عمليا يقطع باجابات واضحة.

وبكل صراحة ربما لا ينتظر شركاء المجتمع الدولي اجابة من البرهان أو أي قيادي رسمي في الدولة، هم يريدون اجابة واضحة مِن مَن يهمهم الأمر.. الإسلاميون..

وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.. على النحو التالي:
(1) صحيح الاسلاميون قدموا تضحيات وشهداء في المعارك غير منكورة منذ أبريل 2023، وليس من المنطق افتراض أن من يدفع حياته كان ينتظر الثمن سياسيا أو بأية صورة أخرى.
(2) لكن في المقابل، فإن الخطاب العام للاسلاميين يفرط في الربط بين السياقين العسكري والسياسي، بل أحيانا يتبنى صفة مانح العلامة الزرقاء لمن يدعم الجيش، وهو خطاب حصري بدرجة مزعجة.
(3) الطرق المستمر من جانب الاعلام الذي يتبنى وجهة نظر الاسلاميين ضد القوى السياسية الأخرى – مجموعة تقدم نموذجا- و الاجتهاد في تجريمها يمنح الاحساس بالاقصاء السياسي، الذي لا يزال المتهم الأول في كل التقلبات السياسية والأحداث المفجعة في التاريخ السياسي السوداني.
(4) التركيز على الخيار العسكري وتبنى خطاب الكراهية السياسي و محاربة أطروحات الحلول السياسية.
في سياق البحث عن المستقبل السياسي بعد الحرب، ظلت قيادات السلطة السيادية بالسودان تبث رسائل متضاربة، تارة تتحدث عن فترة انتقالية قصيرة تحت اشراف حكومة انتقالية وتسليم السلطة لحكومة منتخبة بعد عامين من نهاية الحرب. وتارة تتحدث عن الامساك بالسلطة لحين الانتخابات. ومن خلف الكواليس تتسرب معلومات عن فترة انتقالية قد تصل إلى عشر سنوات. كل هذا يبعث برسائل للمجتمع الدولي – وهو أخطر ما قد يتصوره أحد – أن الحرب هي التي تقرر مصير السودان، وليس السلام والتقديرات السياسية.

بعبارة أخرى، الذين يراهنون على مستقبل يستبعد الاسلاميين من الحكم كليا يرون أن الوسيلة الأفضل هو استمرار الحرب لحين التيقن من ازالة ما أسماها ياسر عرمان “الكتلة الخشنة” في الحركة الاسلامية. بينما من جانب الاسلاميين -قد – تعني استمرار الحرب لحين افراز واقع يتحتم فيه سيطرة الاسلاميين على المشهد السياسي كليا، بالطريقة ذاتها التي كانت قبل سقوط نظام البشير والتي تسمح لبعض المكونات السياسية المشاركة في السلطة شريطة أن تدور في الفلك المرسوم لها.

من الواضح أن الاسلاميين حتى الأن نجحوا في الحصول على “بطاقة” الصعود على قطار ما بعد الحرب، فرصة يتيحها الشعب السوداني بعد مشاركتهم الفاعلة في المجهود العسكري منذ اندلاع حرب 15 أبريل 2023، لكن في المقابل، ليس من دليل أن الشعب استعاد الثقة في الاسلاميين خاصة مع ضمور الدلائل أنهم استفادوا من تجربة السقوط المدوي في 11 أبريل 2019، فالخطاب السياسي للاسلاميين يرفض الاقرار بالسقوط أصلا، ويعتبرها “خيانة داخلية”، بما يمنح الاحساس أنهم لا يزالون في محطة ما قبل 11 أبريل 2019.
الاحتفاظ بكل المسميات القديمة بما فيها اسم “حزب المؤتمر الوطني” بل والاصرار عليه يعني عمليا فشل المراجعات التي يفترض أنها من أهم شروط العبور الى المستقبل. والاصرار على استمرار القيادة القديمة.

نغمة العداء السافرة في الخطاب السياسي للاسلاميين تجاه الخارج عامة وتسمية بعض المحيط الاقليمي خاصة، يرفع حالة المواجهة مع دوائر الأمن القومي النشطة المرتابة من اقترابهم مرة أخرى من الحكم، ولو رمزيا.
و نواصل..

#حديث_المدينة الأربعاء 7 أغسطس 2024

الوسومالحركة الاسلامية السودانية السوادن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحركة الاسلامية السودانية السوادن

إقرأ أيضاً:

حركة حماس تطالب المجتمع الدولي بوقف "المحرقة" في قطاع غزة ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين

في نبأ عاجل، أفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن حركة حماس دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمؤسسات السياسية والإنسانية والقضائية إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف "المحرقة" المستمرة في قطاع غزة منذ 11 شهرًا.

تأتي هذه المطالبات عقب المجزرة الأخيرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مواصي خان يونس.

مطالب حماس للمجتمع الدولي

دعوة لوقف العنف

طالبت حركة حماس المجتمع الدولي باتخاذ خطوات جادة لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة، الذي خلف أعدادًا كبيرة من الضحايا المدنيين وأدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة. 

ووصفت الحركة الهجمات الأخيرة بأنها "محرقة"، مشددة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقفها فورًا.

مناشدة للأمم المتحدة

وجهت حماس نداءً إلى الأمم المتحدة، دعت فيه إلى ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الأعمال العدائية والالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية.

وأكدت الحركة أن استمرار العدوان الإسرائيلي يؤكد تجاهل حكومة نتنياهو للقانون الدولي والقرارات الدولية التي تدعو إلى إنهاء النزاع في غزة.

المجزرة في خان يونس

تفاصيل المجزرة

تشير التقارير إلى أن المجزرة الأخيرة في خان يونس أسفرت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، مما يبرز حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المدينة.

وتعتبر حركة حماس هذه الهجمات جزءًا من سياسة إجرامية متعمدة ضد سكان غزة، تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا.

ردود فعل حماس

أكدت حركة حماس أن المجزرة في خان يونس تجسد التصعيد المستمر من جانب حكومة نتنياهو، والتي تواصل العدوان دون مراعاة للحقوق الإنسانية أو القوانين الدولية.

كما أضافت الحركة أن هذا التصعيد يظهر مدى تجاهل إسرائيل للنداءات الدولية الداعية إلى إنهاء الحرب.

خطوات مقترحة لمحاكمة مجرمي الحرب

مطالب بمحاكمة مجرمي الحرب

دعت حركة حماس إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في غزة، مشيرة إلى أهمية تقديم هؤلاء المسؤولين إلى محكمة الجنايات الدولية.

وشددت الحركة على أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها وأن يتلقى مجرمو الحرب الجزاء الذي يستحقونه وفقًا للقانون الدولي.

الضغط الدولي

تسعى حركة حماس إلى الحصول على دعم دولي واسع لمطالبها، من خلال الضغط على المنظمات الدولية والحكومات الكبرى لتسريع إجراءات المحاكمة.

كما تأمل الحركة في أن تسهم هذه الجهود في تحقيق العدالة للضحايا وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.

الوضع الإنساني في غزة

تفاقم الأوضاع الإنسانية

تواصل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة التدهور بسبب استمرار النزاع، حيث تعاني المدينة من نقص حاد في المواد الغذائية والخدمات الأساسية.

وتعتبر المجزرة الأخيرة في خان يونس جزءًا من أزمة إنسانية أوسع تشهدها المنطقة، تتطلب استجابة دولية عاجلة.

الجهود الإنسانية

تعمل منظمات الإغاثة والهيئات الإنسانية على تقديم الدعم للمتضررين من النزاع، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في ظل الأوضاع الراهنة. 

وتدعو حركة حماس المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم الإنساني وتوفير المساعدات العاجلة للمحتاجين في غزة.

مقالات مشابهة

  • حركة حماس تطالب المجتمع الدولي بوقف "المحرقة" في قطاع غزة ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين
  • تقدم تسعي للسلام عن طريق مفاوضات تقصي الجهة التي تحارب
  • أونروا: الظروف التي نعمل بها في غزة مليئة بالتحديات منذ بدء الحرب حتى هذه اللحظة
  • سلطنة عمان تدين العدوان الإسرائيلي على مصياف وتطالب المجتمع الدولي بضرورة وضع حد له
  • تنديد خليجي روسي بانتهاكات إسرائيل في غزة وعجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب
  • خبير علاقات دولية: نتيناهو يغلب مصالحه السياسية ويحاول تغطية فشله
  • أستاذ في العلوم السياسية: نتنياهو يريد إشعال المنطقة واستمرار الحرب على غزة
  • وزير الأمن القومي الإسرائيلي: الحرب التي نخوضها ليست في لبنان وغزة فقط إنما في الضفة الغربية كذلك
  • الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
  • النقد الدولي: ندعم الإصلاحات العراقية التي تبعد سوق النفط عن الأزمات