للإبل أصناف كثيرة وألوان عديدة عجّت بذكرها كتب التراث العربي، ومن أقدمها فصيلة "الأوارك" التي تنتشر في جنوب وغرب الجزيرة العربية؛ بيد أن سلالاتها النقية على وشك الانقراض؛ جراء تهجينها مع سلالات الإبل الأخرى، سواء كانت عربية أم وافدة، ولتحول رغبات ملاكها إلى اقتناء أنواع الإبل الأخرى.

وتعد "الأوارك" من أعرق إبل العرب، حيث ورد اسمها في كثير من أشعارهم، بل عدوها من كرائم أموالهم، يترجم ذلك الشاعر بقوله: فما سرّني إن زرتها أنَّ لي بها.

. كرائمَ عوذ المُتلِيات الأواركِ، وسميت "الأوارك" بهذا الاسم؛ وفق ما جاء في لسان العرب: "لاعتيادها على أكل الأراك"، علماً أنها تتغذى على الأشجار والنباتات الأخرى، إلا أن الأراك هو غذاؤها المفضل، وإذا أصابت "الآركة" من شجر الأراك شيئاً بان طعمه في لبنها.

وتعيش "الأوارك" في تهامة الحجاز، وعسير ،والباحة، وسهول جازان، ونجران ،والأودية التي تنحدر من جبال السروات مثل: تثليث، وطريب، وبيشة، ورنية، والخرمة، وتربة خاصة عند "قبيلة الموركة"، وفيه تباين بين "أوارك" كل منطقة؛ نظراً لاختلاف طبيعة أرضها ومناخها، لكنه تباين يميزه كل من له أدنى معرفة بالإبل.

ويخلط بعضهم بين الإبل "الأوارك"، وبين "السواحل"، و"العوادي"، و "الحضانا"، والصحيح أن هذه سلالات تختلف عن بعضها، وإن تشابهت أو اشتركت في بعض الصفات.

وللإبل "الأوارك" أنواع وألوان قبل أن يدخلها التهجين، فمن أنواعها "العرابى": وهي من آصل إبل العرب، ويميزها كِبَرُ جرمها وكثرة وبرتها؛ لذلك فهي شديدة المقاومة للحر والبرد، و"الخواوير": وهي التي جلدها رقيق، ووبرتها خفيفة وحليبها كثير، و "الجرامى": وتنسبها بعض المصادر إلى قبيلة "جرم" أصحاب العقيق (عقيق جرم)، وقيل أن الإبل: "الجرامى مهجنة من الخواوير والعرابى، فقد يكون أبوها جرمي وأمها خوارة أو العكس، وصفاتها مزيج بين هذين النوعين".

أما ألوانها فمنها: "البِيض" وهي أشهرها، وبياضها ناصع، و "الحمر التي يخالطها بياض"، ويسمونها (شعرة الظبي)، كونها تشبه الظباء الأدم في لونها القريب من اللون الأشقر، و "السُمر"، ولا يقصد بالسّمار معنى (السّواد)، وإنما يراد به لون "الأدمة" أو اللون "الأدهم الفاتح"، فالسُّمرة منزلة بين البياض والسواد، يكون ذلك في ألوان الناس والإبل وغير ذلك؛ إلا أن الأدمة في الإبل أكثر كما في لسان العرب.

وتشتهر منطقة نجران بسمر الأوارك، ومن قبائل نجران من يعتزي بها إلى اليوم، كما يقول الباحث صالح آل مريح في كتابه: "نجران هذه بلادنا".

وتتصف "الإبل الأوارك" عموماً بحجمها المتوسط، وعيزها المتقدم، ورأسها الصغير المستدق، وآذانها الواقفة، وسبالها القصيرة، ولونها الناصع؛ كما تتميز بكثرة الحليب وطيب مذاقه.

ومما تميزت به "الإبل الأوارك" أنه يكفيها القليل من الطعام، وما تجده من نباتات أو أشجار، كما عرفت بسرعة الجري خاصة الهجن منها، يقول عن ذلك الأديب حسين سرحان: "الأوارك والعمانيات الحرائر إذا أحسنوا ترويضهن وتدريبهن أسففن برموشهن حتى تكاد مشافرهن تمس الأرض، وطفقن يملن بها يمنة ويسرة وعلواً وسفلاً؛ وأحسب أنها هي مشية الهيدبى التي أشار إليها المتنبي في مقصورته".

وتعد ميزة تحمل الجفاف، من أبرز صفات "الأوارك"، أما شيل الأحمال فالمجاهيم أشد تحملاً وقوة منها.

وتنفرد "الإبل الأوارك"، بميزة لا توجد في أصناف الإبل الأخرى إلا نادراً، إذ تشير موسوعة الثقافة التقليدية في المملكة إلى أن "الإبل الأوارك منتشرة في الأودية التي يكثر فيها شجر الأراك، وعادة ما يقتنيها أصحاب هذه المناطق، سواء كانوا مزارعين أو بادية؛ لأنها لا تغادر مناطقها إطلاقاً، ولا يخافون عليها من الابتعاد عنها".

الجدير بالذكر أن "منطقة نجران" خصّصت أشواطاً لفئات الإبل "الأوارك" في مزاينات سابقة، وفي "مزاد الإبل" الذي أقيم في المنطقة خلال العام المنصرم 1445هـ؛ لاشتهار منطقة نجران بهذا الصنف المهدد بالانقراض.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: أخبار السعودية أنواع الإبل

إقرأ أيضاً:

نائب أمير نجران يُدشّن حملة “جسر الأمل”

نوّه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة نجران، بما توليه القيادة الرشيدة -حفظها الله -، من رعاية واهتمام بالسجناء وأسرهم الذي يؤكد حرصها على تكافل المجتمع ونشر روح المساهمة والبذل والعطاء.

جاء ذلك خلال تدشين سموه في مكتبه اليوم، حملة “جسر الأمل”، بحضور رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم “تراحم” بمنطقة نجران، الدكتور علي مسفر لسلوم، وعددٍ من أعضاء اللجنة.

اقرأ أيضاًالمجتمعمرافق الضيافة المرخصة بمكة المكرمة تُسجّل نموًا بنسبة 80% حتى نهاية 2024

وأوضح الدكتور لسلوم، أن الحملة تهدف إلى حث أبناء المنطقة ودعوتهم للإسهام في دعم الفئات الأكثر احتياجًا خاصة أسر السجناء والمفرج عنهم ليتحقق الاستقرار المادي والنفسي والاجتماعي لتلك الفئات وتوفير فرص العمل والتعليم والتدريب لهم.

واطّلع سمو نائب أمير نجران خلال اللقاء، على التقرير السنوي لمنجزات اللجنة لعام 2024م، الذي اشتمل على الإنجازات والخدمات التي قدمتها في مسارات الرعاية الأساسية، والعناية الأسرية، وتنمية القدرات، وجهودها في الحملة السنوية “تراحمنا له أثر”، فيما اشتمل التقرير على توقيع اللجنة عددًا من الشراكات المجتمعية، وكذلك مشاركتها في المناسبات الوطنية.

مقالات مشابهة

  • على قائمة اليونسكو.. «فن التغرودة» شعر مرتَجل على ظهور الإبل
  • السياحة الريفية بنجران تناغم بصري بديع يجمع جمال الطبيعة وأصالة التراث
  • اعتقال صائد كنوز إيراني شهير في العراق
  • تعليم نجران يحتفي بيوم العلم
  • أبناء النوبة ينظمون لقاءً حاشداً لجمع الصف ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد منطقة جبال النوبة
  • نائب أمير نجران يستقبل قادة القطاعات العسكرية بالمنطقة
  • إجراءات للحد من حوادث "الإبل"
  • نائب أمير منطقة نجران يُدشّن حملة “جسر الأمل”
  • نائب أمير نجران يُدشّن حملة “جسر الأمل”
  • درك أم البواقي يحجز 315 رأس “بوزلوف” من سلالة السداون