لجريدة عمان:
2025-04-28@04:49:39 GMT

أن تقرأ محمود درويش في هذه الأيام

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

كتبتُ هنا في مارس الماضي عن عاموس عوز تحت عنوان «أن تقرأ عاموس عوز في هذه الأيام». واليوم أجدني أنسخ العنوان نفسه لأكتب عن محمود درويش في ذكرى رحيله (9 أغسطس 2008). ولعلي أبرر ذلك بما يمثّله عوْز ودرويش من تناظر لا يخفى بين لغتين متحاربتين؛ عِبريةٍ تمحو الأسماء العربية عن شوارع القدس، وعربيةٍ ترمم ذاكرة المكان من خارجه، وهو ما يوحي بأن أحدهما كان معادلا أدبيا للآخر في مُعسكره اللغوي والسياسي، طبعا مع حفظ الفوارق الجوهرية الكبرى بين روائيّ إسرائيلي عاش ليكتب حكايته المنتصرة بالتفوق العسكري، وشاعرٍ فلسطيني مهزوم كرَّس حياته للبحث في لسان العرب والتاريخ والميثولوجيا والأرْكيولوجيا عن الغائب من حكاية طروادة.

العودةُ لقراءة محمود درويش في أيام كهذه هي دعوة لإشراكهِ وتوريطه معنا في هذا الهزيع المتأخر من الدهر. نريده أن يتكلم، أن يُكلمنا أكثر، فحتى بعد رحيله بـ16 عاما ما زلنا ننتظر منه الكثير ونطالبه بالمزيد. نستعين بتجليات شِعره على فهم غموض عواطفنا وواقعنا، تماما كما ترشدنا تجليات الواقع والعواطف على فك كناية غامضة أو مجاز ما ملتبس في سطر من قصيدته. من منا سيزور لغته الآن دون أن يقع في مغبة السؤال الافتراضي المتشعِّب: ماذا لو كان الشاعر بيننا؟ ماذا سيقول لنا شعرُه في زمن الكارثة؟ وهل بوسع قصيدته الشاملة الطويلة أن تركض معنا أكثر لمواكبة هذا الألم والذهول أمام الإبادة؟ هل سيكتب افتتاحية العدد القادم من «الكرمل» التي توقف صدورها بعد غيابه؟ لمن سينحاز؟ وكيف سيعلن مواقفه السياسية بعد أن انتحرت فلسطين العرفاتية التي شكَّلت الفصل الأطول من حياته؟ وكيف يتفاعل السياسي والغنائي فيه مع موازين القوى التي تتحالف في المنطقة اليوم ضد شعبه؟ غير أنه لن يقول أكثر مما قال.

كلنا محاصرون الآن وندقُّ عليه الباب. أنا محاصرٌ وأصدقائي محاصرون في هذه الحرية الكبيرة الفقيرة للحِيلة. وكلنا نبحث عن شاعر المهمات الصعبة في هذا التوقيت من العجز السياسي والإبداعي:

«تكلَّم لنصعَدَ أعلى

وأعلى، على سلَّم البئر يا صاحبي، أين أنت؟

تقدَّم لأحملَ عنكَ الكلام»!

منذ السابع من أكتوبر الماضي وأنا أتابع على شاشة الأخبار يوميات الحرب البعيدة عن مكانٍ ناءٍ اسمه غزة. ولكسر الروتين الدموي أحرّك كل نهارٍ فاصلة القراءة صفحةً، صفحتين بين أوراق كتابه «ذاكرة للنسيان»: نص نثري مفتوح عن تقاطع الرغبات والذكريات والهواجس في لحظة واحدة، تدوينات شاعر محاصر داخل شقته في مدينة محاصرة ترجُمها الطائرات والبوارج والدبابات بالنار. يوثق هذا النص المكتوب إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 خبرة محمود درويش الحقيقية مع الحرب، حيث الحياة كالموت، مجرد مصادفة، مصادفة سعيدة، وهي التجربة التي زودته بالمصادر الضرورية للدخول في القصيدة الملحمية.

هو الشاعر الفاتح والمخلّص، النجم الوسيم، السياسي المناضل والمتحدث الرسمي الشعبي، صوت الذات في الجماعة، كاتب الأغاني التي يتبادلها العشاق قرب البحر... كل تلك المسؤوليات/ الامتيازات وأكثر هي التي رسمت علاقة محمود درويش بجمهوره، غائبا وحاضرا، وربما كانت تلك بحق «مأساة أن تكون محمود درويش» كما كتبت الشاعرة المصرية إيمان مرسال: «ربما يكون محمود درويش هو أكثر من مثّل كلمة «شاعر» في الثقافة العربية الحديثة صورة وصوتا ومعنى وتوقعا؛ لكن كلمة «شاعر» في الثقافة العربية نفسها هي كلمة بقدر إضاءتها وبهائها تصيب من يحدق فيها بالعمى». مع أن جميع من عرفوه عن قرب يعرفون كيف كان محسودا على جماهيريته، حسدا يثير غيرة واستعداء الشعراء الألداء، ولكني لا أستبعد أن يكون ولعه بالمتنبي كفيلا بتغذيته ببعض العزاء النرجسي: «أني بما أنا شاكٍ منه محسودُ»!

ولأن «الفلسطينيين لا يرحمون شعراءَهم» كما قال ذات مرة؛ فقد كان هو بالذات أكثر الشعراء الفلسطينيين إخلاصا لهذه القسوة التي مرَّنته على تطوير المهمة وفقا لشروط فلسطينيته الصعبة، دون أن يُذعن لمتطلبات «الشعر الوطني»، متسائلا: «ما معنى أن يكون الفلسطيني شاعرا؟ وما معنى أن يكون الشاعر فلسطينياً؟ الأول: أن يكون نتاجا لتاريخ، موجودا باللغة. والثاني: أن يكون ضحية لتاريخ، منتصرا باللغة». تعلو نبرة هذا الرهان الكلي على اللغة، لإثبات الوجود أولا ولتأكيده ثانيا، كلما اشتدت وطأة الخسارة وصُودرت الأرض من تحت الأقدام ولم يعد للشاعر من مكانٍ يستوطنه سوى كلامه، وهذا ما طرَّزه ببلاغة جارحة في قصيدته «قافية من أجل المعلقات»:

«لا أرض فوق الأرض تحملني،

فيحملني كلامي

طائرا متفرعا مني...».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: محمود درویش أن یکون

إقرأ أيضاً:

حالة طقس لبنان.. هذا ما سيشهده خلال الأيام المقبلة

توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني ان يكون الطقس غدا، غائما جزئيا بسحب مرتفعة مع ضباب على المرتفعات ودون تعديل يذكر بدرجات الحرارة على الساحل بينما ترتفع بشكل ملحوظ على الجبال وفي الداخل حيث تصبح فوق معدلاتها الموسمية.    
وجاء في النشرة الآتي:     
- الحال العامة: طقس ربيعي يسيطر على لبنان مع درجات حرارة دون معدلاتها الموسمية على الساحل ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة اعتبارا من يوم الأحد في المناطق الجبلية والداخلية.
ملاحظة: معدل درجات الحرارة لشهر نيسان  بيروت بين 15 و24، طرابلس بين 13 و23،  وزحلة بين 9 و22 درجة.
- الطقس المتوقع في لبنان:   

السبت: غائم جزئياً مع انخفاض طفيف بدرجات الحرارة، يتشكل الضباب على المرتفعات كما يتوقع تساقط أمطار خفيفة محلية على الجبال الشمالية.
الأحد: غائم جزئياً بسحب مرتفعة مع ضباب على المرتفعات ودون تعديل يذكر بدرجات الحرارة على الساحل بينما ترتفع بشكل ملحوظ على الجبال وفي الداخل حيث تصبح فوق معدلاتها الموسمية.   الإثنين: قليل الغيوم الى غائم جزئيا مع ضباب على المرتفعات ودون تعديل يذكر بدرجات الحرارة على الساحل بينما تستمر بالارتفاع على الجبال وفي الداخل.
الثلاثاء: غائم جزئياً الى غائم مع انخفاض بدرجات الحرارة يتشكل ضباب كثيف بدءا من مستويات منخفضة وتكون الاجواء مهيأة لتساقط أمطار خفيفة محلية خاصة شمال البلاد.


- الحرارة على الساحل من 14 الى 24 درجة، فوق الجبال من 9 الى 23 درجة، في الداخل من 9 الى 28 درجة.  
- الرياح السطحية: جنوبية غربية، ناشطة سرعتها بين 10و 30 كم/س.
- الانقشاع: جيد على الساحل، يسوء على المرتفعات بسبب الضباب.
- الرطوبة النسبية على الساحل: بين: 50 و75%.
- حال البحر: مائج إجمالا.          - حرارة سطح الماء: 20°م.
- الضغط الجوي: 1015 HPA، أي ما يعادل: 761 ملم زئبق. - ساعة شروق الشمس: 05,55 - ساعة غروب الشمس: 19,17.         مواضيع ذات صلة إليكم حالة طقس لبنان خلال اليومين المقبلين.. كيف سيكون؟ Lebanon 24 إليكم حالة طقس لبنان خلال اليومين المقبلين.. كيف سيكون؟ 26/04/2025 14:32:40 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أمطار وعواصف رعدية وثلوج نحو لبنان.. هذا ما كشفه الأب خنيصر عن طقس الأيام المُقبلة Lebanon 24 أمطار وعواصف رعدية وثلوج نحو لبنان.. هذا ما كشفه الأب خنيصر عن طقس الأيام المُقبلة 26/04/2025 14:32:40 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 ارتفاع بدرجات الحرارة.. اليكم طقس الايام المقبلة Lebanon 24 ارتفاع بدرجات الحرارة.. اليكم طقس الايام المقبلة 26/04/2025 14:32:40 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 برق ورعد ورياح ناشطة... اليكم طقس الايام المقبلة Lebanon 24 برق ورعد ورياح ناشطة... اليكم طقس الايام المقبلة 26/04/2025 14:32:40 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً في صيدا.. من أوقفت "القوى الأمنية"؟ Lebanon 24 في صيدا.. من أوقفت "القوى الأمنية"؟ 06:43 | 2025-04-26 26/04/2025 06:43:36 Lebanon 24 Lebanon 24 فيديو مروع من لبنان.. تعذيب طفل والمشرف "مرشح للانتخابات"! Lebanon 24 فيديو مروع من لبنان.. تعذيب طفل والمشرف "مرشح للانتخابات"! 06:05 | 2025-04-26 26/04/2025 06:05:38 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن الرواتب في لبنان.. بيانٌ من وزير العمل Lebanon 24 آخر خبر عن الرواتب في لبنان.. بيانٌ من وزير العمل 05:42 | 2025-04-26 26/04/2025 05:42:18 Lebanon 24 Lebanon 24 "التيار الوطني الحر" أمام تحديين : استعادة التحالفات وترميم الشعبية Lebanon 24 "التيار الوطني الحر" أمام تحديين : استعادة التحالفات وترميم الشعبية 05:00 | 2025-04-26 26/04/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون وزوجته يشاركان في وداع البابا فرنسيس (صورة) Lebanon 24 الرئيس عون وزوجته يشاركان في وداع البابا فرنسيس (صورة) 04:58 | 2025-04-26 26/04/2025 04:58:03 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة وفاة حفيدة الرئيس فرنجية Lebanon 24 وفاة حفيدة الرئيس فرنجية 10:38 | 2025-04-25 25/04/2025 10:38:18 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة توقيف فنان شهير... ما هي تهمته؟ Lebanon 24 بالصورة توقيف فنان شهير... ما هي تهمته؟ 10:44 | 2025-04-25 25/04/2025 10:44:40 Lebanon 24 Lebanon 24 تحسينات على الأجور الاثنين Lebanon 24 تحسينات على الأجور الاثنين 22:15 | 2025-04-25 25/04/2025 10:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد Lebanon 24 لكل هذه الأسباب مجتمعة أنا عائد 09:01 | 2025-04-25 25/04/2025 09:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد انتشار فيديو لها مع زوجها ناصيف زيتون... هكذا علّقت دانييلا رحمة Lebanon 24 بعد انتشار فيديو لها مع زوجها ناصيف زيتون... هكذا علّقت دانييلا رحمة 09:32 | 2025-04-25 25/04/2025 09:32:42 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 06:43 | 2025-04-26 في صيدا.. من أوقفت "القوى الأمنية"؟ 06:05 | 2025-04-26 فيديو مروع من لبنان.. تعذيب طفل والمشرف "مرشح للانتخابات"! 05:42 | 2025-04-26 آخر خبر عن الرواتب في لبنان.. بيانٌ من وزير العمل 05:00 | 2025-04-26 "التيار الوطني الحر" أمام تحديين : استعادة التحالفات وترميم الشعبية 04:58 | 2025-04-26 الرئيس عون وزوجته يشاركان في وداع البابا فرنسيس (صورة) 04:33 | 2025-04-26 جابر: لبنان يواجه حاجات تعافٍ وإعادة إعمار تُقدّر بـ11 مليار دولار فيديو بث مباشر لمراسم وداع البابا: "رسول السلام.. وداعاً" Lebanon 24 بث مباشر لمراسم وداع البابا: "رسول السلام.. وداعاً" 02:12 | 2025-04-26 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) Lebanon 24 أصرت على الوقوف بجانب النعش.. راهبة تخرق البروتوكول لتلقي نظرة على جثمان البابا المسجى (فيديو) 23:56 | 2025-04-23 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم 09:23 | 2025-04-21 26/04/2025 14:32:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • شاهد | مرتزقة العدوان هذه الأيام .. وكيف ستكون النهاية ؟؟
  • متى يكون للحياة طعم؟
  • أونروا: الاوضاع تنهار والمجاعة ستضرب قطاع غزة في الأيام المقبلة
  • فريدة درويش ومحمد حمدي يقودان إنجاز مصر في البطولة العربية للرماية .. صور
  • حالة طقس لبنان.. هذا ما سيشهده خلال الأيام المقبلة
  • أمسية وفاء باتحاد كُتّاب مصر تحيي سيرة شاعر ومفكر السودان الكبير الراحل محمد المكي إبراهيم
  • ريتشارد غير يتضامن مع فلسطين بقصيدة لمحمود درويش
  • خسارة كبرى.. هكذا تقرأ الأوساط الإيرانية مقترح استيراد المواد المخصبة
  • فرنسا: نظّمنا مغادرة 115 شخصا من غزة خلال الأيام الماضية
  • سامح قاسم يكتب | ما لا تقوله القصيدة.. تقوله عبلة الرويني