لماذا يرتكب الاحتلال المجازر في غزة؟.. تفاصيل صاروخ مجزرة الفجر
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
بات الفلسطينيون يخشون كل حديث يتعلق بوجود جولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، نظرا لأنّ الاحتلال بات يتعمد ارتكاب المجازر الكبيرة تزامنا مع هذا الحديث، رغم رغبتهم الشديدة في إنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، والمتواصلة منذ أكثر من 10 أشهر.
وعقب الإعلان عن جولة مفاوضات في منتصف الشهر الجاري، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت، مجزرة بشعة في حي الدرج وسط مدينة غزة، أسفرت عن قرابة 100 شهيد وعشرات الجرحى، وذلك بعد استهداف مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين خلال صلاة الفجر.
وقصفت طائرات الاحتلال المدرسة بثلاثة صواريخ بشكل مباشر وذلك خلال أداء الفلسطينيين لصلاة الفجر، وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن الصواريخ فتاكة وهي أمريكية من نوع "MK-84" والتي تزن أكثر من ألفي رطل وتصل حرارتها إلى 7 آلاف درجة.
ماذا نعرف عن هذه الصواريخ؟
هي قنبلة أمريكية متعددة الأغراض حرة الإسقاط غير موجهة، تعد جزء من سلسلة قنابل مارك 80 الأمريكية وأكثرها شيوعا، تزن القنبلة 2039 باوند (925 كجم) منها 945 بوصة (429 كلغ) وزن المادة المتفجرة، وهي حشوة متفجرة شديدة الانفجار.
أسقطتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة ليلة الأربعاء الموافق 18 أكتوبر لعام 2023، وقتلت في لحظة واحدة أكثر من500 شخص من المرضى والطواقم الطبية والعاملين في المستشفى، منهم أكثر من 250 طفل وامرأة.
ما أكبر 3 مجازر؟
استهدف جيش الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة الجماعية نحو 172 مدرسة ومركز إيواء، بينها 152 مدرسة مأهولة بالنازحين، بعضها مدارس حكومية وأخرى تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا، وقد تجاوز عدد شهداء هذه المجازر أكثر من 10 آلاف شهيد، وفق ما ذكره المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
■ "مجزرة الفجر"
وقعت السبت الموافق 10 آب/ أغسطس 2024 بمدينة غزة، وراح ضحيتها قرابة مئة شهيد، وهي واحدة من المجازر الثلاث الكبرى التي ارتكبها جيش الاحتلال خلال حرب الإبادة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.
وفي حصيلة غير نهائية، قالت مصادر طبية في المستشفى الأهلي العربي وسط غزة، إن 93 شهيدا وصلوا إلى المستشفى من بينهم 11 طفلاً و6 سيدات، وسط تحذيرات من ارتفاع الأعداد بفعل العدد الكبير من الحالات الخطرة.
وذكرت فرق الدفاع المدني أن أغلب الإصابات التي تم نقلها إلى المستشفى الأهلي العربي حالتها خطيرة جدا، وهناك كميات كبيرة من الأشلاء والأجساد الممزقة متواجدة بداخل المستشفى لم يتم التعرف على أصحابها.
■ "مجزرة المواصي"
منتصف الشهر الماضي، ارتكبت الاحتلال مجزرة ضد النازحين في منطقة مواصي خانيونس راح ضحيتها نحو 100 شهيد واستخدمت فيها أيضا قنابل أمريكية مدمرة.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إن قنابل موجهة بنظام "JDAM" الأمريكي أو ما يسمى "البرد الثقيل" استخدمت في هذه المجزرة، مشيرة إلى أنها "قنابل بأنظمة متطورة موجهة بالليزر أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وتعتمد على تكنولوجيا الاستشعار المتقدمة والذكاء الاصطناعي".
وأشارت إلى أن القنبلة "دقيقة للغاية، ومقاومة لتداخل الاتصالات والحرب الإلكترونية الموجهة، وأن استخدامها يشكل اتفاقًا شفهيًا فعليًا من الإدارة الأمريكية على سياسة تواصل الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة".
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإنّ سلاح الجو الإسرائيلي ألقى 8 قنابل من نوع "JDAM" خلال ارتكابه المجزرة، التي أدت إلى استشهاد وجرح نحو 390 فلسطينياً.
■ "مجزرة المعمداني"
في بداية حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين وتحديدا في اليوم الـ11 للعدوان، ارتكب جيش الاحتلال أكبر المجازر حتى الآن، حينما حوّل مستشفى المعمداني بمدينة غزة إلى "حمام دم".
وقصفت طائرات الاحتلال بقنابل أمريكية أيضا فتاكة ساحات المستشفى، ما أدى إلى استشهاد المئات من الفلسطينيين الذين نزحوا إليه وظنوا أنهم قد يكونون بأمان من وحشية الاحتلال، بينهم نساء وأطفال.
ويعد مستشفى المعمداني، هو أحد أقدم المستشفيات في قطاع غزة، ويتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس المحتلة.
ويعرف بالمستشفى المعمداني أو الأنجليزي أو "الأهلي العربي"، وبني عام 1882، وأسسته الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا، وأداره لاحقًا المذهب المعمداني الجنوبي كبعثة طبية بين عامي 1954 و1982، ثم عادَ المستشفى تحتَ إدارة الكنيسة الأنجليكانية في الثمانينيات.
ويقع بجوار المستشفى، مسجد الشمعة أو "باب الدارم" وهو مسجد تاريخي لا يحتوي على مئذنة، وبني في آذار/ مارس عام 1315م على يد محافظ غزة المملوكي (سنجار الجول)، ويجاور المستشفى مقبرة الشيخ شعبان التاريخية والأقدم في قطاع غزة.
وعقب المجزرة البشعة، وصفت الكنيسة الأنجليكانية الأسقفية في القدس، المجزرة بالجريمة ضد الإنسانية.
لماذا يرتكب الاحتلال المجازر؟
صرّح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة أن سياسة الضغط العسكري هي السبيل الأنجع، لاستعادة الأسرى وتحقيق أهداف الحرب في القضاء على حركة حماس، وهو ما يفسر المجازر الكبيرة التي تسبق جولات التفاوض من أجل عقد الصفقة.
ويعتقد الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة أن ارتكاب مجازر واسعة النطاق، من شأنه أن يضغط على حركة حماس، ويدفعها للخضوع والقبول بالمقترحات المطروحة، حتى ولو كانت لصالح الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
ولكن حركة حماس تتمسك بعدة مبادئ من أجل قبول أي صفقة، أهمها الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة بما فيه محوري نتساريم وفيلادلفيا، إلى جانب وقف الحرب بشكل كامل عن قطاع غزة، وعقد صفقة تبادل أسرى جادة تشمل الإفراج عن عدد من الأسرى البارزين وأصحاب المؤبدات.
هل تكسر المجازر صمود الفلسطينيين؟
مع كل مجزرة يخرج الفلسطينيون بصوت يغلبه التحدي، ويؤكدون أن الاحتلال لن يكسر شوكتهم وإرادتهم، مهما قدموا من تضحيات عظيمة، ويشددون على أن هذه الجرائم ستزيدهم تمسكا بأرضهم وحقوقهم وكفاحهم من أجل دحر الاحتلال وتحرير فلسطين.
ورغم مرور أكثر من 10 أشهر على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، إلا أن فصائل المقاومة في قطاع غزة لا تزال تعلن بشكل يومي عن استهداف آليات وجنود الاحتلال في محاور التوغل، وتنشر فيديوهات ومقاطع مصورة لعملياتها.
وتفند عمليات المقاومة مزاعم الاحتلال في القضاء على المقاومة، ما يدفعه إلى شن عمليات عسكرية جديدة في مناطق سبق له التوغل فيها، وهو ما حدث في شمال غزة ومدينة خانيونس.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال المجازر المقاومة غزة الاحتلال المقاومة مجازر حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی جیش الاحتلال حرب الإبادة فی قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مجزرة إسرائيلية مروّعة في بيت لاهيا
لقي 66 فلسطينياً حتفهم، وأصيب أكثر من 100 آخرين، اليوم الخميس، جراء قصف إسرائيلي لمبنى سكني بالقرب من مستشفى كمال عدوان، في بيت لاهيا شمالي غزة.
وكان من بين القتلى الكثير من النساء والأطفال، وذلك في هجوم وصفته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بـ"مذبحة مروعة"، فيما توجد مخاوف من أن تظل الجثث تحت الأنقاض لعدم قدرة فرق الإنقاذ على الوصول إلى المنازل المدمرة.
ويقوم العاملون في مستشفى كمال عدوان بانتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض بأيديهم، بسبب نقص معدات الإنقاذ والأفراد، وذلك بحسب البيان الصادر عن المجمع الطبي، والذي نددوا خلاله أيضا بأنهم لا يمكنهم سوى تقديم الإسعافات الأولية، نتيجة عدم وجود جراحين متخصصين.
وقال حسام أبو صفية، مدير المستشفى، في البيان "ستتحول المستشفى إلى مقبرة جماعية، إذا لم يكن هناك تدخل عاجل من قبل المؤسسات الدولية، ولم يتم إدخال الإمدادات الطبية".
???? مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية:
⭕ جثـ ـث عشرات الشـ ـهداء ملقاة على الأرض بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحـ ـتـ لال وأدت إلى تدمير حي سكني قرب المستشفى
⭕ أعداد كبيرة من الشـ ـهداء لا يزالون تحت الأنقاض، دون وجود أي طريقة لانتشالهم أو رفع الأنقاض عنهم
التفاصيل… pic.twitter.com/F9vmOV67Fa
وداهمت القوات الإسرائيلية المستشفى في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واعتقلت أكثر من 40 شخصاً ما بين جرحى وعاملين بالمجمع الطبي، وذلك بالإضافة إلى قصف مولدات الأكسجين الخاصة بها.