حذر الإسلام من استهداف المدنين بغض النظر عن ديانتهم، هكذ أكدت الدكتورة ياسمين جابر الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، موضحة أن التنظيمات المتطرفة تقوم بالعديد من العلميات التي يُقتل ضحيتها المئات من المدنيين الذين لا ذنب لهم.
 

مرصد الأزهر: المناطق الحدودية ما زالت تمثل التحدي الأكبر أمام إقرار الأمن بالبلاد مرصد الأزهر: تكرار ظاهرة انتحار طلاب الثانوية هذا العام نتيجة لفكر مجتمعي
تحذير شديد من الله على قتل المدنيين 


وتابعت ياسمين أن الفقة الإسلامي أكد بوضوح لا شك فيه، أن أعمال القتال محصورة جميعها بلا استثناء في ميدان المعركة ضد المقاتلين الأعداء وحدهم، وحذر الشرع الشريف من قتل المدنين وغير المقاتلين عمدًا حتى في أثناء العمليات القتالية.



واستشهدت ياسمين بقول الله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”، موضحه أن هذا تحدذير شديد من الله سبحانه وتعالى أمر بقوله (ولا تعتدوا)، وفيه دلالة  على أن أعمال القتال لا تكون إلا مع المُقاتلين المُعتدين.
 


 حرمة الاعتداء على النفس المسلمة


وأضافت ياسمين أن هناك أدلة شرعية على حرمة الاعتداء على النفس المسملة، فقال تعالى:" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه"، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق".
 

 حرمة الاعتداء على النفس غير المسلمة


وأشارت الباحثة بأن ذلك لا ينطبق على المسلمين، ولكن هناك نصوص شرعية تنهى على قتل أي نفس إنسانية، فقال تعالى: “ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”، وهكذا جعل الله تعالى قتل النفس سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة بغير حق هو بمثابة قتل للناس جميعًا، فقال تعالى:نْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ".
 
واستطردت الباحثة بمرصد الأزهر أن هناك قول بين لدار الإفتاء المصرية حول قتل المدنيين، حيث تقول: أنه من المقرر شرعًا أنه لا يجوز الإقدام على قتل المدنيين رجالًا كانوا أو نساءً، وإذا أُعلنت راية القتال يجب أن يكون القتال فيها قائمًا على التمييز بين الُمحارب وغيره، خاصة أنه كثير ما ترفض الشعوب في بلاد غير المسلمين ديمقراطيًا ما تقوم به حكومتهم من حرب ضد بعض البلاد الإسلامية، فتقوم المظاهرات المعارضة ضد الحكومات التي أعلنت الحرب، ممن يعني أن أفراد الشعوب بالإطلاق ليست كلها محاربة تبعًا لحكوماتها، ولذلك تعميم القتال والقتل بلا تمييز بين المحاربين والمدينين ليس من الإسلام في شئ. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلام المدنيين الأزهر المظاهرات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف العمليات القتالية التنظيمات المتطرفة

إقرأ أيضاً:

الإنتحار والفداء


#الإنتحار_والفداء
بقلم: د. #هاشم_غرايبه

مقال الإثنين: 9 / 9 / 2024
استغرق الفلاسفة منذ القدم في بحث العلاقة بين مفاهيم: الجسد والنفس والروح، واختلفوا الى أن أنزل الله رسالاته فقطع في أن الروح من أمره، ولا يمكن للبشر ادراك ماهيتها ولا فهم أي أمر متعلق بها.
لذلك فالمصدر الوحيد للمعرفة في هذا الأمر هو ما ورد في كتاب الله من إشارات متفرقة، فالجسد هو مادة تشغل مكانا محددا في الفراغ، لذلك فهو معروف بخواصه وقدراته، أما النفس فهي ذلك الشيء المعنوي المسيطر على الجوارح، وتشتمل النفس على العقل والقلب والفؤاد، وبالتالي هي تسيطر على كل أفعال وأقوال الإنسان، وهو الذي يؤاخذ الله به الإنسان، أما الروح فهى ذلك السر الإلهى الذي شاء الله أن يحجب معرفته عن البشر كليا، وما يعرفه عنها أنها ما يحول جسد كل الكائنات الحية من مركبات جامدة الى كائن حي ذي إرادة مستقلة وقدرات معينة، وإن سحبت منه الروح زالت الحيوية فمات، وعاد الجسد جمادا وتحللت مركباته الى مكوناتها الأولية الترابية.
بما أن الروح من أمر الله وحده، لذلك فهو من يقرر ايداعها الجسد أو سحبها منه، أي هو من يقرر ولادة الكائن الحي أو موته، وجعل لذلك نظاما منضبطا، يحكم جميع الكائنات الحية، حتى المفترسة منها، فهي لا تقتل طريدتها الا لسد الجوع، فلا تستغل تفوقها في القوة لقتل حيوان أضعف ظلما وعدوانا.
الكائن الوحيد الذي بإمكانه ذلك هو الإنسان، لأن الله كرمه بالعقل الذي يمكنه من التغلب على حيوان أقوى منه وأسرع، كما يمكنه أن يتجاوز فطرته طمعا أو ظلما فيقتل بشرا آخرين، ويمكنه أيضا قتل نفسه في حالات يائسة.
ولما كانت الكائنات جميعها منضبطة بما فطرت عليه، باستثناء الإنسان الذي تفرد من بينها بحرية الإرادة، لذلك أنزل الله عليه تشريعاته معززة للفطرة السليمة، فحرم على الناس قتلهم لبعضهم بغير الحق، وحدد هذا الحق في أمرين: أولهما دفاعا عن النفس ومن يعولهم المرء وما يملكه، وبالطبع فأهمُّ ما يملكه العقيدة الإيمانية.
والثاني الاقتصاص بقتل من قتل إنسانا عمدا وظلما، وهذه هي العقوبة الشرعية الوحيدة التي تجيز القتل، والحكمة من تغليظ العقوبة أن القتل أجبُّ للقتل: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البقرة:179].
وبالطبع فإن تحريم القتل يشمل قتل النفس أي الانتحار، وذلك لأنه أيضا تعدٍّ على صلاحيات الخالق الذي بيده الموت والحياة.
من هنا لطالما ثار لغط عند القيام بعمليات فدائية، أي تلك الأعمال القتالية عالية الخطورة، بحيث تكون احتماليات مقتل من يقوم بها عالية، وفرص نجاته منها شبه معدومة، هل تعتبر أعمالا انتحارية أم فدائية.
يسود الاعتقاد بأن أول من لجأ الى تلك العمليات هم اليابانيون ومسماها (الكاميكاز)، وأشهرها ما كان يقوم به الطيار عندما يوقن أن فرصة نجاته معدومة، فيوجه طائرته الى هدف معاد بهدف إيقاع أكبر خسائر به نتيجة لاصطدامه به.
لكن الحقيقة أن أول أعمال فدائية عسكرية كانت تلك التي قام بها المسلمون في فجر الدعوة، وأشهرها كانت معركة مؤتة، والتي هي بالموازين البشرية مغامرة انتحارية، بسب قلة عدد المسلمين مقارنة بالعدو (70:1)، وبما لا يمكن معه إيصال أي مدد أو تزويد لهذه الفئة المنقطعة في عمق أرض العدو، أي أن فرصة نجاة أفراد هذه المجموعة منعدمة واقعيا.
لكن اعتمادهم كان على الله وحمايته، وهو ما أنجاههم وأعادهم سالمين باستثناء اثني عشر اختارهم شهداء عنده يرزقون، لكن عمليتهم هذه اعتبرت رسالة قوية استراتيجيا، إذ رفعت من هيبة المسلمين، وأثارت الذعر في نفوس الجبابرة، فكانت مقدمة لفتح بلاد الشام.
إذا فالفيصل في اعتبار العمل القتالي العالي المخاطرة، فدائيا يثاب فيه فاعله أجر الشهيد، هو أن يكون جهادا في سبيل الله.
من هنا تعتبر الأعمال القتالية ضد العدو أعمالا فدائية استشهادية، بسبب تفوقه العسكري الساحق، وامتلاكه الأسلحة المتطورة والفتاكة، وزيادة على ذلك فهو مسيّج بحماية دولية وإقليمية، لذلك من يصرع ثلاثة بسلاح يدوي بسيط، ما أمكنه ذلك لولا أن الله كان معه حين رمى، فصوب رميه وثبت جنان قلبه، أمام من واجهوه بأسلحتهم الأوتوماتيكية السريعة الطلقات.

مقالات مشابهة

  • خلال ملتقاه الأسبوعي.. الجامع الأزهر يوضح حدود زينة المرأة في الإسلام
  • ‏بوريل: يجب وقف استهداف المدنيين النازحين في غزة
  • ميقاتي يطالب مجلس الأمن بإجراءات لوقف الهجمات على المدنيين
  • ميقاتي يدعو مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد الهجمات الاسرائيلية بحق المدنيين اللبنانيين
  • الإنتحار والفداء
  • ميقاتي يدعو لمحاسبة إسرائيل على هجماتها بحق المدنيين
  • ميقاتي خلال اجتماع مع سفراء: على مجلس الأمن محاسبة المسؤولين عن استهداف المدنيين اللبنانيين
  • العبادة الصامتة.. المقصود بها وفضلها في الإسلام
  • «خريجي الأزهر» تنظم دورة تدريبية عن المواطنة لأئمة وواعظات ليبيا
  • فضل دعاء الأم في الإسلام