باحثة بمرصد الأزهر: الإسلام حذر من استهداف المدنين بغض النظر عن ديانتهم
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
حذر الإسلام من استهداف المدنين بغض النظر عن ديانتهم، هكذ أكدت الدكتورة ياسمين جابر الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، موضحة أن التنظيمات المتطرفة تقوم بالعديد من العلميات التي يُقتل ضحيتها المئات من المدنيين الذين لا ذنب لهم.
تحذير شديد من الله على قتل المدنيين
وتابعت ياسمين أن الفقة الإسلامي أكد بوضوح لا شك فيه، أن أعمال القتال محصورة جميعها بلا استثناء في ميدان المعركة ضد المقاتلين الأعداء وحدهم، وحذر الشرع الشريف من قتل المدنين وغير المقاتلين عمدًا حتى في أثناء العمليات القتالية.
واستشهدت ياسمين بقول الله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”، موضحه أن هذا تحدذير شديد من الله سبحانه وتعالى أمر بقوله (ولا تعتدوا)، وفيه دلالة على أن أعمال القتال لا تكون إلا مع المُقاتلين المُعتدين.
حرمة الاعتداء على النفس المسلمة
وأضافت ياسمين أن هناك أدلة شرعية على حرمة الاعتداء على النفس المسملة، فقال تعالى:" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه"، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق".
وأشارت الباحثة بأن ذلك لا ينطبق على المسلمين، ولكن هناك نصوص شرعية تنهى على قتل أي نفس إنسانية، فقال تعالى: “ ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”، وهكذا جعل الله تعالى قتل النفس سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة بغير حق هو بمثابة قتل للناس جميعًا، فقال تعالى:نْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ".
واستطردت الباحثة بمرصد الأزهر أن هناك قول بين لدار الإفتاء المصرية حول قتل المدنيين، حيث تقول: أنه من المقرر شرعًا أنه لا يجوز الإقدام على قتل المدنيين رجالًا كانوا أو نساءً، وإذا أُعلنت راية القتال يجب أن يكون القتال فيها قائمًا على التمييز بين الُمحارب وغيره، خاصة أنه كثير ما ترفض الشعوب في بلاد غير المسلمين ديمقراطيًا ما تقوم به حكومتهم من حرب ضد بعض البلاد الإسلامية، فتقوم المظاهرات المعارضة ضد الحكومات التي أعلنت الحرب، ممن يعني أن أفراد الشعوب بالإطلاق ليست كلها محاربة تبعًا لحكوماتها، ولذلك تعميم القتال والقتل بلا تمييز بين المحاربين والمدينين ليس من الإسلام في شئ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسلام المدنيين الأزهر المظاهرات مرصد الأزهر لمكافحة التطرف العمليات القتالية التنظيمات المتطرفة
إقرأ أيضاً:
ملتقى القضايا المعاصرة: الأزهر يسلك سبل التفكير السليم .. وأمامه تعطلت مناهج الملحدين
قال الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن التفكير مدعاة إلى التأمل والتدبر والتحليل والاستنباط، للوصول إلى نتائج منطقية، ونحن في الأزهر الشريف عمدنا إلى التفكير والتدبر اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها ممارسة ذهنية حوتها كتب العقيدة بما ينزه الله -تعالى- وانطلاقا بأنه -تعالى- ليس كمثله شىء، ووجدنا في عملية التفكير مسارات متنوعة، منها ما تبنته العقول السليمة التي أنتجت فكرًا صائبًا وهو ما اعتمدنا عليه فى دراستنا في الأزهر الشريف.
وتابع الجندى، خلال كلمته بملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة -في الليلة السادسة عشر من شهر رمضان- والذي تناول فريضة التفكير والتأمل؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا) ويشير الحديث إلى العلماء الذين لزموا النهج السليم والتفكير الصائب، أما أصحاب العقول العقيمة من المشككين والملحدين الذين يزعمون إعمال العقل وكأن الله غير موجود، فلا حاجة لنا بفكرهم وطرائقهم، فأمام منهج الإسلام وسبل التفكير السليمة التي نسلكها تعطلت مناهج الملحدين.
من جانبه أوضح الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن التفكير ضرورة إسلامية وعقدية وحياتية، وأن الله -تعالى- حذر الذين لم يعملوا عقولهم فقال "وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ" أي لو كنا نسمع الهدى أو نعقله، أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر، أو نعقل عقل من يميز وينظر، ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئا على خلاف المؤمن.
وأشار أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم كان يحث أصحابه على التأمل والتفكير وبنى عند المسلمين الأوائل منهجية علمية في التفكير قامت على أساس التثبت وطلب الدّليل، وحررت عقولهم من الخرافة والجهل والتقليد، ودفعتهم إلى النّظر والتأمل وفهم ما حولهم؛ لتتشرب قلوبهم عقيدة الإيمان الصحيحة، فعن ابن مسعود قال: خط لنا رسول الله ﷺ خطاً، وقال: (هذا طريق الحق) وخط خطوطًا عديدة، وقال: (هذه السبل، على رأس كل منها شيطان، يزينها لسالكيها)، وكان ذلك درسا عمليا لإعمال العقل والتدبر، وكان الصحابة يلزمون التأمل أسوة بالرسول صلى الله عليه وسلم لفهم دينهم وتدبر كتاب الله وما به من المعاني والمقاصد، وعلموا أن التأمل مأمور به انطلاقًا من قوله تعالى: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ".
ويواصل الجامع الأزهر تقديم دروس التراويح ضمن خطته الدعوية لشهر رمضان المبارك، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والتي تتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية، دروسًا علمية، صلاة التهجد في العشر الأواخر، وتنظيم موائد إفطار للطلاب الوافدين؛ وذلك في إطار دور الأزهر في نشر الوعي الديني، وترسيخ القيم الإسلامية.