إقبال المواطنين على شواطئ شرق الإسكندرية تزامنا مع رفع الرايات الخضراء
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
تواصل موجة الطقس الحار ضرب سواحل محافظة الإسكندرية والسواحل الشمالية الغربية للبلاد، اليوم السبت، حيث سادت أجواء صيفية مرتفعة الحرارة، مع ارتفاع طفيف في معدل أمواج البحر الأبيض المتوسط.
وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية، سجلت محافظة الإسكندرية، درجات حرارة بلغت العظمى منها 33 درجة مئوية، والصغرى 24 درجة، وبلغت درجات الحرارة المحسوسة 35درجة، وبلغت سرعة الرياح 28كم/الساعة.
ويسود اليوم السبت، طقس صيفي حار على مدار اليوم، مع نسب رطوبة مرتفعة بلغت 90%، ما زاد من الشعور بحرارة الطقس، فيما بلغ ارتفاع امواج البحر الأبيض المتوسط من متر ونصف إلى مترين بارتفاع طفيف عن معدلات أمس
كانت قد شهدت شواطئ الإسكندرية، إقبالا كبير على كافة الشواطئ، حيث تستقبل الإسكندرية آلاف المصطافين يوميا خلال شهر أغسطس، وذلك مع الإقبال كبير وتوافد رحلات اليوم الواحد من كافة المحافظات المجاورة، وكذلك انتظام حركة توافد الأفواج المصيفية فى شهر أغسطس لقضاء إجازة مصيفية سعيدة على شواطئ الإسكندرية الساحرة.
يأتى ذلك فيما شهدت حالة البحر استقرارا ملحوظا، وأعلنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، رفع الراية الخضراء على شواطئ القطاع الشرقي، خاصة الشواطئ التى اكتمل بها حاجز الأمواج ورفع الراية الصفراء التحذيرية على الشواطئ الشرقية الأخرى، فيما رفعت شواطئ القطاع الغربى والعجمى الراية الصفراء التحذيرية.
كما تشن الإدارة المركزية للسياحة والمصايف حملات الرقابة والمتابعة المستمرة على كافة الشواطئ، لرصد كافة المخالفات والتأكد من الالتزام والانضباط بكافة الشواطئ وذلك طوال الموسم الصيفي، وذلك فى اطار اهتمام محافظة الإسكندرية ممثلة فى الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بإظهار شواطئ الإسكندرية بالمظهر ألذى يليق بتاريخ محافظة الإسكندرية.
ووفقا لتوجيهات الدكتور محمد عبدالرازق رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، قام أسامة على مدير عام الإدارة العامة للمصايف بالمرور على شواطئ الإسكندرية بقطاعيها الشرقى والغربي، وتضمن المرور على شواطئ القطاع الشرقى التأكد من رفع المخلفات من الشواطئ، الرمال ومياه البحر وسور الكورنيش.
والتأكد من كتابة أسعار دخول الشاطئ والخدمات المقدمة وأرقام الشكاوى على بوابات كافة الشواطئ، التنبيه على رص التشوينات وتسويتها للحفاظ على الشكل الجمالى للشواطئ وعدم حجب الرؤية، مع متابعة الإنتهاء من تجهيز تانده منفذ البيع بشاطئ جزيرة الدهب بالجزء الشرقي، شاطئ ميرامار الشرقي، متابعة تجهيزات المسجد بشاطئ ميرامار الشرقى.
وكذلك إزالة الأعلام المتهالكة بشاطئ ميرامار الأوسط، ازالة الشماسى المتهالكة بشاطئ ادوارد خراط، ودهان منافذ البيع والالعاب ودورات المياه.
كما تم المرور على شواطئ القطاع الغربى والعجمى، وقد شمل المرور على الشواطئ، شاطئ ️بليس 1 الخدمة، شاطئ بلبس 2 المميز، شاطى شهر العسل العام، وذلك للتأكد من تواجد افراد الانقاذ وعمال الأبراج بأماكنهم وتم التنبيه عليهم باليقظة التامة والاستعداد الكافى على مدار اليوم، تمركز سيارات الاسعاف بأماكن توزيعها، التأكد من عدم مخالفة الاسعار وعدم فرض الإكراميات عليهم من قبل عمال الشواطئ، مجانية دورات المياه وعدم وجود أى استغلال أو ابتزاز للمصطافين على كافة الشواطئ، نظافة رمال الشواطئ ونظافة دورات المياه وكذلك مياه البحر بالشواطئ.
من جانب اخر تستعد محافظة الإسكندرية بمجموعة من الشواطئ الساحرة الممتدة بطول كورنيش الإسكندرية، خاصة مع بدء موسم المصيف والاقبال على الشواطئ فى الموجة الحارة، وجاءت أسعار الشواطئ هذا العام مثل العام الماضى، أسعار الشواطئ السياحية وعددها 6 شواطئ بسعر دخول 25 جنيها شاملة الحصول على كرسى وشمسية لكل 4 أفراد واستعمال دورات المياه ووحدات خلع الملابس، وللحصول على كرسى إضافى بقيمة 5 جنيه وللشمسية 10 جنيه، عدا شاطئ شط اسكندرية بنطاق حى العجمى سعر تذكرة الدخول 20 جنيها للفرد.
أما الشواطئ المجانية وعددها 2 شاطئ مجانى، شاطئ المندرة العام، وشاطئ الانفوشى، والدخول بها بالبطاقة الشخصية، أما فئة الشواطئ العامة وعددها 6 شواطئ سعر دخول الفرد بها 5 جنيه فقط
وجاءت أسعار شواطئ "الخدمة لمن يطلبها" وعددها 28 شاطئا، برسم دخول 10 جنيهات شامل الحصول على كرسى وشمسية لكل 4 أفراد واستعمال دورات المياه ووحدات خلع الملابس، وللحصول على كرسى إضافى بقيمة 2 جنيه وللشمسية 3 جنيهات، ويسمح للمواطن بدخول الشاطئ بمعداته الشخصية مقابل رسم دخول 2 جنيه للفرد.
وجاءت الشواطئ المميزة وعددها 22 شاطئا، برسم دخول 15 جنيها للفرد شامل الحصول على كرسى وشمسية لكل 4 أفراد واستعمال دورات المياه ووحدات خلع الملابس، وللحصول على كرسى إضافى بقيمة 2 جنيه وللشمسية 3 جنيهات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية توافد المواطنين على الشواطئ ارتفاع الحرارة الرايات الصفراء الإدارة المرکزیة للسیاحة والمصایف محافظة الإسکندریة شواطئ الإسکندریة شواطئ القطاع دورات المیاه کافة الشواطئ على شواطئ على کرسى
إقرأ أيضاً:
شواطئ.. بديعيات حسن طلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الشاعر حسن طلب، قطب من أقطاب شعراء السبعينيات في مصر، ولد في مدينة طهطا بمحافظة سوهاج عام 1944، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة. وتخرج في قسم الفلسفة عام 1968. وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة، ويعمل حاليًا عضو هيئة تدريس في كلية الآداب بجامعة حلوان، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس أمناء بيت الشعر وكان قد تولى منصب نائب رئيس تحرير مجلة إبداع. والشاعر يتبع مدرسة شعر التفعيلة أو الشعر الحر، ويمزج أحيانا بينه وبين الشعر العمودي في نسيج بعض قصائده. وبالنسبة إلى اتجاهه الفني، فهو ضمن مجموعة من شعراء السبعينيات الذين أطلقوا على أنفسهم فريق شعراء "إضاءة 77" ويعد حسن طلب من أبرز شعرائها الذين شاركوا في تشكيل الملامح الشعرية لهذا الفريق وبلورة إطاره الثقافي. من هنا تأتى أهمية كتاب "بديعيات حسن طلب: قراءة في الشكل والمضمون" للباحثة نهى مختار محمد والصادر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وتشير الباحثة إلى بنية التجنيس في شعر حسن طلب بقولها: التجنيس هو أكثر الأشكال البديعية – داخل بنية التكرار – شيوعا في خطاب حسن طلب الشعري، وهو من البديع اللفظي، ويعرفه القزويني بقوله: "الجناس بين اللفظين هو تشابههما في اللفظ"، والإيقاع الظاهر الذي يتميز به شعر حسن طلب معتمد بشكل كبير على التجنيس، وبشكل أكبر على التشابهات الصوتية بين الألفاظ، والألفاظ المسجوعة، ومثال ذلك في شعره جمعه بين: (ديني / حنيني)، (أفكاري/ أسراري)، (مسحورة / صورة)، (النهد / الوجد)، (أريج / ضجيج)، وغيرها كثير. والتكرير اللفظي في شعر حسن طلب، يأتي في المنزلة الثانية بعد (التجنيس) من حيث نسبة شيوع في قصائده، حيث بلغ استخدامه حوالي (250) مرة، وبعد التكرير اللفظي تفعيل لإمكانات الدال اللغوي وطاقاته النغمية والدلالية داخل سياق محدد، وما يقوم به التكرير – من وظيفة أو دور بالنسبة للسياق – هو الذي يمنحه قيمته وأهميته، مما يعنى أن اللفظة – عند تكريرها في موضعين أو أكثر – تكتسب وجودا صوتا ودلاليا. ومن مواطن (التكرير) في ديوانه الأول (الوشم)، تكريره اسم محبوبته (سلوى) في قوله:
نهاري عاصب يا "سلوى"
وليلى ما له آخر
شريد الخطو.. أرتاد المدى وحدي
فمن درب إلى درب
ومن بلد إلى آخر
بعيد الدار يا "سلوى"
جوادى ما له حافر
حزين النفس يا "سلوى"
سقيم الوجه والعينين والخاطر.
ويأتي تكرير نداء المحبوبة هنا لأداء وظيفة تقليدية: هي الاستعذاب والتلذذ بترديد اسم الحبيبة على اللسان، وتدعم دلالة الاسم (سلوى) معاني التسلية التي يكررها على نفسه الحزينة عزاء لها عما تجد من الوجد والأسى والتشوق، تلك المشاعر التي سيطرت على الجو النفسي للقصائد في ديوان (الوشم -1972) وكذا في (شموس القطب الآخر1973) في ارتباطه بالوطن، أي أن (التكرير) هنا مرتبط بدلالات نفسية وعاطفية يأتنس بها الشاعر، في رحلته الدائمة (من درب إلى درب).
ولآن الشاعر حسن طلب من صعيد مصر – هذا الصعيد المشهور بشغفه بالنبرة الإيقاعية والطقوس الموسيقية العالية – فإن لغة هذا العالم أضحت كأنها تنطلق من أصوات الآلات الإيقاعية المختزنة في الذاكرة لتنقل شحنات الدلالة من خلالها وعبر أثيرها. وانتماء حسن طلب لتلك النزعة الطقسية الجمعية لا يعنى أن الشعر المصري عند أهل الجنوب يتجه كله إلى هذا التيار، ولكن اختيار طلب جاء مؤكدا لتلك الجمعية. وهذا ترتبط الوظيفة الإيقاعية عند (طلب) بوظيفة طقسية تعود بالشعر إلى ارتباطه بالجذور الأولى في مرحلة الشعر الشفهي، وترسخ كونه نغما ينقل مشاعر المغنى وعاطفته النفسية ممتزجة بالفكرة والصورة والمعنى، كما ترتبط الوظيفة الإيقاعية بوظيفية تعويضية، يمثل فيها (التجنيس) و(التكرير) وغيرها من بني التكرار تعويضا من القافية وبديلا عن الوزن.
ويعد (التقابل) في شعر حسن طلب سمة لغوية بديعية أساسية في شعره، كما هو سمة لغوية أساسية في الشعر القديم والحديث على حد سواء، لكن لكل شاعر خصوصية في تعامله مع هذا اللون من البديع المعنوي، الذي يبتعد إلى حد كبير – بطبيعته –عن الوظيفة الإيقاعية والموسيقية، ويؤدى وظائف دلالية تختص بالفكر والنفس والثقافة والفلسفة والشعور. ومدونه حسن طلب الشعرية تزخر بالثنائيات ما يزيد عن (400) زوج متضاد في دواوينه التي تضم:(الأرض/ والسماء). و(الليل / والنهار)، و(الصعود / والهبوط)، و(الحرب / والسلام )، و(العداوة / والصداقة)، و(الضحك / والبكاء)، و(القبح / والجمال)، و(الصدق/ والكذب)، و(الصحة / والمرض)، و(الظن/ واليقين) و(الجهل / والمعرفة)، و(الحزن / والفرح)، و(الضعف/ والقوة)، و(الصواب/ والخطأ) و(الحرية / والعبودية)، و(الكلية/ والجزئية)، و(الكلام / والصمت)، و(الخروج / والدخول) و(الظلال والهدى). وقد تبين أن دراسة بنية (التقابل) داخل كل تجربة شعرية مر بها الشاعر ممثلة في كل ديوان على حدة ستخرج بنتائج دالة – بوصفها بنية من بديع المعنى – إذ يمتاز كل ديوان من دواوين الشاعر بسمة دلالية تتشكل منها القصائد.
والبديع عند الشاعر حسن طلب يمثل ظاهرة مطردة بحيث تضعه ضمن إطار مدرسة شعراء البديع كمسلم بن الوليد، وابن المعتز، وأبى تمام، والشاب الظريف، ممن لهم عناية خاصة بترديد أشكال البديع في أشعارهم، وإسراف الشاعر في استخدام بني البديع في بعض المواضع جعل عديدًا من الأقلام النقدية تصفه بالتكلف، واللعب بالكلمات، وقد اتضح أن هذا اللعب يعتمد على مرجعية فلسفية يؤمن بها الشاعر، ويتبناها برغم تأثيرها – الذي يبدو سلبيا – في مقبولية النص وتداوله.
ويستثمر الشاعر مصطلحات علم البديع في خطابة الشعري بصورة لافته، تجعل البديع نفسه حقلا دلاليا يمكن دراسته داخل شعره، وهو يستخدم ألفاظ علم البديع بصورة استعارية غالبا. وهذا يؤكد سيطرة الرؤية البديعية على إدراكه، بحيث يسقطها على العلاقات في الكون من حوله، وعلى العلاقات بين البشر التي تتحدد وفق منظور البديع، فيكون التشابه بين البشر (جناسًا)، والتنافر بينهم (طباقا)، وتكون مسيرة الإنسان في الحياة نوع من (رد العجز على الصدر)، فضلا عن استخدام المفاهيم البديعية بمعناها اللغوي، وهذا يعنى أن البديع عند الشاعر: رؤية، وأداء. كما يتحقق عند حسن طلب البديع على مستوى نصي. هذا التعامل مع النص بوصفة بنية كشف أن ثمة علاقة بديعية بين ديوان البنفسج وديوان الزبرجد يمثلها (الطباق)، كما يكشف النص الدائري الذي يتكرر فيه مطلع القصيدة في الختام عن تحقق فكرة (رد العجز على الصدر) ولكن على مستوى نصي، يتجاوز البيت الواحد والسطر الشعري الواحد إلى رؤية أكثر اتساعا تخص النص، هذه الرؤية تتشكل من خلال التوسع في تلمس علاقات البديع بين البني اللغوية الكلية. وفى الخاتمة تقول الباحثة نهى مختار محمد: أن البديع عند حسن طلب مفتاح لغوى بالغ الأهمية للولوج إلى عالمة الإبداعي، إذ يتجلى في مساحة عظيمة من نصوصه الشعرية يصاحب فيها رؤاه الذهنية، ومشاعره العاطفية، ومواقفه الصوفية، ومعتقداته الفلسفية، كاشفا عنها، تلك الرؤى والمشاعر والأفكار التي أراد أن يرسلها إلى ذاكرة الإنسانية بهذه الخصوصية في إدراك معنى البديع.