الجزيرة:
2024-09-19@03:21:24 GMT

الرابطة الوطنية للأسلحة في أميركا

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

الرابطة الوطنية للأسلحة في أميركا

تأسست الرابطة الوطنية للأسلحة في أميركا عام 1871م بعد أشهر من اندلاع الحرب الأهلية الأميركية، على يد محرّر مجلة الجيش والبحرية ويليام كونانت تشرش، وضمّت عددًا من القادة العسكريين والضباط الذين شاركوا في الحرب الأهلية.

تتمتع الرابطة بميزانية ضخمة تنفق معظمها في محاولة التأثير في السياسيين الأميركيين، لمحاربة السياسات والتشريعات الداعية لحظر الأسلحة أو الحدّ من استخدامها.

وفي تسعينيات القرن الماضي ركّزت الرابطة على سياسات السيطرة على الأسلحة التي كانت تتبعها إدارة كلينتون، وسعت دون جدوى لتقويض الحظر الفيدرالي للأسلحة الهجومية، الذي صدر عام 1994م، لكنها تمكّنت من إنهاء الحظر عام 2004م.

تأسيس بهدف الترفيه

عندما تأسست "الرابطة الوطنية للأسلحة" في الولايات المتحدة عام 1871م كانت مجرد مجموعة ترفيهية شُكّلت لـ"تشجيع استخدام البنادق"، لكنها مع الوقت نمتْ لتصبح واحدة من أبرز المنظمات السياسية في البلاد.

وتعمل الرابطة بشكل أساسي على مناصرة حقوق حمل المواطنين للسلاح. وتتلقى التمويل والدعم بشكل مباشر من السياسيين والمشرّعين الأميركيين الذين يدعمون حيازة السلاح.

تمارس هذه الرابطة ضغوطًا شديدة ضد جميع أشكال السيطرة على اقتناء واستخدام الأسلحة، ويروّج المنتمون لها أن إتاحة حيازة المواطنين للسلاح تجعل البلاد أكثر أمانًا، ويسوّغون ذلك بتفسير مثير للجدل للتعديل الثاني لدستور الولايات المتحدة، إذ يجادلون بأنه يمنح المواطنين الأميركيين الحق في حمل السلاح.

تتمتع الرابطة بتأثير كبير في المجال السياسي، إذ يصوّت أعضاؤها للناخبين بناء على مواقفهم من حمل الأسلحة، ويصنّفون أعضاء الكونغرس في فئات، اعتمادًا على مدى دعمهم لحقوق السلاح، وبناء على هذا التصنيف يدعمون بعض أعضاء الكونغرس ويحاربون آخرين.

وإلى جانب نشاط الرابطة السياسي، فإنها معنيّة -أيضًا- بنشر عدد من المجلات ورعاية أحداث مختلفة تتماشى مع سياساتها العامة.

وقد بلغ عدد المنتسبين لهذه الرابطة عام 2018م قرابة 5 ملايين عضو. ومن بين أعضائها المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس سارة بلين، والممثلان توم سيليك ووبي غولدبرغ، أما مديرها منذ عام 1991م فهو واين لابيير.

تاريخ الرابطة الوطنية للأسلحة

بدأت فكرة الرابطة الوطنية للأسلحة بالتبلور بعد أشهر من اندلاع الحرب الأهلية الأميركية، إذ وجّه مجموعة من الأشخاص رسالة للرئيس الأميركي آنذاك أبراهام لينكولن عبر صحيفة "نيويورك تايمز"، وطالبوا بإنشاء جمعية شبيهة لجمعية البندقية الوطنية في بريطانيا.

واقترحوا كذلك إنشاء ميدان للرماية وتنظيم مسابقات فيها. وبالفعل تحوّلت الفكرة إلى واقع عام 1871م، إذ أسّسها  محرّر مجلة الجيش والبحرية ويليام كونانت تشرش، وضمّت عددًا من القادة العسكريين والضباط الذين شاركوا في الحرب الأهلية.

وعلى الرغم من أن الرابطة ضمّت سياسيين وضباطًا وأعضاء في الكونغرس منذ بداية تأسيسها، وعلى امتداد تاريخها؛ فإنها لم تصبح مؤسسة حزبية حتى سبعينيات القرن الماضي عندما تحالفت مع الحزب الجمهوري.

وبداية من 1977م وسّعت المنظمة عضويتها من خلال التركيز بشدة على القضايا السياسية، وتشكيل تحالفات مع السياسيين المحافظين الذين كان معظمهم ينتسبون إلى الحزب الجمهوري.

ومنذ أن خاضت غمار السياسة نجحت الرابطة في دعم حقوق مالكي الأسلحة من النواحي التشريعية؛ فعلى سبيل المثال: ضغطت على الكونغرس الأميركي عام 1986م لتمرير قانون حماية مالكي الأسلحة النارية، وهو قانون منح مالكي الأسلحة المزيد من التسهيلات للحصول على التراخيص، كما تضمّن بنودًا تمكّن الأفراد أو الشركات من الانخراط في الأعمال المتعلقة بتصنيع أو استيراد الأسلحة النارية.

وفي تسعينيات القرن الماضي ركّزت الرابطة على سياسات السيطرة على الأسلحة، التي كانت تتبعها إدارة كلينتون، وسَعتْ دون جدوى لتقويض الحظر الفيدرالي للأسلحة الهجومية الذي صدر عام 1994م وتضمّن حظرًا للاستخدام المدني لبعض الأسلحة النارية شبه الآلية، التي عُرّفت على أنها أسلحة هجومية، وكذلك بعض صناديق الذخيرة التي وُصفت أنها ذات سعة كبيرة. ومع ذلك تمكّنت الرابطة من إنهاء هذا الحظر في 2004م.

ميزانية الرابطة الوطنية للأسلحة

وفقًا لبعض الإحصائيات، يوجد لدى الرابطة الوطنية ميزانية ضخمة تنفق معظمها في محاولة التأثير في السياسيين الأميركيين لمحاربة السياسات والتشريعات الداعية لحظر الأسلحة أو الحد من استخدامها.

ففي 2022م -على سبيل المثال- كانت ميزانية الرابطة قرابة 97 مليون دولار، وهو أقل بنسبة 40٪ من ميزانية عام الذروة في 20218م.

وفي 2021م أنفقت الرابطة 4.2 مليون دولار على ممارسة الضغط، وفقًا لشركة الأبحاث الأميركية غير الحزبية "أوبن سكريتس"، إذ تشير أرقامها إلى أنه منذ 2010م أنفقت الرابطة الوطنية للأسلحة أكثر من 140 مليون دولار على مرشحي الانتخابات المؤيدين للسلاح.

أحد الأفراد يتفقد بندقية خلال المؤتمر السنوي للرابطة الوطنية للأسلحة تكساس 2018 (رويترز) منظمة مثيرة للجدل

تتمتع الرابطة بقوة ونفوذ، ولها عدد من الداعمين، وهي واحدة من أكثر المنظمات إثارة للجدل في الولايات المتحدة، وقد تعرضت لانتقادات عدة على مدار تاريخها، لا سيما في السنوات الأخيرة مع تزايد ملحوظ لعمليات إطلاق النار التي تستهدف المدنيين.

وترتفع حدة الانتقادات الموجهة للرابطة إثر عمليات إطلاق النار، بسبب تمسك أعضائها بمواقفهم علنًا؛ فعلى سبيل المثال: بعد أن وقعت حادثة إطلاق نار جماعي استهدفت مدرسة كولومبين الثانوية في 1999م.

لم تُبدِ الرابطة أي تعاطف مع الضحايا، بل خرج الممثل الراحل تشارلتون هيستون -الذي كان رئيسًا سابقًا للرابطة- ليهاجم دعاة السيطرة على السلاح، مؤكدًا تمسّك الرابطة بمواقفها.

وفي 2018م أيّدت الرابطة دعوة من الرئيس دونالد ترامب -حينها- لتسليح المعلمين وغيرهم من الموظفين، لردع الهجمات بالأسلحة النارية، مع العلم أنها دعوة لم تلقَ الترحاب من المعلمين الذين يدعمون الحدّ من استخدام الأسلحة.

وبعد مقتل 19 طفلًا وشخصين بالغين في أوفالدي بولاية تكساس في حادثة إطلاق نار في 2022م، عقدت الرابطة اجتماعًا ضخمًا يؤكّد مواقفها من "حقوق حمل السلاح"، على الرغم من تلقيها دعوات واسعة لإلغاء الحدث احترامًا للقتلى الذين سقطوا في هذا الحادث.

كذلك بعد حادثة إطلاق النار التي قُتل فيها 6 أشخاص بينهم 3 أطفال في مدرسة في ناشفيل في 27 مارس/آذار 2023، صرّحت الرابطة بأن الحل لاحتواء مثل هذه الأزمات هو زيادة مستوى الأمن في المدارس، بدلًا من فرض قيود على ملكية السلاح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأسلحة الناریة الحرب الأهلیة السیطرة على

إقرأ أيضاً:

بعد حادثة لبنان.. من الذين ما زالوا يستخدمون أجهزة البيجر؟

مع تحول الهواتف المحمولة إلى أداة اتصال رئيسية في العالم، أصبحت أجهزة الاتصال اللاسلكي المعروفة باسم (بيجر) شيئاً من الماضي إلى حد كبير، مع انخفاض الطلب عليها بعد أن وصل إلى ذروته في التسعينيات من القرن الماضي.

لكن هذه الأجهزة الإلكترونية الصغيرة ما زالت وسيلة حيوية للاتصال في بعض المجالات مثل الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ بفضل متانتها وعمر بطاريتها الطويل.
وقال جراح كبير في أحد المستشفيات الكبرى في بريطانيا "إنها الطريقة الأقل تكلفة والأعلى كفاءة للتواصل مع عدد كبير من الناس فيما يتعلق بإرسال رسائل لا تحتاج إلى ردود"، مضيفاً أن أجهزة البيجر تُستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء والممرضات في كل هيئة الصحة الوطنية في البلاد.
وأوضح أنها "تُستخدم لإخبار الناس إلى أين يذهبون ومتى ولماذا".
وتصدرت أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) عناوين الأخبار أمس الثلاثاء عندما تم تفجير آلاف الأجهزة التي يستخدمها أعضاء جماعة حزب الله في وقت واحد بجميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة ما يقرب من 3000.
وقال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) هو الذي زرع متفجرات داخل الأجهزة.
وكانت هيئة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة تستخدم حوالي 130 ألف جهاز بيجر في عام 2019، وهو رقم يعادل أكثر من عشرة بالمئة من كل أجهزة البيجر في العالم، بحسب بيانات حكومية. ولم تتوفر أرقام أكثر حداثة من هذا التاريخ.
يحمل الأطباء العاملون في أقسام الطوارئ بالمستشفيات هذه الأجهزة في وقت العمل.
وقال طبيب كبير في هيئة الصحة الوطنية إن العديد من أجهزة الاتصال اللاسلكي يمكنها أيضاً إرسال صفارة إنذار ثم بث رسالة صوتية إلى مجموعات بحيث يتم تنبيه الفرق الطبية بأكملها في وقت واحد لوجود حالة طوارئ. وهذا غير ممكن باستخدام الهاتف المحمول.
وقال مصدر مطلع من المؤسسة الملكية الوطنية لقوارب النجاة لرويترز إن المؤسسة تستخدم أجهزة البيجر لتنبيه أطقمها. ورفضت المؤسسة التعليق.

بعد انفجارات لبنان.. العراق يعتزم تعزيز التدقيق الأمني على الحدودhttps://t.co/xCW5krFDiv

— 24.ae (@20fourMedia) September 18, 2024 الهواتف المحمولة قد يكون تتبع أجهزة البيجر أصعب من تتبع الهواتف الذكية لأنها تفتقر إلى تقنيات الملاحة الحديثة مثل نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس).
وقد جعلها هذا خياراً شائعاً بين المجرمين، خاصة تجار المخدرات في الولايات المتحدة في الماضي.
لكن العصابات تستخدم الهواتف المحمولة بشكل أكبر هذه الأيام، وفقاً لما قاله كين جراي، العميل السابق بمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي،.
وأضاف: "لا أعرف ما إذا كان أي شخص يستخدمها (أجهزة البيجر)...لقد انتقلوا جميعاً إلى الهواتف المحمولة والهواتف مسبقة الدفع" والتي يمكن التخلص منها بسهولة واستبدالها بهاتف آخر برقم مختلف، مما يجعل من الصعب تتبعها.
وقال جراي، الذي خدم لمدة 24 عاماً في مكتب التحقيقات ويدرس الآن العدالة الجنائية والأمن الداخلي في جامعة نيو هيفن، إن المجرمين تغيروا مع مرور الوقت والتكنولوجيا الأحدث.
وبلغت سوق أجهزة البيجر العالمية، التي كانت ذات يوم مصدراً رئيسياً للإيرادات لشركات مثل موتورولا، 1.6 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لتقرير صادر في أبريل (نيسان) عن شركة كوجنتيف ماركت ريسيرش.
ويمثل هذا جزءاً ضئيلاً من سوق الهواتف الذكية العالمية، التي قدرت بنحو نصف تريليون دولار بنهاية عام 2023.
لكن الطلب على أجهزة البيجر يتزايد مع زيادة عدد المرضى مما يخلق حاجة أكبر للاتصال الفعال في قطاع الرعاية الصحية، وفقاً للتقرير، الذي توقع نمواً سنوياً مركباً بنسبة 5.9% من عام 2023 إلى 2030.
وذكر التقرير أن أمريكا الشمالية وأوروبا هما أكبر سوقين لأجهزة البيجر، حيث تحقق 528 مليون دولار و496 مليون دولار من الإيرادات على التوالي.

مقالات مشابهة

  • من الأشخاص والجهات الذين ما زالوا يستخدمون أجهزة البيجر؟
  • محور تعز يكشف عن سبب انفجار مخزن للأسلحة ويكلف لجنة للتحقيق
  • بعد حادثة لبنان.. من الذين ما زالوا يستخدمون أجهزة البيجر؟
  • التحقيق مع إدارة بايدن بشأن توفير السلاح الأمريكي لإسرائيل.. والرقابة تنشر النتائج
  • مسيرات أوكرانية تقصف مستودعا للأسلحة الروسية.. والكرملين يصف تصريحات ستولتنبرج بـ الخطيرة‭‬
  • بماذا ينص القانون حول عقوبة حيازة سلاح غير مرخص؟
  • ‏مصدر أمني في كييف: مسيّرات أوكرانية تقصف مستودعا للأسلحة في غرب روسيا
  • السعد: نأمل أن تكون الدماء التي سقطت اليوم مدخلا لتمتين الوحدة الوطنية
  • الديمقراطيون الليبراليون البريطاني يدعم تعليق السلاح للاحتلال وإقامة دولة فلسطينية
  • الوحدة الوطنية: السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال وتحقيق التحرر