قتل ما لايقل عن 100 فلسطيني وأصيب العشرات بجراح خطيرة جراء المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، إثر استهداف مدرسة "التابعين" التي تأوي أسرا نازحة في حي الدرج شرق مدينة غزة.

وبحسب معلومات أوردتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) فإن الطيران الحربي الإسرائيلي قصف المدرسة خلال أداء المواطنين لصلاة الفجر.

مشيرة إلى أن القصف تسبب في سقوط أكثر من 100 نازح ناهيك عن عشرات الجرحى والمصابين بينهم أطفال ونساء.

وبحسب "وفا"، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية على قطاع غزة براً وجواً وبحراً، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ما أسفر عن مقتل 39 ألفاً و699 فلسطينياً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 91 ألفاً و722 آخرين.

وبحسب متحدث الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن النيران اشتعلت في أجساد المواطنين والمدرسة التي تأويهم عقب القصف الإسرائيلي العنيف. وأضاف: "الطواقم تحاول السيطرة على الحريق لانتشال جثث الشهداء وإنقاذ الجرحى".

وخرجت القوات الإسرائيلية لتبرير المجزرة بالقول إن إحدى طائراتها نفذت هجوماً ضد مخربين يعملون في مقر القيادة العسكرية المتواجد داخل المدرسة على حد زعمهم. وإن من قتلوا في الهجوم على حد وصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، هم مقاتلون من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي" وكانوا يعملون داخل المدرسة. 

ادعاءات إسرائيل عرتها الصور والتسجيلات المرئية التي نقلت فضاعة القصف العشوائي والإجرامي الذي استهدف مدرسة "التابعين" واستهدف مدنيين نازحين عزلا كانوا يؤدون صلاة الفجر، وليس كما تحاول القوات الإسرائيلية الترويج له.

"مجزرة الفجر" كما أطلقت عليها وسائل الإعلام، لقيت موجة من الإدانات الفلسطينية والعربية والدولية. حيث أدان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة  "المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الأعزل في مدرسة التابعين بحي الدرج التي تؤوي نازحين، جريمة جديدة تتحمل الإدارة الأميركية مسؤوليتها جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي للاحتلال".

وقال  أبو ردينة إن "هذه الجريمة تأتي استمرارا للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعية وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب".

في حين قالت حركة "حماس" إن "جيش العدو يختلق الذرائع لاستهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات وخيام النازحين، وكلها ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة لتبرير جرائمه". وطالبت "حماس" الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بـ"القيام بمسؤولياتهم والتحرك العاجل لوقف هذه المجازر، ووقف العدوان الصهيوني المتصاعد ضد شعبنا وأهلنا العزل".

ومن جانبها، قالت حركة "فتح"، إن "المجزرة الدموية الشنعاء التي ارتكبها جيش الاحتلال في مدرسة (التابعين)، فجر (السبت)، تمثل ذروة الإرهاب والإجرام لدى حكومة الاحتلال الفاشية، التي بارتكابها لهذه المجازر تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مساعيها لإبادة شعبنا عبر سياسة القتل التراكمي والمجازر الجماعية التي ترتعد لهولها الضمائر الحية".

فيما دعت السعودية عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية إلى ضرورة وقف المجازر الجماعية في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كما استنكرت تقاعس المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل جراء هذه الانتهاكات.

بدورها استنكرت مصر استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، حسبما أورد بيان لوزارة الخارجية المصرية. واعتبرت الخارجية أن القصف الإسرائيلي "استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مطالبة بـ"موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل".

واتهمت مقرّرة الأمم المتحدة الخاصّة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إسرائيل السبت، بارتكاب "إبادة جماعية" ضدّ الفلسطينيين، وبعد أكثر من عشرة أشهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة، قالت ألبانيز على منصة إكس: "ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية ضدّ الفلسطينيين، في حيّ تلو الآخر ومستشفى تلو الآخر ومدرسة تلو الأخرى ومخيّم للاجئين تلو الآخر وفي منطقة آمنة تلو الأخرى".

وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اعتبرت "مجزرة مدرسة التابعين"، خرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي وإمعانا في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين. 

استمرار إسرائيل في ارتكاب جرائمها جاء في ظل غياب موقف دولي حازم يلجم العدوانية الإسرائيلية ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها على غزة، وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البُنى التحتية

تعتبر أزمة المياه في قطاع غزة واقع مأساوي في كل محافظات القطاع، إذ يفتقد الفلسطينيون المياه الصالحة للشرب، خاصة في ظل تعمد الاحتلال الإسرائيلي تدمير كل مقومات الحياة في الجنوب والوسط، وفق ما ذكره بشير جبر مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من شرق رفح الفلسطينية.

آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأزمة المياه

وهناك آثار لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة من خلال تدمير البُنى التحتية ومحطات وآبار المياه، إذ أنَّ مدينة رفح الفلسطينية في أقصى جنوب قطاع غزة عانت من دمار الاحتلال الذي هدم المنازل والمباني والطرقات وكذلك مصادر المياه، ورغم ذلك لم يثني الفلسطينيون على العودة إلى المدينة والإقامة فوق الركام.

استمرار دخول شاحنات المساعدات لقطاع غزة

فيما تتواصل شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري من جمهورية مصر العربية، ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بدأ الفلسطينيون يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات في تأمين الطعام والشراب والمياه الصالحة للشرب.

مقالات مشابهة

  • استشهاد 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
  • غزة.. 10 آلاف قتيل ما زالوا «تحت الأنقاض» والجيش الإسرائيلي يقصف رفح
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين إسرائيليين من جراء سقوط رافعة في قطاع غزة
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • رفح - استشهاد طفل برصاص الجيش الإسرائيلي
  • بعد سلسلة هجمات على عسكريين..قتيل و4 مصابين بعد تفجير قرب مكتب تجنيد في أوكرانيا
  • تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنى التحتية
  • الجيش الإسرائيلي يفرض حظر التجوّل في طمون
  • تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة بعد تدمير الاحتلال الإسرائيلي البُنى التحتية
  • بالأسرار تتكشف .. 6000 قتيل للجيش الإسرائيلي بالحرب على غزة