قال فولاهانمي آينا، وهو زميل مشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن (RUSI)، إنه يبدو أن تدخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عسكريا ضد انقلابي النيجر بات لا مفر منه بشكل متزايد، لكنه يواجه 7 عراقيل، ما يجعل "احتمال التدخل الفاشل يفوق بكثير أي مكاسب متوقعة".

وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، أطاح عسكريون بالرئيس محمد بازوم واحتجزوه في القصر الرئاسي ورفضوا مهلة من "إيكواس" انتهت الإثنين الماضي بإعادة بازوم إلى السلطة، وإلا "سيواجهون إجراءات قد تشمل استخدام القوة".

وتم انتخاب بازوم عام 2021، في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في النيجر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.

وتابع آينا، في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية (Foreign Policy) ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "يبدو أن الجهود (الدبلوماسية) حتى الآن لم تلق آذانا صاغية، إذ يصر الانقلابيون (بقيادة بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني) على قطع العلاقات مع فرنسا ونيجيريا وتوجو والولايات المتحدة، فيما بدأت إيكواس الاستعدادات للتدخل العسكري".

وأردف أنه "مع إغلاق نافذة الحل السلمي، يبدو أن التدخل العسكري لا مفر منه بشكل متزايد، ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها إيكواس عسكريا في المنطقة (غرب أفريقيا)".

آينا لفت إلى أنها "تدخلت خلال الحربين الأهليتين في ليبيريا وسيراليون في أوائل التسعينيات لأسباب إنسانية، وكذلك في الآونة الأخيرة في جامبيا، بعد رفض الرئيس آنذاك يحيى جامع تسليم السلطة إلى أداما بارو الفائز في انتخابات 2017".

وأضاف أن "هذه التدخلات العسكرية أدت إلى استعادة السلام والأمن والاستقرار في هذه البلدان وفي جميع أنحاء المنطقة، والأهم من ذلك أن مواطني تلك الدول رحبوا بها واعتبروا أنها أنقذتهم".

اقرأ أيضاً

انقلابيو النيجر يرفضون دخول وفد إيكواس وينشرون قوات إضافية بالعاصمة

غياب الشرعية

"لكن الحقائق الحالية مختلفة، إذ يتمثل العائق الرئيسي الأول أمام تدخل عسكري إقليمي ناجح في النيجر في غياب الشرعية الكاملة لإيكواس بين مواطني النيجر، ففي أعقاب الانقلاب، نزل بعض السكان إلى الشوارع للتعبير عن دعمهم للانقلابيين"، كما أضاف آينا.

وتابع أنه "الطبيعة المتغيرة للوضع تعني عدم وجود استراتيجية للخروج، مما يفسح المجال أمام تدخل (عسكري) مطول".

وزاد بأنه "بالنظر إلى رئاسة نيجيريا (جارة النيجر) الحالية لإيكواس، فمن المتوقع أن تقود أي تدخل عسكري إقليمي، لكنه يُنظر إليها على أنها تعاني من أزمة شرعية في أعقاب انتخابات رئاسية متنازع عليها".

كما "سيكون تحمل التكاليف المالية والبشرية للتدخل العسكري أمرا صعبا، إذ تعاني نيجيريا  من مشاكل اقتصادية وتحديات أمنية داخلية جعلت جيشها مرهقا، وكذلك توجه غانا والسنغال تحديات اقتصادية وسياسية خطيرة على التوالي"، بحسب آينا.

وتوقع أيضا أن "النتيجة المباشرة للنزاع المسلح المحتمل ستكون التدفق الحتمي للاجئين إلى نيجيريا والبلدان المجاورة الأخرى، كما يوجد احتمال متزايد لتسلل مقاتلين إرهابيين أجانب، ولا شك أن هذا يمكن أن يضغط على البنية التحتية المحدودة والمرافق الاجتماعية عبر مختلف دول المنطقة".

وأردف: "كما أن التدخل العسكري الإقليمي من شأنه أن يؤدي إلى حرب بالوكالة بين الدول والجهات الفاعلة من غير الدول، إذ تعهدت بوركينا فاسو ومالي وغينيا بدعم النيجر في حالة غزوها من جانب قوة عسكرية إقليمية".

آينا مضى قائلا إنه "تم بالفعل استدعاء مرتزقة من مجموعة فاجنر الروسية، التي حققت بالفعل نجاحات كبيرة في منطقة الساحل، للمساعدة، ويبدو أن خطط منع فاجنر من الحصول على موطئ قدم مع انقلابي النيجر المناهضين للغرب، عبر استعادة حكومة موالية للغرب، كانت قليلة جدا ومتأخرة للغاية".

وختم بأنه "بينما تحشد إيكواس للقيام بعمل عسكري في النيجر، فإن احتمال التدخل الفاشل يفوق بكثير أي مكاسب متوقعة، وبدلا من ذلك، يجب عليها أن تخطو بحذر أثناء استكشاف استجابات دبلوماسية قوية للأزمة، كما ينبغي إعطاء الوقت لترسيخ جهود الوساطة الجارية، فحياة البشر على المحك، ويجب إعطاء الأولوية للحل غير العسكري".

والنيجر دولة غنية بموارد الطاقة، إذ تمتلك واحدا من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم وتعد سابع أكبر منتج له، فضلا عن كميات كبيرة من احتياطيات الذهب والنفط، كما تم الكشف عن احتياطيات من الفحم عالي الجودة في جنوب وغرب البلاد.

اقرأ أيضاً

انقلاب النيجر.. كيف تراجع دور فرنسا في مستعمراتها السابقة بأفريقيا؟

المصدر | فولاهانمي آينا/ فورين بوليسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: النيجر إيكواس انقلاب تدخل عسكري عراقيل محمد بازوم فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الجديد: منظومة “أيسر” ستخفض المرتبات إلى أقل من 60 مليار دينار لكنها تواجه عراقيل

ليبيا – الجديد: وزارة المالية والعديد من الجهات العامة تعرقل تطبيق منظومة أيسر

أكد المحلل الاقتصادي، مختار الجديد، أن تطبيق منظومة “أيسر” من شأنه أن يوقف عشرات الآلاف من المرتبات الوهمية، مما سيؤدي إلى خفض إجمالي المرتبات إلى أقل من 60 مليار دينار، إلا أن وزارة المالية وعددًا من الجهات العامة تعرقل تنفيذها.

توقعات بتخفيض ضخم في حجم المرتبات

وفي منشور عبر صفحته على موقع “فيسبوك”، أوضح الجديد أن حجم المرتبات في 2024 بلغ 67 مليار دينار، فيما توقع وزير المالية أن تصل إلى 100 مليار دينار في 2025، لكنه أكد أنه في حال تطبيق منظومة “أيسر”، فإنها ستنخفض إلى أقل من 60 مليار دينار.

مفهوم منظومة “أيسر” وأهدافها

وأشار الجديد إلى أن المصرف المركزي يسعى إلى تطبيق منظومة “أيسر”، والتي تهدف إلى إيصال المرتب مباشرة من المصرف إلى حساب الموظف، دون المرور عبر إجراءات قد تتيح التلاعب المالي.

عراقيل في التطبيق رغم أهميته

ورغم الجدوى الاقتصادية لهذا النظام، أكد الجديد أن وزارة المالية والعديد من الجهات العامة تعرقل تطبيقه لأسباب واضحة للجميع، ملمحًا إلى أن هذه العرقلة قد تكون مرتبطة بمصالح معينة أو بمحاولات للإبقاء على التجاوزات المالية داخل منظومة المرتبات العامة.

مقالات مشابهة

  • لاعب يتقدم بـ عرض زواج لـ صديقته في الملعب أمام الجميع .. فيديو
  • ماذا تفعل الزوجة عند تدخل حماها في كل الأمور؟.. عضو بـ«العالمي للفتوى» تجيب
  • ماذا تفعل الزوجة فى تدخل حماها في كل الأمور؟.. عضو بـالعالمي للفتوى تجيب
  • خبير عسكري: الشارع المصري أعلن موقفه من أمام معبر رفح برفض تهجيير الفلسطينيين
  • خبير عسكري: الشارع المصري وصل رسالته لرفض تهجيير الفلسطينيين من أمام معبر رفح
  • خبير عسكري: الشارع المصري وصل رسالته لرفض تهجير الفلسطينيين من أمام معبر رفح
  • دخول عربي على خط نزع عراقيل التأليف الحكومي
  • الجديد: منظومة “أيسر” ستخفض المرتبات إلى أقل من 60 مليار دينار لكنها تواجه عراقيل
  • الشرطة التركية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في اسطنبول
  • ذياب بن محمد بن زايد يهنئ النيجر لقضائها على داء العمى النهري