بوابة الفجر:
2024-12-22@14:09:28 GMT

هل يعود شبح الحرب الأهلية إلى ليبيا من جديد؟

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

 


تصاعدت وتيرة التوترات العسكرية في غرب ليبيا مع تكثيف التحشيدات العسكرية في عدة مدن استعدادًا لمواجهة محتملة مع قوات "الجيش الوطني" بقيادة المشير خليفة حفتر. هذا التحرك جاء بعد أن اتجهت قوات حفتر إلى الجنوب الغربي لتنفيذ مهمة وصفتها قيادته بأنها جزء من "خطة شاملة لتأمين الحدود وتعزيز الأمن القومي"، ما أثار قلقًا واسعًا في صفوف القوى الأمنية والعسكرية في المنطقة الغربية.

ورغم التطمينات التي قدمتها القيادة العامة للجيش المتمركز في شرق ليبيا، حيث أكدت في بيان للمتحدث باسم "رئاسة أركان القوات البرية" أن تحركاتها لا تستهدف أي طرف معين، إلا أن جميع القوى الأمنية والعسكرية في الغرب الليبي دخلت في حالة استنفار قصوى. وقد شهدت مدن مثل مصراتة والزاوية استعدادات عسكرية مكثفة لمواجهة تحركات حفتر، مع انتشار واسع للآليات العسكرية في مصراتة عقب دعوة "قوة العمليات المشتركة" جميع منتسبيها للوجود "فورًا" في مقرها بكامل تجهيزاتهم.

وفي محاولة للتهدئة، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، مع ممثلي بعض القوى الأمنية في طرابلس، حيث أبدوا تأييدهم لخطواته المقبلة التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة الغربية.

وفي المقابل، أكدت القيادة العامة للجيش الوطني أن تحركات قواتها تهدف فقط إلى "تأمين الحدود الجنوبية" من خلال تكثيف الدوريات الصحراوية ومراقبة الشريط الحدودي مع الدول المجاورة. وأوضحت القيادة أن هذا التحرك يأتي في إطار تعليمات المشير حفتر لتعزيز الأمن على الحدود والتصدي لأي تهديدات قد تستهدف سلامة الوطن، مشيرة إلى أن الوحدات العسكرية انتقلت إلى المناطق المكلفة بتأمينها مثل سبها وغات وأباري ومرزق والقطرون وغيرها.

ورغم تأكيد القيادة العامة أن هذا التحرك يأتي في ظل التوترات في دول الجوار واحتمال نشاط العصابات والجماعات المتطرفة، إلا أن بعض الأطراف السياسية اعتبرت أن هذه التحركات تحمل أبعادًا سياسية ومالية، مشيرين إلى أنها قد تسفر عن العودة إلى الصراع المسلح وتهديد اتفاق وقف إطلاق النار ومساعي توحيد المؤسسة العسكرية.

المجلس الأعلى للدولة رفض هذه التحركات واعتبرها "غير شرعية"، محذرًا من أن حفتر يسعى للسيطرة على مناطق استراتيجية مهمة قرب الحدود التونسية – الجزائرية، بما فيها مطار غدامس. ودعا المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش إلى رفع حالة التأهب والاستعداد لمواجهة أي خطر محتمل، كما طالب البعثة الأممية والمجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح ضد هذه التحركات.

في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة بين فصيلين في مدينة تاجوراء الساحلية شرق العاصمة طرابلس، مما زاد من تعقيد المشهد. الاشتباكات اندلعت بين كتيبة "رحبة الدروع" بقيادة خلف الله بشير المعروف بـ "البقرة"، وكتيبة "الشهيدة صبرية" الموالية لمفتي غرب ليبيا الصادق الغرياني. وفيما أفادت تقارير أن المواجهات جاءت بعد محاولة اغتيال "البقرة"، أكدت كتيبة "رحبة الدروع" أنها تمكنت من السيطرة على معسكر "الشهيدة صبرية" وأسرت 12 عنصرًا منها.

تأتي هذه التطورات في وقت حرج بالنسبة لليبيا، حيث تشهد البلاد حالة من عدم الاستقرار السياسي والعسكري، وهو ما يزيد من احتمالات تفجر الصراع المسلح في أي لحظة. البعثة الأممية في ليبيا أعربت عن قلقها إزاء هذه التحركات العسكرية، داعية الأطراف كافة إلى ضبط النفس ومواصلة التنسيق لتجنب المزيد من التوترات.


من جانبها أكدت ريم البركي، المحللة السياسية الليبية والباحثة المتخصصة في قضايا الأمن والهجرة، أن ما يجري في ليبيا ليس حربًا أهلية، بل هو صراع ضد الإرهاب، حيث يخوض الجيش الليبي معركة شرسة ضد المتطرفين، سواء كانوا ليبيين أو مقاتلين أجانب، مشيرة إلى أن التكاتف الذي شهده الليبيون من مختلف المناطق خلال عمليات الإنقاذ في كارثة مدينة درنة هو دليل على الوحدة الوطنية، ما ينفي مزاعم "الحرب الأهلية".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن مصطلح "الحرب الأهلية" هو مجرد فزاعة يستخدمها عبد الحميد الدبيبة لحشد الدعم المحلي والدولي، بهدف إطالة بقائه في السلطة، وتعتقد البركي أن الحل الوحيد أمام الدبيبة للبقاء في منصبه هو اندلاع حرب، وهو ما يسعى الجميع لتجنبه.

أما بالنسبة لتحركات قوات الجيش الليبي نحو الحدود الغربية الجنوبية للبلاد، فقد أكدت المحللة السياسية الليبية أنها تأتي في إطار حماية الحدود مع الجزائر، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في مالي وظهور عناصر متطرفة في الصحراء الكبرى. وشدد على أن الجيش الليبي، بعد سنوات من مكافحة الإرهاب، لن يسمح للعناصر الإرهابية بالتسلل مجددًا إلى البلاد، ولن يسمح بظهور خطوط إمداد ودعم لهذه العناصر المتطرفة داخل ليبيا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ليبيا الجماعات المتطرفة الصحراء الكبرى القيادة العامة للجيش محمد المنفي المشير خليفة حفتر الحرب الأهلية

إقرأ أيضاً:

برعاية أممية.. بحث آلية أمنية مشتركة لتعزيز تأمين حدود ليبيا

نظمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، على مدار اليومين الماضيين، لقاءً في بنغازي، شارك فيه ممثلون من سلطات أمن الحدود الليبية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية من جميع أنحاء ليبيا إلى جانب خبراء قسم المؤسسات الأمنية التابع للبعثة.

وبحسب بيان البعثة، فإنه تم التباحث حول متطلبات إنشاء آلية أمنية مشتركة لتعزيز تأمين حدود ليبيا.

كما تضمن الاجتماع، عرضاً قدمته المنظمة الدولية للهجرة سلط الضوء فيه على دورها في دعم الجهود الليبية في إدارة الهجرة وإدارة الحدود.

وتوصل المشاركون إلى عدة نتائج رئيسية، بما في ذلك الاتفاق على آلية للتنسيق مع اقتراح تشكيل فريق تنسيق فني مشترك يمثل الجهات العسكرية والأمنية المعنية بأمن الحدود الليبية، وتحديد مهام وأدوات ذلك الفريق، كما تضمن الاقتراح إنشاء وسيلة اتصال مباشرة بين ذات الجهات.

 

الوسومبحث آلية أمنية مشتركة تعزيز تأمين حدود ليبيا رعاية أممية

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي: الاستيطان في غزة لن يعود ويجب إنهاء الحرب
  • من أشهر النباتات العطرية.. "الشيح" يعود للظهور في الحدود الشمالية
  • الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا مأوى للعناصر العسكرية الهاربة من بلدانها
  • “الدبيبة” يفتتح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا
  • اجتماع رفيع لقيادات حوثية عليا يبحث التحركات العسكرية والإستعداد لمعارك مقبلة
  • المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تسلل طائرة مسيرة (درون)
  • بالفيديو.. «الدبيبة» يحضر افتتاح مؤتمر «قادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا»
  • بحث إنشاء آلية أمنية مشتركة لتعزيز تامين حدود ليبيا
  • برعاية أممية.. بحث آلية أمنية مشتركة لتعزيز تأمين حدود ليبيا
  • WSJ: روسيا نقلت أنظمة سلاح متطورة ومعدات عسكرية من قواعدها في سوريا إلى ليبيا