جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@01:58:26 GMT

بين العمل التطوعي والمنظم "1- 3"

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

بين العمل التطوعي والمنظم '1- 3'

 

عبيدلي العبيدلي **

 

 

يوم السبت الموافق 8 أغسطس 2024، احتضنت مدينة صلالة العُمانية جلسات النسخة الثالثة من "الكونجرس الدولي للمسؤولية الاجتماعية" التي انعقدت لمناقشة موضوع "الذكاء الاصطناعي والمسؤولية المجتمعية". وشارك في هذا اللقاء المميز مجموعة من الخبراء العرب، ممن لهم باع طويل في العمل التطوعي المجتمعي، جنباً إلى جنب مع زملائهم ممن يملكون خبرة غنية في تقنية المعلومات، وعلى وجه الخصوص في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي المجتمعية.

أثارت محتويات الأوراق العلمية المقدمة والحوارات التي ولدتها العديد من القضايا ذات العلاقة بالعمل المجتمعي والذكاء الاصطناعي، مصحوبة بتشخيص قدرة استخدامات الذكاء الاصطناعي على تعزيز الدور الإيجابي للقواسم المشتركة بين العمل التطوعي المُنظم، ونظيره العفوي الذي تمارسه المنظمات غير الربحية، وتقليص شقة الاختلافات بينهما.

الخصائص المُشتركة

من المسلمات أنَّ العمل التطوعي الذي تمارسه المنظمات غير الربحية، سواء كان عفويًا أو منظماً، ينعم بالعديد من الخصائص المشتركة، يمكن إيجازها في النقاط التالية:

خدمة المجتمع: يشترك كل من العمل التطوعي العفوي والمنظم في هدف مشترك وهو خدمة المجتمع وتلبية احتياجاته.  الدافع الإيثاري: المتطوعون في كلا النوعين مدفوعون بالرغبة في مساعدة الآخرين، وليس المكاسب المالية. المرونة: يتطلب كلا النهجين درجة من المرونة، حيث يمكن أن تتغير احتياجات المتطوعين والموارد المتاحة. التأثير الاجتماعي: يهدف كلا النوعين من العمل التطوعي إلى التأثير بشكل إيجابي على المجتمع، وغالباً ما يركز على السكان المهمشين أو المحرومين. قوة التعاون: التعاون والعمل الجماعي ليسا مهمين فحسب، بل ضروريان في كل من الجهود التطوعية العفوية والمنظمة. استخدام المهارات: غالباً ما يساهم المتطوعون في كلا المكانين بمهاراتهم وخبراتهم بقدرات مختلفة.

لكن توجد، على نحو مواز، اختلافات ملحوظة. يمكن رصدها في النقاط التالية:

البنية التنظيمية الممارسات العفوية: غالبا ما تكون غير رسمية، مع القليل من الهيكلية، أو التسلسل الهرمي المُحدد مُسبقًا. العمليات المنظمة: عادة ما يكون لديها هيكل واضح المعالم مصحوب بأدوار، ومسؤوليات وقيادة محددة. التنسيق الممارسات العفوية: عادة ما يكون التنسيق محددًا، لكنه آنيٌّ، حيث يحشد المتطوعون بسرعة حول قضية أو حدث، ولفترة محددة. العمليات المنظمة: التنسيق مخطط ومنهجي، مع وجود عمليات للتوظيف والتدريب والنشر. الفترة الزمنية المخصصة: الممارسات العفوية: غالبًا ما تكون قصيرة الأجل، وتركز على الاحتياجات أو الأزمات الفورية. العمليات المنظمة: بشكل عام طويلة الأجل، مع برامج مستمرة وجهود مستدامة، ومسؤوليات مستمرة. المساءلة: الممارسات العفوية: مساءلة أقل رسمية، مع آليات أقل لتتبع التقدم أو النتائج بما في ذلك الإنجازات المُحققة أو الإخفاقات المفاجئة. العمليات المنظمة: قدر أكبر من المساءلة، مع وجود نظم لرصد وتقييم الأنشطة التطوعية؛ سواءً كانت الأهداف المنجزة، أو السلبيات المتوخاة. توافر الموارد: الممارسات العفوية: قد تفتقر إلى الوصول إلى الموارد وتعتمد على مساهمات سريعة ومرتجلة. العمليات المُنظَّمة: غالبًا ما يكون لديه إمكانية الوصول إلى المزيد من الموارد، بما في ذلك التمويل والمواد التدريبية والشبكات القائمة، وفق برامج محددة، وخطط مرسومة بشكل مسبق. التدريب: الممارسات العفوية: يحظى التدريب الرسمي باهتمام ضئيل، وربما يكون معدومًا، وغالبًا ما يتلقى المتطوعون تعليمهم ويكتسبون مهاراتهم أثناء العمل. العمليات المنظمة: عادة ما يتضمن برامج تدريبية لتزويد المتطوعين بالمهارات والمعرفة اللازمة.

تعزيز القواسم المُشتركة والحد من سلبيات الاختلافات

ومن أجل تحقيق أفضل النتائج، تعزيز القواسم المشتركة والحد من سلبيات الاختلافات، من أجل الوصول إلى الأهداف، عبر أقصر الطرق وأقلها كلفة، لا بد من العمل وفق مقاييس محددة، تقوم على مفاهيم معدة بشكل مسبق من أهمها.

تبادل أفضل الممارسات: يمكن للجهود العفوية والمنظمة، على حد سواء، أن تتعلم من بعضها البعض من خلال تبادل أفضل الممارسات. وبوسع مثل هذا التبادل الإيجابي، لا سيما في إدارة المتطوعين وأنشطتهم، أن يقيس التأثير، وأن يُنير طريق المنظمات غير الربحية، مما يعزز الشعور بالنمو والتعلم، ويطور من آليات عملها التطوعي. النماذج الهجينة: يمكن أن يؤدي إنشاء نماذج هجينة تجمع بين مرونة العمل التطوعي التلقائي والاستجابة السريعة لدعوات العمل المنظم، على أن يكون ذلك مصحوبًا مع هيكلة واستدامة الجهود المنظمة، من أجل تغيير قواعد اللعبة. ويمكن أن يساعد هذا النهج الهجين في تحقيق التوازن بين نقاط القوة والضعف في كلا النوعين من العمل التطوعي، مما يجعل القادة غير الربحيين يشعرون بالتفاؤل، والتفكير المستقبلي، في النتائج المتوخاة من العمل التطوعي. التدريب المُتبادل: يمكن للمجموعات المنظمة تقديم برامج تدريبية للمتطوعين العفويين، مما يساعد على تعزيز فعاليتهم مع الحفاظ على المرونة، التي تحقق الاستفادة من الجوانب الإيجابية لدى النموذجين.. تجميع الموارد: يمكن للمجموعات التطوعية العفوية الاستفادة من الموارد والبنية التحتية للمنظمات غير الربحية المنظمة. يمكن أن يساعدهم هذا الدعم والوحدة على العمل بشكل أكثر فعالية، مما يعزز الشعور بأنهم جزء من مجتمع أكبر يمتلك قابلية تقديم الدعم. تطوير قنوات اتصال واضحة: يمكن أن تساعد قنوات الاتصال الواضحة بين مجموعات المتطوعين العفوية والمنظمة في مواءمة الجهود وتجنب الازدواجية وضمان استخدام الموارد بكفاءة عالية. هذا يمكن أن يطمئن الجمهور حول فعالية استراتيجيات الاتصال الخاصة بهم ويُعزز ثقتهم في عملهم التطوعي. المرونة في الجهود المنظمة: يمكن للمنظمات غير الربحية المنظمة أن تدمج مناهج أكثر مرونة للاستجابة السريعة والإبداع، والتي غالبًا ما تظهر في الجهود التطوعية التلقائية.

ومن خلال التركيز على هذه الاستراتيجيات، يمكن للمنظمات غير الربحية الاستفادة من نقاط القوة في كل من الجهود التطوعية العفوية والمنظمة مع تقليل السلبيات المحتملة المرتبطة باختلافاتها.

** خبير إعلامي

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماذا نعمل؟، ماذا يمكن أن نعمل؟

عدنان علي الكبسي

في غزة الجريحة يُقتل الآلاف المؤلفة من الأطفال والنساء بجرائم بشعة ووحشية للغاية، والعدوّ الإسرائيلي يلقي قنابله المدمّـرة والفتاكة على ذلك التجمع أَو ذاك التجمع، فتمزق الكثير من أُولئك المستضعفين من الأطفال والنساء والناس إلى أشلاء، وتتفحَّم جثامين أكثرهم، والبعض قد يصابون بجراحات كبيرة جِـدًّا، والبعض جراحات قاتلة، ولا من مسعف لهم، ولا من منقذ، يتجرعون الموت حتى يفارقوا الحياة ولا من مغيث.

أطفال في غزة لا يزالون يعانون من الجراحات، ودماؤهم تنسكب، وأجسادهم تتلوى من الألم، تذرف دموعهم وهم يصرخون من الأوجاع، وبعضهم يفارق الحياة من أمعائهم الخاوية من أقل الزاد والطعام.

ينام الفلسطينيون في غزة فلا يستيقظون، خائفون لا يأمنون، ويتفرقون فلا يجتمعون، وإن تجمعوا فرقت غارات العدوّ الصهيوني أجسادهم، ومزجت دماءهم، فلا تفرق بين هذا وذاك من تفحّم أجسادهم.

الشعب الفلسطيني يعيش بين مخالب وحوش مفترسة تنهش عظمه ولحمه من كُـلّ جانب، عدو للأُمَّـة يقتلها بدم بارد، وعالم منافق صامت، وأمتها بين راضٍ ومتشفٍ بها، مد جسر الصداقة والمحبة لغدة سرطانية خبيثة بدعمها السخي وجود كرمها ليتمادى أكثر في طغيانه وإجرامه.

وعلماء أمتها تزينت لهم أعمالهم السيئة فهم يعمهون، أخلدوا إلى الأرض واتبعوا أهواءهم، حرصًا على مكانتهم عند سلاطين الجور والذين هم على مرأى ومسمع من العالم عملاء لأعداء الأُمَّــة، فمثلهم كما ذكر الله ذلك في كتابه العزيز كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أَو تتركه يلهث، غواة يعملون على تدجين وإضلال الأُمَّــة، يوظفون العناوين العلمية في العلوم الدينية خدمة لأعداء الأُمَّــة.

شعوب أمتها بكل طوائفها وانتماءاتها وأحزابها تقف متبلدة، جامدة باردة، لا تحسبنهم إلا في عداد الأموات على مستوى الوعي والإدراك، ماتت الضمائر، وتبلدت الأحاسيس وقست القلوب، وتحجرت الأفئدة، فلم يعد يتبقى لديها ولا حتى أحاسيس ومشاعر الإنسانية.

فالبعض قد يقف في حيرة لا يدري أين يذهب؟ وماذا يعمل؟ وما الذي يجب عليه أن يعمله؟ وهذا لا شك أنه من أُولئك الذين استهوتهم الشياطين فهم حيارى، في حيرتهم يتخبطون.

مشهد من تلك الجرائم، مشهد كبير ودامي ومؤلم جِـدًّا، ويتكرّر يوميًّا، وتكرّر بكثير وكثير؛ حتى طال الآلاف من أبناء غزة، وأنت كُـلّ يوم ترى منزلًا مدمّـرا، أَو تجمعًا بشريًّا في سوق، أَو في مسجد، أَو في مستشفى، أَو في مدرسة، أَو في مخيم، يكفي أن تبقى فيك بقايا من إنسانيتك؛ لتتألم، ولتدرك بشاعة ما يفعله أُولئك الطغاة المجرمون بمثل هذه الجرائم التي يرتكبونها كُـلّ يوم، هذا بنفسه كافٍ في أن يكون لك موقف.

أمام هذه الجرائم بعض الناس يقول ماذا نعمل؟، نحن ما باستطاعتنا أن نعمل شيئًا!؛ لأَنَّ البعض ما في ذهنه إلا قضية إن ما عنده صاروخ ودبابات، وأشياء من هذه يقاتل بها!.

الذي يقول ماذا نعمل؟ هذه وحدها تدل على أننا بحاجة إلى أن نعرف الحقائق الكثيرة عما يعمله اليهود وأولياء اليهود وأذنابهم، يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (من يقول: [ماذا نعمل؟]. نقول له: ميدان العمل أمامك مفتوحٌ أمام الجميع مفتوح، المطلوب أن تتحَرّك لا أن تتساءل، ميدان العمل فيه ما يكفيك أن تعمل بكل قدراتك وبكل طاقاتك مهما كانت، فكيف تتساءل [ماذا نعمل؟] وكأنه ليس هناك ما يمكن أن نعمله).

اجعل من نفسك عنصرًا فاعلًا متحَرّكًا في تعبئة الأُمَّــة التعبئة الجهادية في كُـلّ المسارات، تحَرّك بصدق مع الله، وثقة قوية بالله، في إطار الثقلين كتاب الله وعترة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

لا تبرّر لنفسك القعود، ماذا نعمل؟ يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: (ميادين العمل مفتوحة، تتسع لأن تشمل كُـلّ طاقاتك، طاقاتك المعنوية وطاقاتك المادية، لكن حاول أن تغير من نفسك حتى تصبح إنسانًا فاعلًا قادرًا على تغيير نفسية المجتمع بأكمله نحو الأفضل، نحو الأصلح، نحو العزة، نحو الشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق الجنة طريق رضوان الله سبحانه وتعالى).

غيِّرْ من نفسية مجتمعك لتجعلَه ثائرًا لا جامدًا، حركه في مسيرات ومظاهرات، حركه في التأهيل والتدريب ضمن قوات التعبئة العامة، اصنع رجالًا يصرخون في وجه الاستكبار العالمي، وإن كنت في مجتمع كالمجتمع السعوديّ أَو الإماراتي أَو حكومتك تكمم الأفواه فعلى الأقل حرك مجتمعك في دعم حركات الجهاد والمقاومة بالمال، حركه إذَا أغلقت في وجهك الأبواب حتى في المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: استغلال ملاك العقارات لرفع الإيجارات يهدد استقرار السوق .. فيديو
  • بعد اتفاق الهدنة.. النجباء العراقية تعلق العمليات العسكرية ضد إسرائيل
  • ماذا نعمل؟، ماذا يمكن أن نعمل؟
  • خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية دور الشباب في ترسيخ الممارسات المستدامة والحلول المناخية
  • شرطة عجمان تعرض أفضل ممارساتها في مجال إنتاجية العاملين لوفد شرطة الفجيرة
  • شاهد | استمرار العمليات اليمنية بدد أوهام العدو بإمكانية تراجع اليمنيين
  • كيف يتم جمع بياناتك على الإنترنت.. تقرير يكشف عن ممارسات مشبوهة في تطبيقات شهيرة
  • «تنظيم الاتصالات»: الجمارك على الموبايلات تحمي السوق من الممارسات غير القانونية
  • "الطيران": ندعم الجهود المشتركة مع كل المنظمات العالمية المعنية برفع كفاءة الممارسات التشغيلية
  • العَزَبَاء مَرَّةُ الضَّيْفَان: في الثقافة الإسلاموسودانوية والعرف العشائري