جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@23:55:19 GMT

البارحة.. وحلمي الثاني!

تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT

البارحة.. وحلمي الثاني!

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

 

لعلي أبدأ بعلمي قبل حلمي، ولعلي في يقين العارفين لما يجعلني واحدًا من المتأملين في عظمة الخالق عزَّ وجلَّ، وإيماني المطلق بأن معجزة الطقس في محافظة ظفار من أمطار وإخضرار في سهولها وجبالها؛ مما يجعلها شتاءً لطيفًا خلال قائظة الصيف في مُعظم المناطق الأخرى، إنما جل ذلك هدية ربانية واستجابة لدعاء ولي من أوليائه الصالحين والحمدلله رب العالمين.

كان حلمي السابق في مسقط والجبل الأخضر نشرته الرؤية رائدة الفكر الوطني الخالص وهذا الحلم الثاني في ظفار، عسى أن يجد طريقًا للتفسير في يومٍ من الأيام.

الصعوبة أنَّ الحلم طويل جدًا على الرغم من أنه علميًا يوصف الحلم بأنه لجزء من الثانية ولعل ذلك مؤشرًا قويًا وصريحًا في التفسير أن الحلم مهما ولد صغيرًا يمكن أن يكون أمرًا عظيمًا إذا وُلِدَ في مناخ يقبل الحلم البعيد وسقف الأمل الأبعد ويحوله إلى حقيقة وهذا الأمر مفتاح كل نجاح وحقيقة الحضارات التي قرأنا عنها في تاريخ البشرية.

سأختصر حلمي اليوم زمانًا ومكانًا ولعل للزمان والمكان مسوغًا فكريًا وأدبيًا وأخلاقيًا في حقوق الأجيال ولعل من سيقوم بتفسيره وتحويله إلى واقع يجد أمامه يوم الحساب أرقامًا فلكية من الخير العميم لأنَّ ما سؤضحه يحسب من أفضل الصدقات الجارية على الإطلاق.

حلمت أنَّ الأرض المُتبقية في صحلنوت مهددة وبقوة من استغلال التوسع العمراني الذي سينهي ما تبقى من متنفس حقيقي للأسر وإقامة المشاريع العملاقة في صلالة وبذلك سينتهي واحد من أفضل أسباب زيارة صلالة والاستمتاع بربيعها الرائع ولقد دلني حلمي على أمر سيكون بمثابة أفق تاريخي لن يُعيد توازن التوزيع السياحي وحسب وإنما سيكون أيقونة صلالة بل عمان بأسرها وهو بناء بركة مياه عملاقة في وسط الفلج الذي يتدفق من عين أرزات على أن ينقل الماء في أنبوب ضخم بانسياب قليل ومناسب مدروس ولأن زاوية الانحدار ما بين المنبع والبركة المقترحة لن تكون أقل من مئة متر فإنِّه وبدون ضخ وبشكل طبيعي جدًا يمكن إقامة شلال دائم وطبيعي يسقط حرًا في البحيرة فيملأها ويتدفق من الجانب الآخر كأن شيئًا لم يكن وليس على حساب المزارع التي يرويها سابقًا.

البحيرة ليست بأقل من قطر واحد كيلومتر، تكون مرتعًا للطيور المهاجرة والبط والأوز والقوارب؛ بل والأسماك لتوازن الطبيعة.

أما وبم حلمت ما هو حولها، فإني رأيتُ انتقال العالم كله ليستمتع بالجلسات الراقية الغالية منها والرخيصة.. رأيت الفنانين والمبدعين والفعاليات وألعاب الأطفال، إما بمسافة مناسبة فيوجد الفنادق والشقق والطرق الدائرية المنظمة والواسعة وعلى ضفاف الوادي من جهة الشرق والذي بني فيه سد صغير وحوله إنشاءات رائعة تحول أنظار العالم إلى صلالة وإلى عمان بشكلٍ عام.

أما وخلال الحلم العابر فرأيت طريقًا في آخر وادي دربات يصعد بطريقة هندسية راقية إلى أعلى الجبل ولم يعد الطريق السابق ذا اتجاهين، إنما للدخول فقط.

الطريق الجديد نعم مُكلف ولكنه فتح آفاقاً لا تقدر بثمن حيث إنه صمم ليكون به مواقف ومقاهٍ وجلسات تطل على وادي دربات بشكل خاص والبحر وصلالة بشكل عام والجبال المحيطة.

هذا الحلم ليس بالضرورة أن ينتظر التمويل من الحكومة لأنَّ أي حكومة على وجه الأرض لا تستطيع أن تؤمن المشاريع المربحة في وقت قصير غير أنَّ فكر الاستثمار وبعقول واعية محبة مجربة وبأسعار معقولة وتصميم أولادنا من خلال مسابقة مجزية يمكن أن نرى هذا الحلم حقيقة وفي العام المقبل، وبذلك نحقق أمرًا كبيرًا يمكن أن يزيد من خلاله السياح إلى الضعف؛ بل أن يكون وجهة الفنانين والمبدعين وهواة المستويات الراقية البعيدة النظر.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم

في بعض الأوقات، نحسدُ نحنُ، الشّباب اللبنانيّ، شباب بعض الدول العربية والأوروبية وغيرها على جنة الأمن في بلادهم.. هذه الميزة، التي على الرغم من الصمود داخل هذا البلد نفتقدها من وقت إلى آخر، خاصةً خلال هذه الفترة، بعد أنّ سلبت منّا آلة القتل الإسرائيلية أمننا وحريتنا، وبتنا رهينة إنذار، واتصال تحذيريّ، وطائرة مسيّرة، وغيرها من أفكار البطش الإسرائيلي.

منذ 5 سنوات، ولبنان مجروح، يعاني من كافة جوانبه، اقتصاديًا، سياسيا، واجتماعيًا، وحتى الشعب الذي يظهر لك أنّه صامد، وهذا فعلا هو الحال، إلا أنّ داخله مكسور ومحطّم على حال بلد عريق، قدّم للعالم الحرف، والثقافة، والإبتكارات والأدمغة، التي استفادت منها دول العالم ولم يستفد منها الداخل كما يجب.

هكذا يحلّ عيدا العلم والإستقلال على لبنان، مثقلين بالهموم والمشاكل، وسط أزمات تتلبد كالغيوم السوداء في سماء الوطن، ومحملين برائحة البارود وصرخات الأمهات وحطام الأحلام. هذا الوطن الذي حلم به أجدادنا حرًا وسيّدًا، يقف اليوم مثقلًا بأعباءٍ تكاد تطحن قلبه. لا تُرفع الأعلام بزهو كما كانت تُرفع، ولا تُعزف الأناشيد الوطنية إلا على أوتار القهر والغضب.

أكثر من مليون لبناني نزحوا من بيوتهم، تاركين وراءهم ذكرياتٍ امتزجت بدخان المعارك. هل يمكن أن يكون الوطن سجنًا يهرب منه أهله؟ في المدارس والكنائس وبيوت الشركاء في الوطن، يصنع النازحون أوطانًا صغيرة من بقايا عنفوانهم الممزق، لكن الوطن الكبير يبدو ضائعًا بين حقول الألغام ونيران المصالح.

مصالحٌ، دفعت بشبابنا إلى أن يملاوا الطائرات التي خرجت من المطار أسرابا أسرابا حاملة أدمغة وشبابا غادروا بأعينٍ ملأى بالدموع والخذلان. لا يعودون، ولا يلتفتون إلى الوراء، لأنّ الوطن الذي حلموا بخدمته خذلهم مرارًا وتكرارًا.. فهم يعلمون حجم الكسرة التي سيشعرون بها عندما تطأ اقدامهم تراب الغربة، ولكن هكذا اعتدنا نحن كلبنانيين.. اعتدنا على الإستمرارية، والمواجهة، والتحدي، ولن نتوقف عن الحلم.
اليوم، أمام هذا الكمّ من الخراب، يقف اللبنانيون متسائلين: ماذا يعني الاستقلال؟ هل الاستقلال هو علمٌ يرفرف بينما البلد يتهاوى؟ هل هو نشيدٌ يُنشد بينما العيون تذرف دمعًا؟ الاستقلال ليس مجرد ذكرى. إنه مسؤولية، حلم مستمر يجب أن يُحيا كل يوم. ولكنه اليوم يبدو كجثةٍ محنّطة تُعرض في كل عام لتذكيرنا بما فقدناه، وليس بما يجب أن نحافظ عليه.

رغم كل ما مرّ، لا يزال اللبناني يحتفظ بشيءٍ من الصمود. شيء يشبه عناده. شيء يقول: لن نستسلم. قد يبدو الأمل ضئيلاً، لكنه كافٍ ليبقي هذا الوطن واقفًا على قدميه، ولو بترنّح. ربما يأتي يوم يستعيد فيه الاستقلال معناه الحقيقي، يوم ينفض فيه الوطن عن نفسه غبار الحروب والفقر، ليقف قويًا كما حلم به أجدادنا يوم انتزعوه. وحتى ذلك اليوم، سنبقى نبحث في هذا الحطام عن وطن يليق بنا. المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • حكم من يكذب في سرد الحلم أو الرؤية.. هل مصيره النار؟
  • ما تفسير حلم العظام في المنام؟
  • رسائل الذهب في الأحلام.. تفسير 9 حالات لرؤية المجوهرات بالمنام
  • تفسير حلم رؤية شخص لم تفكر فيه لابن سيرين.. دلالات مختلفة
  • إسرائيل تشهد أكبر هجرة منذ عقود.. هل بدأ انهيار الحلم الصهيوني؟
  • اليوم .. ظفار يلاقي الوحدة بالدرجة الأولى
  • ميريام فارس برسالة أمل للجيل الجديد: “الحلم ما بيوقف عند حرب”
  • احتجاز 4 أشخاص في مجرى وادٍ بصلالة
  • لبنان يرفع علمه على جراحه.. ويبحث عن نفسه بين أنقاض الحلم
  • د.حماد عبدالله يكتب: الجامعات والبيئة !!