أبو ظبي - خـــاص صفا

حصلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) على شهادات مقيمين في الإمارات، من جنسيات عربية مختلفة؛ تعرضوا للاعتقال والتعذيب وفرض الغرامة، قبل ترحيل بعضهم من الدولة، بسبب "تضامنهم إلكترونيًا" مع الفلسطينيين الذي يتعرضون لإبادة جماعية للشهر العاشر على التوالي في قطاع غزة.

وأوضح هؤلاء، في مقابلات حصرية منفصلة مع "صفا"، أن الأجهزة الأمنية في الإمارات نفّذت مؤخرًا حملات اعتقال وترحيل بحق العشرات، وربما المئات، دون اقترافهم ذنبًا أو إخلالهم بالنظام العام والقانون، لكن عقابًا على تضامنهم إلكترونيًا مع الفلسطينيين في غزة.

ووفق الشهادات، فإن بعض المعتقلين، ولاسيما من جنسيات فلسطينية ومصرية وتونسية ومغربية وجزائرية، تعرضوا لما يُشبه الاختطاف، قبل إخضاعهم للتحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي، في سجون العوير والرزين والصدر ودبي المركزي، وإجبارهم لاحقًا على دفع غرامات باهظة وصلت إلى 250 ألف دولار، وترحيلهم من الدولة.

"الجريمة لايك"

ولم يكن يتخيل المقيم الفلسطيني "س. ب" (فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته) أن مجرد إعجابه بمنشور أحد أصدقائه على فيسوك، والذي يستعرض فيه بعض صور الإبادة الإسرائيلية ضد غزة سيكون كفيلًا بقلب حياته رأسًا على عقب.

ويقول الشاب "س. ب"، لوكالة "صفا": "بعد ثلاثة أيام من إعجابي بمنشور أحد أصدقائي على فيسبوك تعرضت للاستدعاء والتحقيق لدى جهاز أمن الدولة، وحُبست في زنزانة فردية ضيّقة للغاية لا تتجاوز مساحتها 1 متر مربع، وسلّطوا عليّ أضواءً عالية طوال الوقت".

ويضيف "كان المحققون يسألونني عن التنظيمات الفلسطينية، ويشتمونها وقادتها بأبشع الشتائم، ولم يستثنوا تقريبًا أي تنظيم فلسطيني، باسثناء تنظيم واحد على علاقة بالدولة".

وبعد أيام من التحقيق والتعذيب والإهانة، فرضت السلطات الإماراتية غرامة بنحو ربع مليون دولار بحق المقيم "س. ب"، وهو مبلغ يُعادل ما اكتسبه من عمله داخل الدولة خلال السنوات الماضية، قبل ترحيله من البلد. 

ويشير إلى أنه التقى خلال فترة حبسه بعشرات المقيمين من جنسيات عربية تعرضوا للاعتقال والتنكيل بمجرد التعلق أو مشاركة منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، يوحي بالتضامن مع غزة.

"تهمة التعاطف"

أما الأربعيني التونسي "ت. م"، الذي يعمل في الإمارات منذ سبع سنوات، فيوضحّ أنه اعتُقل نحو أسبوعين بعد كتابته تغريدة تضامنية مع غزة، يستنكر فيها التخاذل العربي والعالمي، ويدعو لوقف الإبادة.

ويقول "ت. م"، لوكالة "صفا": "استُدعيت لدى جهاز أمن الدولة، ولم أكن أتوقع أن تهمتي هي الكتابة عمّا يتعرض له أشقائي الفلسطينيين في غزة".

ويضيف "وُضعت في زنزانة ضيّقة للغاية، كان فيها جهاز تكييف الهواء مضبوط على درجة عالية وسط الجو شديد الحرارة، كما كانت أضواء عالية مُسلّطة عليّ طوال الوقت".

ويتابع "كانت أسئلة المحققين تتمحور حول مدى تأثري بالمشاهد في غزة، وهل أتعاطف معهم، ولماذا أتعاطف، وما موقفي من المقاومة الفلسطينية".

وبعد فترة من التحقيق والاحتجاز، تدخّلت بعض الجهات من أجل الإفراج عن "ت. م"، لكن السلطات قررت في النهاية ترحيله مع إجباره على دفع ثمن تذكرة الطائرة ومبلغ تأمين بنحو ألفي دولار.

"قطعتان من الخبز"

أما الشاب المصري "ف. ح" فلم يختلف حاله كثيرًا عن سابقَيه، إذ كانت "تهمته" مشاركة مقاطع عن غزة والمقاومة عبر حسابه على انستغرام.

ويقول لوكالة "صفا": "تفاجأت باستدعائي من جهاز أمن الدولة قبل نحو شهرين؛ فلم أنتهك القانون أو النظام ولو مرة واحدة منذ مجيئي قبل ثلاث سنوات".

ويضيف "استقبلني المحقق بسلسلة من الإهانات اللفظية، قبل أن يتحدث معي بشيء، ثم وضعوني في غرفة كان فيها الهواء ساخنًا للغاية قبل أن يصبح شديد البرودة، مع تسليط إضاءة قوية على جسدي".

ويتابع "كُنت ممنوعًا من رفع رأسي في الزنزانة، إذ يجب عليّ أن أكون مطأطئ الرأس، وكان يُقدم لنا رغيف خبز صغير في الصباح وآخر بعد الظهر فقط".

لكن حظ المصري "ف. ح" كان أفضل من سابقَيه، إذ دفع غرامة بنحو ثلاثة آلاف دولار، مع التوقيع على تعهّد بعدم ارتكاب أي "مخالفات إلكترونية"، وتمكّن من الخروج من الاحتجاز دون ترحيله إلى بلده. 

ووفق بعض الشهادات فإن هناك حالات "إخفاء قسري" تعرض لها بعض المقيمين من جنسيات عربية بفعل تضامنهم مع غزة، ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم.

وكان طالب دكتوراه في جامعة نيويورك- أبوظبي، تعرض للاحتجاز لمدة أسبوع قبل ترحيله من البلاد في مايو/ أيار الماضي، وفق الجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات، بعد أن ارتدى الكوفية الفلسطينية، وقال: "فلسطين حرة" أثناء سيره على المنصة لتسلّم شهادته.

وقال طلاب من الجامعة إن إدارتها أرسلت بريدًا إلكترونيًا قبل التخرج، تُخطرهم فيه بحظر جميع "الملابس الثقافية"، بما في ذلك الأوشحة، خلال الحفل.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حرب غزة الإمارات فی الإمارات إلکترونی ا من جنسیات من الدولة مع غزة

إقرأ أيضاً:

حاكم رأس الخيمة يؤكد حرص الإمارات على تعزيز العلاقات مع الصين

التقى الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أمس السبت، في مدينة شيامن، بمقاطعة فوجيان، مع هي ليفينج، نائب رئيس مجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية.

وبحث الشيخ سعود بن صقر القاسمي مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، العلاقات الوثيقة التي تربط دولة الإمارات، وجمهورية الصين الشعبية، وسبل الارتقاء بها إلى مستويات أرحب من الازدهار والنمو في شتى المجالات الثقافية والاستثمارية والتجارية.
ونقل حاكم رأس الخيمة، خلال اللقاء تحيات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى شي جين بينغ، رئيس الصين، وتمنياته للصين وشعبها الصديق بدوام التقدم والازدهار.
وأكد حرص دولة الإمارات على تعزيز علاقاتها الثقافية والاقتصادية والتجارية مع الصين، وتسريع مسارات التعاون لتحقيق التنمية المستدامة، وتمكين شعب الدولتين من مواصلة مسيرة الازدهار والنمو عبر تفعيل قنوات الحوار وتبادل الخبرات والأفكار، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعد أكبر شريك تجاري للصين في المنطقة، الأمر الذي يدل على متانة العلاقات وقوة الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين الصديقين.
وألقى الشيخ سعود بن صقر القاسمي، اليوم الأحد، كلمة رئيسية في افتتاح الدورة الـ 24 من "معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة"، أحد أكبر معارض الاستثمار والتجارة في الصين، حيث يشارك فيه أكثر من 1,000 وفد تجاري، ونحو 5,000 شركة، وما يقارب 50 ألفاً من رجال الأعمال.
كما سيلتقي خلال زيارته إلى مدينتي دونغقوان، وشنجن في مقاطعة قوانغدونغ، عدداً من القادة الحكوميين، وصناع القرار، ونخبة من رجال الأعمال، ويزور عدداً من المواقع التاريخية وذات الأهمية الثقافية.

مقالات مشابهة

  • «الخارجية» تتسلّم نسخة من أوراق اعتماد سفير كينيا الجديد
  • وزير الخارجية يشدد على أهمية تنفيذ حل الدولة الفلسطينية وإقامتها في أسرع وقت
  • محطات براكة.. إنجاز نوعي يعزز دور الإمارات في مجال الطاقة النظيفة
  • ركنة تسجل أقل درجة حرارة في الدولة
  • لافروف: جذور المشكلة عدم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة
  • رئيس دولة الإمارات يُهنئ الرئيس تبون بالعُهدة الثانية
  • الإمارات.. 5 فئات معفاة من الغرامات ضمن "تسوية أوضاع مخالفي الإقامة"
  • حاكم رأس الخيمة يؤكد حرص الإمارات على تعزيز العلاقات مع الصين
  • أبو ردينة: الأمن والاستقرار لن يتحققا بسيوف نتنياهو بل بإقامة الدولة الفلسطينية
  • مواطن إيراني يفنّد مزاعم ترحيله من كردستان بالإكراه: عدت بمحض إرادتي