مذبحة الفجر.. استشهاد 90% من النازحين في مدرسة إيواء بغزة
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
◄ الدفاع المدني: الاحتلال استهدف طابقا للنساء وآخر مصلى للنازحين
◄ استهداف 13 مركز إيواء منذ بداية أغسطس
◄ إدانات عربية ودولية لتعمد قصف النازحين في مراكز الإيواء
◄ الرئاسة الفلسطينية: نحمل الإدارة الأمريكية والاحتلال المسؤولية
◄ فصائل المقاومة: سياستنا صارمة بعدم التواجد بين المدنيين لتجنيبهم الاستهداف
◄ مقررة الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم أسلحة أمريكية وأوروبية لإبادة الفلسطينيين
◄ الحيّة يطالب بموقف عربي وإسلامي حقيقي يلزم الاحتلال بوقف المذابح
الرؤية- غرفة الأخبار
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة تُضاف إلى سجل جرائمه المروّعة بحق الشعب الفلسطيني، وذلك باستهداف مدرسة "التابعين" بشارع النفق في حي الدرج شرق مدينة غزة، حيث كان النازحون يؤدون صلاة فجر السبت.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة إنَّ القصف الإسرائيلي للمدرسة أدى إلى استشهاد 90% من النازحين بها، في حين أفادت مصادر فلسطينية بأن الاستهداف أسفر عن استشهاد أكثر من 100 نازح.
وأكد الدفاع المدني بغزة أنَّ جيش الاحتلال استهدف 13 مركزا لإيواء النازحين منذ بداية الشهر الجاري، مطالباً بالتدخل الفوري لوقف المجازر ضد المدنيين العزل في مراكز الإيواء.
وذكر: "الاحتلال استهدف طابقي مدرسة التابعين، الأول كان يؤوي النساء والأرضي كان مصلى للنازحين".
وادّعى جيش الاحتلال أن المدرسة كان بها عدد من المسحلين ومقر للقيادة والسيطرة تابع لحركة حماس.
بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن "مجزرة مدرسة التابعين جريمة مروعة وتصعيد خطير في مسلسل الجرائم التي تُرتكب في غزة على يد النازيين الجدد، كما أن المجزرة تأكيد واضح من الحكومة الصهيونية على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني".
وأشارت إلى أنَّ "جيش الاحتلال يختلق الذرائع الواهية والأكاذيب المفضوحة لاستهداف المدنيين والمدارس والمستشفيات"، مؤكدة أنَّ تصاعد الإجرام الصهيوني في قطاع غزة لم يكن ليتواصل لولا الدعم الأمريكي، مما يجعل واشنطن شريكة فيه.
وأكدت الحركة أنه لم يكن في مدرسة التابعين أي مسلح، وأن "جيش العدو يكذب مجددا ويختلق الذرائع السخيفة لاستهداف المدنيين".
ولفتت إلى أن "السياسة الصارمة المعمول بها لدى مقاتلي كل الفصائل هي عدم الوجود بين المدنيين لتجنيبهم الاستهداف الصهيوني".
وبيّنت المُقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في مدرسة تلو الأخرى بقطاع غزة، مستخدمة أسلحة أمريكية وأوروبية وسط عدم اكتراث كل "الأمم المتحضرة".
ولفتت إلى أن إسرائيل لديها تاريخ طويل في اغتيال الفلسطينيين بالداخل والخارج، وشددت على أن ذلك لا يُمكن أن يبقى دون حساب، إذ إنه يجب أن تكون التحقيقات المستقلة والشفافة والمساءلة جزءًا من الطريق إلى السلام.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بمدرسة تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج بقطاع غزة، وقالت إنها تحمّل الإدارة الأميركية والاحتلال المسؤولية عنها.
ولاقت هذه الجريمة المروعة إدانات واسعة من عدد من الدول العربية والمنظمات الدولية، إذ أدانت كل من السعودية وقطر والعراق والأدرن ومصر ولبنان وإيران تعمد جيش الاحتلال قصف المدنيين النازحين في مراكز الإيواء، مطالبين بوقف المجازر الجماعية في القطاع الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب انتهاكات الاحتلال.
ونشر الأزهر الشريف بيانا جاء فيه أن "مجزرة الاحتلال بحق مدنيين كانوا بين يدي الله في أداء صلاة الفجر ومعهم نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم، تعجز كل لغات البشر عن التعبير عن همجيتها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي أُصيبَ بالشلل والعجز عن الوقوف في وجه إرهاب هذا الكيان الغاشم وداعميه".
وطالب خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ لوقف هذه المجازر والعدوان على المدنيين في غزة، وبقرار دولي وعربي وإسلامي حقيقي يلزم الاحتلال بوقف المجارز بحق الفلسطينيين.
وأوضح: "جريمة الاحتلال في حي الدرج تؤكد مضيّه قدما في إبادة شعبنا، ونتنياهو حصل على ضوء أخضر أميركي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن التي لم تحرك ساكنا، والاحتلال يعجز عن التصدي للمقاومة، وأمام هذا العجز فهو يفرغ غضبه في وجوه المدنيين الأبرياء، ومهما حاول الاحتلال عمل حاجز وهمي بين المقاومة وشعبنا فلن ينجح، وشعبنا موحد في دعم المقاومة، ونحن نقوم بواجبنا في مقاومة الاحتلال والدفاع عن شعبنا بكل ما نملك".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ما تداعيات إيواء العراق للمليشيات الأجنبية المنسحبة من سوريا؟
أثارت التقارير المحلية والدولية عن استقرار المليشيات المنسحبة من سوريا في العراق، العديد من التساؤلات حول أسباب إيواء الحكومة العراقية لهؤلاء في وقت تتحدث فيه عن سياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة، وما مستقبلهم، وتداعيات بقائهم على الواقع العراقي؟
التقارير تحدثت عن إيواء العراق لمليشيات "زينبيون" الباكستانية، و"فاطميون" الأفغانية، التي أسسها الحرس الثوري الإيراني، ودفع بهم للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، إبان اندلاع الثورة السورية عام 2011، حتى ساعة سقوطه في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
"ملف خطير"
وفي تحذير هو الأول من نوعه بالعراق، قال المرشح السابق لرئاسة الحكومة، والنائب الحالي في البرلمان العراقي، عدنان الزرفي، إن "الحكومة العراقية تأوي فصائل مسلحة أجنبية مصنفة على قوائم الإرهاب العالمي، وترفض بلدانهم الأصلية استقبالهم أفرادا أو جماعات".
وأضاف الزرفي خلال تدوينة على منصة "إكس" الأربعاء، أن "تمركز هؤلاء في معسكرات حكومية رسمية يعد تهديدا للأمن القومي العراقي الذي يمر بأدق حالاته مع متغيرات سياسية وأمنية متسارعة في الشرق الأوسط، وهو ما يطرح كما من الأسئلة عن دور الحكومة والدولة سابقا و لاحقا بهذا الملف الخطير؟".
وعلى الصعيد ذاته، ذكرت قناة "وان نيوز" العراقية، الأربعاء، أن هذه المليشيات وتعدادها بالمئات استقرت في العراق من انسحابهم من سوريا، وتشغل حاليا 6 معسكرات للحشد الشعبي، في بغداد وديالى.
وحذرت القناة العراقية من قيام إيران بتسليحهم وزجهم في معارك جديدة بالمنطقة، بالتالي تكون الأراضي العراقية منطلقا لهم، وهذا يؤثر سلبا على البلد الذي يريد الاستقرار والتهدئة والابتعاد عن الحروب.
وفي تقرير نشره "معهد واشنطن" نهاية الشهر الماضي، أكد فيه أن بعض أفراد "فاطميون" و"زينبيون" دخلوا في كانون الأول 2024، إلى العراق عبر منطقة القائم التي يسيطر عليها القيادي في الحشد الشعبي (اللواء 13) قاسم مصلح، وهي قوات ممولة من الحكومة العراقي.
وبحسب التقرير، فإن "في حال قررت بغداد رسميا استضافة (فاطميون) و(زينبيون)، فإن وجودهما إما أنه يمثل انتهاكا للحظر الدستوري العراقي ضد المليشيات غير الحكومية، أو أنه يعكس موافقة حكومية على قيام إيران بنشر قواتها على الأراضي العراقية، وأنه يتحتم على واشنطن أن تسأل أي من هذه الاحتمالات هي الصحيحة".
وعلى الصعيد ذاته، أفادت وكالة "بغداد اليوم" العراقية بأن "عناصر من مليشيات زينبيون وفاطميون، يوجدون في محافظة ديالى العراقية المحاذية لإيران، بعد عودتهم من سوريا؛ إذ طلبت طهران من حلفائها في العراق التأني في إرسالهم وإعادتهم إلى بلدانهم".
وأوضح تقرير الوكالة في 22 كانون الثاني الماضي، أن "هذه المليشيات استقرت في معسكر أشرف بمحافظة ديالى، الذي كانت توجد فيه قوات مجاهدي خلق المعارضة لإيران قبل ترحيلهم من العراق عام 2013".
"بُعدان للمشكلة"
من جهته، قال الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، أحمد الشريفي، لـ"عربي21" إن "الزرفي عندما يتحدث بهذا الموضوع، فلا شك أن قد يمتلك معلومات، لكن تأكيدها حتى الآن غير واضح، لأن مثل هذه الأمور تجري في سرية تامة ولا تصل إلى الرأي العام وتصبح معلومة متاحة".
وأضاف الشريفي: "إذا كانوا (المليشيات الاجنبية) موجودة بالفعل داخل العراق، فإنها تخلق مشكلة للحكومة العراقية في بعدين، الأول في مسألة الانفتاح إقليميا والتعامل مع المتغير الذي حصل في سوريا".
ورأى الخبير العراقي أن "إيواء هؤلاء، قد يخلق أزمة بين البلدين في مرحلة نحن بأمس الحاجة لتطبيع العلاقات حرصا على حصانة الجبهة الحدودية بين العراق وسوريا، فضلا عن أنها سترتب أثرا كبيرا على علاقة العراق بالولايات المتحدة، والتي بموجبها يجب أن يفك العراق ارتباطه مع إيران".
البعد الآخر، بحسب الشريفي، فإن "احتضان العراق لهذه الجماعات المسلحة بهذا الشكل السري، يدل على أن هناك تعاونا سريا قد يكون أوسع بكثير من مسألة وجودهم، وأن هذا الأمر يطرح فرضية خطرة عن احتمالية تحولهم إلى جهات معارضة في وقت نحن بحاجة إلى التصالح إقليميا".
وفي المقابل، قال المحلل السياسي العراقي، أثير الشرع، لـ"عربي21" إن "مثل هذه الأنباء يراد منها خلق فجوة بين الحكومة العراقية وبين الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يأتي انسجاما مع الحديث عما يسمى مشروع التغيير في الشرق الأوسط".
وأوضح الشرع أن "سياسة الحكومة العراقية وتحركاتها الخارجية خلال هذه المرحلة واضحة جدا، وهو النأي بالعراق عن التطورات والأزمات الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط".
وتابع: "إذا كانت مثل أنباء وجود جهات مسلحة أجنبية داخل العراق صحيحة، فإن الحكومة ستتعامل معها بشكل مهني حتى تُبعد كل الأخطار عن البلد، وبالتالي لا تكون ذريعة للاستهداف الأمريكي والإسرائيلي".
وتوقع الشرع أن "يكون هؤلاء عادوا أو هم بصدد العودة إلى بلدانهم، وأن بقاءهم في العراق لا جدوى منه، لأن الحكومة العراقية حاليا تفاوض الجماعات المسلحة العراقية من أجل تسليم سلاحها وتنخرط في الأجهزة الأمنية، ووصلت الأمور إلى مرحلة متقدمة جدا".
وشدد المحلل العراقي على أن "الحديث عن وجود مقاتلين أجانب في معسكرات الحشد الشعبي، أمر غير صحيح لأن مثل هذه الأنباء تهدف إلى جعل العراق فريسة للطائرات الإسرائيلية".
وخلص الشرع إلى أن "سياسة الحكومة تهدف إلى درء كل ما يهدد أمن واستقرار العراق، خصوصا أن هناك قمة عربية في بغداد، مقرر لها أن تنعقد في نهاية نيسان/ أبريل المقبل، بالتالي تناقل مثل هذه الأخبار محاولة لإبعاد البلد عن محيطه العربي والإقليمي".
ورغم تناقل الإعلام العراقي على نطاق واسع أنباء تواجد جماعات مسلحة أجنبية على الأراضي العراقية، وتحذير شخصيات سياسية من الخطورة الأمنية على البلد، لكن الحكومة العراقية لم تصدر- حتى وقت كتابة التقرير- أي توضيح بخصوص الموضوع.