كيف يواجه الرئيس الموريتاني التحديات الكبيرة بولايته الثانية؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
بعد 5 سنوات عرفت فيها موريتانيا أوضاعا اقتصادية صعبة تسببت في هجرة نحو 100 ألف شاب، جاءت الولاية الثانية للرئيس محمد ولد الغزواني التي قال عنها إنها ستكون مأمورية طموح نحو الإصلاح والبناء.
ورغم مواردها المتعددة والمتنوعة، فإن موريتانيا بسكانها الذين لا يصلون إلى 5 ملايين نسمة، تصنف واحدة من أكثر بلدان العالم فقرا، إذ يعيش 2.
وفي عام 2019، تقدم ولد الغزواني ببرنامج كبير سماه "تعهداتي"، التزم فيه بالقضاء على مظاهر الفقر والتهميش، ولكن مع انقضاء فترته الأولى في يوليو/تموز الماضي تحدث عن خطر الفساد وأهمية ترشيد الموارد.
وبالإضافة لمشكلات الفقر والتنمية ومعضلة الفساد التي أقر بها النظام الحالي، تعاني موريتانيا من تحديات جيوسياسية تقتضي العمل بوسائل مختلفة وديناميكية أسرع.
الغزواني تعهد في فترته الأولى بالقضاء على مظاهر الفقر والتهميش ولكنه لا يزال يواجه التحديات نفسها (الفرنسية)منطقة متوترة
ومنذ عام 2020، شهدت منطقة الساحل والصحراء في أفريقيا تغييرات في جغرافيا السياسة والنفوذ بسبب الانقلابات ورجوع العسكريين لقصور الحكم، وهو الأمر الذي تسبب في إذكاء الصراع بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية، خاصة في شمال مالي حيث يوجد الطوارق الذين يطالبون بالانفصال والحكم الذاتي، كما تعتبر تلك الأماكن معقلا للحركات المسلحة التي تقول الحكومة المالية إنها مرتبطة بالإرهاب.
وقد تضررت موريتانيا من تلك الأوضاع الأمنية والسياسية، إذ أصبحت مركزا لإيواء الفارين من نيران الجيش المالي والحركات المتمردة، إذ استقبلت من دولة مالي وحدها قرابة 250 ألف لاجئ، وهو الأمر الذي شكل ضغطا على السكان الموريتانيين في المناطق الشرقية المحاذية للحدود مع جارتها، وخاصة في ولاية الحوض الشرقي.
وخلال المنتدى العالمي للاجئين المنعقد في جنيف ديسمبر/كانون الأول 2023، قال وزير الاقتصاد الموريتاني حينها عبد السلام ولد محمد صالح إن بلاده أصبحت تعاني من تزايد اللاجئين الذين يشكلون عبئا على السكان المحليين، وطالب بضرورة تعبئة الموارد المالية من أجل التصدي لخطورة انعدام فرص العيش الكريم.
مخيم امبرة في موريتانيا يقطنه أكثر من 100 ألف لاجئ من دولة مالي (الجزيرة)
وبالإضافة لما يشكله المهاجرون من ضغوط اقتصادية، فإن الحكومة الموريتانية في أكثر من مرة تبدي مخاوفها المتعلقة بالأمن والسلم المجتمعي، ففي مقابلة سابقة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، قال الرئيس الموريتاني إن اللاجئين كلفوا بلاده أثمانا باهظة على صعيد الحدود والأمن والاستقرار، كما أن توافدهم بأعداد كبيرة يجعل من الصعب التعرف على الإرهابيين.
ورغم كل تلك المخاوف، فقد وقّعت الحكومة الموريتانية في مارس/آذار الماضي اتفاقا مشتركا مع الاتحاد الأوروبي حول استضافة اللاجئين وإيوائهم وتمكينهم من الولوج للخدمات العمومية مقابل تمويلات ودعم مالي يقدمه الاتحاد الأوروبي، خاصة إسبانيا التي تشترك مع نواكشوط في بروتوكولات للتصدي للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وتنصرف جهود الحكومة الموريتانية نحو التحديات الأمنية بسبب الأزمة الحدودية مع مالي، إذ شهدت الأشهر الماضية دخول قوات الجيش المالي المدعوم من عناصر فاغنر إلى قرى وتجمعات يسكنها موريتانيون في الشريط الحدودي المشترك بين البلدين، الأمر الذي جعل نواكشوط تبادر إلى تعزيز ترسانتها التسليحية، وتقوم بمناورات عسكرية في ولاية الحوض الشرقي لإظهار قدراتها الدفاعية أمام السلاح الروسي الذي انتشر في منطقة الصحراء خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
جنود بالجيش الموريتاني خلال دوريات جنوب شرق موريتانيا على طول الحدود مع مالي (الفرنسية)البطالة والفساد
وبالإضافة للتحديات الإقليمية، يواجه ولد الغزواني مصاعب كبيرة في تنفيذ البرنامج الذي التزم به للشعب الموريتاني بسبب الفساد الذي تقول تقارير حكومية إنه منتشر في مختلف القطاعات الإدارية، فحسب منظمة الشفافية الدولية، جاءت موريتانيا في المرتبة 130 من أصل 180 على مؤشر الفساد لسنة 2023.
وفي خطاب تنصيبه رئيسا للجمهورية في الأول من أغسطس/آب الجاري، قال الرئيس الموريتاني إنه سيعمل على محاربة الفساد.
وخلال السنوات الأخيرة، عاشت موريتانيا على وقع فصول من المحاكمات للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أعوانه بتهم الفساد وتبديد ممتلكات الدولة، وعام 2020 شكل البرلمان الموريتاني لجنة للتحقيق في عدد محدود من الصفقات، فكشفت عن اختلاسات تقدر بنحو 300 مليار أوقية أي مليار دولار تقريبا.
وكانت الصحافة المحلية نقلت في عام 2019 أن الخزانة الأميركية طلبت من حكومة الإمارات تجميد ملياري دولار ترجع لحسابات مسؤولين موريتانيين في إمارة دبي.
ويشير تقرير محكمة الحسابات الموريتانية (جهاز حكومي للرقابة المالية) الصادر عام 2023 إلى أن عديدا من الصفقات والنفقات العامة تتم خارج الأطر القانونية، وكشف التقرير عن كثير من الثغرات وعمليات الفساد والاختلاس، وعلى إثره تمت إقالة عدد من المسؤولين الكبار.
ومارس/آذار الماضي، اعتقلت السلطات رئيس منظمة الشفافية الشاملة (منظمة غير حكومية) السيناتور السابق محمد ولد غده بعدما نشر تقارير تتعلق بالفساد وتجاوزات في الصفقات العمومية.
وخلال جلسة للبرلمان في يونيو/حزيران الماضي حول المصادقة على مشاريع قوانين للتمويل، قال النائب إسلكو ابهاه إن النظام الحاكم أغرق موريتانيا بالديون ووضع عليها أعباء مستقبلية تضر بمستقبل النمو بسبب زيادة المديونية لتمويل المشاريع التي لا وجود لها على أرض الواقع.
وأضاف النائب البرلماني أن حكومة الرئيس ولد الغزواني أخذت في مأموريته الأولى قروضا تجاوزت 368 مليار أوقية أي 1.2 مليار دولار.
ومن جهة أخرى، يرتفع سقف التحديات أمام البرنامج الجديد للحكومة في كيفية التصدي لارتفاع نسبة البطالة التي تتضارب حولها الأرقام، ففي عام 2021 قال وزير التشغيل إن العاطلين عن العمل يشكلون نسبة 37%.
ومنذ عام 2021 سجلت المصالح المختصة خروج آلاف الشباب الموريتاني من وطنهم إلى وجهات متعددة منها أوروبا وأفريقيا وأميركا.
ووفقا لتقارير غير رسمية، فإنه في عامي 2022-2023 دخل الولايات المتحدة الأميركية نحو 30 ألف مهاجر موريتاني بطرق غير شرعية، كما هاجر نحو 20 ألف شاب إلى كندا. وأشارت معلومات نقلتها الصحافة المحلية عن الحرس الحدودي الأميركي إلى أنه في عامي 2022-2023 تضاعفت نسبة المهاجرين الموريتانيين إلى 1000%.
وفي تصريحات داخل البرلمان الموريتاني، قال نائب دائرة أميركا إن تقديرات دول العبور تشير إلى هجرة نحو 12 ألف موريتاني عام 2023، وأرجع النائب موجات الهجرة بين الشباب إلى ارتفاع نسبة البطالة وفقدان الأمل في المنظومة السياسية.
وفي فبراير/شباط 2024، نظمت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في نواكشوط مؤتمرا دوليا للهجرة لتوعية الشباب الموريتاني بمخاطر الهجرة، وقالت السفيرة المعتمدة إن بلادها -بصفتها شريكا للحكومة الموريتانية- لا يمكن أن تبقى بدون تدخل، لأن نزوح الشباب نحو الولايات المتحدة بطرق غير شرعية لا يعرض حياتهم للخطر فحسب، وإنما يعوق التنمية الاقتصادية في موريتانيا لفقد رأس المال البشري.
أما الهجرة نحو أفريقيا، فقد تصاعدت وتيرتها السنوات القريبة الماضية، إذ زادت على 60 ألف، حسب أرقام تحدث عنها اتحاد الجاليات.
الاحتقان السياسيوخلال السنوات الخمس الأخيرة، عرفت الساحة المحلية تجاذبات سياسية وانقسامات داخل الأغلبية الحاكمة بسبب تباين المواقف بشأن الرئيس السابق ولد عبد العزيز الذي كان رفيق درب للرئيس الحالي محمد ولد الغزواني، وقد تسببت تلك الخلافات في أزمات داخل الفريق الحاكم وطغت على المشهد السياسي، الأمر الذي تسبب في تغيير قيادات الحزب الحاكم عام 2020 وتغيير اسمه من "حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" إلى "حزب الإنصاف".
ومع الانتخابات البرلمانية والبلدية المنظمة عام 2023، تزايدت الفجوة بين المعارضة والحكومة بسبب مزاعم المعارضة بتزوير الانتخابات.
ورغم أن اللجنة المستقلة للانتخابات اعترفت بعمليات تزوير، فإنها قالت إنها لا ترقى لدرجة الطعن في مصداقية النتائج وإلغائها كما تريد المعارضة وأحزاب أخرى من الأغلبية الحاكمة.
وتسببت الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 29 يونيو/حزيران الماضي في تعميق الشرخ بين الموالاة والمعارضة، إذ رفض النائب المعارض والمرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي نتائج الانتخابات وخرجت المظاهرات للشوارع في العاصمة نواكشوط وعدد من المدن الموريتانية، وهو الوضع الذي واجهته الحكومة بقمع شديد راح ضحيته 4 قتلى وعدد من الجرحى.
حوار وحكومة جديدةوفي أكثر من مرة، طالبت الأحزاب السياسية بإجراء حوار وطني للخروج من هذه الإشكالات، لكن النظام كان يرفض ذلك بحجة أن البلاد ليست في أزمة.
وبعد تنصيبه رئيسا لمأمورية ثانية وأخيرة، قال ولد الغزواني إنه يفضل نهج التهدئة السياسية، وإن برنامجه يتضمن تنظيم حوار شامل ومسؤول لا يستثني موضوعا ولا يقصي أحدا، تترفع أطرافه عن المزايدات والمصالح الشخصية، وصرح بأنه سيشن حربا لا هوادة فيها ضد الفساد والمفسدين بهدف التنمية وضمان الأمن والاستقرار.
وقام بتشكيل حكومة جديدة برئاسة وزير المالية والاقتصاد الأسبق المختار ولد أجاي الذي سبق له أن عمل على الحد من التهرب الضريبي، في خطوة اعتبرها رموز المعارضة بادرة أمل جديدة في استعادة هيبة الدولة والحد من الفساد والنهب الذي أنهك مؤسسات الجمهورية.
وقال ولد اعبيدي -الذي حل في المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية- إن تعيين ولد أجاي خطوة في الاتجاه الصحيح وتمنى أن ينجح في محاربة الفساد والحوار والتقارب مع المعارضة.
ويعقد كثير من المهتمين بالشأن المحلي آمالهم على الحكومة الجديدة ويراهنون على نجاحاتها، إذ سبق للوزير الأول المكلف بقيادتها أن حقق نجاحات اقتصادية في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" التي تولّى إدارتها عام 2019.
مختار ولد أجاي رئيس الوزراء الموريتاني الجديد (مواقع التواصل)مخاوف من الفشل
لكن تيارات معارضة تعتقد أن رئيس الوزراء الجديد ليس مؤهلا لقيادة الحرب على الفساد، لأنه كان وزير مالية الرئيس السابق الذي شهد عهده عمليات فساد وصفت بالخطيرة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الحسين ولد حمود أن المشاريع المتعلقة بالتنمية محكوم عليها بالفشل، لأن أغلب الكوادر البشرية التي جاء بها النظام لا تمتلك القدرة على إدارة الملفات المطلوبة بالشكل الذي تقتضيه الظرفية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال ولد حمود إنه على الصعيد السياسي ليست هنالك توجهات لتصحيح الأخطاء والأحداث الأخيرة التي رافقت نتائج الانتخابات الرئاسية، وأضاف أن الرئيس ولد الغزواني ليست لديه رغبة في تغيير النمط السياسي الذي كان سائدا.
وربط ولد حمود بين الأوضاع الإقليمية وما تعيشه الساحة المحلية من احتقان، مؤكدا أن ما تشهده الحدود الشرقية والشمالية من تحديات يتطلب تبني سياسة جديدة تفضي إلى تعزيز الجبهة الداخلية عبر رفع المظالم وتنظيم الحوار والانفتاح على الطيف السياسي، حتى تكون الحكومة في وضع مريح يسمح لها بمواجهة التحديات الخارجية.
وقال ولد حمود إنه إذا لم يأخذ نظام ولد الغزواني بعين الاعتبار تحديات التنمية والتماسك المجتمعي، فإن الأمور قد تتجه نحو المجهول، وجميع الاحتمالات واردة وباب الانقلابات مفتوح، والأكيد أن الأمور لا يمكن أن تستمر بالطريقة نفسها التي أديرت بها البلاد خلال السنوات الخمس الماضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ولد الغزوانی الأمر الذی محمد ولد قال ولد فی عام
إقرأ أيضاً:
استئناف أطول محاكمة بتاريخ موريتانيا.. تفاصيل الملف المثير للجدل (صور)
بدأت محكمة الاستئناف بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، الأربعاء أولى جلساتها لمحاكمة الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز وعدد من أركانه حكمه، وذلك بعد نحو سنة من إصدار المحكمة المختصة بجرائم الفساد حكما بسجن ولد عبد العزيز 5 سنوات نافذة ومصادرة حقوقه المهنية وتجميد أرصدته البنكية.
وبدأت محكمة الاستئناف – وهي الدرجة الثانية من درجات التقاضي – جلساتها بناء على استئناف الأحكام الصادرة عن المحكمة المختصة في جرائم الفساد السنة الماضية، وذلك بعد استئنافها من طرف فريق الدفاع عن المشمولين في الملف المعروف بـ"ملف العشرية.
وحسب مراسل "عربي21" فقد شددت السلطات الأمنية من إجراءاتها في محيط قصر العدل بنواكشوط، حيث تجري المحاكمة.
فيما تجمهر العشرات من أهالي المتهمين في الملف، ورددوا هتافات تطالب بتبرأتهم.
وتعتبر هذه أطول محاكمة في تاريخ موريتانيا، حيث بدأت جلساتها أمام المحكمة المختصة بجرائم الفساد يوم 25 كانون الثاني/ يناير 2023، وأصدرت أحكامها يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر 2023، لتبدأ المحاكمة من جديد أمام محكمة الاستئناف، فيما لا يعرف بالتحديد كم ستأخذ من الوقت قبل صدور أحكامها.
ما هو "ملف العشرية"
هو الملف الذي يتهم فيه الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وعدد من أركان حكمه والمقربين منه، ويتعلق بالفترة الزمنية التي أمضاها ولد عبد العزيز في السلطة وهي عشر سنوات.
وأثير الملف بعد توتر العلاقة بين الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، وسلفه محمد ولد عبد العزيز، حين ترأس الأخير اجتماعا لحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم، نوفمبر 2019.
فبعد أيام من هذا الاجتماع، وقع عشرات من نواب البرلمان عريضة عبروا فيها عن رفضهم لمحاولة ولد عبد العزيز الهيمنة على الحزب، ليتم تشكيل لجنة من البرلمان عهد إليها سنة 2020 بإجراء تحقيق في فترة حكم الرئيس السابق وهو ما تم بالفعل.
وفي عام 2021 أحيلت نتائج التحقيق للقضاء، ليبدأ مسار محاكمة الرئيس الموريتاني السابق الأكثر جدلا بين رؤساء البلاد.
واستمرت محاكمة ولد عبد العزيز والمتهمين معه في الملف، أمام المحكمة المختصة بجرائم الفساد سنة كاملة انتهت بإصدار أحكام تراوحت ما بين السجن والحرمان من الحقوق ومصادرة الأموال.
لكن هيئة الدفاع عن المشمولين في الملف استأنفت هذه الأحكام أمام محكمة الاستئناف، لتبدأ محاكمة جديدة اليوم الأربعاء وسط ترقب في الشارع الموريتاني لما سينتهي إليه الملف المثير للجدل.
المتهمون في الملف:
الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز
رئيس الحكومة السابق يحيى ولد حدمين
رئيس الحكومة الأسبق محمد سالم ولد البشير
الوزير السابق محمد عبد الله ولد أوداعه
الوزير السابق الطالب ولد عبدي فال
المدير السابق لشركة الكهرباء الحكومية محمد سالم ولد إبراهيم فال
الرئيس السابق للمنطقة الحرة بمدينة نواذيبو شمال البلاد، محمد ولد الداف
رجل الأعمال وصهر الرئيس السابق محمد ولد امصبوع
رجل الأعمال المقرب من الرئيس السابق محمد الأمين بوبات
العدل المنفذ: محمد الأمين آلكاي
يعقوب ولد العتيق، رجل أعمال يعمل في مجال المقاولات.
أبرز التهم
ومن أبرز التهم الموجهة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وأركان حكمه في "ملف العشرية" "غسيل الأموال والإثراء غير المشروع ومنح امتيازات غير مبررة في صفقات حكومية، والإضرار بمصالح الدولة" وهي التهم التي ينفيها المشمولون في الملف.
وجمدت السلطات حتى اليوم 41 مليار أوقية (أكثر من 100 مليون دولار)، في إطار القضية، أكثر من نصفها من ممتلكات ولد عبد العزيز وأفراد عائلته، بحسب وسائل إعلام محلية.
أكثر رؤساء موريتانيا إثارة للجدل
ينظر إلى الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز على أنه أكثر رؤساء موريتانيا إثارة للجدل.
وولد عبد العزيز، الرئيس التاسع لموريتانيا، حكم البلاد لولايتين رئاسيتين، لكنه لم يترشح للانتخابات الرئاسية التي أجريت في 22 حزيران/ يونيو 2019 بل مهد الطريق أمام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الذي انتخب رئيسا للبلاد في العام نفسه.
وقبل ذلك تولى ولد عبد العزيز العديد من المناصب العسكرية بينها منصب قائد أركان الحرس الرئاسي، وشارك العديد من الانقلابات العسكرية في هذا البلد العربي الغرب أفريقي.
وكان آخر الانقلابات التي شارك فيها، الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، سنة 2007.
قاد ولد عبد العزيز عملية إفشال الانقلاب العسكري الذي استهدف الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع سنة 2003، لكنه بعد سنتين قادة مع عسكريين آخرين انقلابا عسكريا أطاح بولد الطايع سنة 2005.
ولعب ولد عبد العزيز دورا رئيسيا في وصول الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، للسلطة سنة 2007، ثم أطاح به في انقلاب عسكرية بعد ذلك بسنة ليتولى السلطة في البلد لفترة انتقالية، ثم يتم انتخابه لفترتين رئاسيتين.
ونظرا لأن الدستور الموريتاني لا يسمح بأكثر من ولايتين رئاسيتين، قرر ولد عبد العزيز عدم الترشح للرئاسة ودعم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، لكن لم تمر سنة حتى توترت علاقاتهما، ليبدأ مسار التحقيق ثم المحاكمة.