سبب صادم وراء ارتفاع عدد حالات التوحد بين الذكور عالميًا
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
حذرت دراسة بريطانية حديثة بين مادة بيسفينول أ (BPA) الكيميائية الشائعة، التي تدخل في صناعة علب الطعام المعدنية والإيصالات الورقية، مشيرة إلى أنها ترفع مخاطر الإصابة باضطراب التوحد لدى الذكور.
طرق جديدة لعلاج مشاكل النظر وتحسين الرؤية سبب صادم وراء إصابة الذكور بالتوحدووفقًا لما ذكره موقع "ديلي ميل" البريطانية، خلصت نتائج الدراسة إلى أن ارتفاع مستويات هذه المادة في بول الأم الحامل يزيد من احتمالات إصابة المولود الذكر بأعراض التوحد بثلاثة أضعاف مقارنة بالذين كانت مستويات هذه المادة منخفضة لدى أمهاتهم.
الأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن الأولاد الذين تعرضوا لمستويات عالية من بيسفينول أ كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بست مرات عند بلوغهم سن 11 عامًا، مقارنة بأقرانهم الذين كانت مستويات التعرض لهذه المادة أقل في فترة الحمل.
تُستخدم مادة بيسفينول أ في صناعة البلاستيك والراتينات منذ خمسينيات القرن الماضي، وتعمل على تقوية البلاستيك ومنع الصدأ في المعادن. لكن هذه المادة أصبحت محط اهتمام الباحثين لما يقرب من عقدين بسبب ارتباطها بزيادة مخاطر الإصابة بعدة أمراض، بما في ذلك السمنة والربو والسكري وأمراض القلب. كما وُصفت بأنها مادة كيميائية "تؤثر على الجنس" بسبب تأثيرها على التوازن الهرموني لدى البشر والحيوانات.
الدراسة الجديدة لم تكتفِ بتحديد العلاقة بين بيسفينول أ والتوحد، بل سلطت الضوء على الآليات الكيميائية التي قد تكون مسؤولة عن ذلك. وقالت الدكتورة آن لويز بونسونبي، عالمة الأوبئة وطبيبة الصحة العامة، إن البحث يُعد خطوة مهمة نحو فهم كيفية تأثير هذه المادة على تطور دماغ الجنين الذكر، خاصة من خلال تعطيل إنزيم الأروماتاز، الذي يلعب دورًا مهمًا في تحويل بعض الهرمونات الجنسية الذكرية في الدماغ إلى هرمونات إستروجينية.
سبب صادم وراء إصابة الذكور بالتوحدتُعتبر هذه الإستروجينات ضرورية لتنظيم الالتهاب في الدماغ، والحفاظ على مرونة المشابك العصبية التي تساعد الخلايا العصبية على التواصل، وأيضًا في إدارة مستويات الكوليسترول. يُعد الدماغ من أغنى أعضاء الجسم بالكوليسترول، إذ يستخدم حوالي 20% من مجمل كوليسترول الجسم لأداء وظائفه الحيوية.
وأوضحت باحثة كيميائية أن مادة بيسفينول أ تُثبط إنزيم الأروماتاز، مما يؤدي إلى تغييرات تشريحية وعصبية وسلوكية قد تكون جزءًا من الأسباب المؤدية إلى التوحد.
ودعمًا لهذه النتائج، أظهرت تجارب أجريت على الفئران أن حذف الجين المسؤول عن إنتاج الأروماتاز أدى إلى ظهور سلوكيات متكررة لدى الحيوانات، وهي سمة شائعة للتوحد لدى البشر.
كما أكدت أن بعض الدراسات السابقة أشارت إلى وجود علاقة بين التعرض للمواد الكيميائية البلاستيكية أثناء الحمل وزيادة خطر التوحد. ورغم أن التوحد يُعتبر ناتجًا عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، إلا أن الدراسة توضح أن التعرض لمادة بيسفينول أ قد يلعب دورًا مهمًا في تطور الاضطراب، خاصة عند الذكور.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوحد مادة بيسفينول أ دراسة اضطراب التوحد ديلي ميل البلاستيك مادة بیسفینول أ سبب صادم وراء هذه المادة
إقرأ أيضاً:
هل أي منتحر هيدخل النار بلا استثناء؟ .. رد صادم من د. علي جمعة
وجه أحد الشباب سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، يقول فيه (هل أي منتحر هيدخل النار بلا استثناء؟
وقال الدكتور علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن المنتحر سيدخل النار بلا أي استثناء لأنه الذي أراد ذلك واستهان بالحياة والروح، (فكأنه مسك نفسه بايده ورماها في وش ربنا).
وأشار إلى أن الانتحار جريمة ومصيبة كبرى، وسوء أدب مع الله عزوجل، ولذلك كل المنتحرين يدخلون النار، أما لو كان المنتحر فاقدا لعقله وعنده مرض بذلك فلن يحاسب أصلا لأنه فاقد العقلية.
حكم الانتحارأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج، مشيرًا إلى أنجعل الإسلام حفظ النفس مقصدًا من أَولىٰ وأعلىٰ مقاصده حتىٰ أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي علىٰ حياته ويحفظها من الهلاك.
وقال المركز عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن الإسلام جاء بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها،لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.
الدنيا دار ممروتابع: ولكن الحق علىٰ خلاف ذلك، لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر لا مقر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية لا نهايتها.
وأشار إلى أن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ» [البلد: 4]، وقال عز من قائل: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» [الأنعام: 165]، موضحًا:وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر علىٰ الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها.
ولفت إلى أن المؤمن يرىٰ وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرىٰ، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرىٰ، قال سُبحانه: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» [الأنبياء: 35]،ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض.
وواصل: ويستطيع ذَووا الألباب أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالىٰ قال عن حادثة الأفك في القرآن الكريم: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...» [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.