أصدر محافظ القاهرة القرار رقم 1117 لسنة 2024 بإيقاف الدفن في مدافن باب النصر خارج أسوار القاهرة الفاطمية ونقل الرفات إلى مدافن بديلة

وأكد نائب محافظ القاهرة اللواء إبراهيم عبد الهادي، إقامة جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية  وإخلاء 1171 مقبرة و49 مدفن من مقابر المنطقة يسار باب النصر في شارع البنهاوي ولذلك تبنت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان هذه القضية وتواصلت مع أساتذة التاريخ والآثار الإسلامية للوقوف على أهمية هذه المقابر 

وأوضح الدكتور ريحان أن جبانة باب النصر جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر منذ العصر الفاطمى وحتى الآن رغم أنها غير مسجلة آثار أو مبانى تاريخية والمسئولية تقع على الجهات المعنية التى لم تقم بتسجيلها لخضوعها للحماية وتكمن أهميتها فى وجود مقابر شخصيات من أعلام التاريخ المصري والعالمي منهم بدر الدين الجمالى الذى بنى أسوار القاهرة فى العصر الفاطمى ومقبرة ابن خلدون والمقريزي.

وأشار من خلال ما جاء فى كتاب المؤرخ الدكتور أيمن فؤاد سيد "القاهرة خططها وتطورها العمرانى"، إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب 2018  أن بدر الدين الجمالى الذى بنى أسوار القاهرة مدفون فى جبانة باب النصر حيث أنشأ بدر الجمالى بعد سنة 480هـ ، 1087م أثناء إعادة تحصين المدينة شمال مصلى العيد خارج باب النصر جبانة فيها قبره هو وولده الأفضل بن أمير الجيوش وأبو على بن الأفضل وغيره 

وتوجد الآن فى المقابر الممتدة شمالى باب النصر فى سفح تل الشيخ شعبان فى مقبرة الدير ضريح معروف باسم (قبة يونس السعدى) وتحتفظ قبته  القديمة بعناصر معمارية وزخرفية تضعها دون التباس بين منشئات العصر الفاطمى، مما يؤكد أن ضريح يونس السعدى هو ضريح بدر الجمالى وأنه تبدل اسمه بعد نهاية القرن 12هـ ، 18م أغلب الظن فى أعقاب تعدى على المكان، كما تؤكد خريطة وصف مصر هذه الحقيقة

ونوه الدكتور ريحان بخصوص أحمد بن علي المقريزي المتوفي 845هـ/1441م فقد دفن بمقبرة الصوفية خارج باب النصر، والذى دفن بها الكثير من الأعلام والعلماء وذكرها المقريزى فى الخطط، وبخصوص ابن خلدون فقد توفى فى شهر رمضان عام 808هـ  ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر وذلك طبقًا لما جاء فى دراسة الدكتور سيد محمود أستاذ التاريخ الإسلامى ورئيس قسم التاريخ بكلية الاداب جامعة الفيوم

وهناك آراء تؤكد أن موقع تلك التربة وما تحويه من مدافن أخذ في الاندثار مع الوقت ولم يحدد حديثًا على الخرائط المساحية كما وصف أنه يقع أمام باب النصر مما يعنى أنها قد اندثرت مع توسعة ش جلال لفتح محور شمال الجمالية عام 2001م وهذا يتضح من خلال الخرائط المساحية وذلك طبقًا لما جاء فى دراسة للآثارى محمد النجار بقطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار 

القاهرة التاريخية

وأشار الدكتور ريحان إلى أن جبانة باب النصر تعد ثاني جبانة انشئت في القاهرة في القرن العاشر الميلادي، فى العصر الفاطمي بعد قرافة الفسطاط أي أن عمرها يربو عن ألف عام، وتتميز بمدافن فريدة من نوعها من الخشب يطلق عليها مقاصير وقد قامت الدكتورة جليلة القاضي أستاذ التخطيط العمراني بجامعة باريس، ومديرة الأبحاث بالمعهد الفرنسي للأبحاث من أجل التنمية (IRD)، بتسجيل عدد كبير منها في كتابها عن الجبانات الذي صدر باللغات الفرنسية والانحليزية أعوام ٢٠٠٢ و 2007 علي التوالي  و سيصدر قريبًا باللغة العربية عن دار المرايا. 

كما رصدت الدكتورة  جليلة القاضي تاريخ الإزالات التى تعرضت لها جبانة باب النصر في العصر الحديث، كان أولها عام ١٩٣٢، عندما أزيل الجزء المتاخم لسور القاهرة الشمالي و أزيل خلالها  جامع الست عائشة السطوحية ومقام و زاوية  التميمي  و سبيل سليمان أغا و قبر هشام الأنصاري.

و في عام  ١٩٣٤ صدر مرسوم ملكي بمنع الدفن في جبانة باب النصر و تحويلها إلى حديقة عامة، و في  نهاية الألفية الثانية تعرضت الجبانة   لعملية إزالة كبري  من أجل إنشاء محور الجمالية  وهدم خلالها مدافن ابن خلدون و المقريزي و كانو ضمن  حوش الصوفية  لخانقاه سعيد السعداء و ضم  مدافن  لعلماء آخرين  أمثال ابن هشام الانصاري 

و يرجح أن  يكون هذا الحوش ازيل في الثلاثينيات  و ليس عام ١٩٩٩ و من أهم مدافن العلماء الموجودة إلي الآن بالجبانة، مدفن الشيخ يوهان بوركهارد وهو عالم للمصريات كان عاشقًا لمصر و قد قام بترميم مدفنه  المعماري السويسري فيليب سبايدر عام   ١٩٩١

وًمنذ بداية الألفية الثالثة ، لم تتعرض جبانة باب النصر لأية عمليات هدم، لكنها تركت لمصيرها ليستمر تدهورها و تكثيف الفراغات بين المدافن  كسائر جبانات القاهرة، وقد قدمت الدكتورة جليلة مشروعها لتحويل جبانة باب النصر الي حديقة جنائزية أدرج في مخطط القاهرة الكبري عام   ١٩٩٢ و منشور في كتابها الذي سيصدر قريبًا المدفون بجبانة النصر

ويتابع الدكتور ريحان أن المدفون بجبانة باب النصر أيضًا الحافظ شرف الدين الدمياطي 705 هـ، الحافظ القطب الحلبي الحنفي 735 هـ، علاء الدين ابن بلبان الحنفي الفارسي صاحب الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان 739 هـ، أبو حيان النحوي الأندلسي 745 هـ، الحافظ علاء الدين علي بن عثمان ابن التركماني الحنفي 750 هـ وأخوه قبله تاج الدين أحمد بن عثمان ابن التركماني 744 هـ ثم جمال الدين عبد الله بن علي بن عثمان ابن التركماني 769 هـ مع والده علي وعمه أحمد وجده عثمان، تقي الدين السبكي 756 هـ ثم ابنته المحدثة ست الخطباء سنة 773 هـ، ابن هشام النحوي 761 هـ ثم ابنه محب الدين 769 هـ، الشاعر المحدث الشهير ابن نباتة المصري 768 هـ، شهاب الدين ابن النقيب الشافعي المصري 769 هـ صاحب مختصر "عمدة السالك وعدة الناسك".

 الأصولي الكبير جمال الدّين عبد الرَّحِيم الإسنوي 772 هـ وابن أخته تقي الدين عبد اللطيف 803 هـ في تربتهم الخاصة بهم، الحافظ ابن الملقن الشافعي 804 هـ ووالده نور الدين أبى الحسن على الأندلسى النحوي 724 هـ،  السراج البلقيني 807 هـ (له مسجد ومقام موجود) طبقًا لما جاء فى دراسة الدكتور أحمد زكى أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية والدكتورة رحاب عبد المنعم باظة 

كتب المزارات

وأردف الدكتور ريحان بأن هناك كتب المزارات التى ألفت خصيصًا لوصف كل الجبانات التاريخية القديمة وحددت بكل دقة المقابر الموجودة والمدفونين فيها وسيرهم هذا فضلًا عن مقابر ترجع للمئة وخمسين سنة الماضية وكانت لأعلام مصر من السياسيين والمفكرين والأدباء والفنانين وثروة من المبانى المعمارية ذات طرز فريدة وزخارف وشواهد قبور يجب الرجوع إليها طبقًا لما أشار إليه الدكتور ايهاب أحمد ابراهيم أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة 

وتابع الدكتور ريحان أنه من خلال الرؤية العلمية وآراء المتخصصين يتضح أهمية هذه المقابر وأهمية الشخصيات المدفونة بها وهى تدخل ضمن حدود القاهرة التاريخية المسجلة تراث عالمى استثنائى باليونسكو عام 1979 والنسيج العمرانى لها، كما تشكَل ذاكرة مكان يشهد على وجود شخصيات لها قيمتها فى مصر دفنوا بها ويجب الرجوع إلى اليونسكو فى أية مشاريع تخص القاهرة التاريخية حتى لا تدرج على قائمة الآثار المهددة بالخطر مثل دير مارمينا بكنج ماريوط المدرج منذ عام 2010 على هذه القائمة ولم يرفع حتى الآن 

ومن هذا المنطلق تطالب حملة الدفاع عن الحضارة المصرية بتشكيل لجنة ممثل بها المجلس العربى للاتحاد العام للآثاريين العرب  واتحاد الآثاريين المصريين ووزارة السياحة والآثار والجهاز القومى للتنسيق الحضارى ولجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة وأساتذة التاريخ والآثار والهندسة والتخطيط العمرانى وتكون قراراتها ملزمة للجميع

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باب النصر القاهرة الفاطمية محافظ القاهرة القاهرة التاریخیة الدکتور ریحان جاء فى

إقرأ أيضاً:

إطلالة حسناء سيف الدين المثيرة للجدل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

 

تصدرت الفنانة  حسناء سيف الدين عناوين الأخبار بعد إطلالتها الجريئة والمثيرة للجدل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الحالية. حيث كانت قد اختارت فستانًا أزرق أنيقًا ومتميزًا، جذب الأنظار في حفل الافتتاح، مما أثار تفاعلًا واسعًا بين الحضور ومتابعي المهرجان على وسائل التواصل الاجتماعي.

 تفاصيل الإطلالة

تألقت حسناء بفستان طويل مصنوع من قماش المطرز باللونين الأزرق والفضي، مزين بتفاصيل لامعة تعكس الضوء بشكل مذهل. التصميم جاء بخصر محدد وتنورة واسعة، مما أضفى لمسة من الأناقة والجرأة في آن واحد. كما أكملت إطلالتها بمجوهرات بسيطة ولكنها لافتة، مما منحها طابعًا كلاسيكيًا مع لمسة عصرية.

 ردود الأفعال

تباينت ردود الأفعال حول إطلالة حسناء سيف الدين، حيث أشاد الكثيرون بأناقتها وقدرتها على اختيار ما يناسبها، بينما انتقد البعض الآخر الجرأة في التصميم. وكتب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات تتراوح بين الإعجاب والاستنكار، مما جعل اسمها يتصدر الترند لفترة طويلة بعد الحفل.

 

 تأثير الإطلالة على المهرجان

تُعتبر إطلالات النجوم في المهرجان جزءًا لا يتجزأ من المناسبة، حيث تسلط الأضواء على الموضة والفن. وقد ساهمت إطلالة حسناء في جذب الانتباه إلى المهرجان بشكل عام، وجعلت منه حديث الساعة، مما يعكس تأثير الموضة على الفعاليات السينمائية.

 ما بعد المهرجان

بعد انتهاء المهرجان، تواصلت الأحاديث حول إطلالة حسناء سيف الدين، حيث أبدت بعض الصحف والمجلات الفنية اهتمامًا خاصًا بتحليل خياراتها في الأزياء وأثرها على الصورة العامة للمرأة في السينما المصرية. كما تم دعوتها للمشاركة في جلسات نقاش حول الموضة والفن في الفعاليات المقبلة، مما يعكس مكانتها المتزايدة في الساحة الفنية.

الخاتمة

تظل إطلالة حسناء سيف الدين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مثالًا على كيفية تأثير الموضة على الثقافة والسينما، مما يفتح المجال لنقاشات أوسع حول الجمال والجرأة في عالم الفن. ومع تزايد الاهتمام بمواضيع الأزياء، من المتوقع أن تستمر حسناء في كسب المزيد من الأضواء في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: شركة النصر لها تاريخ كبير في مصر خاصة خلال فترة الستينيات
  • تخطي سعرها 6.5 مليون دولار.. خبير آثار: من حق مصر المطالبة بسندات ملكية لمشكاة دار بونهامز
  • عضو بـ«النواب»: عودة «النصر للسيارات» خطوة لاستعادة تاريخ مصر في التصنيع
  • النائب محمد زين الدين: عودة «النصر للسيارات» خطوة مهمة لاستعادة تاريخ مصر في التصنيع المحلي
  • نائب: عودة شركة النصر للسيارات خطوة لاستعادة تاريخ مصر في التصنيع المحلي
  • خالد شديد: شركة النصر جزء من تاريخ صناعة السيارات في مصر
  • تاريخ شركة النصر.. رئيس الوزراء يشهد غدا احتفالية عودتها لصناعة السيارات
  • إطلالة حسناء سيف الدين المثيرة للجدل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • «القاهرة الإخبارية»: شهيد ومصابون في قصف مدرسة صلاح الدين غربي غزة
  • تديرها سيدة.. أمن القاهرة يضبط عصابة تنقيب عن آثار في الخليفة