شاعرة ألمانية توثق تجربتها في مهرجان بابل للثقافات: قوة الأصالة أمام زيف مهرجانات الابتذال
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
10 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في زمنٍ تحول فيه الذهب إلى تراب، حيث تسود الابتذالات، وتُلمع الأقنعة الزائفة في مهرجانات الفاشنستات، وفي وقتٍ يتساقط فيه نجم الذائقة والقيم، يرتفع بريقٌ آخر من مهرجان بابل للثقافات، العريق.
وفي خضمِّ هذه التجربة الفريدة، يتردد صدى الكلمة بين جدران بابل القديمة، لتصبح سطورًا خالدةً في كتب التاريخ.
ومن بين هؤلاء المبدعين، تبرز الشاعرة الألمانية الشهيرة أنا هوفمان، التي وثّقت تجربتها في مهرجان بابل للثقافات العالمية العاشر من خلال ديوان شعري بعنوان “بابلون ترانزيت”.
كلماتها تتدفق كالنهر، تعبر الزمان والمكان، لتروي للعالم قصة زيارتها للعراق، قصة التواصل الحضاري بين الشرق والغرب.
ديوانها، الذي يصدح بالألمانية والإنجليزية، سيكون بمثابة جسرٍ ثقافي يصل بين الأمم. ولن يبقى حبيس اللغات الغربية، إذ ستترجمه إدارة المهرجان إلى العربية، ليصدر مع الدورة الثانية عشرة للمهرجان في مطلع عام 2025م. سيحمل هذا الديوان رسالة للعالم: أن بابل ليست مجرد أطلال تاريخية، بل هي روحٌ نابضةٌ تجمع شعوب الأرض تحت سقف الفن والإبداع.
وفي زمنٍ يملأ فيه الإسفاف الفراغات، ويعتلي فيه المحتوى الهابط خشبات المسارح الوهمية، يُبرز مهرجان بابل للثقافات، نفسه كاستثناء نادر.
مهرجانٌ لا يستنزف المال العام، ولا يتغذى على ثروات الشعب، بل ينبع من خبرةٍ وإبداعٍ حقيقيين. إنه مهرجانٌ يُديره أصحاب الكلمة الصادقة، وليس الدعاية الفاضحة. مهرجانٌ حيث الفنّ يُكرَّم، وحيث يلتقي الجمال بالأصالة، ليرسم لوحةً لا تبهت ألوانها في زحمة العابرين.
في هذا العالم الذي يغرق في بحرٍ من التفاهة، يحتاج العراق إلى هذا التواصل مع مبدعي العالم الحقيقيين، أولئك الذين يحملون الكلمة مثلما يحمل الفارس سيفه، ليُعيدوا للأرض خصوبتها، وللثقافة قيمتها، وللإبداع مجده الضائع.
مهرجان بابل للثقافات ليس مجرد حدث، إنه شهادةٌ على أن الفن، حين يُمنح لذويه، يُنتج أعظم مما يتخيله المتسلقون على عروش الشهرة الزائفة. إنه احتفالٌ بالإبداع الخالص، وتأكيدٌ على أن العراق، مهما تكاثرت حوله الغيوم، سيبقى منارةً للفكر، ومهدًا للثقافات، وحديقةً للأدباء والفنانين من كل حدب وصوب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
من العدس إلى الطعمية.. أكلات الصوم الكبير بين الأصالة والتجديد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعيش الأقباط هذه الأيام أجواء الصوم الكبير، الذي يعد من أهم الفترات الروحية في الكنيسة المسيحية، ويتميز بالالتزام بنظام غذائي نباتي خالي من المنتجات الحيوانية.
وعلى مدار السنوات، تطورت المائدة الصيامي، لتجمع بين الأصالة والتجديد، حيث تحتفظ بعض الأطباق بمكانتها التقليدية، فيما تظهر وصفات مبتكرة تناسب الأجيال الجديدة.
تتصدر البقوليات والخضراوات قائمة الأطعمة الأكثر استهلاكًا خلال الصوم، حيث يعتمد الكثيرون على العدس، الفول، الحمص، البطاطس، والسبانخ كبدائل غذائية غنية بالعناصر المفيدة، وتبقى الطعمية الصيامي، المصنوعة بدون بيض، من أكثر الأكلات شعبية على مائدة الأقباط، إلى جانب الكشري، الملوخية، والمحشي بدون سمن حيواني.
مع تطور الذوق العام وانتشار ثقافة الأكل الصحي، بدأت تظهر وصفات جديدة تناسب الصيام، مثل البرجر الصيامي المصنوع من الفطر والبقوليات، البيتزا الصيامي بدون جبن، واللبن النباتي المستخرج من اللوز والشوفان ، كما أصبح هناك اهتمام متزايد بالمخبوزات الصيامي، حيث تتوفر أنواع من الكرواسون والبسكويت المصنوعين بالزيوت النباتية بدلاً من الزبدة.
ورغم التجديد في الوصفات، تظل بعض الأكلات التراثية ركناً أساسيًا في الصيام، حيث يحرص الكثيرون على إعداد المجدرة، القلقاس بالسلق، والعدس الأسود بالبصل، وهي أطباق تعود إلى أجيال قديمة، لكنها ما زالت حاضرة في البيوت المصرية.
لا يقتصر الصوم الكبير على الامتناع عن بعض الأطعمة فقط، بل يعد زمنًا روحانيًا للتأمل والصلاة والتقرب إلى الله، مما يجعله تجربة متكاملة تجمع بين الالتزام الديني والعادات الغذائية المتوارثة، ليظل المطبخ الصيامي شاهدًا على مزيج فريد من الأصالة والتجديد.