تليغراف: بزشكيان يواجه الحرس الثوري لوقف الحرب الشاملة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
قالت صحيفة "تليغراف" إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لا يشجع استهداف "إسرائيل" مباشرة ردا على جريمة اغتيال رئيس مكتب حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/ يوليو الماضي.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الجنرالات الكبار ضمن الحرس الثوري يصرون على ضرب "تل أبيب" مباشرة، بينما اقترح مسعود پزشكيان استهداف القواعد الإسرائيلية السرية في الدول المجاورة، إذ يخشى پزشكيان من تبعات هجوم مباشر على "إسرائيل" ويعمل على تجنب حرب شاملة، مع تصاعد التوترات بين الجانبين.
ويظهر انقسام داخل السلطات في طهران حول كيفية الرد على اغتيال إسماعيل هنية؛ حيث يصر كبار الجنرالات في الحرس الثوري الإيراني على توجيه ضربة مباشرة إلى "تل أبيب" ومدن إسرائيلية أخرى، مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، لكن مسعود بزشكيان، الرئيس المنتخب حديثًا، اقترح استهداف قواعد إسرائيلية سرية في الدول المجاورة لإيران.
وكانت إيران قد استهدفت في السابق ما تصفه بـ"قواعد التجسس" التابعة للموساد، وكالة الاستخبارات الإسرائيلية، في كردستان العراق.
ونقلت الصحيفة عن مساعدين للرئيس الإيراني، دون تسميتهم، أن الحرس الثوري الإيراني في سعيه للانتقام من "إسرائيل" بشكل أكثر عدوانية يحاول تقويض بزشكيان.
وتقع المسؤولية النهائية عن تحديد كيفية رد إيران على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وبحسب أحد المساعدين المقربين من الرئيس الإيراني فإن بزشكيان يخشى من أن أي هجوم مباشر على "إسرائيل" ستكون له عواقب وخيمة.
وأوضح المساعد الرئاسي أن إصرار الحرس الثوري الإيراني على استهداف "إسرائيل" يهدف إلى تقويض رئاسة بزشكيان أكثر من كونها تغطية للإذلال الذي تعرضوا له؛ حيث توعد خامنئي إسرائيل بـ"عقاب شديد".
ونقلت وكالات الأنباء المحلية، الجمعة، عن علي فدوي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قوله إن إيران ستنفذ أمر خامنئي بـ"عقاب قاسٍ" لـ"إسرائيل" بسبب عملية الاغتيال.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عنه قوله: "إن أوامر المرشد الأعلى بشأن معاقبة إسرائيل بقسوة والانتقام لدماء الشهيد إسماعيل هنية واضحة وصريحة... وسيتم تنفيذها بأفضل طريقة ممكنة".
وفي صباح يوم الخميس، أدى إطلاق النار على الحدود الغربية لإيران إلى قيام شركات الطيران المصرية والبريطانية بتعليق رحلاتها الجوية فوق البلاد.
وأثار ذلك مخاوف من احتمال وقوع هجوم في تلك الفترة الزمنية.
وقال مساعد ثانٍ لـ بزيشكيان لصحيفة التليغراف إن "هذه التدريبات الأخيرة على الحدود الغربية للبلاد لا تهدف إلا إلى ترهيب بزيشكيان؛ حيث إن الحرس الثوري الإيراني مصر بشدة على استهداف ’إسرائيل’ ويعتقدون أن هذا الأمر سهل".
وأضاف: "لقد اقترح استهداف مكان ما مرتبط بـ ’إسرائيل’ في جمهورية أذربيجان أو كردستان العراقية وإبلاغ هذه الدول بذلك قبل ذلك وإنهاء هذه الدراما بأكملها"؛ حيث إن الرئيس "لا يشعر بالإهانة لأن ذلك حدث بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية"، واقترح تسليح حزب الله اللبناني بأسلحة أكثر تطوراً و"تركهم يقاتلون" بدعم مكثف من إيران.
وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل" تحافظ على علاقات دبلوماسية مع أذربيجان، التي تحد إيران من الشمال الغربي.
ويعتقد العديد من المقربين من بزشكيان أن "إهمال أمن هنية كان متعمدا لجر بزشكيان إلى الحرب".
وأفادت الصحيفة بأن لعبة إلقاء اللوم تتكشف حاليا داخل الحرس الثوري الإيراني، حيث تنقلب الفصائل المختلفة على بعضها البعض بسبب الاختراق الأمني. يُذكر أن الاغتيال تزامن مع اليوم الأول لـ بزشكيان في منصبه.
وخلال حملته الانتخابية، اكتسب بزشكيان دعم الليبراليين الإيرانيين بتعهده باستعادة مكانة إيران الدولية من خلال الدبلوماسية والحوار.
وقال المساعد الثاني لـ بزشكيان الذي تحدث إلى صحيفة التليغراف إنه "كانت هناك مناقشات مطولة ومكثفة وكان بزشكيان يحاول إقناع قادة الحرس الثوري الإيراني بتجنب الإجراءات التي قد تخرج عن نطاق السيطرة".
وأوضح المساعد قائلًا: "إن بزشكيان يدرك أن الحرس الثوري الإيراني يهدف إلى جر البلاد إلى حرب، ومع ذلك فهو مصمم على الوفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته الرئاسية والتي تضمنت توفير ظروف حياة سلمية للناس"، متابعًا بأنه "باستخدام نفوذه داخل مكتب القائد، يعمل على منع الحرس الثوري الإيراني من جر إيران إلى الحرب".
"قلق بشأن منصبه"
وأخبر مسؤول في الحرس الثوري الإيراني صحيفة التليغراف أن قادة القوة العسكرية النخبوية يعتقدون أن بزشكيان "قلق بشأن منصبه فقط، لكن قِلة من الناس في الحرس الثوري الإيراني يستمعون إليه".
وقال المسؤول إن "الاعتبار الأول لا يزال ضرب ’تل أبيب’ بحزب الله وآخرين في نفس الوقت. لقد كان هناك نقاش داخل القوات حول كيفية تقويض جهود بزشكيان. ويعتقد الجميع تقريبًا أن ما يصر عليه لا يخدم سمعة الثورة".
ووفقًا للمسؤول، فإن إسماعيل قآني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، قال في أحد الاجتماعات هذا الأسبوع: "إذا لم نرد اليوم، فسيصبحون أكثر وقاحة في المرة القادمة".
ولفتت الصحيفة إلى أن الحرس الثوري الإيراني أضاف صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة إلى البحرية التابعة للقوة، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية، الجمعة.
وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن "عددًا كبيرًا من صواريخ كروز المضادة للسفن الجديدة أضيفت إلى القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني بأمر من قائد الحرس".
وأضافت القناة أن الصواريخ "تتمتع بقدرات جديدة" و"رؤوس حربية شديدة الانفجار ولا يمكن تعقبها". وبحسب التقرير، فقد تمت إضافة ما مجموعه 2654 نظامًا عسكريًا بما في ذلك صواريخ بعيدة المدى ومتوسطة المدى وطائرات مسيرة للقتال والاستطلاع ووحدات الحرب الإلكترونية، إلى القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيراني بزشكيان هنية الحرس الثوري إيران هنية الحرس الثوري بزشكيان صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحرس الثوری الإیرانی
إقرأ أيضاً:
ردّا على حصارهم البحري للاحتلال.. هكذا تحرّض إسرائيل على استهداف الحوثيين
بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لمواقع الحوثيين في اليمن، لا يخفي الاحتلال أنه أمام عدو من نوع مختلف، بزعم أنه ليس لديهم، وهم المشبعون بالدوافع الأيديولوجية، ما يخسرونه، ومستمرون في إطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية، ما يحفزهم بعد كل ضربة للاستمرار في استهداف الاحتلال.
وفي مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، زعم الباحث المشارك في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي ورئيس سابق لفرع إيران في قسم أبحاث جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، دينيس سيترينوفيتش، أنه: "بقي الحوثيون يقودون "محور المقاومة" ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية".
وأوضح سيترينوفيتش، "بعد وقف إطلاق النار في لبنان، والأضرار الجسيمة التي لحقت بتشكيلات حزب الله، وفي ظل تردد القيادة الإيرانية بشأن الانتقام من الهجوم الإسرائيلي، بقي الحوثيون يقودون -محور المقاومة- ضد الاحتلال بدافع شعورهم بالمهمة الأيديولوجية، وواصلوا إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ باتجاه، وتجاه السفن المختلفة في مضيق باب المندب".
وأضاف: "الحوثيين يواصلون التهديد بأنهم لن يوقفوا عملياتهم حتى تقف الحرب على غزة، حيث يرون في هجماتهم وسيلة لوضع أنفسهم ضمن محور المقاومة كعامل إقليمي لا يمكن تجاهله، ورغم أن الهجوم الإسرائيلي عليهم ألحق أضرارا بإمدادات الكهرباء في صنعاء".
"وربّما أدى إلى شلّ ميناء الحديدة لفترة زمنية غير معروفة، فمن المشكوك فيه جدا أن الحوثيين سيوقفون الهجمات ضد إسرائيل نظرا لعوامل عديدة" بحسب سيترينوفيتش.
وزعم أن: "الحوثيين ليس لديهم ما يخسرونه، والمفارقة أن الهجمات الإسرائيلية عليهم تؤدي لتعزيزهم وتصميمهم، مما يعني أن الضربات العملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي لا تترجم فعلياً لإنجاز استراتيجي يتمثل بوقف الصواريخ من اليمن، ولا تسفر عن إعادة فتح الممرات الملاحية في باب المندب".
واسترسل: "ما يستدعي من الاحتلال التفكير في استراتيجية مختلفة أهمها التعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودول المنطقة بهدف تنفيذ حملة مستمرة تلحق أضرارا جسيمة بقدرة الحوثيين".
إلى ذلك، أبرز أن: "إيران هي مورّد أسلحة مهم للحوثيين، لكن الغريب أن تأثيرها على عملية صنع القرار لديهم محدود للغاية، ولذلك من المشكوك فيه للغاية ما إذا كان مهاجمة إيران سيغير نمط عملياتهم في البحر الأحمر".
وأردف: "في نهاية المطاف، حتى لو توقفت حرب غزة، فمن المشكوك أن يوقفون هجماتهم بشكل كامل تجاه إسرائيل أو مضيق باب المندب، بل قد يجدوا مختلف الذرائع لمواصلة ابتزاز المجتمع الدولي ودول المنطقة".
وختم بالقول: "بالنظر للمستقبل، لن يكون هناك خيار سوى العمل على إسقاط الحوثيين، ومثل هذه الخطوة ستكون بمثابة ضربة قوية أخرى لمحور المقاومة، وتزيد الضغط على إيران، صحيح أن هذا ليس حدثاً بسيطاً، لكن هناك قدراً كبيراً من الشك إذا كان هناك خيار آخر لتأمين الممرات الملاحية في البحر الأحمر، ووقف الصواريخ تجاه إسرائيل، حتى لو عادت وهاجمت مواقعهم للبنية التحتية في المستقبل أيضاً".
من جهته، أكّد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، تامير هايمان، أنّ: "الضربات الجوية الإسرائيلية لن تهزم الحوثيين، ولذلك فقد حان الوقت لاستخدام ذراع أكثر ملاءمة ضدهم، لأنه منذ اللحظة التي فرضوا فيها حصاراً بحرياً على إسرائيل، أعلنوا الحرب عليها، لكن من الواضح أنها لم تعلن بعد الحرب عليهم، زاعما أنه حان وقت الاغتيالات في صفوفهم".
وأضاف هايمان، في مقال نشرته "القناة 12" العبرية، وترجمته "عربي21" أنّ: "الهجوم الإسرائيلي في اليمن رد مناسب على الحوثيين، لكنه ليس كافيا لتغيير الواقع في أقرب وقت، خاصة عقب إعلانهم حصارا بحريا ضد الاحتلال، مع أنه من المناسب رفعه بأسرع وقت ممكن من خلال قدرات الجيش".
"مع التركيز على سلاح البحرية، ولكن بسبب العبء الثقيل على المؤسسة الأمنية والعسكرية للاحتلال، والرغبة بإعطاء فرصة للتحالف الدولي للتحرك ضد الحوثيين، امتنع الاحتلال عن الردّ عليهم لعدة أشهر" بحسب هايمان.
وأوضح أنّ: "الاحتلال في الشهور الأخيرة هاجم الحوثيين مرتين، تركزت بتدمير بناهم التحتية للطاقة والتجارة، فيما تقتصر ضربات التحالف الدولي الواسع على قدراتهم العسكرية، بغرض إزالة التهديدات وحماية الممرات الملاحية".
واستطرد: "لكن شيئين أساسيين غابا تماما عن الطريقة التي تجري بها الحملة ضد الحوثيين، أولهما مهاجمة المرسل والممول، وهي إيران، والروح الحية التي تقف وراء السهام القادمة من اليمن، وبالتالي فإن التحالف الدولي وإسرائيل يردان مباشرة على الوكيل، وليس على اليد التي تهز المهد".
وأشار إلى أن: "الشيء الثاني الغائب عن الضربات الإسرائيلية الدولية للحوثيين هو عدم التركيز على القيادة والسيطرة، أي أنه لا توجد حملة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بطريقة تؤدي لضغوط متزايدة، كما حدث ضد حماس وحزب الله في الحرب الحالية".
وبيّن أنّ: "الأمر الذي يستدعي القيام بالشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ضدهم، وهو حملة مستمرة، وليس عملية واحدة، وهي بحاجة لقدرات استخباراتية وهجومية أخرى".
إلى ذلك، زعم أن "الاحتلال مطالب ببناء القدرة التشغيلية التي تسمح بقدر أكبر من المرونة والدقة، ومثل هذه القدرات، وعلى هذه المسافة من إسرائيل، تتطلب جهازا مختلفاً يقودها، وينسق بين القوات الجوية والبحرية".
وأردف: "على أن تتمتع البحرية بميزة كبيرة في هذه الحرب، ولكن بعيداً عن القدرات التكتيكية، فإن الاحتلال مطالب بحملة عسكرية تعمل ضد الحوثيين كمنظومة عسكرية، مع التذكير بأن نهاية حرب غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين".