مختصون:

مراحل العلاج تمتد 7 أشهر.. ومتابعة دورية لسلوك المتعافين

تمثل الخطط العلاجية إحدى أهم مرتكزات التعامل مع الإدمان وتأهيل المدمنين وإعادة دمجهم مجتمعيا عبر مجموعة من المراحل ومن خلال برامج معتمدة عالميا.

وفي استطلاع لجريدة "عمان" لمركز بيوت التعافي التابع لمستشفى المسرة في ولاية العامرات يعمل الموظفون دون كلل في تأهيل وتمكين المستفيدين ومعالجة التحديات التي تواجههم، حيث تم توظيف عدد من المتعافين كمرشدين للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم ولتقديم الدعم لأقرانهم المتلقين للعلاج، ورغم أن الطاقة الاستيعابية للمركز 40 سريرا ووجود قائمة انتظار طويلة إلا أن هناك جهودا حثيثة تبذل من قبل وزارة الصحة لرفع هذا المعدل وإتاحة هذه الخدمات لشريحة أكبر من المرضى.

الطاقة الاستيعابية

وقال بدر العامري، مشرف الفريق العلاجي بمركز بيوت التعافي: المركز تم افتتاحه عام 2015 وهو تابع لمستشفى المسرة ويعنى بتأهيل المدمنين، إذ يدخل المستفيد للمركز بعد تحويله من قبل قسم التأهيل بمستشفى المسرة، ويخضع المستفيد لعدة شروط لاستكمال قبوله بمركز بيوت التعافي كنوع من تقييم الحالة وحاجته إلى التأهيل بسبب الإدمان، ومع قبوله يتوجب عليه خوض عدة مراحل بدءا بالمرحلة التعريفية، إذ لكل مرحلة مجموعة من الأهداف يجب على المستفيد اجتيازها، ويتم تقييمه قبل الانتقال للمرحلة الأخرى، والرعاية اللاحقة تعنى بمتابعة المريض بعد استكماله الخطة العلاجية، وذلك من خلال زيارته للمركز كل يوم خميس أسبوعيا، لمعالجة المشاكل التي تواجهه مجتمعيا.ِ

وأشار إلى أن الفريق العلاجي في مركز بيوت التعافي بضم الممرضين المعالجين والمتخصصين في الصحة النفسية بالإضافة إلى الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والمتخصصين في تقديم يد العون للمستفيدين، يضاف إلى ذلك وجود مرشد تعافي، مشيرا إلى أن من الشروط الأساسية لمساعدة المستفيد إقراره بأنه يريد التغيير، إذ ليس بالمستطاع التغيير إلا إذا كان الشخص لديه العزم على التغيير لإعادة دمجه مجتمعيا.

وأوضح أن الطاقة الاستيعابية للمركز 40 سريرا وهو عدد ليس كافيا نظرا لوجود قائمة انتظار طويلة من الراغبين في التعافي، ولذلك فإن خطة مستشفى المسرة ووزارة الصحة توسعة الطاقة الاستيعابية للمركز لعدد أكبر مما هو عليه الآن، وهو مشروع قيد التنفيذ.

شروط القبول

وقالت منى الغمارية، أخصائية تمريض الصحة النفسية: يبدأ دور المعالج في عدة مراحل بدءا من تقييم المريض بمستشفى المسرة بعد الانتهاء من مرحلة إزالة السموم إذ يذهب فريق من المركز إلى مستشفى المسرة لتقييم الحالة، ومن ثم يخضع المريض لتقييم مبدئي آخر يتم خلاله دراسة الحالة واستيفاء شروط دخول المركز، يليه منح المريض موعدا لاستقباله بالمركز، مع دخول المريض إلى المركز تبدأ مرحلة تعريف المستفيد بالبرنامج والتوقيع على العقد العلاجي على أن يباشر بعد ذلك المراحل العلاجية التي تستمر 7 أشهر.

وأوضحت أن قبول المستفيد في بيوت التعافي يتم بعد تشخيصه بمرض الإدمان الذي يشمل تعاطي مواد المخدرات والمؤثرات العقلية بالإضافة إلى تعاطي الكحول، وأي مادة تؤثر على المزاج تعتبر من المواد المؤثرة على العقل، مع استبعاد الحالات التي تحتاج إلى تدخلات دوائية على سبيل المثال منها المريض الذي يعاني من أمراض عصبية ذهانية وثمة حاجة إلى متابعة من قبل الطبيب النفسي ويخضع للأدوية، ففي مثل هذه الحالة نفضل أن يتم ترقيد المستفيد في مستشفى المسرة لاستفادته أكثر من التدخلات العلاجية، كما يشترط ألا يقل عمر المريض عن 18 سنة، ومن الناحية الصحية يشترط ألا يعاني المريض من أمراض باطنية تحتاج إلى تدخلات علاجية بشكل يومي، إذ يسعى المركز إلى دخول المريض بحالة صحية مستقرة، نضيف كذلك بالنسبة للحالات التي صدر عليها حكم جنائي يجب على المريض قضاء الخضوع لمدة الحكم الصادر بحقه، وعليه لا يقبل المركز مثل هذه الحالات، كما أن المركز يستقبل بعض الحالات للترقيد إذا صدر عليها حكما بالإيداع في مصحة.

وأكدت أن مركز بيوت التعافي استقبل الكثير من حالات إدمان الكحول، مع العلم أن البرنامج العلاجي بالمركز هو ذاته يشمل إدمان المخدرات والمؤثرات العقلية وإدمان الكحول.

تجارب عالمية

وأشارت إلى أن برنامج بيوت التعافي العلاجي مستنبط من تجارب عالمية تضمن مجموعة من البرامج منها برنامج المجتمع العلاجي وهو مستنبط من التجربة الماليزية، كما نطبق البرنامج المطبق في الولايات المتحدة الأمريكية وهو برنامج الماتريكس لعلاج الإدمان، بالإضافة إلى برنامج الـ12 خطوة، وبرنامج الرعاية اللاحقة، وإجمالا يبلغ عدد البرامج المطبقة في المركز أكثر من 9 برامج، تبدأ بالجلسات الفردية، وجلسات العلاج الجمعي، وبرنامج الإرشاد الديني، بالإضافة إلى إرشاد التعافي، وبرنامج "روحي"، وكذلك برنامج 12 خطوة، وبرنامج المساعدات الذاتية، وكذلك برنامج لخروج المستفيد للمشاركة في نشاطات مجتمعية.. مشيرة إلى أن بعض الحالات تعاني من أمراض مصاحبة مما يستدعي إعادة المريض لمستشفى المسرة ليتم إعادة تقييم الحالة مرة أخرى، وإذا ظهر أن المريض يعاني من مرض نفسي مصاحب لمرض الإدمان مثل مرض انفصام في الشخصية أو الاكتئاب أو القلق وغيرها تستدعي التدخل الدوائي هنا يتم التعامل مع الحالة من قبل المختصين في مستشفى المسرة.

وأضافت: يختلف التعامل لدى المستفيد الذي تظهر عليه سلوكيات عدائية كالانفعالات والغضب بالخضوع لعدة جلسات لتعديل السلوك الإدماني إلى سلوك تعافي، وفي بعض الحالات يتم استبعاد المستفيد من المركز، ومن هذه الحالات: أن يتعاطى مادة مخدرة أو مغيرة للمزاج ويصنف التبغ بين هذه المواد، وكذلك في حالات الإيذاء الجسدي أو الاعتداء الجسدي، وذلك حفاظا على سلامة المرضى.. مضيفة: أن مدة البرنامج العلاجي لا يقل عن 7 أشهر في المركز بعدها يخير المريض بين الاستمرار في برنامج الرعاية اللاحقة بحيث يحضر أسبوعيا يوم الخميس في العيادة الخارجية لاستكمال البرنامج، ولدينا حالات كثيرة استكملت البرنامج العلاجي وألحقوا ببرنامج الرعاية اللاحقة كبرنامج مساعد المريض لمواصلة رحلة التعافي، ونؤكد أن لدينا عدة مستفيدين أكملوا مدة البرنامج العلاجي وتم توظيفهم في مركز بيوت التعافي وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من الفريق العلاجي، وهؤلاء اليوم ينقلوا تجربة وخبرة وأملا للشخص الذي يعاني من مرض الإدمان.

بيوت التعافي

وقالت بثينة بنت سالم بن سعيد الوهيبية، الأخصائية الاجتماعية بالمركز: يكمن دورنا كأخصائيين اجتماعيين طبيين من خلال العلاج الفردي والذي يبدأ بعمل دراسة حالة للتعرف على أسباب الإدمان للمريض ونقاط القوة والضعف لتلك الحالة، ثم عمل الخطة العلاجية المناسبة له، كما نقوم بدراسة وتقييم الوضع الاجتماعي والتعرف على الأسباب المؤدية إلى الإدمان أو الانتكاسة، ووضع التدخلات العلاجية المناسبة سواء أكانت علاجا أسريا أو جلسات تعليمية وتثقيفية تهدف إلى تعليم الأسرة آليات التعامل مع مريض الإدمان، وفهم طبيعة المرض، كما يتم إكساب الأسرة المهارات اللازمة للتعامل مع الحالة، إضافة إلى ذلك نقوم بعمل العلاج البيئي الذي يهدف إلى مساعدة المدمن المتعافي على الاستمرارية في التعافي بعد الخروج من مركز بيوت التعافي وهذا يتم من خلال التواصل مع المؤسسات المعنية.

وأشارت إلى أن العلامات التي تدل على دخول الشخص إدمان المخدرات قد تكون علامات نفسية مثل العدوانية كالانسحاب والغضب، أو علامات جسدية مثل احمرار العين، واتساع حدقة العينين، ورجفة اليدين، وفقدان الوزن، وكذلك ثمة علامات سلوكية مثل إهمال أدواره الاجتماعية كشعور المرأة أو الأب أو الأم بأن زوجها أو ابنهما لا يؤدي دوره الاجتماعي، أو عدم تأدية المرء واجباته المعتادة في عمله، إضافة إلى السهر خارج المنزل لفترات زمنية طويلة مع وجود شبكة علاقات غريبة وغير معتادة، وكذلك الإهمال في المظهر قد يكون من المؤشرات على الإدمان، وفي حالة تفاقم الإدمان تبدأ العلامات السلوكية مثل الكذب والمراوغة والسرقة، كما أن هناك علامات أخرى تتمثل في وجود أدوات لتعاطي المخدرات في المنزل، ونؤكد هنا إلى نقطة مهمة أن الأمر الحازم والجازم لتأكيد التعاطي والإدمان هو إجراء فحص في المؤسسات الصحية للتأكد أن الشخص مدمن على المخدرات.. مشيرة في حالة اكتشاف متعاطٍ في الأسرة ينبغي التعامل بسرية تامة مع الشخص المدمن على المخدرات واحتوائه مع أهمية وجود الحوار المتزن الحازم لمتعاطي المخدرات، وأن تقف الأسرة معه وتساعده على العلاج، ولا تتستر على الموضوع خوفا من المجتمع ونظرته، لأن الإدمان مصنف على أنه مرض، ويجب الاستعانة بالمتخصصين في المراكز العلاجية للمساعدة في التعامل مع هذه المشكلة، وعدم الانشغال بإلقاء اللوم، إذ بعض الحالات يصل الأمر إلى أن تلقي الأسرة اللوم على بعضها البعض، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وتأخر علاج الشخص المريض المدمن، لذا يجب أن تتكاتف الأسرة مع المريض والمؤسسات العلاجية لإيجاد حلول علاجية تلك الحالة، كما أنوه إلى بعض الأخطاء التي تقع فيها بعض الأسرة مثل التمكين، والمقصود به الوقوف مع المريض بطريقة سلبية بسبب عدم الوعي وذلك من خلال بعض التصرفات كسعي إلى إخراج المدمن من القضايا المرتبطة بسبب إدمانه خوفا على مستقبله، وحينما يشعر المدمن بهذا التمكين من قبل أسرته لن تكون لديه الرغبة في التعافي من الإدمان، وإنما يبدأ بالمماطلة لتحقيق رغباته فهنا يتعافى من أجل تحقيق بعض المكاسب له، وليس من أجل الشفاء من الإدمان ويمكن اعتبار ذلك تعافٍ مؤقت، لذا يجب على الأسرة تحميل المدمن المسؤولية كاملة لتعافيه بشكل دائم لتتمكن الأسرة من إدخاله إلى المراكز العلاجية بعد أن تتأكد بأنه لديه العزيمة على التخلص من الإدمان.

إعادة الدمج

وقال يوسف الزيدي، مرشد تعافٍ بمركز بيوت التعافي: يكمن دور مرشد التعافي في المركز في رصد سلوكيات وعمل خطط علاجية لمرضى الإدمان ومتابعتهم بشكل دوري، مع إعادة تشكيل السلوكيات وصياغتها إضافة إلى توجيههم إلى الطريق الصحيح لإعادة دمجهم في المجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البرنامج العلاجی مستشفى المسرة بالإضافة إلى بعض الحالات التعامل مع من خلال من قبل إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمانة بغداد: خطة لتأهيل وتطوير الأماكن التراثية والثقافية وإعادة فتح زقورة عقرقوف

الاقتصاد نيوز - بغداد

أوضحت أمانة بغداد، اليوم الأحد، مضامين خطتها واستعداداتها تنفيذا لاستحقاق بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025، مشيرة إلى أنها تتضمن تأهيل وتطوير الأماكن التراثية والثقافية وإعادة فتح المعلمين التاريخيين زقورة عقرقوف والباب الوسطاني.

وقال مدير العلاقات والإعلام في أمانة بغداد محمد الربيعي، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "الأمانة تواصل استعداداتها مع فريق بغداد عاصمة السياحة العربية  لعام 2025 الخاص بتنفيذ الأمر الديواني الذي شكل من قبل مكتب رئيس الوزراء برئاسة مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة عمر العلوي".

وأضاف، أن "أمانة بغداد معنية بالثقل الأكبر من الموضوع لتوفير كل الإمكانيات الخدمية وبيان القيمة التاريخية والثقافية التي تليق بالامتداد الطويل لتاريخ بغداد على مدى مئة عام من تأسيس الدولة العراقية".

وتابع أن "أبرز المجالات التي سيتم العمل عليها هي الأعمال الخدمية والمتنزهات والمسارح والمتاحف والشوارع والبيوتات التراثية، إضافة إلى النُصب والتماثيل والأعمال الفنية".

وأكد أنه "سيتم توفير خارطة للسائحين القادمين إلى بغداد عبر موقع ويب سايت ومنصة إلكترونية وتطبيق يتم تحميله على الهواتف توضح فيه النقاط التي توصله للأماكن الدينية والسياحية والثقافية والترفيهية والتعليمية والأسواق، ضمن برنامج اطلقنا عليه اسم (التعرف على العراق)، يترأسه عضو مكتب رئيس الوزراء او التواصل الحكومي عمار منعم". 

ولفت إلى أنه "تم ترميم وتطوير وصيانة المقتربات لزقورة عقرقوف ورفع انقاض كثيرة وتهيئة الطرق المؤدية ويتم التحضير لإقامة أمسيات ليلية واحتفالات للسواح وللعراقيين والبغداديين في السنة القادمة"، مشيراً إلى أنه "تم ترميم وتطوير الباب الوسطاني في شارع محمد القاسم، وهذا الباب جدا جميل الذي يعود تاريخه الى اكثر من 1800 سنة، وكان حصناً لدخول بغداد من الجانب الشرقي لبغداد والذي اندثر وأهمل ترك منذ سنوات طويلة واعدنا العمل به وترتيبه من قبل بلدية الرصافة وتم وضع بوابات دخول فيه  واعماره وتنظيفه، وسيتم  اقامة اكبر المهرجانات السياحية واكبر الفعاليات فيه للسواح العرب القادمين".

وأكد الربيعي أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أوعز بأن تدعم المؤسسات والوزارات والقطاع الخاص أمانة بغداد في التحضيرات باستقبالها العام الجديد وعام السياحة العربية".

مقالات مشابهة

  • العرادة للسفير الأمريكي: التهديدات الحوثية تتطلب موقفا دوليا موحدا ومقاربة أكثر صرامة
  • الجوانب النفسية والدينية والصحية.. ركائز مودة لتأهيل المقبلين على الزواج
  • غرامة تصل لـ5000 جنيه عقوبة المساس بحقوق المريض النفسي.. إليك التفاصيل
  • صحف عالمية: تتبع ثروة آل الأسد دوليا عملية معقدة وقد تستغرق وقتا
  • عبد الله عابدين للخرسانة الجاهزة: أول شركة معتمدة من CSC في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
  • بعد توصيات "مدبولي" بكتابة "الروشتات" بالاسم العلمي للدواء.. ما الفائدة التي عادت على المريض؟
  • أمانة بغداد: خطة لتأهيل وتطوير الأماكن التراثية والثقافية وإعادة فتح زقورة عقرقوف
  • صالح منصور: كتابة الاسم العلمى للأدوية بالروشتات الطبية يستهدف مصلحة المريض
  • كتابة الاسم العلمي للأدوية بالروشتات الطبية.. كيف يخدم مصلحة المريض؟
  • اتحاد العمال يطلق مبادرة لتأهيل مليون عامل للعمل في الاقتصاد الرقمي