على مدار سنوات ومع اندلاع الحروب وحالة عدم الاستقرار والتوترات التي تشهدها المنطقة العربية - كانت مصر هى الوجهة والملاذ الآمن لملايين النازحين الفارين من ويلات تلك المناطق غير المستقرة. وبالطبع مصر وعلى مر التاريخ دائما ماتكون في الموعد ولم تغلق أبدا أبوابها في وجه أشقائها وجيرانها وهى مواقف ثابتة لم تتغير بتغير الأنظمة الحاكمة في مصر ونابعة من إحساس مصر بدورها وامتدادها العربي والإقليمي.
وما من شك أن نزوح الملايين من الجنسيات العربية إلى مصر بشكل مفاجيء - لاشك أن هذا الأمر أدى لإحداث ارتباك داخل السوق المصري وخاصة فيما يتعلق بسوق العقارات التي تضاعفت أسعارها بالييع أو الإيجار ووصلت لحوالي ثلاثة أضعاف فيما يخص الايجارات نتيجة الطلب الرهيب من النازحين على الشقق، وهو مما أدى لنمو دور السماسرة من الجانبين المصري والسماسرة من تلك الجنسيات، لاستغلال الموقف والتحكم في أسعار الايجارات.
وبات سوق الايجارات بلا ضابط ولارقيب الأمر الذي أدى بالبعض لطرد المستأجرين المصريين من أجل تسكين المستأجرين الأجانب من الوافدين الجدد الذين يعرضون دفع ثلاثة أضعاف الايجار المعتاد.بل وصل الأمر لأن يقوم بعض ملاك الشقق من المصريين أنفسهم بتأجير شققهم والسكن في منطقة أخرى اقل سعرا والاستفادة من فارق الإيجار وهو مما رفع أيضا أسعار الايجارات بتلك المناطق الجديدة، وأصبح سوق العقارات كله في حالة عدم انضباط والضحية هم المستأجرين الذين لم تسعفهم حظوظهم في امتلاك شقة نظرا للتكلفة الباهظة لأسعار الشقق في ظل أجور محدودة والتي بالكاد تكفي أبسط متطلبات الحياة.
وفي ظل حالة الارتباك بسوق العقارات تحديدا فنحن هنا لسنا بصدد السخط على النازحين وهم أشقاء بالطبع ولكن نحن نتسائل أين الجهود التنظيمية لاستيعاب هذا الكم الكبير من ملايين المهاجرين ونحن في الأساس بلد محدود الموارد ونعاني من التضخم وعدم تكافؤ الدخل مع معدل الأسعار المتصاعد؟؟ لماذا غاب التخطيط في موضوع استقبال النازحين بحيث كان بالإمكان أن يكون تسكينهم تحت إشراف الدولة؟ وتقنين أوضاعهم من قبل دخولهم البلاد بدلا من ملاحقتهم فيما بعد؟
وماذا عن دراسة الآثار الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية المتوقعة من تغير التركيبة السكانية للمجتمع المصري بدخول ملايين المهاجرين في وقت واحد؟ وإذا كان النازحون قادرين على تلبية متطلبات المعيشة في مصر من مسكن وتعليم وصحة وغيرها في البدايات فهل هم قادرين على الاستمرار في الوفاء بتلك المتطلبات لأطول فترة ممكنة أم أن نفاذ مدخراتهم ربما ينذر بحدوث أزمة داخل المجتمع المصري وخاصة مع مالكي الشقق حالة عدم قدرتهم على دفع الإيجار المرتفع؟
اقرأ أيضاًثورة يوليو.. والجمهورية الأولى
بين النور والظلام.. خيط رفيع
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أزمة المهاجرين محمود عبد الباسط فی مصر
إقرأ أيضاً:
قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في المواصي جنوب خان يونس
أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا استهدف خيامًا تؤوي نازحين في منطقة المواصي جنوب خان يونس بـ قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة عشرات آخرين.
ووفقًا لمصادر طبية، فإن القصف أدى إلى اشتعال النيران في الخيام، مما تسبب في تفحم جثث الضحايا وإصابة العديد من المدنيين بحروق وجروح متفاوتة. وقد تم نقل المصابين إلى المستشفيات الميدانية لتلقي العلاج، في ظل ظروف صحية صعبة ونقص حاد في المستلزمات الطبية.
حركة فتح: الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
مندوب مصر أمام محكمة العدل الدولية: إسرائيل قتلت أكثر من 52 ألف شخص في غزة
منطقة المواصي كانت قد أعلنتها السلطات الإسرائيلية سابقًا "منطقة آمنة" للمدنيين الفارين من مناطق القتال، مما دفع آلاف الفلسطينيين إلى اللجوء إليها. إلا أن هذا القصف يثير تساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والأماكن المحمية.
وقد أدانت منظمات حقوقية محلية ودولية هذا الهجوم، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وجريمة حرب تستوجب المساءلة. كما دعت إلى تحقيق دولي مستقل لكشف ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.
يأتي هذا القصف في سياق تصعيد مستمر للعمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث تتعرض مناطق مختلفة لغارات جوية وقصف مدفعي، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.