قالت السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن المجلس قام بعمل 134 زيارة للسجون المصرية ومراكز التأهيل، وذلك انطلاقًا من دوره في الرصد والتقييم، وهو ما يقوم به وفود من المجلس، من خلال تنظيم زيارات ميدانية للمستشفيات والسجون، وبعدها كتابة تقارير حول ما تم ملاحظته في هذه الزيارات.

جاء ذلك خلال فعّاليات النسخة الأولى من "منتدى الشباب وحقوق الإنسان"، الذي يعقده المجلس القومي لحقوق الإنسان، اليوم السبت.

ورحّبت "خطاب" بالحضور قائلة: "يسعدني أن أرى هذا الحضور الكبير من الشباب والشابات، الذين يمثّلون مستقبل مصر المشرق، إن تواجدكم هنا اليوم يعكس التزامنا المشترك بتعزيز وحماية حقوق الإنسان، إننا على يقين بأن مشاركتكم الفعالة وخبراتكم المتميزة ستثري نقاشاتنا، وتساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من هذا المنتدى".

وقالت "خطاب" إن المجلس القومي لحقوق الإنسان، كمؤسسة وطنية رائدة، يعمل بلا كلل على تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع المصري، ويؤمن بأن حقوق الإنسان ليست مجرد نصوص قانونية، بل هي قيم يجب أن تتجسد في كل جوانب حياتنا اليومية، ومن هذا المنطلق، يركّز جهوده على نشر الوعي، وتعزيز الفهم العميق لهذه الحقوق بين جميع فئات المجتمع، وخاصةً بين الشباب".

وأضافت أن إقامة هذا المنتدى، تتزامنمع احتفالات العالم باليوم العالمي للشباب، الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام".

وتوجّهت بالتحيّة، إلى جميع الشباب في مصر، مؤكدةً أن هذا اليوم ليس مجرّد احتفال، بل هو فرصة لتأكيد دور الشباب، كقوة داعمة لنهضة مصر، ونشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان؛ لأنهم الأمل والمستقبل، والذين يتحمّلون مسؤولية بناء عالم أفضل، والشباب هم عماد الأمة وأمل المستقبل.

وتابعت: "إن تمكين الشباب من فهم حقوقهم وممارستها والمشاركة الفعالة في حمايتها هو استثمار حقيقي في مستقبل أكثر عدلًا وإنصافًا، إن هذا المنتدى يهدف إلى تعزيز وعي الشباب بأهمية حقوق الإنسان، وتمكينهم من أن يكونوا سفراء لهذه القيم في مجتمعاتهم".

وكشفت عن سعي المجلس خلال هذا المؤتمر، إلى بناء جسر من الحوار والتفاهم بين الشباب والمؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان؛ لتعزيز التعاون المشترك وتحقيق دوركم كسفراء لحقوق الإنسان.

ووجّهت الشكر لجميع من ساهم في تنظيم هذا المنتدى، الذي يقوم بتنظيمه المجلس لأول مرة في تاريخه، وكذلك جميع المشاركين الذين حضروا من مختلف أنحاء البلاد.

ودعت شباب مصر، إلى مواصلة السعي نحو تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، والاستمرار في تطوير مهاراتهم ومعارفهم.

وتابعت: "لا تترددوا في أن تكونوا قادة في مجتمعاتكم، وأن تسهموا بجهودكم في بناء مجتمع أكثر تقدمًا وازدهارًا".

ووجّهت رسالة لشباب مصر قائلة: "إننا نؤمن بقدرتكم على تجاوز التحديات، وأنتم من سيصنع الفارق بعزيمتكم وإصراركم. لنكن جميعًا متحدين في تحقيق أهداف المنتدى، ولنجعل من هذا اليوم بداية جديدة للمزيد من الإنجازات التي تقودها طاقاتكم وإبداعاتكم".

وكانت قد انطلقت اليوم السبت، فعّاليات المنتدى الأول للشباب وحقوق الإنسان، الذي ينظّمه المجلس القومي لحقوق الإنسان، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، تحت عنوان "معًا لتعزير دور الشباب في إرساء قيم ومفاهيم حقوق الإنسان بالجمهورية الجديدة".

جاء ذلك بحضور السفيرة مشيرة خطاب رئيس المجلس، والهيئات العامة، ورؤساء منظمات المجتمع المدني، والكيانات والتنظيمات الشبابية، والاتحادات الطلابية، ورؤساء لجان الشباب من النقابات العمالية، والمهنية، وأمناء شباب الأحزاب.

ويناقش المنتدى أهمية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشباب، والعلاقة الوثيقة بين الاقتصاد وحقوق الإنسان والتنمية، ودور الشباب في تعزيز التنمية المستدامة، فضلًا عن تبادل الشباب لوجهات نظرهم حول الفرص والتحديات.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المجلس القومی لحقوق الإنسان حقوق الإنسان هذا المنتدى

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: احترام حقوق الإنسان تسهم في بناء الكيان

بداية نذعن بأن دستور بلادنا أكد بشكل صريح على احترام حقوق الإنسان في مادته (93)، والتي نصت على أن (تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تصدق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقاً للأوضاع المقررة)، وتفعيلًا وإعمالًا لما جاءت به الفقرة من بيان وإلزام شاركت الدولة عبر مؤسساتها المعنية في تطوير القانون الدولي لحقوق الإنسان.
ومن منطلق الإيمان بأن بناء الإنسان يقوم على غرس قيم الكرامة والعزة وتعضيد الهوية، وتعظيم مقومات الوطنية، والحفاظ على النفس والذات من كل ما قد يؤثر سلبًا على وجدان الفرد ويؤدي إلى إحباطه؛ فمن يمتلك حقوقه يصبح قادرًا على العطاء والتنمية وتقديم كل ما يمتلك من خبرات لرفعة ونهضة وطنه؛ لذا شاركت الدولة في صياغة الإعلان العالمي والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان، وجميع المشاورات والأعمال التحضيرية لصياغة الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان.


والاهتمام بملف حقوق الإنسان لم يقتصر على المؤسسات المعنية به فقط على أرض الوطن، بل كان اهتمام الرئيس بنفسه؛ حيث يتابع سيادته عن كثب ما يتم وما تم من جهود من أجل العمل الجاد والممنهج الذي يمتخض عن نتائج ملموسة تسهم في تعزيز واحترام الإنسان المصري، كما أكد سيادته بصورة واضحة على أهمية تنفيذ ما جاء بالاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.


وتعالوا بنا نطالع أحوال من سلبت منهم حقوقهم وهدمت مقومات الحرية في بلادهم؛ فصاروا في حالة يرثى لها، من حيث الثبات والاستقرار، وأصبحت التنمية في سقوط تلو سقوط، وهذا أمر طبيعي لمن أحبطت معنوياته، وأهدرت طاقاته، وشعر بأنه بات غربيًا في بلاده وتحت سماء وطنه؛ ومن ثم لا يراعي مسئولياته ولا يعبأ ببناء وطنه، ولا يحرص على استقراره ونهضته.


إننا نعيش على أرض الحرية المسئولية والبناء المستدام ونعبر أنفاق التحدي ونتفوق على مخططات المغرضين ونسير دون توقف أو التفات للخلف لما يقال ويكاد؛ فلدينا مسيرة محفوفة بالأمل ومدعومة بالإصرار والتحدي، نسابق الزمن من أجل بلوغ الغاية ورفع الراية والازدهار والوصول للريادة والتنافسية التي تؤكد بالحق مكانتنا وتعيد أمجاد التاريخ العريق الزاخر ببطولات وإنجازات يصعب حصرها.


إن جمهوريتنا الجديدة ماضية نحو النهضة بإنسان قادر على العمل والعطاء والتحدي؛ لديه مقومات البناء والرغبة في الإعمار، يعي أن مصلحة الوطن العليا مقدمة فوق الجميع، ويتمتع بديمقراطية الاختيار وبقيم المواطنة التي تحثه على الولاء والانتماء وتوجه حريته لما يخدم تماسك النسيج ويمنع كل محاولات التفكيك والنيل من لحمة هذا المجتمع الأصيل؛ فجميع المصريين أمام القانون والتشريع سواء بلا تمييز ولا تفريد.


ونحن على توافق بأن مصر دولة مؤسسات؛ حيث تمنح الفرد حرية التقاضي، وحرية المطالبة بكافة حقوقه المشروعة، ولا تمنعه من كل ما أقره الدستور، وفسرته التشريعات؛ فهناك السلطة القضائية، التي يصفها القاصي والداني، بالنزاهة والشفافية، ويوسمها الجميع بالاستقلالية؛ حيث إن قدرتها على إنفاذ القانون غير محدودة أو مغلولة؛ ومن ثم فهي الضامن لحقوق الإنسان؛ فعبر أحكامها المستقلة تقطع الشك باليقين.


إن ما نتطلع إليه عبر بوابة حقوق الإنسان أن تسهم في بناء الكيان؛ فمن خلال الحرية المسئولة والتعبير المنضبط بالقنوات المشروعة وحرية الإعلام وفق مدونة السلوك المهني التي يعمل في ضوئها نؤكد على أمر جلل؛ ألا وهو مراعاة قيمنا وأعرافنا وأخلاقنا الحميدة التي تربينا عليها، ووعينا تجاه ما يكال ويكاد لنا لنقطع في براثن النزاع والصراع.


نحن شعب يعشق الأمن والاستقرار ويرغب في النهضة والإعمار، ويسعى إلى تعضيد البيئة الآمنة التي من خلالها يقوم بواجباته ويحيا حياة تملؤها الأمل والتفاؤل، كما إننا شعب تتمزق وجدانه إذا ما استشعر الخطر على وطنه ورأي بأم عينه من يحاول النيل منه أو من مقدراته أو المساس بترابه؛ فلا مكان ولا مكانة لنداءات ودعوات خبيثة تستهدف هتك النسيج وتفتيت الشمل؛ فكل مواطن مصري مخلص مقاتل من موقعه ومصطف خلف وطنه ومؤسساته دون مواربة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • مشيرة خطاب تطالب بضرورة تعديل المادة 80 لتحديد الطفل حتى 18 سنة
  • مشيرة خطاب تطالب بإعادة النظر في سن الطفل في القانون
  • "القومي لحقوق الإنسان"يرصد ويوثق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعزيزها
  • مشيرة خطاب تطالب بتعديل المادة 80 من الدستور لتحديد سن الطفل
  • مشيرة خطاب: الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بحقوق وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة
  • مشيرة خطاب تكشف عن تحد كبير يواجه ذوي الهمم هذه الأيام
  • “القومي لحقوق الإنسان” يطلق مؤتمر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: احترام حقوق الإنسان تسهم في بناء الكيان
  • مشيرة خطاب: إيصال مفاهيم حقوق الإنسان بانضباط يتطلب الوفاء بالآدمية
  • القومي لحقوق الإنسان: الإعلام نائب المواطن في الرقابة على الحكومة