#قلب_بحجم_الكون
#زيد_الطهراوي
غادرتَ ذاكرةَ القَتامِ مُصَمِّما
أنْ تستعيدَ حلاوةَ الأحلام
مقالات ذات صلة ما السر ؟ 2024/07/31و نهضتَ تحملُ في الفؤادِ خبيئةً
أعددتَها لكوالح الأيام
مَرَّتْ حياتُكَ قبل تحصيلِ المُنى
و لرُبَّما لم تغتبطْ بوئام
و لسانُ حالكَ بعدَ عمرٍ عابرٍ :
دنيا تُهرولُ دونَ أي خِطامِ
فرحلتَ ترمي حزنَكَ الممجوجَ في
أرضِ الحياةِ فَغُصتَ بالأنسامِ
الأوفياءُ هُمُ الحياةُ و شمسُها
و حُضورُهم هو أوبة لسلامِ
يا شاعرَ الأشواقِ أرهقتَ الدُّجى
و حملتَ عبءَ الزهرِ و الأقلامِ
و مضيتَ بالأشجانِ تحضُنُ رحلةً
مزدانةً بنوافذٍ و غمامِ
و غرستَ في دربِ الأسيرِ فتيلةً
ينجو بها من غربةٍ و ظلامِ
فلقدْ ضممتَ الكونَ في القلبِ الذي
قَطَفَ النُّجومَ و ضاقَ بالأوهامِ
.المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
التوكُّلُ على الله في مواجهة أعداء الله وصعاب الحياة
شاهـر أحمد عميـر
في عالم مليء بالأزمـات والتحديات المتعددة، يجد المـؤمن نفسَه في مواجهـة مُستمرّة مع أعداء الله وأعداء الحق وأصحاب الظلم والعدوان، أُولئك الذين يحاولون تقويض القيم الإيمانية وإضعاف إرادَة الشعوب المستضعفة.
يقف الإنسان أمام هذا الواقع محاصرًا بأحمال ثقيلة، وقد يشعر ضعفه وعجزه عن مواجهة هذه التحديات وحده.
وهنا يأتي السبيل الأوحد والأسلم لكل مؤمن، وهو اللجوء إلى الله والتوكل عليه، مستعينًا بقوته، واثقًا بحكمته، متوكلًا على تدبيره في السراء والضراء.
قال الله تعالى: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إذَا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإنسان قَتُورًا}، مبينًا محدودية الإنسان مهما بلغت قوته ومكانته، وأن خزائن الله وحده تحتوي على الرزق والرحمة، وأنه جل جلاله المتكفل بتدبير أمور عباده. فالإنسان مهما حاول التحكم بمصيره يبقى عاجزًا عن درء الخطر أَو جلب النفع لنفسه إلا بما شاء الله.
وهنا يظهر دور القيادة الصالحة التي تهدي الأُمَّــة إلى ضرورة التمسك بحبل الله والاعتماد عليه في مواجهة الأعداء والتحديات. إن علم الهدى، السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله وأطال في عمره، يمثل نموذجًا للقائد الذي يحمل في قلبه صدق التوكل على الله، ويبث في نفوس المؤمنين قوة الإيمان ويعزز فيهم العزيمة والثبات.
في كُـلّ خطبه وتوجيهاته، يذكّر السيد القائد بضرورة الإيمان العميق والاعتماد الكلي على الله، ويحث أبناء الأُمَّــة العربية والإسلامية على التوكل الصادق الذي يمنحهم الثبات والقوة لمواجهة أعداء الله ومواجهة خطرهم على الأُمَّــة الإسلامية ومقدساتها. فهو، حفظه الله، يؤمن بأن النصر والتمكين لا يأتيان إلا لمن ارتبط قلبه بالله وحدَه واستعان به في كُـلّ شأنه، مشدّدًا على أن العزةَ والكرامةَ تُنال بفضل الله وحدَه.
ودائمًا يعلّمنا السيد القائد أن التوكل لا يعني التخاذل أَو انتظار النصر بلا عمل، بل هو مزيج من السعي والتوكل، إذ يقول الله في الحديث القدسي: “يا عبدي، اعقل وتوكل”. فالتوكل الحقيقي هو ذاك الذي يرافقه العمل، فالمؤمن يتخذ بالأسباب ويجتهد، ولكنه يدرك أن الفضل يعود لله في النهاية. وهذا التوكل القوي هو السلاح الروحي الذي يُمدّ به الإنسان قلبه، فيجعل له قوةً لا تضاهيها قوة، وصبرًا لا يهزه شيء، وطمأنينةً تغمر قلبه حتى في أشد اللحظات.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا”، فالطير تخرج كُـلّ صباح تسعى في طلب الرزق، لكنها تخرج بقلوب مملوءة بالثقة برزق الله لها. وهكذا يجب أن يكون حال المؤمن في سعيه، يعتمد على الله ويدعوه أن يوفقه، ويطلب منه القوة والعون في مواجهة أعداء الله.
وفي ظل ما تمر به الأُمَّــة العربية والإسلامية اليوم، من تحديات كبرى وصراعات قد تنهك القلوب، تظل الحاجة ماسة إلى استحضار معاني التوكل والثقة بالله، والاستلهام من القادة الذين يرشدون الأُمَّــة إلى الطريق السوي. فالتوكل على الله في مواجهة أعداء الله وصعاب الحياة هو السبيل الذي يمنح النفس الثبات ويثبت الأقدام في مواجهة المخاطر.