عزالدين: سيكون الرد رادعاً حتى لا يكرّر العدوّ محاولة كسر الخطوط الحمر
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
أحيا "حزب الله" الإحتفال التكريمي ل"الشهيدين السعيدين على طريق القدس" علي مصطفى شمس الدين (ساجد)، إبراهيم محمد ياسين (علي الكرّار) في النادي الحسينيّ لبلدة مجدل سلم الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النّائب حسن عز الدين، إلى جانب جمع من العلماء والفعاليات والشخصيات وعائلتي الشهيدين وعوائل شهداء، وحشد من الأهالي.
وافتتح الحفل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تخلله تلاوة للسيرة الحسينية، وألقى النائب حسن عز الدين كلمةً أكّد فيها أنّ "الرد آت حتماً، وسيكون متناسباً مع حجم الجريمة التي ارتكبها العدو ومن وراءه، أميركا وغير أميركا"، مشدّداً على أنّه "سيكون مؤثّراً وفعّالاً ورادعاً حتى لا يكرّر العدو محاولة كسر الخطوط الحمر التي أرستها المقاومة ضمن المساحة الجغرافية التي تخوض عملياتها فيها".
وألمح إلى أن "الرد يقترب شيئاً فشيئاً، أمّا كمّه ونوعه وجغرافيته فهذا يحدّده الميدان، وبعد هذا الرد يستطيعون أن يبادروا إلى تسوية لوقف إطلاق النار، وأي كلام لتسوية قبل الرد من أجل ردعنا عنه لا قيمة له".
ولفت النائب عز الدين إلى أنّه "لم يبق أحد في الغرب والشرق وعرب وغير عرب إلّا وهم يضغطون لتخفيف حجم الرد حتى لا تنزلق المنطقة إلى حرب شاملة"، متسائلاً: "لماذا لم يقوموا بهذا الدور عندما شاهدوا وما زالوا يشاهدون الإجرام الصهيوني والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وتدمير المستشفيات والمدارس والجامعات؟ هل اعترض أحد من الغرب أو أدان ما حصل في الجمهورية الإسلامية؟ لم يحصل، وإن وجد فهم لم يتعدوا عدد أصابع اليد الواحدة، هذا هو الغرب وهذه هي أميركا، الذين يريدون تأمين كل ما يريح ويجلب الاستقرار والأمن لهذا العدو".
وقال: "أنّ المقاومة مستمرة في مساندة غزّة، وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية، لأنّها تؤمن بأنّها القضية الأساس، والتي يجب أن تتجه إليها كل قوى الأحرار في العالم"، معتبراً أنّ "المواجهة كلما اتسعت كلّما أرهقت كاهل العدو وأضعفت قدراته، فعملية استنزافه تؤثّر على قدرات الجيش وعلى الرأي العام الداخلي الصهيوني، وهم يعترفون بذلك".
وأشار إلى مواقف سماحة السيد حسن نصر الله الأخيرة، التي تناولت سلسلة من الأدلّة على عدم القبول بالدولة الفلسطينية من جانب العدو، والتصويت ضمن الكنيست على رفض هذه الدولة وعدم الإعتراف بها، وعدم الإعتراف بالشعب الفلسطيني كشعب له هوية وأرض ومقدسات، والتي وصل في نتيجتها "نحن والعدو نقيضان والنقيضان لا يجتمعان، ولا مساومة على حبة تراب من فلسطين".
وأضاف: "إنّ الصراع بيننا وبين العدو هو صراع وجودي، لم يبدأ في تشرين بل من 1982 وقبل ذلك عندما أطلق الإمام موسى الصدر أفواج المقاومة اللبنانية، هذه المقاومة التي أرادها الإمام الصدر من منطلق ديني وإيماني وعقائدي وإيمان مطلق بأنّ ما يجري في فلسطين ومن يقاتل لأجل فلسطين إنّما هو الخير المطلق، وذلك عندما أطلق مقولته "إسرائيل شرٌّ مطلق"، فكل من يحمل البندقية وكل من يقف على منبر لدعم القضية الفلسطينية هو يقوم بواجبه ومسؤوليته".
وختم النائب عز الدين: "إنّ المقاومة التي صمدت أمام كل التهديدات والتحديات منذ انطلاقتها إلى اليوم، وحققت كل هذه الإنتصارات، هي نعمة لأهل جبل عامل وللشيعة في لبنان، بأنّ قدرهم أن يكونوا على خط التماس مع هذا العدو، مع فلسطين المحتلة، ليكون لهم شرف القتال وشرف المرابطة وشرف الجهاد لأجل استعادة فلسطين".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عز الدین
إقرأ أيضاً:
دور السردية في استنهاض الوعي وتغييبه
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
وَظَّفَ الكيان الصهيوني ورعاته، في حربه الوجودية مع الوطن العربي، السرديةَ كوسيلةٍ من وسائل الحرب النفسية، في إطار استراتيجية طويلة ومُتجددة، ومتعددة الروايات والأساليب، بقصد تمرير اختراق العقل العربي المعاصر المأزوم والمُثقل بحلقات متتالية من الحروب والمؤامرات المتلاحقة، وبالنتيجة تسبب في تحريف الحقائق وتشويه الواقع، وإحلال أكاذيب انطلت على الكثير من عرب زماننا، والذين أصبحوا مُنتجين نجباء لسرديات مثيلة، تُكرِّس الهزيمة فِينا، والقوة في العدو؛ كقضاءٍ وقدرٍ!
لهذا لا نجد لدى عرب زماننا سردية واحدة موحَّدة في توصيف احتلال العدو لفلسطين، ولا توصيفاً واحدًا مُوحَّدًا لتعريف الكيان الصهيوني. وعندما غابت السردية العربية المُوحَّدة لتعريف الكيان الصهيوني، تشتت عرب زماننا في نظرتهم وتوصيفهم ومنسوب قناعتهم بالقضية الفلسطينية وعدالتها، وبماهية الكيان الصهيوني ووظيفته في قلب الأمة؛ فرأينا الخلط الفاضح بين اليهودية كديانةٍ سماويةٍ، والصهيونية كحركةٍ وضعيةٍ دنيويةٍ؛ هدفها الاستراتيجي قضم الأمة العربية قُطرًا قُطرًا؛ بدءًا من فلسطين وانطلاقًا منها، ولهذا قويت شوكة العدو وانتصر علينا بسردياته أولًا، ثم بالعُدة والعتاد ثانيًا.
من نِعَمِ الله على الأُمَّة أن العدو لم يتمكن من تطويع كامل فلسطين منذ سبعة عقود ونيف، كما لم يهنأ بالاستقرار من دول الطوق بالنسبة والتناسب عبر تاريخ احتلاله وزاده "طوفان الأقصى" طامّة كبرى اليوم، حين واجه حربًا شاملة من جغرافيات مختلفة، طالت جميع مُدنه وبلداته ومرافقه الحيوية، وشلَّت أوجه الحياة فيه، وأخرجت جيشه ووحداته وأسلحته الحرجة من الخدمة.
مُشكلة الكيان اليوم أنه يواجه فصائل تحمل ارادة شعبية عربية واسعة حطَّمت سردياته، وواجهت صلفه وجرائمه النِد للنِد، فعجَّلت بفنائه ورفعت من منسوب النضال وثقافة المقاومة وجدواها لتحرير الأرض وصون العرض.
لم يستنزف "طوفان الأقصى" العدو في ميدان المعركة فحسب؛ بل وضع وجوده على المحك، وبات مرهونًا بزمن قصير وواضح المؤشرات، وأعفى النظام الرسمي العربي من المواجهة، وكشف له حقيقة الكيان ووظيفته لمن استُشكِل عليه ذلك، وبقي أسير سرديات عفا عليها الطوفان.
لم يدخر العدو سلاحًا ولا تكتيكًا ولا حيلة طيلة أكثر من عامٍ ونصف العام، وبهذا أسقط جميع أوراقه دفعة واحدة وأحرقها، حلمًا منه في تحقيق نصر استراتيجي واحد يُلوِّحُ به في وجه المقاومة ويعيد تموضعه على الأرض مجددًا.. ففشل!
سحب العدو فرقه العسكرية من غزة وجنوب لبنان بعد الضربات النوعية التي تلقاها والخسائر الكبيرة التي مُني بها، واليوم فشل في إعادة أي منها الى قلب المعركة، بسبب الرفض والتمرد في صفوف قواته، فلجأ الى المزيد من الدمار في البُنى التحتية وقتل المدنيين لرفع منسوب الخسائر والألم؛ كي يُفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، ويعلم ما تُعده لمواجهات الغد؛ لأن العدو يعلم أن المواجهة القادمة مع فصائل المقاومة لن تكون كسابقاتها؛ بل ستنطلق من حيث انتهى طوفان الأقصى.
ولهذا يُسوِّق العدو ورعاته اليوم لثقافة العلف في غزة ولبنان في حال تسليم المقاومة لسلاحها وتخليها عن شرف النضال والتحرر، ويُردِّد خلفهم جوقة التطبيع والمُتصهيِنِين سردية "المغامرة غير المحسوبة" لفصائل المقاومة، لتسويق انبطاحهم وخنوعهم على أنه عقلانية وواقعية، ولبرهنة أن الشعوب يُمكنها العيش بلا شرف أو كرامة.
قبل اللقاء.. ما يزال العقل العربي المُعاصر أسيرًا ومُنقسمًا حول رواية من قتل الصحابي عمَّار بن ياسر!! كما لا يزال أسيرًا لتوصيف كفار قريش للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، قبل الرسالة وبعدها؛ حيث كان يُلقَّب بالصادق الأمين قبل الرسالة، ثم بالساحر والكذاب والمجنون بعد الرسالة!!
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر