‫بقلم‬ : د. سمير عبيد ..

‫أولا‬ :
*أ:-إيران وعندما علمت ان المجتمع الدولي قد قرر سيناريو التغيير في العراق بشعار ( إصلاح النظام السياسي في العراق كبداية لإصلاح الشرق الأوسط ) هرعت بوفدين نحو فيينا ونحو نيويورك قبل اكثر من شهرين لأنها لمست الجدية في التغيير ولأول مرة ” وانا الوحيد الذي كتب عن ذلك وبمعلومات وصلتني من اطرف اوربية”.

ذهب وفدها لفيينا ليجتمع مع الاوربيين وبحضور مندوبين من بريطانيا وامريكا وكندا لمعرفة المطلوب من ايران في سيناريو المجتمع الدولي للتغيير في العراق. خصوصا وان هذا السيناريو بهدف انهاء هيمنة ايران على العراق وابعاد ومحاسبة حلفاء ايران باثر رجعي، وتغيير النظام السياسي ليكون نظاما وطنيا تقبله المنطقة والجيران والمجتمع الدولي ليباشر بالاندماج مع العالم وبناء العراق والذي يراد ان يكون مع المحور الغربي الاميركي والمجتمع الدولي .ومن جانبها وضعت الولايات المتحدة الخطة وتناقشت حولها مع الدول الكبرى ومع المجتمع الدولي وعدلت مرارا فأصبحت الخطة جاهزة الآن .
*ب:-ووفد إيران الثاني ذهب إلى نيويورك ليتناقش مع المجتمع الدولي فلقي امامه ” قائمة طلبات ” على إيران تنفيذها واهمها ( التخلي عن دعم ورعاية الفصائل المسلحة وعن الحشد في العراق ، والتخلي عن الحلفاء السياسيين في العراق، وانهاء نفوذ وتمدد إيران في العراق ، وترويض حرب الله في لبنان ، وقطع الامداد عن الحوثيين ومساعدتهم في الاندماج لحل القضية اليمنية ،وعدم منع سوريا من دمجها مع المجتمع الدولي ومصالحتها مع تركيا ) . وطبعا من جانبها إيران وافقت على الاندماج السوري مع الغرب ، ورفع يدها عن بعض الحلفاء سياسيين في العراق، والتخفيف في دعم الحوثيين .
*ج:-ولكن عندما راوغت إيران عندما نسقت من تحت الطاولة بين روسيا والحوثيين لتستلم موسكو ملف الحوثيين ،وخططت لنقل حلفاءها من الفصائل المسلحة العراقية إلى جنوب لبنان بخطة تقوية حزب الله من جهة وإخفاءهم هناك من جهة اخرى . هنا جاء قرار إسرائيل وبمساعدة من حلفاءها في المنطقة واولها أذربيجان بتفعيل الأعمال القاصمة ضد إيران لتذكير إيران ” بأن هذه المرة لن تنفع المراوغة الإيرانية ولن تنفع طريقة إيران باللعب على الزمن ” فجاءت العملية الغامضة لاسقاط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ” اي اسقاط مشروع المرشد الإيراني” وبدأت بضربات موجعة داخل إيران وتوجهاتها باغتيال ” إسماعيل هنيّة ” داخل ادق مربع امني تابع للحرس الثوري في طهران . وهي رسالة ثانية للمرشد الإيراني ” اننا قادرون للوصول اليكم” فجعلوا ايران في حيرة فإن ردت عسكريا سوف تقع الفخ الذي ينتظره تحالف دولي جاهز ضدها.لذا عليها الانصياع لتنفيذ ( القائمة ) التي استلمها وفدها في نيويورك وفيينا !
‫ثانيا‬ : ‫توضيح مهم‬ :
فبعد النقد العالي والنبرة العالية من الدول ومن المجتمع الدولي خلال الأشهر الأخيرة للسياسات الاميركية ولما فعلته أمريكا في العراق من اخطاء جسيمة، وبسبب تلك الاخطاء أصبح المسؤولين الاميركيين واينما ذهبوا في العالم يسمعون الانتقاد والتجريح حول مافعلوه في العراق من ” تدمير الدولة العراقية ، وحل جيشها ، وقتل وتهجير علماء واطباء وطياري العراق،وتدمير اقتصاده ، وإعطاء العراق إلى إيران ومليشياتها وحلفاءها ليدمروا العراق ويفتتوا المجتمع … ” بحيث أذعنت الولايات المتحدة لخطة المجتمع الدولي اخيرا بشرط تكون دولة ضمن عدة دول اتفقت على ” التحالف ” من اجل اصلاح النظام السياسي في العراق وابعاد ٨٠٪ من وجوه الطبقة السياسية ومحاسبتها بأثر رجعي مع تغيير هوية النظام وتضاريسه ( ولا نستطيع ان نفصح اكثر من ذلك ) وبالمناسبه هناك ترحيب عراقي بهذا السيناريو بحيث ٩ من اصل ١٠ من العراقيين هم مع هذا التغيير وهذا السيناريو المرتقب. وهو ليس لسواد عيون العراقيين بل من اجل مصالح المجتمع الدولي ولصالح مصالح الدول الكبرى ، والاهم ان المجتمع الدولي اكتشف اخيرا ان العراق قطب رحى الشرق الأوسط وان جميع المشاكل التي حصلت فيه بعد احتلال العراق وبسبب هذا الاحتلال تنامت موجات الأرهاب والتكفير والفساد السياسي وكثرة الحروب والفوضى وانتشار الصراع الإثني والطائفي والديني … الخ . لذا اقتنع المجتمع الدولي ب ( اصلاح العراق لانه اصلاح لمنطقة الشرق الأوسط ) والبداية من اعادة ايران لوضعها السابق ماقبل احتلال العراق ( اجبار ايران لتنكفئ لداخلها) ليتم ترتيب الوضع العراقي ووضع المنطقة من جديد !
‫ثالثا‬:-فإيران ولأول مرة أمام خيارات صعبة جدا . ولكن عليها ان تحمي نفسها ونظامها ومرشدها وهنا سوف( تجرع السم ثانية ) وهو الذي تجرعه السيد الخميني وقبل بايقاف الحرب الإيرانية العراقية (١٩٨٠-١٩٨٨)وطبعا من مهد لذلك حينها هما الخامنئي ورفسنجاني. فالكرة بملعب الخامنئي !
سمير عبيد
٩ آب ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مع المجتمع الدولی فی العراق

إقرأ أيضاً:

الأزمة الاقتصادية في إيران.. حكومة طهران تواجه صعوبات في زيادة الأجور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم تُحدد الحكومة الإيرانية حتى الآن الحد الأدنى للأجور للعام الإيراني الجديد، رغم أنه يتم تعديله سنويًا لملايين العمال في القطاعين العام والخاص.

وتكمن المشكلة في أن التضخم المرتفع الذي شهدته البلاد العام الماضي يتطلب مضاعفة الحد الأدنى الحالي للأجور ثلاث مرات، والذي انخفضت قيمته إلى ما يعادل 120 دولارًا شهريًا، ومع ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية العميقة التي تعاني منها إيران تجعل من الصعب على المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحكومة تحمّل مثل هذا الارتفاع الحاد في تكاليف العمالة. 

ووفقًا لتقديرات رسمية، تحتاج الأسرة المكونة من ثلاثة أفراد على الأقل إلى 400 دولار شهريًا لتغطية الاحتياجات الأساسية.

وبحسب مصدر مطّلع في طهران تحدث لموقع "إيران إنترناشيونال"، فإن حتى الموظفين الحكوميين من المستوى المتوسط، مثل الأمناء الصحفيين في الوزارات، يتقاضون فقط حوالي 160 دولارًا شهريًا، ورغم أن هذا المبلغ يتمتع بقوة شرائية أكبر في إيران مقارنةً بالولايات المتحدة أو أوروبا، فإنه لا يزال يمثل دخلًا يعادل مستوى الفقر.

ومن المقرر عقد اجتماع بين ممثلي الحكومة وأرباب العمل والعمال في 11 مارس، لكن مصادر إعلامية محلية أفادت بعدم توقع اتخاذ قرار خلال هذا الاجتماع. ومع اقتراب عيد النوروز في 20 مارس وارتفاع أسعار المواد الغذائية، يواجه العديد من الإيرانيين صعوبة في شراء مستلزمات العيد.

وصرّح محلل اقتصادي في طهران لموقع "إيران إنترناشيونال" بأن الأسواق تعاني من الركود بسبب عدم قدرة الناس على تحمل تكاليف التسوق للعام الجديد.

 وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تتراوح بين 30% و100% منذ بداية يناير، نتيجةً لانخفاض العملة الإيرانية إلى نصف قيمتها أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر الأخيرة، وهذا الانخفاض يؤثر بشكل مباشر على تكلفة الواردات الغذائية وكذلك الآلات والأسمدة والضروريات الزراعية الأخرى.

في هذه الأثناء، تواصل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تشديد العقوبات الاقتصادية، مما يهدد بتقليل صادرات النفط الإيرانية – العمود الفقري للاقتصاد الإيراني المركزي. وتطالب واشنطن إيران بالتخلي عن برنامجها النووي، لكن المرشد الأعلى علي خامنئي رفض حتى الآن التفاوض وفقًا لشروط ترامب.

وبالمقارنة، فإن الحد الأدنى للأجور في العراق المجاور يعادل ضعف نظيره في إيران، بينما يصل في تركيا إلى سبعة أضعاف تقريبًا، حيث يبلغ 8,000 دولار سنويًا. ومع سعر الصرف الحالي، لا يتجاوز متوسط الرواتب في إيران 1,500 دولار سنويًا.

هذا التدهور الاقتصادي المتزايد أثار مخاوف من اضطرابات اجتماعية مشابهة لتلك التي حدثت في احتجاجات عامي 2019 و2022. وظهرت تحذيرات من احتمالية اندلاع انتفاضة جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى في وسائل الإعلام الرسمية، مع انتشار الفقر ليشمل الطبقة المتوسطة الدنيا.

قبل الثورة الإيرانية عام 1979، كانت الطبقة المتوسطة الحضرية في إيران تتمتع بمستويات معيشية متزايدة، مع تزايد الوصول إلى امتلاك المنازل والسيارات والسفر إلى الخارج. واليوم، تعكس الضغوط الاقتصادية تراجعًا في تلك المكاسب، مما يغذي حالة الاستياء في جميع أنحاء البلاد.

مقالات مشابهة

  • إيران: دولة عربية ستسلم رسالة ترامب إلى طهران
  • إيران تؤكد أن رسالة ترامب في الطريق إليها عبر دولة عربية
  • حقيقة منع دخول الكويتيين إلى طهران.. بيان مهم من سفارة إيران
  • إيران: دولة عربية ستسلم رسالة من ترامب إلى طهران
  • FA: هذه فرصة واشنطن لسحب العراق من تحت عباءة إيران
  • الأزمة الاقتصادية في إيران.. حكومة طهران تواجه صعوبات في زيادة الأجور
  • الإطار الإيراني يدعو المجتمع الدولي “لحماية العلويين “في سوريا
  • ثلاثة ثوابت أمريكية في مواجهة إيران.. أحدها يُمسّ العراق مباشرة - عاجل
  • إيران تدرس محادثات مع واشنطن بشأن برنامجها النووي
  • تبعات كارثية..نائب عراقي يحذر من توقف استيراد الغاز من ايران