هل ستنفذ طهران الصفقة السرية مع المجتمع الدولي ؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا :
*أ:-إيران وعندما علمت ان المجتمع الدولي قد قرر سيناريو التغيير في العراق بشعار ( إصلاح النظام السياسي في العراق كبداية لإصلاح الشرق الأوسط ) هرعت بوفدين نحو فيينا ونحو نيويورك قبل اكثر من شهرين لأنها لمست الجدية في التغيير ولأول مرة ” وانا الوحيد الذي كتب عن ذلك وبمعلومات وصلتني من اطرف اوربية”.
*ب:-ووفد إيران الثاني ذهب إلى نيويورك ليتناقش مع المجتمع الدولي فلقي امامه ” قائمة طلبات ” على إيران تنفيذها واهمها ( التخلي عن دعم ورعاية الفصائل المسلحة وعن الحشد في العراق ، والتخلي عن الحلفاء السياسيين في العراق، وانهاء نفوذ وتمدد إيران في العراق ، وترويض حرب الله في لبنان ، وقطع الامداد عن الحوثيين ومساعدتهم في الاندماج لحل القضية اليمنية ،وعدم منع سوريا من دمجها مع المجتمع الدولي ومصالحتها مع تركيا ) . وطبعا من جانبها إيران وافقت على الاندماج السوري مع الغرب ، ورفع يدها عن بعض الحلفاء سياسيين في العراق، والتخفيف في دعم الحوثيين .
*ج:-ولكن عندما راوغت إيران عندما نسقت من تحت الطاولة بين روسيا والحوثيين لتستلم موسكو ملف الحوثيين ،وخططت لنقل حلفاءها من الفصائل المسلحة العراقية إلى جنوب لبنان بخطة تقوية حزب الله من جهة وإخفاءهم هناك من جهة اخرى . هنا جاء قرار إسرائيل وبمساعدة من حلفاءها في المنطقة واولها أذربيجان بتفعيل الأعمال القاصمة ضد إيران لتذكير إيران ” بأن هذه المرة لن تنفع المراوغة الإيرانية ولن تنفع طريقة إيران باللعب على الزمن ” فجاءت العملية الغامضة لاسقاط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ” اي اسقاط مشروع المرشد الإيراني” وبدأت بضربات موجعة داخل إيران وتوجهاتها باغتيال ” إسماعيل هنيّة ” داخل ادق مربع امني تابع للحرس الثوري في طهران . وهي رسالة ثانية للمرشد الإيراني ” اننا قادرون للوصول اليكم” فجعلوا ايران في حيرة فإن ردت عسكريا سوف تقع الفخ الذي ينتظره تحالف دولي جاهز ضدها.لذا عليها الانصياع لتنفيذ ( القائمة ) التي استلمها وفدها في نيويورك وفيينا !
ثانيا : توضيح مهم :
فبعد النقد العالي والنبرة العالية من الدول ومن المجتمع الدولي خلال الأشهر الأخيرة للسياسات الاميركية ولما فعلته أمريكا في العراق من اخطاء جسيمة، وبسبب تلك الاخطاء أصبح المسؤولين الاميركيين واينما ذهبوا في العالم يسمعون الانتقاد والتجريح حول مافعلوه في العراق من ” تدمير الدولة العراقية ، وحل جيشها ، وقتل وتهجير علماء واطباء وطياري العراق،وتدمير اقتصاده ، وإعطاء العراق إلى إيران ومليشياتها وحلفاءها ليدمروا العراق ويفتتوا المجتمع … ” بحيث أذعنت الولايات المتحدة لخطة المجتمع الدولي اخيرا بشرط تكون دولة ضمن عدة دول اتفقت على ” التحالف ” من اجل اصلاح النظام السياسي في العراق وابعاد ٨٠٪ من وجوه الطبقة السياسية ومحاسبتها بأثر رجعي مع تغيير هوية النظام وتضاريسه ( ولا نستطيع ان نفصح اكثر من ذلك ) وبالمناسبه هناك ترحيب عراقي بهذا السيناريو بحيث ٩ من اصل ١٠ من العراقيين هم مع هذا التغيير وهذا السيناريو المرتقب. وهو ليس لسواد عيون العراقيين بل من اجل مصالح المجتمع الدولي ولصالح مصالح الدول الكبرى ، والاهم ان المجتمع الدولي اكتشف اخيرا ان العراق قطب رحى الشرق الأوسط وان جميع المشاكل التي حصلت فيه بعد احتلال العراق وبسبب هذا الاحتلال تنامت موجات الأرهاب والتكفير والفساد السياسي وكثرة الحروب والفوضى وانتشار الصراع الإثني والطائفي والديني … الخ . لذا اقتنع المجتمع الدولي ب ( اصلاح العراق لانه اصلاح لمنطقة الشرق الأوسط ) والبداية من اعادة ايران لوضعها السابق ماقبل احتلال العراق ( اجبار ايران لتنكفئ لداخلها) ليتم ترتيب الوضع العراقي ووضع المنطقة من جديد !
ثالثا:-فإيران ولأول مرة أمام خيارات صعبة جدا . ولكن عليها ان تحمي نفسها ونظامها ومرشدها وهنا سوف( تجرع السم ثانية ) وهو الذي تجرعه السيد الخميني وقبل بايقاف الحرب الإيرانية العراقية (١٩٨٠-١٩٨٨)وطبعا من مهد لذلك حينها هما الخامنئي ورفسنجاني. فالكرة بملعب الخامنئي !
سمير عبيد
٩ آب ٢٠٢٤ سمير عبيد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مع المجتمع الدولی فی العراق
إقرأ أيضاً:
سقوط الأسد يحيي آمال الإيرانيين في التخلّص من سلطة الملالي
أذهلت النهاية السريعة لحُكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد الشعب الإيراني، الذي استعاد تطلّعاته المُستمرّة للإصلاحات، وتحسين مستوى المعيشة.
وحسب استطلاعات رأي فرنسية من الداخل الإيراني، تبدو الجمهورية الإيرانية، التي أصبحت معزولة على المستوى الإقليمي بعد أن فقدت حليفاً أساسياً في ما يُسمّى "محور المقاومة"، وضعفت اقتصادياً وما زالت متأثرة بالاحتجاجات الاجتماعية، تبدو أكثر عُرضة للخطر من أيّ وقت مضى.
La chute d’Assad vu d’Iran : «Tout le monde dans les rues parlait de la Syrie, c’était comme si un rêve avait repris vie»
L’effondrement du régime de Bachar al-Assad ravive l’espoir que le pouvoir des mollahs, affaibli, vacille à son tourhttps://t.co/KYnqUc0E98
الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي كميل نيفو، يعتبر من جهته أنّ مصير إيران بات الآن في مرمى تهديدات الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، فبعد انهيار حزب الله وسقوط الأسد، قد تُصبح طهران العضو التالي في "محور المقاومة"، المُعرّض للانهيار. وبرأي كثيرين فإنّ الطموحات بتغيير النظام الإيراني لم تعد مُجرّد سيناريو خيالي، بل حقيقة مُحتملة جداً.
وفي إشارة لجدّية فريق ترامب، فإنّه وبعد 3 أيام من سقوط الأسد، عُقد اجتماع في مجلس الشيوخ الأمريكي بحضور ممثلي المُعارضة الإيرانية، حذّر فيه السيناتور الجمهوري تيد كروز من أنّ "هناك تغيير في المشهد السياسي"، مُذكّراً بقيام ترامب، خلال فترة ولايته الأولى، بتخفيض إنتاج براميل النفط الإيرانية بشكل صارم، مُشدّداً العقوبات عليها بشكل غير مسبوق.
وتمّ هدر الكثير من الأموال الإيرانية في سوريا للحفاظ على نظام الأسد، فضلاً عن الخسائر البشرية. وتجد الجمهورية الإسلامية نفسها معزولة أكثر فأكثر.
وفي الداخل أيضاً، يتزايد الضغط على السلطات الإيرانية، حيث لم يتوقف المجتمع المدني عن الاحتجاج في السنوات الأخيرة.
وقال كروز "سنقطع موارد هذا النظام القاسي والقمعي"، وسوف نُجبر طهران على "إيقاف مراكز الأبحاث النووية"، و"وقف إنتاجها النفطي"، مؤكداً أنّ "آية الله يشعر بالذعر، لأنّ دخل نظامه على وشك التلاشي"، ولذلك فإنّ إيران ضعيفة، وهي خائفة، وربما ستُفاجئ سرعة التغيير الكثيرين.
Après la chute de Bachar al-Assad en Syrie, l’Iran face à un possible effet dominohttps://t.co/ECBUZNj7Lk
— Libération (@libe) December 19, 2024 قلق وتفاؤلويتردد صدى حلم وقوع حدث مماثل لما حصل في سوريا لدى العديد من الإيرانيين، ويُثير الأمل والخوف معاً، الأمل بإضعاف النظام الحاكم والخوف من تداعياته الاقتصادية.
وفي هذا الصدد تنقل يومية "ليبراسيون" الفرنسية عن أشكان، وهو مدرس من طهران، وصفه ليلة 8 ديسمبر (كانون الأول) بأنّها لحظة بالغة الأهمية في بلاده أيضاً "ربما في يوم من الأيام ستُسمع مثل صرخة التحرر هذه في إيران أيضاً".
أما مجتبى، وهو طالب جامعي فيوضح "كان الجميع في شوارع طهران يتحدثون عن سوريا. كان الأمر كما لو أن الحلم قد عاد إلى الحياة، نفس الحلم الذي عاد إلى الظهور خلال احتجاجات (المرأة، الحياة، الحرية) في إيران منذ عام 2022".
ويُثير سقوط الأسد قلق إيرانيين آخرين، من زوايا مختلفة، وخاصة من أنصار الحكومة وإيديولوجية "محور المقاومة" هذا التحالف الذي أصبح اليوم ضعيفاً جداً، فيما تتزايد الشكوك حول قوة إيران العسكرية ومشروعية خطابها، وتُطرح التساؤلات حول "ماذا سيحدث لحزب الله الآن بعد سقوط الأسد".
La chute d’Assad vu d’Iran : «Tout le monde dans les rues parlait de la Syrie, c’était comme si un rêve avait repris vie» https://t.co/SmIyFkxQAo
— Le Miroir Persan (@Lemiroirpersan) December 20, 2024 حذر من الثوراتبالمُقابل تنقل مراسلة "ليبراسيون" في طهران، ديوان شيرازي، عن مواطنين إيرانيين قولهم إنّ الأحداث في سوريا ذكّرتهم بثورة 1979 ووعودها التي لم يتم الوفاء بها. فأحد المخاوف الرئيسية هو أنّ سوريا سوف تتبع مسار إيران مع وصول نظام إسلاموي إلى السلطة وتقييد الحريات المدنية، حسب وصفهم.
وتؤكد روشاناك، وهي طبيبة تبلغ 63 عاماً: "إنها تجربة مريرة عشناها بالفعل" موضحة "في اليوم الذي انتصرت فيه الثورة في إيران، كنا سعداء بنفس القدر. لقد اعتقدنا أنّه من خلال الإطاحة بزعيم قمعي، سنحقق الحرية في النهاية. لكنّ الفرحة لم تدم طويلاً. ولم نفهم أنه تحت ستار تطبيق المبادئ الإسلامية، كانت تنتظرنا سنوات من قمع الحقوق المدنية".
وتابعت أنّه "لعقود من الزمن، لا زالت السلطات الإيرانية تتشبث بخطابها الثوري لتقييد الحريات الفردية".
L’effondrement économique en Iran devient une crise de sécurité pour le régime clérical https://t.co/kbKeUA6DHF
— CNRI-France (@CNRIFrance) December 24, 2024 اقتصاد على وشك الموتكما كان ردّ فعل العديد من الإيرانيين غاضباً، حيث سلطوا الضوء على التكاليف الباهظة لتدخل إيران في سوريا في الوقت الذي تُعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية حادة، مُستنكرين حجة طهران في الدفاع عن أماكن مُقدّسة، مما كلّف إيران مليارات الدولارات وتسبب في مقتل وتشريد ملايين السوريين.
وبالنسبة لرجال أعمال إيرانيين فإنّ سقوط الأسد سيكون له أيضاً عواقب اقتصادية خطيرة على طهران، والأمر لا يقتصر على الأموال المفقودة في الحرب السورية، ولكن التساؤلات اليوم حول ماذا سيحدث للاستثمارات التي لا تزال إيران تمتلكها في سوريا؟ فخسارة عشرات المليارات من الدولارات ستكون بمثابة ضربة موجعة لاقتصاد أصبح بالفعل على وشك الموت، فالتضخم يتجاوز 50%، والعملة الوطنية تنهار، والمدخرات تختفي، ويستمر انقطاع التيار الكهربائي، فضلاً عن نقص في إمدادات الغاز.
L'Iran, état failli. C'est le sort de tous les pays qui dépensent leurs ressources en surarmement.
Malgré son potentiel de producteur majeur de pétrole et de gaz, l'iran des mollahs connait une crise énergétique sans précédant.
"Les administrations, les écoles et les ...⬇️ pic.twitter.com/b0lq8CabW7
بالمُقابل يرى آخرون بصيصاً من الأمل مع اختفاء الأسد، إذ سوف تتضاءل قوة إيران الإقليمية إلى حدّ كبير. ولعلّ هذا التغيير برأيهم سيُجبر الحكومة أخيراً على الاعتراف بإخفاقاتها، والتركيز على تحسين الوضع الداخلي وإنعاش الاقتصاد المُنهار. ويُشكّل الوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش للغاية في إيران، مصدراً لا يُستهان به للسخط، ومظالم الشعب كثيرة.
ويرى محللون فرنسيون أنّ الحالة النفسية للمُجتمع الإيراني باتت سيئة جداً، لدرجة أنّ الناشط والسجين السابق حسين رزاق، خلص إلى أنّ أدنى شرارة، مثل وفاة خامنئي أو أيّ انتكاسة كبيرة أخرى، يُمكن أن تكون إشارة إلى بداية نهاية النظام الإيراني. فيما بات العديد من مؤيدي هذا النظام اليوم يتساءلون عمّا إذا كانت بلادهم نفسها على حافة الانهيار.