عُمان للإبحار دور ريادي في الأمجاد البحرية وتنشئة أجيال المستقبل
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
أكد الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، أنه خلال 16 عامًا أسهمت عُمان للإبحار في وضع سلطنة عُمان على خارطة الإبحار العالمية، وعززت من فرص الاستثمار والاقتصاد العُماني، مع التركيز على تمكين الشباب العُماني، وقد أثمرت هذه الجهود عن تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات، بما في ذلك حصد ميداليات على مستويات دولية، واستضافة وتنظيم أحداث قارية ودولية.
جاء ذلك في الحفل السنوي الذي أقامته عُمان للإبحار بمرور 16 عامًا على تأسيسها كمشروع وطني يسعى لإحياء التراث البحري العُماني والترويج لسلطنة عُمان عالميًّا عبر رياضة الإبحار الشراعي، وأقيم الحفل السنوي بفندق كراون بلازا بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، برعاية الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران".
وأضاف الجابري: لقد حققت عُمان للإبحار العديد من الإنجازات والنجاحات الدولية حتى الآن، واستضافت ونظمت أحداثًا قارية ودولية كبرى، عززت مكانة سلطنة عُمان على خارطة الرياضة العالمية، كما ساهمت في الترويج لجاهزية سلطنة عُمان لاستقطاب الأعمال والاستثمارات"، كما أن أنشطة وبرامج عُمان للإبحار أسهمت في تحقيق 11 من أصل 12 أولوية وطنية ضمن رؤية "عُمان 2040".
ركائز أساسية
وقال الجابري: ركزت مؤسسة عُمان للإبحار على ترجمة رؤيتها من خلال عدد من الركائز الأساسية وهي رياضة الإبحار الشراعي والسياحة والأنشطة التجارية والصحة والبيئة، مع الاهتمام بتطوير كفاءات فريق العمل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عبر عدد من البرامج لتشجيعهم على ممارسة رياضة الإبحار الشراعي وتنمية مهاراتهم الشخصية، لتصبح سلطنة عُمان بعد ذلك وجهة مفضلة لاستضافة السباقات الشراعية العالمية التي يتنافس فيها أشهر البحارة من مختلف دول العالم.
وتابع حديثه: خلال السنوات الماضية استطاعت عُمان للإبحار تحويل الرؤية إلى حقيقة ملموسة، حيث أصبحت سلطنة عُمان في فترة وجيزة وجهة مفضلة لاستضافة السباقات الشراعية العالمية يتنافس فيها أشهر البحارة من مختلف دولة العالم. وأشار الجابري إلى أن الإنجازات والنجاحات المتتالية التي حققتها ما هي إلا شهادة واضحة على الجهود المبذولة من قبل طاقم العمل وكفاءته العالية. لقد تركت تلك الفعاليات أثرًا إيجابيًّا على جميع أفراد المجتمع وساهمت بشكل كبير في التنمية المستدامة للبلد.
كما تطرق الدكتور خميس بن سالم الجابري إلى حرص عُمان للإبحار على إشراك القطاع الخاص للاستفادة من هذه الأحداث، بهدف توسيع نطاق خدماتها إلى شريحة دولية أوسع، وكذلك الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تجلبها هذه الفعاليات. تشمل هذه الفرص تشغيل مختلف أنواع البنى الأساسية، مثل الفنادق والمنتجعات والمرافئ، وتنشيط قطاع الطيران من خلال زيادة أعداد القادمين إلى سلطنة عمان، ورفع نسبة الإشغال الفندقي، وتنشيط قطاع المواصلات، كما تتيح هذه الفعاليات الفرصة لعدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإبراز منتجاتها خلال الفعاليات المستضافة.
وقال الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار: حققت المؤسسة خلال مسيرتها نجاحات استثنائية أسهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية قدما، وسجلت إنجازات ساعد في استغلال الرياضة للمساهمة في تنمية مواهب الشباب ودعم جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية بسلطنة عُمان، بالإضافة إلى تنمية صناعة السياحة الترفيهية البحرية وتحقيق سمعة لسلطنة عُمان على الساحة الدولية كوجهة للسياحة الرياضية والاستثمارات القادمة.
موضحًا بأن عُمان للإبحار تقوم بتنفيذ مجموعة من البرامج التي تهدف إلى تطوير الشباب والناشئة من خلال رياضة الإبحار الشراعي، وتمكينهم ليصبحوا أبطالاً يمثلون سلطنة عُمان بجدارة في المحافل الإقليمية والدولية، كما تسعى إلى تعزيز القطاع السياحي بما يحقق فوائد اقتصادية محلية ويعزز مكانة سلطنة عُمان على خارطة الإبحار العالمية.
برنامج الناشئين
الحفل السنوي اشتمل على العديد من الفقرات، حيث قام هشام بن جمعة السناني مدير عام الرعاية والتطوير بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ومحمد بن أحمد العامري مدير عام المديرية العام للأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعبدالعزيز بن سالم الشيدي القائم بأعمال مدير عام الإبحار الشراعي بعمان للإبحار، بتكريم البحّارة المجيدين في برامج الناشئين، والذي يعد أحد أهم البرامج التي ينطلق منها الأشبال نحو الاحتراف في رياضة الإبحار الشراعي، واستطاع هؤلاء الناشئون من حصد 109 ميدالية في مختلف البطولات الإقليمية والدولية، كما تم تعريف وتدريب 22 ألف طفل على ممارسة رياضة الإبحار، وقد تم تكريم كلا من تميم بن سليمان البلوشي وحسن بن ناصر الوهيبي وفراس بن هيثم النبهاني وسعود بن طالب الشقصي وهود بن سعد النوفلي وخميس بن ناصر المشايخي، ومحمد بن زياد القاسمي وعبداللطيف بن زياد القاسمي ومعتصم بن حمود الفارسي وحاتم بن محسن العريمي وإلياس بن فضل الفضلي وحسين بن سعيد الجابري ومحمد بن أحمد الوهيبي وسلطان بن محمد الوهيبي.
قصة نجاح
تلا ذلك عرض قصة نجاح الثنائي مصعب بن محمد الهادي ووليد بن عيسى الكندي، اللذين تم إعدادهما وتدريبهما للوصول بهما للغاية الأسمى وهي المشاركة في المنافسات الأولمبية، وذلك ضمن الأهداف الإستراتيجية لعمان للإبحار، ومنذ تأسيسها، سعت عُمان للإبحار إلى المنافسة للحصول على مقعد في بطولات الألعاب الأولمبية ورفع علم سلطنة عُمان عاليًا من خلال الفوز بإحدى الميداليات، وسعى هؤلاء البحاران الوصول لهذه الغاية من خلال المشاركة في عدد المنافسات على المستوى الإقليمي والدولي ورفع علم سلطنة عمان بكل فخر في منصات التتويج، كان آخرها الحصول على الميدالية الفضية لأول مرة على مستوى سلطنة عمان في دورة الألعاب الآسيوية بالصين.
كما تمكن ثنائي عُمان للإبحار البحّاران مصعب بن محمد الهادي ووليد بن عيسى الكندي المشارك في دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها الصين عام 2023 من الظفر بميدالية فضية في سباقات قوارب 49 الأولمبية، ويعد هذا الفوز أول فضية في تاريخ الرياضة العُمانية في الألعاب الآسيوية كما يأتي مواصلةً للنجاحات التي ظفرت بها عُمان للإبحار والتي كان آخرها الحصول على خمس ميداليات "ذهبيتان وفضيتان وميدالية برونزية" في دورة الألعاب العربية بالجزائر شهر يوليو 2023.
أبحر بحرّية
تطرق الحفل أيضا على حزمة من الرسائل والتي تلتزم بها مؤسسة عمان للإبحار ومنها تمكين وتطوير الشباب العماني في مختلف المجالات، واستكمالاً لمبادرات عُمان للإبحار في مجال المسؤولية المجتمعية وتطوير الكفاءات العُمانية من الخريجين والطلبة الجامعيين والباحثين عن عمل، فقد أطلقت المؤسسة في 2022 البرنامج التدريبي "سواعدنا" المخصص لهذه الفئات، بالإضافة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وهدف البرنامج إلى تنمية وصقل المهارات والمعارف والخبرات الوظيفية اللازمة لتحقيق النجاح الوظيفي وتمكين الشباب من المساهمة الفعّالة في سوق العمل مستقبلاً.
في الجانب الآخر يعد برنامج الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة "أبحر بحرّية" الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث حقق نجاحًا مبهرًا منذ إطلاقه في عام 2019، هذا النجاح تجسد في تعريف أكثر من 500 من الأشخاص ذوي الإعاقة برياضة الإبحار الشراعي وساهم في تطوير مهاراتهم القيادية والحياتية المتنوعة، بعد ذلك، تم اختيار مجموعة من البحّارة لتمثيل المنتخب الوطني في المنافسات الدولية والقارية، ويسعى برنامج "أبحر بحرّية" إلى الإسهام في تحقيق الأولويات الوطنية التي نصت عليها رؤية "عُمان 2040" والمتمثلة في التعليم والتعلم والبحث العلمي الذي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة وتحسين مستوى الصحة والرفاهية والهوية الوطنية بين المشاركين.
وخلال الحفل قام الدكتور محمد بن علي البرواني مؤسس ورئيس مجلس إدارة "شركة محمد البرواني القابضة"، والدكتور إبراهيم بن بخيت النظيري الرئيس التنفيذي لأسياد للنقل البحري والحوض الجاف، والدكتور خميس بن سالم الجابري، بتوزيع الشهادات على الطلبة الخريجين من هذا البرنامج.
تنمية وتطوير المهارات
فقرات الحفل تنوعت بين العروض المرئية وغيرها من المقاطع الفلمية والمصورة، وانطلاقًا من قيم المؤسسة الساعية لتحقيق التميز والالتزام بتوفير بيئة عمل مثالية، أطلق قسم الموارد البشرية في السنوات الماضية العديد من البرامج التي تهدف إلى تنمية وتطوير مهارات الموظفين وتشجيعهم على العمل بروح الفريق، وخلال الحفل تم تكريم عدد من الموظفين الذين أكملوا 16 عامًا في عمان للإبحار، حيث قام ناصر بن مسعود الشيباني الرئيس التنفيذي للموج مسقط والدكتور خميس بن سالم الجابري بتكريم كل من أحمد بن سيف المعمري ومحسن بن علي البوسعيدي وعلي بن حمد البوسعيدي وسمير بن صربوخ البطاشي ويوسف بن سالم الحراصي ومحمد بن محبوب البرطماني ومحمد بن عبدالله الشكيلي.
برنامج مثابر وأحسنت
آخر فقرات الحفل السنوي اشتملت على تكريم الموظفين ضمن برنامج مثابر وأحسنت، والذين يحرصون بشكل مستمر على تنمية وتطوير مهاراتهم الشخصية وتحقيق التميز من خلال الحصول على الشهادات والجوائز، والحاصلين على شهادات وجوائز في مختلف المجالات، ومن هؤلاء المثابرين ناصر بن سالم الرزيقي، حيث قامت بتكريمه خولة بن حمود الحارثية الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة إنجاز عُمان"، قبل أن يسدل الستار للحفل بتكريم الحاصلين على جوائز التميز، وهم سامي بن سالم الحراصي وبدر بن سالم العوفي ومصعب بن عمير البلوشي وهاشم بن حمد الراشدي ووليد بن عيسى الكندي ومصعب بن محمد الهادي وانتصار بنت حمد المحروقي وباولا الأشقر وليلى بنت علي أمبوسعيدية وشيماء بنت سعيد العاصمية وبدر بن صالح المحروقي، حيث قام بتكريمهم الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران"، والدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار.
جوائز الصناعة الرياضية
وتمكنت عُمان للإبحار في عام 2022 بفضل فريق عملها المميز من الفوز بالجائزة الذهبية في فئة «أفضل منظِّم أحداث رياضية على مستوى الشرق الأوسط»، والجائزة الفضية في فئة «أفضل حدث رياضي» وذلك ضِمن حفل جوائز الصناعة الرياضية في الشرق الأوسط، وفي العام 2023 فاز برنامج عُمان للإبحار للأشخاص ذوي الإعاقة «أبحر بحُريّة» المدعوم من شركة بي.بي عُمان واللجنة البارالمبية العُمانية بالجائزة الذهبية في فئة «أفضل مبادرة مسؤولية اجتماعية».
كما حققت سلطنة عُمان إنجازين بارزين تم تسجيلهما في موسوعة جينيس للأرقام القياسية. ففي عام 2021، تم تسجيل رقم قياسي عالمي لأكبر حملة لتنظيف الشواطئ بمشاركة 73 جنسية مختلفة. وفي عام 2023، حققت رقمًا قياسيًّا آخر لأكبر جملة تم تشكيلها من عبوات البلاستيك الفارغة، حيث جمع المتطوعون أكثر من 32,316 عبوة بلاستيكية واستخدموها لتشكيل عبارة "Project Earthlings has launched from Oman!". يأتي هذا الإنجاز في إطار الحملة الدولية التي أطلقتها الأمم المتحدة "بحار نظيفة" للحد من استخدام البلاستيك وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
مختبر الاستثمار الرياضي
وساهمت عُمان للإبحار في وضع استراتيجية مركزية موحدة لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية بهدف تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وتنشيط القطاعات المحلية الحيوية، وارتكز هذا العمل على كفاءة الإنفاق والتواؤم مع مختلف الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة، والاتحادات الرياضية، وتم تنفيذ ذلك من خلال تطبيق مخرجات "مختبر الاستثمار الرياضي" الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بدعم من وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2024" والبرنامج الوطني لتنمية الصادرات "نزدهر".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب الرئیس التنفیذی عمان للإبحار الحفل السنوی ذوی الإعاقة العدید من الع مانیة ومحمد بن محمد بن من خلال بن محمد حیث قام فی عام
إقرأ أيضاً:
فاينانشال تايمز ترصد الاقتصادات الصاعدة التي ولدت خلال الأزمة المالية
نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" تقريرًا يناقش كيف تؤدي الأزمات المالية إلى إصلاحات اقتصادية تُمهّد للتعافي في بعض الدول الناشئة، مشيرًا إلى أن العديد من البلدان النامية اضطرت إلى تبني سياسات تقشف صارمة بعد الجائحة، مما أدى إلى تحسن الأسواق المالية وتقليص العجز فيها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ظهور علامات التباطؤ في الولايات المتحدة الأمريكية والهند وغيرهما من النجوم الاقتصادية الحديثة جعل الكثيرين يبحثون عن قصص النمو الواعدة القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الركود التضخمي في السبعينيات أدى إلى إصلاح السوق الحرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين، وألهمت الانهيارات التي شهدتها الدول الناشئة في الثمانينيات والتسعينيات الموجة الكبيرة التالية من التجديد، من البرازيل إلى المكسيك وروسيا وتركيا. واليوم، نجد أيضًا تغييرات مدفوعة بالأزمات نحو الأفضل في جميع أنحاء العالم.
فقد أدت أزمة منطقة اليورو في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى إجراء إصلاحات، بالأخص في إسبانيا واليونان. ومؤخرًا، فرضت صدمات الجائحة عملية تطهير مالي في العديد من الدول الناشئة، بما في ذلك الأرجنتين وجنوب أفريقيا ونيجيريا وسريلانكا؛ حيث يظهر الانتعاش في جميع هذه الدول مع ارتفاع أسواق الأسهم وتحسن ظروف الائتمان.
وأوضحت الصحيفة أن هذه البلدان اضطرت إلى الإصلاح وضبط ميزانيتها لأن مواردها المالية كانت مرهقة للغاية بسبب الجائحة، مما أدى إلى تحقيق أرباح في الميزان الأولي - وهو مقياس رئيسي للعجز الحكومي الذي يركز على الإنفاق فقط - وهي في طريقها الآن لتحقيق فائض أولي للمرة الأولى منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وحسب الصحيفة، فإن كل دولة لها أسلوبها الخاص في ضبط النفس؛ حيث فرضت اليونان تخفيضات في الإنفاق وزيادات ضريبية كبيرة بما يكفي لعكس سجل من التخلف المزمن عن السداد يعود إلى تأسيسها كدولة مستقلة.
أما إسبانيا فقد خفضت مزايا المتقاعدين، وحولتهم لواحدة من أكثر فئات السكان فقرًا في أوروبا، لكنه نهج أدى إلى انخفاض العجز والدين بشكل كبير. ونظرًا لصعوبة استقطاب المواهب في عالم يتقدم في السن، فإنها ترحب بالمهاجرين في الوقت الذي تغلق فيه الكثير من الدول الأوروبية أبوابها، وخففت من قواعد التوظيف والفصل من العمل والعمل بدوام جزئي.
وأضافت الصحيفة أن سريلانكا، التي تخلفت عن سداد ديونها في سنة 2022 وسط أسوأ أزمة اقتصادية لها على الإطلاق، قامت بإعادة هيكلة نظامها بشكل جذري؛ حيث ألغت جميع الإعانات وفرضت ضرائب أعلى على الممتلكات والثروات الموروثة وصناعة القمار.
وخفضت نيجيريا أيضًا دعم الوقود ورفعت الإيرادات الحكومية عن طريق زيادة إنتاج النفط، وعملت البلاد على استقرار عملتها المتذبذبة من خلال السماح بتداول النيرة بحرية أكبر في الأسواق العالمية والقضاء إلى حد كبير على السوق السوداء المحلية.
واعتبرت الصحيفة أن الحالة الأكثر إثارة للاهتمام هي عملية "فولندليلا" في جنوب أفريقيا، وهي كلمة من الزولو تعني "مسح الطريق"؛ حيث صُممت هذه العملية لإزالة العوائق في أنظمة السكك الحديدية والطرق والمياه والطاقة الكهربائية، مما قلل بشكل كبير من حالات انقطاع التيار الكهربائي المزمن.
والهدف من كل ذلك هو تعزيز الإنتاجية - وهي مفتاح النمو المستدام على المدى الطويل - بدلاً من الاستمرار في تعزيزها بشكل مصطنع بالإنفاق الحكومي. ومن المقرر أن يرتفع نصيب الفرد من الدخل في جميع هذه الدول بعد انخفاضه أو ركوده لسنوات، وقد بدأت أسواق الأسهم في هذه البلدان تعكس هذا التحول الإيجابي؛ حيث تفوقت على المؤشر العالمي بنسبة 20 بالمائة خلال السنتين الماضيتين، وكانت الأرجنتين وسريلانكا هما السوقان الأفضل أداءً في العالم من حيث القيمة الدولارية خلال هذه الفترة.
وأفادت الصحيفة أن التصنيفات الائتمانية السيادية لهذه الدول اتجهت إلى الارتفاع باستثناء جنوب أفريقيا ونيجيريا، لكن الأنباء المتداولة تشير إلى أن الدولتين قد تكونان في طريقهما إلى رفع التصنيف الائتماني أيضًا.
ولا تقتصر هذه القائمة على تلك الدول؛ حيث تشمل الدول الأخرى التي تقوم بالإصلاح تحت الضغط تركيا ومصر وباكستان، وتعد ألمانيا هي أحدث مثال على "دائرة الحياة": فقد كانت ألمانيا نموذجًا يُحتذى به قبل 10 سنوات، ثم تهاونت وسقطت في حالة من التدهور، وبحلول الأسبوع الماضي كانت تبذل جهودًا كبيرة للإصلاح لدرجة أدت إلى رفع معنويات السوق في جميع أنحاء أوروبا.
وختمت الصحيفة التقرير بأن أيًا من تجارب هذه الدول الناشئة لا تخلو من العيوب؛ فمن المتوقع أن يتضاعف النمو في جنوب أفريقيا ثلاث مرات في السنوات القادمة، ولكن بنسبة 2 بالمئة فقط، وهي نسبة بعيدة كل البعد عن الإبهار. لكن هناك ميلًا انعكاسيًا للعثور على أخطاء أي بلد وقيادته، خاصة في عصر تتفشى فيه السلبية والاستقطاب الشديد.