أكد الدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، أنه خلال 16 عامًا أسهمت عُمان للإبحار في وضع سلطنة عُمان على خارطة الإبحار العالمية، وعززت من فرص الاستثمار والاقتصاد العُماني، مع التركيز على تمكين الشباب العُماني، وقد أثمرت هذه الجهود عن تحقيق العديد من الإنجازات والنجاحات، بما في ذلك حصد ميداليات على مستويات دولية، واستضافة وتنظيم أحداث قارية ودولية.

جاء ذلك في الحفل السنوي الذي أقامته عُمان للإبحار بمرور 16 عامًا على تأسيسها كمشروع وطني يسعى لإحياء التراث البحري العُماني والترويج لسلطنة عُمان عالميًّا عبر رياضة الإبحار الشراعي، وأقيم الحفل السنوي بفندق كراون بلازا بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، برعاية الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران".

وأضاف الجابري: لقد حققت عُمان للإبحار العديد من الإنجازات والنجاحات الدولية حتى الآن، واستضافت ونظمت أحداثًا قارية ودولية كبرى، عززت مكانة سلطنة عُمان على خارطة الرياضة العالمية، كما ساهمت في الترويج لجاهزية سلطنة عُمان لاستقطاب الأعمال والاستثمارات"، كما أن أنشطة وبرامج عُمان للإبحار أسهمت في تحقيق 11 من أصل 12 أولوية وطنية ضمن رؤية "عُمان 2040".

ركائز أساسية

وقال الجابري: ركزت مؤسسة عُمان للإبحار على ترجمة رؤيتها من خلال عدد من الركائز الأساسية وهي رياضة الإبحار الشراعي والسياحة والأنشطة التجارية والصحة والبيئة، مع الاهتمام بتطوير كفاءات فريق العمل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة عبر عدد من البرامج لتشجيعهم على ممارسة رياضة الإبحار الشراعي وتنمية مهاراتهم الشخصية، لتصبح سلطنة عُمان بعد ذلك وجهة مفضلة لاستضافة السباقات الشراعية العالمية التي يتنافس فيها أشهر البحارة من مختلف دول العالم.

وتابع حديثه: خلال السنوات الماضية استطاعت عُمان للإبحار تحويل الرؤية إلى حقيقة ملموسة، حيث أصبحت سلطنة عُمان في فترة وجيزة وجهة مفضلة لاستضافة السباقات الشراعية العالمية يتنافس فيها أشهر البحارة من مختلف دولة العالم. وأشار الجابري إلى أن الإنجازات والنجاحات المتتالية التي حققتها ما هي إلا شهادة واضحة على الجهود المبذولة من قبل طاقم العمل وكفاءته العالية. لقد تركت تلك الفعاليات أثرًا إيجابيًّا على جميع أفراد المجتمع وساهمت بشكل كبير في التنمية المستدامة للبلد.

كما تطرق الدكتور خميس بن سالم الجابري إلى حرص عُمان للإبحار على إشراك القطاع الخاص للاستفادة من هذه الأحداث، بهدف توسيع نطاق خدماتها إلى شريحة دولية أوسع، وكذلك الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تجلبها هذه الفعاليات. تشمل هذه الفرص تشغيل مختلف أنواع البنى الأساسية، مثل الفنادق والمنتجعات والمرافئ، وتنشيط قطاع الطيران من خلال زيادة أعداد القادمين إلى سلطنة عمان، ورفع نسبة الإشغال الفندقي، وتنشيط قطاع المواصلات، كما تتيح هذه الفعاليات الفرصة لعدد كبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لإبراز منتجاتها خلال الفعاليات المستضافة.

وقال الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار: حققت المؤسسة خلال مسيرتها نجاحات استثنائية أسهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية قدما، وسجلت إنجازات ساعد في استغلال الرياضة للمساهمة في تنمية مواهب الشباب ودعم جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية بسلطنة عُمان، بالإضافة إلى تنمية صناعة السياحة الترفيهية البحرية وتحقيق سمعة لسلطنة عُمان على الساحة الدولية كوجهة للسياحة الرياضية والاستثمارات القادمة.

موضحًا بأن عُمان للإبحار تقوم بتنفيذ مجموعة من البرامج التي تهدف إلى تطوير الشباب والناشئة من خلال رياضة الإبحار الشراعي، وتمكينهم ليصبحوا أبطالاً يمثلون سلطنة عُمان بجدارة في المحافل الإقليمية والدولية، كما تسعى إلى تعزيز القطاع السياحي بما يحقق فوائد اقتصادية محلية ويعزز مكانة سلطنة عُمان على خارطة الإبحار العالمية.

برنامج الناشئين

الحفل السنوي اشتمل على العديد من الفقرات، حيث قام هشام بن جمعة السناني مدير عام الرعاية والتطوير بوزارة الثقافة والرياضة والشباب ومحمد بن أحمد العامري مدير عام المديرية العام للأنشطة الرياضية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وعبدالعزيز بن سالم الشيدي القائم بأعمال مدير عام الإبحار الشراعي بعمان للإبحار، بتكريم البحّارة المجيدين في برامج الناشئين، والذي يعد أحد أهم البرامج التي ينطلق منها الأشبال نحو الاحتراف في رياضة الإبحار الشراعي، واستطاع هؤلاء الناشئون من حصد 109 ميدالية في مختلف البطولات الإقليمية والدولية، كما تم تعريف وتدريب 22 ألف طفل على ممارسة رياضة الإبحار، وقد تم تكريم كلا من تميم بن سليمان البلوشي وحسن بن ناصر الوهيبي وفراس بن هيثم النبهاني وسعود بن طالب الشقصي وهود بن سعد النوفلي وخميس بن ناصر المشايخي، ومحمد بن زياد القاسمي وعبداللطيف بن زياد القاسمي ومعتصم بن حمود الفارسي وحاتم بن محسن العريمي وإلياس بن فضل الفضلي وحسين بن سعيد الجابري ومحمد بن أحمد الوهيبي وسلطان بن محمد الوهيبي.

قصة نجاح

تلا ذلك عرض قصة نجاح الثنائي مصعب بن محمد الهادي ووليد بن عيسى الكندي، اللذين تم إعدادهما وتدريبهما للوصول بهما للغاية الأسمى وهي المشاركة في المنافسات الأولمبية، وذلك ضمن الأهداف الإستراتيجية لعمان للإبحار، ومنذ تأسيسها، سعت عُمان للإبحار إلى المنافسة للحصول على مقعد في بطولات الألعاب الأولمبية ورفع علم سلطنة عُمان عاليًا من خلال الفوز بإحدى الميداليات، وسعى هؤلاء البحاران الوصول لهذه الغاية من خلال المشاركة في عدد المنافسات على المستوى الإقليمي والدولي ورفع علم سلطنة عمان بكل فخر في منصات التتويج، كان آخرها الحصول على الميدالية الفضية لأول مرة على مستوى سلطنة عمان في دورة الألعاب الآسيوية بالصين.

كما تمكن ثنائي عُمان للإبحار البحّاران مصعب بن محمد الهادي ووليد بن عيسى الكندي المشارك في دورة الألعاب الآسيوية التي استضافتها الصين عام 2023 من الظفر بميدالية فضية في سباقات قوارب 49 الأولمبية، ويعد هذا الفوز أول فضية في تاريخ الرياضة العُمانية في الألعاب الآسيوية كما يأتي مواصلةً للنجاحات التي ظفرت بها عُمان للإبحار والتي كان آخرها الحصول على خمس ميداليات "ذهبيتان وفضيتان وميدالية برونزية" في دورة الألعاب العربية بالجزائر شهر يوليو 2023.

أبحر بحرّية

تطرق الحفل أيضا على حزمة من الرسائل والتي تلتزم بها مؤسسة عمان للإبحار ومنها تمكين وتطوير الشباب العماني في مختلف المجالات، واستكمالاً لمبادرات عُمان للإبحار في مجال المسؤولية المجتمعية وتطوير الكفاءات العُمانية من الخريجين والطلبة الجامعيين والباحثين عن عمل، فقد أطلقت المؤسسة في 2022 البرنامج التدريبي "سواعدنا" المخصص لهذه الفئات، بالإضافة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وهدف البرنامج إلى تنمية وصقل المهارات والمعارف والخبرات الوظيفية اللازمة لتحقيق النجاح الوظيفي وتمكين الشباب من المساهمة الفعّالة في سوق العمل مستقبلاً.

في الجانب الآخر يعد برنامج الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة "أبحر بحرّية" الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث حقق نجاحًا مبهرًا منذ إطلاقه في عام 2019، هذا النجاح تجسد في تعريف أكثر من 500 من الأشخاص ذوي الإعاقة برياضة الإبحار الشراعي وساهم في تطوير مهاراتهم القيادية والحياتية المتنوعة، بعد ذلك، تم اختيار مجموعة من البحّارة لتمثيل المنتخب الوطني في المنافسات الدولية والقارية، ويسعى برنامج "أبحر بحرّية" إلى الإسهام في تحقيق الأولويات الوطنية التي نصت عليها رؤية "عُمان 2040" والمتمثلة في التعليم والتعلم والبحث العلمي الذي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة وتحسين مستوى الصحة والرفاهية والهوية الوطنية بين المشاركين.

وخلال الحفل قام الدكتور محمد بن علي البرواني مؤسس ورئيس مجلس إدارة "شركة محمد البرواني القابضة"، والدكتور إبراهيم بن بخيت النظيري الرئيس التنفيذي لأسياد للنقل البحري والحوض الجاف، والدكتور خميس بن سالم الجابري، بتوزيع الشهادات على الطلبة الخريجين من هذا البرنامج.

تنمية وتطوير المهارات

فقرات الحفل تنوعت بين العروض المرئية وغيرها من المقاطع الفلمية والمصورة، وانطلاقًا من قيم المؤسسة الساعية لتحقيق التميز والالتزام بتوفير بيئة عمل مثالية، أطلق قسم الموارد البشرية في السنوات الماضية العديد من البرامج التي تهدف إلى تنمية وتطوير مهارات الموظفين وتشجيعهم على العمل بروح الفريق، وخلال الحفل تم تكريم عدد من الموظفين الذين أكملوا 16 عامًا في عمان للإبحار، حيث قام ناصر بن مسعود الشيباني الرئيس التنفيذي للموج مسقط والدكتور خميس بن سالم الجابري بتكريم كل من أحمد بن سيف المعمري ومحسن بن علي البوسعيدي وعلي بن حمد البوسعيدي وسمير بن صربوخ البطاشي ويوسف بن سالم الحراصي ومحمد بن محبوب البرطماني ومحمد بن عبدالله الشكيلي.

برنامج مثابر وأحسنت

آخر فقرات الحفل السنوي اشتملت على تكريم الموظفين ضمن برنامج مثابر وأحسنت، والذين يحرصون بشكل مستمر على تنمية وتطوير مهاراتهم الشخصية وتحقيق التميز من خلال الحصول على الشهادات والجوائز، والحاصلين على شهادات وجوائز في مختلف المجالات، ومن هؤلاء المثابرين ناصر بن سالم الرزيقي، حيث قامت بتكريمه خولة بن حمود الحارثية الرئيسة التنفيذية لـ"مؤسسة إنجاز عُمان"، قبل أن يسدل الستار للحفل بتكريم الحاصلين على جوائز التميز، وهم سامي بن سالم الحراصي وبدر بن سالم العوفي ومصعب بن عمير البلوشي وهاشم بن حمد الراشدي ووليد بن عيسى الكندي ومصعب بن محمد الهادي وانتصار بنت حمد المحروقي وباولا الأشقر وليلى بنت علي أمبوسعيدية وشيماء بنت سعيد العاصمية وبدر بن صالح المحروقي، حيث قام بتكريمهم الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للتنمية السياحية "مجموعة عُمران"، والدكتور خميس بن سالم الجابري الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار.

جوائز الصناعة الرياضية

وتمكنت عُمان للإبحار في عام 2022 بفضل فريق عملها المميز من الفوز بالجائزة الذهبية في فئة «أفضل منظِّم أحداث رياضية على مستوى الشرق الأوسط»، والجائزة الفضية في فئة «أفضل حدث رياضي» وذلك ضِمن حفل جوائز الصناعة الرياضية في الشرق الأوسط، وفي العام 2023 فاز برنامج عُمان للإبحار للأشخاص ذوي الإعاقة «أبحر بحُريّة» المدعوم من شركة بي.بي عُمان واللجنة البارالمبية العُمانية بالجائزة الذهبية في فئة «أفضل مبادرة مسؤولية اجتماعية».

كما حققت سلطنة عُمان إنجازين بارزين تم تسجيلهما في موسوعة جينيس للأرقام القياسية. ففي عام 2021، تم تسجيل رقم قياسي عالمي لأكبر حملة لتنظيف الشواطئ بمشاركة 73 جنسية مختلفة. وفي عام 2023، حققت رقمًا قياسيًّا آخر لأكبر جملة تم تشكيلها من عبوات البلاستيك الفارغة، حيث جمع المتطوعون أكثر من 32,316 عبوة بلاستيكية واستخدموها لتشكيل عبارة "Project Earthlings has launched from Oman!". يأتي هذا الإنجاز في إطار الحملة الدولية التي أطلقتها الأمم المتحدة "بحار نظيفة" للحد من استخدام البلاستيك وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على البيئة.

مختبر الاستثمار الرياضي

وساهمت عُمان للإبحار في وضع استراتيجية مركزية موحدة لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية بهدف تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وتنشيط القطاعات المحلية الحيوية، وارتكز هذا العمل على كفاءة الإنفاق والتواؤم مع مختلف الجهات المعنية مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة، والاتحادات الرياضية، وتم تنفيذ ذلك من خلال تطبيق مخرجات "مختبر الاستثمار الرياضي" الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بدعم من وحدة متابعة تنفيذ رؤية "عُمان 2024" والبرنامج الوطني لتنمية الصادرات "نزدهر".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثقافة والریاضة والشباب الرئیس التنفیذی عمان للإبحار الحفل السنوی ذوی الإعاقة العدید من الع مانیة ومحمد بن محمد بن من خلال بن محمد حیث قام فی عام

إقرأ أيضاً:

وزراء ومسؤولون في زيارة لميناء روتردام خلال زيارة جلالة السلطان إلى هولندا

 

 

روتردام- العُمانية

في إطار زيارة حضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى مملكة هولندا؛ قام عددٌ من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين أمس بزيارة إلى ميناء روتردام.

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن في كلمة له: "إن هناك حديث كثير عن الخطط والدراسات، ولكن ما نراه على الواقع يمنحنا أملًا كبيرًا بالسير في الاتجاه الصحيح وحين المشروع يُبنى أو يُشكّل فعليًا، تبدأ بالشعور بتحقق تغييرًا، والرغبة في مواصلة التواصل مع ميناء روتردام. وأضاف معاليه أن ميناء روتردام منفذ رئيس إلى السوق الأوروبية، بقدر ما نرغب في التواصل مع موانئ أخرى، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأهداف الفورية. وبالنسبة لمستقبل الهيدروجين، سواء كان أمونيا أو ميثانول أو هيدروجين سائلًا أو أي مشتق قد نصدره، فهو لا يزال يُمثل لنا منفذًا مهمًا إلى السوق الأوروبية، وبالطبع إلى هولندا، وسوقها نظرًا لضخامته، مؤكدًا مواصلة العمل مع الجانب الهولندي ويبدأ العمل في الخطط التي كانت ولا تزال قائمة قبل عامين.

من جانبه، قال معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني إن الشراكة الاستراتيجية بين ميناء روتردام وميناء صحار مهمة للغاية بالنسبة لسلطنة عُمان وقد سلّط حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الضوء على هذه الشراكة في كلمته السامية. وأشاد معاليه بالنمو والتطور الذي تشهده هذه الشراكة وكذلك الوعي المتزايد لشعبينا تجاه هذه الشراكة وعلى النجاح الذي تحقق من هذه الشراكة التي امتدت لعقود بين البلدين الصديقين. وأشار معاليه إلى أن المجتمع المحلي المحاور لميناء صحار يشهد نموًّا بفضل الازدهار والنمو المتحقق في الميناء.

وقال عمر بن محمود المحرزي الرئيس التنفيذي لموانئ أسياد والمناطق الحرة إن مجموعة أسياد تعمل على تبادل الخبرات وتعزيز الكفاءات العُمانية وصقلها بالمهارات المناسبة. وأضاف أن مجموعة أسياد تعد المزود العالمي للخدمات اللوجستية المتكاملة في سلطنة عُمان، ومنذ انطلاقتها، نجحت في التوسع محليًا وإقليميًا وعالميًا، لتصبح محركًا رئيسًا في جهود تنويع الاقتصاد المحلي في سلطنة عُمان. وبأصول تزيد قيمتها على 4.1 مليار دولار أمريكي. وذكر أن مجموعة أسياد تنتشر عملياتها في أسواق عالمية رئيسية تشمل الولايات المتحدة، والصين، وسنغافورة، والهند، ودول مجلس التعاون الخليجي، ما يتيح لها ربط عُمان بالعالم عبر شبكة خدمات متطورة وشراكات استراتيجية وبنية أساسية ذات كفاءة عالية.

وأوضح أن محفظة المجموعة المتنوعة تشمل 3 موانئ بحرية رئيسة بمواصفات عالمية، إضافة إلى عدد من الموانئ الصغيرة والمتوسطة، وميناء بري، وثلاث مناطق حرة تمتد على مساحة إجمالية تبلغ 117.6 كيلومتر مربع، ومدينة اقتصادية، وأسطول بحري متنوع يضم أكثر من 90 سفينة، وشبكة من خطوط النقل البحري تربط عُمان بالموانئ الرئيسة إقليميًا. كما تقدم المجموعة خدمات إصلاح وبناء السفن في أحد أكبر الأحواض الجافة في الشرق الأوسط. وتماشيًا مع متغيرات الأسواق العالمية، ودعمًا للاقتصاد الوطني، أشار إلى أن مجموعة أسياد توفر حلولًا لوجستية متكاملة تشمل خدمات الشحن والتخزين، والتوزيع للتجارة الإلكترونية، وخدمات التوصيل إلى الميل الأخير؛ حيث تخدم هذه الحلول قطاعات متنوعة مثل التمويل، والتجارة الإلكترونية، والتصنيع، وغيرها، كما تقدم أسياد خدمات موثوقة وفعّالة تعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز رئيس للتجارة العالمية.

وتابع قائلًا إن مجموعة أسياد تستفيد من الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسلطنة عُمان، الذي يربط بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، لتقديم حلول لوجستية رائدة مدعومة بتقنيات متطورة وحلول مبتكرة. وبفضل موقعها خارج مضيقي هرمز وباب المندب، توفر موانئ أسياد وصولًا مباشرًا وفعّالًا إلى الأسواق الرئيسية في مدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام للأسواق الإقليمية، وأسبوعين إلى الأسواق العالمية.

وأفاد أن ميناء روتردام في مملكة هولندا يعد أكبر ميناء في أوروبا وأحد أكثر موانئ العالم ازدحامًا، ويعمل كحلقة وصل رئيسة لتجارة البضائع بين أوروبا والأسواق العالمية. وأوضح أن الميناء يتميز ببنية أساسية متطورة وتقنيات ذكية وأرصفة عميقة، ما يجعله محورًا رئيسًا لسلاسل التوريد العالمية، كما يركز بشكل متزايد على الاستدامة من خلال مبادرات الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات، ما يعزز مكانته كلاعب أساسي في التجارة والصناعة الأوروبية.

ولفت إلى أن سلطنة عُمان ومملكة هولندا تجمعهما روابط تاريخية عميقة في القطاع البحري تمتد جذورها إلى القرن السابع عشر، وفي هذا العام، يحتفل البلدان الصديقان بمرور 400 عام على العلاقات البحرية التجارية. وبيّن أن الشركات الهولندية تشارك بشكل متزايد في جهود سلطنة عُمان للتحول في مجال الطاقة، لا سيما في مشاريع الهيدروجين الأخضر، ما يعكس التزام كلا البلدين بالاستدامة والتخفيف من آثار تغير المناخ، عطفًا على ما يمثله ميناء صحار والمنطقة الحرة من شراكة استراتيجية مناصفة بين مجموعة أسياد وميناء روتردام.

وقال إن ميناء صحار يتمتع بموقع استراتيجي، ما يتيح سهولة الوصول إلى الاسواق الإقليمية والدولية، ويمتد ميناء صحار على مساحة 2100 هكتار، ويضم على المجمعات الرئيسة، بما في ذلك الخدمات اللوجستية، والبتروكيماويات، والمعادن والأغذية.

وأضاف أن الميناء يقوم بدور أساسي في تحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040. وبفضل موقعه الاستراتيجي، يتيح ميناء صحار وصولًا سريعًا إلى الأسواق المتنامية في دول مجلس التعاون الخليجي والهند وشرق أفريقيا.

وأردف أن المنطقة الحرة بصحار تمتد على مساحة تتجاوز عن 4500 هكتار، وتستقطب شركات من 53 دولة، وهذه المنطقة الشاسعة مهيأة لمزيد من النمو مع التوسعات المستمرة، وتقوم المشاريع المستقبلية بدور حيوي في زيادة حجم الأعمال بالمنطقة الحرة وخاصة مشروع حفيت للقطارات، الذي هو قيد التنفيذ لربط ميناء صحار بشبكة القطارات الإماراتية، حيث سيسهم في دعم التجارة بين سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتسهيل حركة البضائع والنقل بينهما.

وفي سياق متصل، رحّب بودوين سيمونز الرئيس التنفيذي لهيئة ميناء روتردام في كلمة له على الزيارة التي قام بها معالي الوزراء والسعادة والرؤساء التنفيذيين من الجانب العُماني إلى الميناء، مشيرًا إلى التطور التاريخي للميناء وترابطه مع المدينة. وأضاف أن ميناء روتردام يتمتع بشراكة قيّمة للغاية مع سلطنة عُمان، والتي ازدهرت على مدى عقدين من الزمن. وقد أدت هذه العلاقة إلى تعاون مثمر مع مجموعة أسياد لميناء صحار والمنطقة الحرة.

وأكد في كلمته على الالتزام بمواصلة التوسع في العلاقة لعقود قادمة، بناءً على 400 عام من العلاقات الثنائية وعلى ما تم تحقيقه بالفعل في سلطنة عُمان. وأدت إلى تحول في الميناء بإنتاجية بلغت 75 مليون طن العام الماضي. وذكر أن هناك رغبة لكل من مملكة هولندا وسلطنة عُمان في ضمان قيمة الموانئ للأجيال القادمة، مضيفًا أن التحول في مجال الطاقة يعد شرطًا وفرصة في هذا الصدد، وأن التحول أصبح واضحًا الآن في الميناء من خلال بناء أكبر مصنع للهيدروجين في أوروبا، وخط أنابيب للهيدروجين.

وأفاد أن هناك استعداد لربط ميناء روتردام، كأكبر مركز للطاقة في أوروبا، بروابط قوية بالمناطق الصناعية مع منتجي الهيدروجين ومراكز الطلب، مشيرًا إلى أن الشراكة مع ميناء صحار يقوم بدور مهم في ذلك باعتبارها بوابة إلى سلطنة عُمان، وهي منتج متقدم للهيدروجين والطاقة.

ولفت إلى أن مشروع هيدروم يعتمد على مبادئ مماثلة لروتردام: الشفافية والبنية الأساسية للاستخدام المشترك، وجذب شركات مثل شل التي تعمل في كلا البلدين، وأن ميناء روتردام مستعد لاستقبال الهيدروجين والأمونيا منخفض الكربون، والميثانول، ومركبات الكربون الهيدروفلورية، والطاقة منخفضة الكربون، والفولاذ الأخضر من سلطنة عُمان.

وأعرب في ختام كلماته عن اهتمامه في إمكانية التعاون في تجارة المواد الخام الحيوية، مؤكدًا أن الميناء يتمتع ببنية أساسية قائمة ومخطط لها، متصلة بمراكز الطلب في الميناء، ثم بألمانيا عبر الصنادل وخطوط الأنابيب.

وقالت معالي رينيت كليفر وزيرة التجارة الخارجية والتنمية في مملكة هولندا في كلمة لها في عام 1624: "وصل التجار الهولنديون لأول مرة إلى ميناء مطرح في سلطنة عُمان ونحتفل هذا العام بحدث بارز بأربعة قرون من العلاقات البحرية بين البلدين الصديقين". وأضافت معاليها أن سلطنة عمان ومملكة هولندا دولتان بحريتان، ولديهما إرث طويل من التجارة في البداية، كانت تجارتنا في التوابل هي التي جمعتنا معًا لاحقًا، كان النفط، والآن نتطلع إلى تجارة المستقبل.

وأوضحت معاليها أننا نفعل ذلك بأهداف مشتركة وطموحات جريئة معًا، وبخبرة عميقة في الموانئ والخدمات اللوجستية وإدارة المياه؛ حيث يُعد ميناء صحار، وهو مشروع مشترك ناجح بين سلطنة عُمان وميناء روتردام، مثالًا قويًا على ما يمكن تحقيقه معًا، ويساهم بشكل مباشر بنسبة تتراوح بين 2 و3% في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان، ولديه القدرة على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل.

وأعربت معاليها- في كلمة لها- عن ترحيبها بالطموح العُماني، كما رحّبت سلطنة عُمان بالنهج الهولندي بهدف التعاون والمنفعة المتبادلة، مشيرة إلى أن هناك العديد من التحديات المتزايدة التي تتطلب مواجهتها مثل تغير المناخ والتحول في مجال الطاقة. ولفتت معاليها أن سلطنة عُمان اتخذت خطوات جريئة لتنويع اقتصادها مع رؤية "عُمان 2040"، وأن مملكة هولندا تدعم هذه الرحلة، لا سيما في القطاعات الرئيسة مثل الطاقة المتجددة وإدارة المياه والخدمات اللوجستية المستدامة.

وأشارت إلى أنه مع كمية الشمس والرياح، تقف سلطنة عُمان على أهبة الاستعداد لتكون واحدة من رواد العالم في إنتاج الهيدروجين وهذا يوفر فرصًا هائلة لأمن الطاقة، والتحول العالمي في مجال الطاقة، مؤكدة إمكانية القيام ببناء ممرات الهيدروجين، والصناعات الثقيلة الخضراء، وتعزيز سلاسل التوريد الحيوية.

حضر عدد من أصحاب المعالي والسعادة، وعدد من المسؤولين في القطاع الخاص.

مقالات مشابهة

  • وزراء ومسؤولون في زيارة لميناء روتردام خلال زيارة جلالة السلطان إلى هولندا
  • مراسل سانا: أهلي حلب يفوز على أمية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد في نهاية المباراة التي جمعتهما على أرض ملعب الفيحاء بدمشق ضمن بطولة المستقبل لكرة القدم
  • الشراكات الاقتصادية والإنجاز الدبلوماسي
  • مسؤولون يزورون ميناء أمستردام خلال الزيارة السامية إلى هولندا
  • مجموعة إذكاء ومجموعة يانغو تطلقان منظومة يانغو في سلطنة عُمان
  • ما الملفات التي سيبحثها نواف سلام خلال زيارته لسوريا؟
  • وزير الثروة البحرية يستقبل وفدًا تركياً.. مباحثات لتعزيز التعاون المشترك
  • انطلاق المرحلة الخامسة من مشروع مسح الثدييات البحرية بمحافظة مسندم
  • بحّارة عُمان للإبحار يحصدون 8 ميداليات في دورة الألعاب الخليجية الشاطئية
  • انطلاق أعمال المرحلة الخامسة من مشروع مسح الثدييات البحرية بمحافظة مسندم