كتب لاعب التايكواندو التونسي فراس القطوسي تاريخا جديدا لرياضة التايكواندو التونسية في الألعاب الأولمبية، عندما انتزع مساء الجمعة الميدالية الذهبية لوزن 80 كيلوغراما في أولمبياد باريس 2024 محققا إنجازا أول من نوعه لهذه اللعبة.

وقبل يومين فقط من نهاية الألعاب الأولمبية في نسختها الـ33، كانت آمال تونس تتضاءل في تحقيق ميدالية ذهبية، خصوصا أن الوفد التونسي دخل الألعاب بعدد ضئيل جدا من الرياضيين لم يتجاوز 26 لاعبا، غادر أغلبهم المنافسات.

لكن فراس القطوسي، تفوق على منافسه الإيراني مهران برخورداري بنتيجة 2 ـ 0 في الدور النهائي ليهدي تونس أول ذهبية في أولمبياد باريس والثالثة في الألعاب الحالية بعد فضية لاعب المبارزة فارس الفرجاني وبرونزية لاعب التايكواندو خليل الجندوبي.

واستطاع القطوسي (28 عاما) أن يحرز الميدالية الذهبية الأولى لرياضية التايكواندو والسادسة في تاريخ مشاركات تونس في الألعاب الأولمبية، في وقت كان السباح السابق أسامة الملولي آخر من صعد على منصة التتويج في الألعاب، وذلك قبل 12 عاما عندما أحرز ذهبية 10 كيلومتر للسباحة في المياه المفتوحة خلال دورة لندن 2012.

وفضلا عن إنجازه التاريخي لتونس، أصبح القطوسي الذي يشارك لأول مرة في الألعاب الأولمبية، ثاني لاعب تايكواندو عربي يفوز بالذهبية بعد الأردني أحمد أبو غوش خلال أولمبياد ريو دي جينيرو 2016.

وداخل صالة "رولان غاروس" في العاصمة الفرنسية باريس، قدم فراس القطوسي، عرضا رائعا في كل مبارياته في مسار التتويج بالذهبية، قبل أن يحقق الفوز في النهائي ويفجر فرحة تاريخية في الأوساط الرياضية التونسية وبين الجماهير التي كانت تدعمه بقوة في قاعة النزال الأولمبي.

طموحات محدودة وعزيمة كبيرة

وكشف القطوسي عقب تتويجه بالذهبية أنه جاء لخوض منافسات الألعاب الأولمبية من أجل تحقيق نتائج جيدة، لكنه لم يكن في البداية يحلم بالذهب، مضيفا في تصريحات تلفزيونية مباشرة عقب إنجازه التاريخي: "أنا سعيد حقا بهذا التتويج، خضت كل مبارياتي بتركيز كبير وبثقة وعزيمة، في الحقيقة لم أكن أعتقد أني سأحرز الميدالية الذهبية، ولذلك أعتبرها أعظم إنجاز تاريخي في مسيرتي".

وتابع القطوسي الذي توجه للجماهير التونسية في قاعة رولان غاروس لتحيتها بعد إنجازه الرائع: " كانت هناك بعض المقابلات صعبة جدا، خصوصا في نصف النهائي أمام المنافس الأمريكي لكن الحمد لله أني نجحت في النهاية في الفوز والصعود على منصة التتويج، أهدي هذا الإنجاز الركبير لكل من آمن بي وساعدني ودعمني، الخطط التي اعتمدتها مع الإطار الفني كانت موفقة وأعطت ثمارها".

وخاض البطل التونسي مسارا بطوليا في منافسات التايكواندو لوزن 80 كيلوغراما، إذ فاز في ثمن النهائي على الأسترالي ليون سيرانوفيتش بنتيجة 2-0.

وفي ربع النهائي حقق القطوسي الفوز على الدنماركي إيدي هنريك 2-0، أما في نصف النهائي فقد تأهل بطل التايكواندو التونسي، الذي يخوض مشاركته الأولمبية الأولى، على حساب وصيف بطل العالم الأمريكي كارل نيكولاس 2-0.

وبدأت مسيرة فراس القطوسي مع رياضة التايكواندو منذ الرابعة من عمره، حيث برز شغفه بالرياضات القتالية منذ طفولته، وزاده حماسة الكبير وإمكانياته البدنية في الوفاء للعبته المفضلة حيث أبدع في ممارسة الأنشطة القتالية، لينضم إلى نادٍ للتايكواندو للأطفال، حينها لاحظ والداه ومدربه أنه يمثل بالفعل مشروع بطل واعد، ليبدأ بالفعل مسيرة خارقة توجها بالذهب الأولمبي.

مسيرة بطولية

وشهدت مسيرة البطل الأولمبي التونسي مراحل متقلبة إذ انقطع عن ممارسة التايكواندو في سنة 2918، وبعدها بعام واحد عاد لحلبات النزال من جديد، وقال القطوسي: "بعد أن انقطعت عن المنافسات عدت بقُوّة وآمنت بحظوظي، وتمكنت بشكل تدريجي انطلاقا من عام 2019 من المشاركة في عدد من البطولات العربية والألعاب الإفريقية، إلى أن وصلت إلى منصة التتويج الأولمبي وهي رحلة لم تكن سهلة بالمرة".

وكان القطوسي فشل في التأهل لمنافسات الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، مما أثر أيضا على مشواره الرياضي، لكنه قال بعد ذهبية باريس إنه عمل كثيرا من أجل فرض نفسه على الصعيد الأولمبي، قبل أن يقول إنه يهدي الميدالية الذهبية لكل الشعب التونسي.

وحقق لاعبو التايكواندو في تونس أفضل النتائج الأولمبية للبلاد، حيث لم تغب هذه اللعبة عن منصات التتويج في آخر 3 دورات أولمبية، وحققت على الأقل ميدالية واحدة منذ ريو دي جينيرو 2016.

وبعد برونزية أسامة الوسلاتي في 2016، فاز محمد خليل الجندوبي بالميدالية الفضية في طوكيو 2020 وكرر إنجازه في النسخة الحالية، بتتويجه ببرونزية وزن 58 كيلوغراما، فيما كان الإنجاز الأكبر لفراس القطوسي في وزن 80 كبلوغراما.

وأهدى فراس القطوسي تونس الميدالية الذهبية السادسة في تاريخ مشاركاتها الأولمبية، والسابعة عشرة في إجمالي الميداليات في تاريخ البلاد.

ويعود أول إنجاز ذهبي في تاريخ تونس مع الألعاب الأولمبية، إلى مكسيكو عام 1968، عندما نجح أسطورة ألعاب القوى، محمد القمودي، في إهداء بلاده أول ذهبية أولمبية وذلك في سباق 5000 متر، وهو الحدث الذي بقي راسخا في سجلات الرياضة التونسية، طيلة 40 عاما بالتمام والكمال.

وفي نسخة بيكين 2008، أهدى السباح أسامة الملولي، تونس ذهبيتها الثانية وذلك في سباق 1500 متر لنسخة بكين عام 2008، قبل أن يصبح أول رياضي تونسي يفوز بالذهب في نسختين متتاليتين، بعد فوزه بذهبية سباق 10 متر في منافسات السباحة في المياه المفتوحة.

وفي النسخة ذاتها، تألقت العداءة البطلة حبيبة الغريبي، صاحبة الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع، لتصبح أول رياضية تونسية تحصد الذهب الأولمبي.

وفي النسخة الماضية في طوكيو أحرز أحمد أيوب الحفناوي الميدالية الذهبية للسباحة في سباق 400 متر سباحة حرة بعدما أصبح بعمر 18 عاما، أصغر رياضي تونسي وعربي يتوج بذهبية أولمبية في تاريخ الألعاب.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الألعاب الأولمبية تونس أولمبياد باريس منصة التتويج التايكواندو طوكيو طوكيو تونس الألعاب الأولمبية الميدالية الذهبية أولمبياد تونس التايكوندو الألعاب الأولمبية تونس أولمبياد باريس منصة التتويج التايكواندو طوكيو طوكيو تونس الألعاب الأولمبية الميدالية الذهبية رياضة

إقرأ أيضاً:

ديربي ناري وقمة كلاسيكية في ربع النهائي الأوروبي

ينتظر عشاق كرة القدم، قمة نارية وكلاسكيات وديربي ساخن، في منافسات ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية 2025، الذي يختتم في الثامن من يونيو المقبل، بإقامة النهائي القاري الكبير، خاصة ان المنتخبات الأعرق هي المتأهلة إلى الأدوار الاقصائية.

هولندا تسعى للختام بفوز على البوسنة في دوري الأمم الأوروبية

وأسفرت قرعة ربع نهائي دوري أمم أوروبا لكرة القدم، عن مواجهات من العيار الثقيل بين أقوى المنتخبات في القارة البيضاء العجوز، حيث يصطدم حامل اللقب الإسباني بالطواحين الهولندية، فيما تلعب الفائزة بالنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية برازيل البرتغال ضد الجصان الأسود الدانماركي، وأخيراً الكلاسيكو الكبير بين الطليان ضد غريمة التقليدي الألماني.

وسيلعب وصيف مونديال 2018، منتخب كرواتيا، التي خسرت آخر نهائي من البطولة بركلات الترجيح، ضد وصيف كأس العالم 2022، فرنسا، في مباراة إعادة لنهائي كأس العالم نسخة عام 2018، والتي انتهت بتتويج الديوك.

وستقام مباريات دور الثمانية للبطولة القارية، من مباراتين ذهابا وإيابا في مارس 2025م، تحديداً يومي الخميس 20 مارس والأحد الـ23 من الشهر عينه.

في حين تلعب مباريات نصف النهائي واللقاء الختامي في نهاية موسم 2024-2025، حيث تنطلق مباراتا نصف النهائي في الرابع والخامس من يونيو المقبل، ثم مباراة تحديد المركز الثالث في الثامن من الشهر ذاته، يليه في مساء نفس اليوم، المواجهة النهائية للبطولة.

أما مسار مواجهات نصف النهائي، سيلتقي الفائز من مواجهة إيطاليا وألمانيا بالمنتصر من مواجهة الدانمارك والبرتغال، والفائز من مواجهة هولندا وإسبانيا بالفائز من مواجهة كرواتيا وفرنسا.

وستقام جميع اللقاءات بنظام المباراتين، حيث تلعب الفرق المصنفة الأولى من مجموعات دوري الأمم الأوروبية على أرضها في لقاء العودة، ولا يمكن أن تواجه الفرق من المجموعة نفسها في الدور الأول بعضها البعض.

وتسعى إسبانيا وفرنسا والبرتغال للفوز بلقب المسابقة للمرة الثانية في تاريخها، بينما تتطلع ألمانيا والدانمارك إلى الوصول للدور قبل النهائي لأول مرة.

ويعد منتخب ألمانيا، هو الأكثر تحفيزاً، بعدما استعاد بعضاً من بريقه تحت قيادة المدرب يوليان ناجلسمان، الذي أكد عدة مرات أن التتويج باللقب هدفه الأول مع "الماكينات" قبل نهائيات كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

مقالات مشابهة

  • بدء المعسكر التدريبي للمشاركة في "أولمبياد العلوم للناشئين" برومانيا
  • "الأولمبية العُمانية" تشارك في اجتماع "اللجان العربية"
  • ديربي ناري وقمة كلاسيكية في ربع النهائي الأوروبي
  • إيطاليا وهولندا.. «النهائي المحتدم»!
  • المنتخب العسكري يُتوج بالميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية
  • الحزب الاشتراكي اليمني يعلن موقفه النهائي من ”الانفصال” والقضية الجنوبية
  • تشكيلة الأهلي ضد الفيحاء.. البريكان يقود االهجوم
  • "الأولمبية العربية" تعتمد استضافة البحرين والأردن دورتي الألعاب 2031 و2035
  • “الأولمبية العربية” تعتمد استضافة البحرين والأردن دورتي الألعاب 2031 و2035
  • «الأولمبية» تشارك في عمومية اتحاد اللجان الأولمبية العربية بالأردن