«علكة» تتصدر المشهد في تتويج إيمان خليف!
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
باريس (د ب أ)
تستحق الساعات التي عاشتها البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف، قبل وبعد نزالها مع منافستها الصينية ليو يانج، في نهائي وزن أقل من 66 كجم، في أولمبياد باريس 2024، أن توثق، لتشكل فصلاً جديداً من حياتها المليئة بالتقلبات المثيرة.
وانتزعت خليف الميدالية الذهبية، بعد نزال سيطرت عليه من البداية حتى النهاية، وتحت هتافات جماهير قاربت 15 ألفاً احتشدوا بملعب «فيليب شاترييه» برولان جاروس. وغادرت خليف، رفقة مدربيها بيدرو لويس دياز، ومحمد شعوة، وأيوب جروب، إضافة إلى اثنين من مسؤولي البعثة الجزائرية، مقر إقامتها بالقرية الأولمبية نحو محطة حافلات نقل الرياضيين إلى أماكن المنافسات، وسط دعوات بالنجاح من إحدى العائلات المقيمة بجوار المبنى.
كل ما طلبته خليف، في هذا الطريق القصير، كان «علكة» ربما للتخفيف من التوتر الذي بدأ يسيطر عليها.
فما كان من مرافقيها إلا أن يلبوا طلبها، ومن حسن حظهم أن جزائرية الأصل من موظفي الأمن، وفرت «علكات» وليس «علكة»، من أجل عيون «بطلة قومية».
بعد دقائق وصلت ليو يانج، رفقة طاقمها إلى محطة الحافلات، ووقفت على بعد مترين من خليف، دون أن يتبادلا التحية، بخلاف بقية أعضاء الطاقمين الذين دخلوا في حديث ودي، خاصة أن مدربي الجزائرية والصينية ينحدران من بلد واحد «كوبا».
صعد الجميع إلى الحافلة، جلست خليف، بعيدة عن يانج، وبعد دقائق طلبت هاتف أيوب جروب، لتصفح شيء ما، عاودت الطلب مرة ثانية، ثم دخلت في تركيز تام إلى غاية الوصول إلى ملعب رولان جاروس بعد 30 دقيقة من السير، وقبل نحو 3 ساعات من النزال، دخلت خليف ومنافستها يانج، رولان جاروس وكاميرا التليفزيون تتبع خطواتهما حتى غرف تبديل الملابس.
في هذه الأثناء بدأت أرجاء ملعب رولان جاروس تعج بالمشجعين، وكان واضحاً التوافد الكبير للجزائريين الذين تميزوا عن غيرهم بحمل علم بلدهم وترديد الهتاف الشهير «وان، تو، ثري، فيفا لالجيري».
بعد التاسعة والنصف ليلاً، انطلقت النزالات النهائية، وكان ترتيب نزال خليف-يانج هو الرابع والأخير.
انتظر تقريباً كل من كان في الملعب هذا الموعد، وظهر بعض الخلل على المنظمين الذين فشلوا في كبح مشاعر المشجعين الجزائريين الذين تفاعلوا واحتفلوا بالتتويج الذهبي لإيمان خليف، كما لو فعلوا مع انتصارات منتخب كرة القدم.
كررت خليف احتفالها على طريقة النجم السابق لنادي مولودية الجزائر يوسف بلايلي، وحاولت بكل الطرق إخفاء دموعها عند عزف النشيد الوطني «قسما».
بالموازاة انطلقت أفراح كثيرة في مناطق عديدة من الجزائر منها قرية بيبان مصباح مسقط رأسها ومدينة تيارت خصوصاً.
توجهت خليف، إلى منطقة التصريحات الصحفية، وعندما كانت تتحدث إلى تليفزيون «بيين سبورتس» فاجأها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، باتصال هاتفي هنأها فيه على إنجازها.
وواصلت البطلة الأولمبية التأكيد خلال المؤتمر الصحفي عندما انتهت من المؤتمر، استوقفها عدد من المعجبين لالتقاط صور تذكارية، ثم توجهت إلى غرفة اختبار الكشف عن المنشطات الذي استغرق بعض الوقت، عند الساعة الثانية والنصف صباحاً، وصلت خليف، إلى مدخل القرية الأولمبية، وهناك كان بانتظارها العشرات من الجزائريين الذين استقبلوها استقبال الأبطال.
نفس المشهد تكرر داخل القرية، حيث حاولت تلبية بعض الطلبات، قبل أن تضطر للصعود لشقتها للراحة والنوم قليلاً بعد ساعات ستبقى محفورة في ذاكرتها للأبد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجزائر الملاكمة باريس أولمبياد باريس 2024
إقرأ أيضاً:
«وقف الأب».. تتويج لمسيرة التطورات النوعية في الحملات الرمضانية
قصة نجاح عالمية مبهرة وملهمة لما يعتبر اليوم أكبر حراك إنساني وطني على مستوى العالم، يشارك فيه مجتمع الإمارات بأكمله، كبيره وصغيره، أفراده ومؤسساته، جهاته الحكومية وشركاته الخاصة وجمعياته الأهلية والخيرية، في مشهد يقدم أروع نموذج للعطاء في سبيل المساهمة في دعم شعوب الأرض للتغلب على تحدياتها الأكثر إلحاحاً، بدءاً من الجوع، وبما لا يقف عند تحديات التعليم والصحة.
هذا الحراك الاستثنائي رسخته سلسلة النجاحات التي حققتها الحملات الرمضانية التي اعتاد على إطلاقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال الشهر الفضيل، متوجاً سموه هذه النجاحات خلال العام الحالي بإطلاق حملة «وقف الأب»، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام بقيمة مليار درهم، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين. القصة بدأت عام 2020، بحملة «10ملايين وجبة»، لتشهد تطورات نوعية غير مسبوقة في ظل ما حظيت به من تفاعل كبير وتجاوب شامل من مجتمع الإمارات، فجاءت هذه التطورات بالتوسع حجماً عبر حملة «100 مليون وجبة» في عام 2021، ثم حملة «مليار وجبة» في عام 2022، بعدها شهدت سلسلة الحملات نقلة نوعية، بالتحول نحو الوقف من خلال حملة «وقف المليار وجبة» في العام 2023، مستهدفة تأمين شبكة مستدامة لمواجهة تحديات الجوع في الدول والمناطق الأقل حظاً.
ثم جاءت حملة «وقف الأم» في تحول نوعي ومبتكر، مستهدفاً في المقام الأول تكريم الأمهات، وفي المقام الثاني أن يأتي هذا التكريم عبر المساهمة باسم الأم في إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لتوفير التعليم لملايين الأفراد حول العالم، وهو من القطاعات المهمة في تمكين المجتمعات والنهوض بها. واليوم، تستكمل هذه الحملات، سلسلة نجاحاتها وتطورها النوعي، بإطلاق حملة «وقف الأب» التي تستهدف، هذا العام، قطاعاً حيوياً جديداً يعاني تحديات عالمية كبيرة وهو قطاع الرعاية الصحية، حيث شهدت الحملة قبل أن تبدأ تجاوباً فاق النجاحات السابقة، فما الذي ترسخه هذه الحملة الجديدة في مسيرة الحملات الرمضانية؟ وكيف تطورت هذه الحملات وصولاً إلى هذه المكانة المتفردة؟. في صدارة أهدافها العليا، تضاعف حملة «وقف الأب»، الدور المهم لسلسلة الحملات في ترسيخ القيم والسمات الأساسية التي يتميز بها مجتمع الإمارات، ومع انطلاقها تماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، تعمل حملة «وقف الأب»، من خلال استهدافها تكريم الآباء، على المساهمة في تعزيز التماسك المجتمعي، وإعلاء دور الأب في تحقيق هذا التماسك من خلال ما يمثله من ركيزة قوية لاستقرار الأسرة، وكونه القدوة والسند ومصدر القوة والحكمة والأمان في حياتنا جميعاً.
أخبار ذات صلةوثاني القيم والسمات الإماراتية التي تواصل الحملة تعزيزها هي قيمة العطاء التي أصبحت منظومة راسخة وثقافة مجتمعية شاملة وهوية تعرف بها الإمارات عالمياً كعاصمة للإنسانية، حيث نجحت سلسلة الحملات في جعل الإمارات، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تأكيده على أهدافها: «لنكون من أكثر الشعوب عطاءً وتراحماً وتعاطفاً مع معاناة غيرنا». وضمن أهدافها المهمة أيضاً، تواصل حملة «وقف الأب» التأكيد على أهمية قيم التكاتف المجتمعي ومحبة الخير للجميع وتقديم نموذج لما يمكن أن تصنعه هذه القيم من فارق في تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات، وإضافة إلى ما تخدمه الحملة من تعزيز هذه القيم في مجتمع الإمارات، فإنها تبث من خلال نجاحاتها رسالة إلى العالم أجمع بأهمية هذا التكاتف في معالجة التحديات الملحة التي تواجه البشرية، وقدرة العالم على التغلب عليها، بالتضامن بين دوله وشعوبه. وبتركيز حملة «وقف الأب» هذا العام، على الرعاية الصحية، فإنها تسلط الضوء على أهمية هذا القطاع في تمكين الإنسان وحماية حياته وتحقيق استقراره، حيث يعتبر الإنسان هو أولوية جميع المشاريع والمبادرات التنموية، كما أن تمكينه هو تمكين للمجتمعات ككل في تحقيق تطلعاتها وتنميتها وازدهارها.
وتبث الحملة رسالة عالمية ملهمة بشأن الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي يعتبر في صدارة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، في وقت بدأ العالم يشهد تباطؤاً في تحقيق الإنجاز ضمن هذا الهدف، مع تراجع قدرة الكثير من المجتمعات على توفير الرعاية الصحية لعشرات الملايين من الأشخاص، كما تقدم الحملة دليلاً آخر على الدور العالمي المؤثر والمهم الذي تلعبه الإمارات في دعم المجالات الأكثر ملامسة لاحتياجات المجتمعات. وفي إطار الرؤية المبتكرة لسلسلة الحملات الرمضانية، تقدم حملة «وقف الأب»، حلولاً مستدامة لمواجهة التحديات في هذا القطاع من خلال الوقف واستثماره لضمان استمرار الدعم المقدم للرعاية الصحية للفئات والمجتمعات الأقل حظاً، حيث تواصل هذه الحملة التأكيد على دور الوقف كرافد يكفل التدفق الدائم للموارد وتكثيرها عبر الاستثمار لدعم معالجة التحديات المختلفة التي تؤثر مباشرة على جودة حياة الناس واستقرارهم. وتستكمل حملة «وقف الأب» التطورات النوعية المتواصلة التي رسختها الحملات السابقة.