سياسي أنصار الله يدين المذبحة الصهيونية الجديدة بحق المصلين في مدرسة التابعين بغزة
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
الثورة نت/..
أدان المكتب السياسي لأنصار الله، اليوم السبت، المذبحة الصهيونية الجديدة بحق المصلين في مدرسة التابعين بحي الدرج وسط قطاع غزة، مشيرا إلى أن المجزرة تزامنت مع البيان القطري المصري الأمريكي، الذي يمنح القتلة المزيد من الوقت لاستباحة الدم الفلسطيني.
وقال المكتب في بيان: إن كيان العدو يمعن الكيان الصهيوني في ارتكاب المذابح الدموية مجزرة بعد أخرى، في استباحة غير مسبوقة للدم الفلسطيني، مضيفا لا تزال الحكومات العربية والإسلامية تلوذ بالصمت والعجز، وكأنها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم
وتابع: إن هذا التمادي الذي بلغ الزبى، تزامن مع البيان القطري المصري الأمريكي، الذي يمنح القتلة المزيد من الوقت لاستباحة الدم الفلسطيني.
ورأى المكتب السياسي لأنصار الله أن البيان القطري المصري الأمريكي يوفر لقادة كيان العدو الإسرائيلي الغطاء السياسي للمزيد من العربدة في كل المنطقة.
وأردف بقوله: إلى متى تنتظر الأنظمة العربية والإسلامية، ومن تنتظر حتى تقوم بدورها وواجبها الإنساني والإسلامي والوطني والقومي.
وتقدم سياسي أنصار الله بخالص العزاء والمواساة لأسر وأهالي الضحايا المكلومين والمقتولين ظلما وعدوانا، مؤكدا أن هذه الدماء الزكية الطاهرة الغالية لن تذهب هدرا، بل تؤسس إن شاء الله لزوال الكيان وانتصار القضية، واستعادة الحقوق.
وجدد “العهد والوفاء مع فلسطين وشعبها ومقاومتها، بأن اليمن مستمر في تضامنه وإسناده الشعبي وفي التصعيد العسكري”.
وكان قد استشهد 100 فلسطيني وجُرح العشرات بينهم 16 طفلا وأمرأة، في حصيلة أولية، فجر اليوم السبت، في مجزرة مروّعة ارتكبتها قوات العدو الصهيوني باستهداف مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة.
وأوضح الدفاع المدني الفلسطيني: إن قوات العدو استهدفت مدرسة التابعين في حيّ الدرج وسط مدينة غزة بـ 3 صواريخ، استهدفت طابقين يؤوي نازحين من النساء والأطفال وكذلك المصلى ما أدى لاستشهاد 90% من النازحين داخلها.
وأشار إلى أنّ الاستهداف جرى أثناء تأدية صلاة الفجر؛ ما أدى لوقوع مجزرة خلّفت عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى، مضيفًا أنّ النيران اشتعلت بأجساد المواطنين.
وبحسب تقديرات طواقم الدفاع المدني، فإنّ مجزرة “التابعين” هي الثالثة من حيث حجم الكارثة بعد مجزرتي المستشفى المعمداني ومواصي خانيونس.
وتأتي المجزرة بعد ساعات من إصدار قطر ومصر والولايات المتحدة بيانا مشتركا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قالت فيه إن الوقت حان لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين.
وأضاف البيان أنه يجب عدم إضاعة مزيد من الوقت وألا تكون هناك أعذار لمزيد من التأجيل، وزاعما أنهم كوسطاء مستعدون إذا اقتضت الضرورة لطرح مقترح نهائي لتسوية الأمور المتعلقة بالتنفيذ.
وقال متحدث الرئاسة المصرية أحمد فهمي أنه تم دعوة الجانبين إلى استئناف المناقشات العاجلة يوم الأربعاء 14 أغسطس أو الخميس الموافق 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة.
ويأتي الإعلان بالتزامن مع كشف كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم دعم حليفها كيان العدو الصهيوني بمبلغ 3.5 مليار دولار لإنفاقها على التزود بالأسلحة والمعدات العسكرية.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن من المقرر أن تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل 3.5 مليار دولار لإنفاقها على شراء الأسلحة والمعدات العسكرية الأمريكية، مشيرة إلى أن واشنطن ستدفع الأموال بعد أشهر من تخصيص الكونجرس لها.
وقال مصدر مطلع إن وزارة الخارجية الأمريكية أخطرت النواب، مساء الخميس، بأن إدارة بايدن تعتزم الإفراج عن تمويل عسكري أجنبي بمليارات الدولارات لـ”إسرائيل”.
وأضاف أن الأموال تأتي من مشروع قانون التمويل الإضافي لـ “إسرائيل” بقيمة 14.1 مليار دولار، والذي أقره الكونغرس في أبريل الماضي.
وسيمنح هذا التمويل كيان العدو القدرة على شراء أنظمة أسلحة متقدمة ومعدات أخرى من الولايات المتحدة، من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي، وكذلك شراء الأنظمة التي يتم بناؤها الآن، ومن المحتمل ألا يتم تسليمها لعدة سنوات.
كما خصص التمويل الإضافي معدات بقيمة مليارات الدولارات يمكن لوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) سحبها من مخزوناته الخاصة لإرسالها مباشرة إلى كيان العدو في جدول زمني أسرع بكثير.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: مدرسة التابعین کیان العدو
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: اعتماد أوروبا على التكنولوجيا الأمريكية يضع مصيرها في مهب الريح
واشنطن "د. ب.أ": فوجئت الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه المقرب الملياردير إيلون ماسك مالك شركة إنترنت الأقمار الاصطناعية ستارلينك يستخدمان ما تمتلكه الولايات المتحدة من تكنولوجيا وقدرات استخباراتية ومساعدات عسكرية للضغط على أوكرانيا من أجل التجاوب مع تحركات واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا. وأمام هذا التطور أصبح على أوروبا التحرك بشكل منسق للدفاع عن مصالحها في مواجهة السياسات الأمريكية الجديدة.
وفي خطابه إلى شعبه في 5 مارس الحالي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "علينا القول إننا ندخل عصرا جديدا.. الولايات المتحدة حليفتنا تغير موقفها من هذه الحرب وتقلص دعمها لأوكرانيا وتثير الشكوك فيما هو قادم".
وخلال الشهر الماضي راقبت أوروبا تخلي الولايات المتحدة عن مواقفها الراسخة في السياسة الخارجية، وتقاربها مع موسكو. وبدأ الرئيس ترامب يردد وجهات النظر الروسية ويتبنى مواقف موسكو التفاوضية دون ضمان الحصول على أي تنازلات منها.
وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي المستقل ديفيد كريشينكو إنه بدلا من الدبلوماسية يلجأ ترامب إلى ممارسة الإكراه والضغط على أوكرانيا وهي الجانب الأصغر في الصراع من أجل إجبارها على القبول بأي اتفاق سيء مهما كان الثمن. والآن تستخدم الولايات المتحدة تكنولوجياتها ومساعداتها العسكرية ومخابراتها ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وخلال الأسابيع الأخيرة، حاول ترامب إجبار أوكرانيا على القبول باتفاق ظالم بشأن استغلال مواردها من المعادن النادرة، وهدد كييف "بالكثير من المشكلات" في حال رفض الاتفاق. ورفض زيلينسكي الاتفاق المقترح قائلا "لا استطيع بيع أوكرانيا".
في الوقت نفسه قدم كيريل دميتريف رئيس صندوق موسكو للاستثمار المباشر والذي يقال إنه حث ترامب على مطالبة أوكرانيا بتعويضات تبلغ 300 مليار دولار، تقديرات خطا لخسائر الولايات المتحدة نتيجة خروجها من السوق الروسية.
كان اتفاق المعادن المطروح من جانب الإدارة الأمريكية يتضمن وضع عائدات بيع هذه المعادن في صندوق تسيطر عليه الولايات المتحدة حتى تصل حصيلته إلى 500 مليار دولار وهو ما يزيد عن ضعف إجمالي الناتج المحلي لأوكرانيا قبل بدء الحرب الروسية في فبراير 2022.ورفض زيلينسكي هذا الاقتراح قائلا لا يتناسب بالمرة مع كل المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لبلاده وقدرها 120 مليار دولار.
وردا على رفض زيلينسكي بدأ فريق ترامب يتحدث عن ضرورة الإطاحة بالرئيس الأوكراني. وفيما بعد تم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن المعادن، ومن المنتظر أن يعود زيلينسكي إلى البيت الأبيض مجددا لتوقيع الاتفاق رسميا.
ثم جاءت عملية الابتزاز في البيت الأبيض. ووصف موقع أكسيوس الصدام غير العادي في المكتب البيضاوي بين الرئيس ترامب، ونائبه جيه دي فانس، من ناحية والرئيس زيلينسكي بأنه "ربما يكون أكثر خلاف تلفزيوني في السياسة الخارجية في التاريخ".
وقال زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، فريدريش ميرتس، في 3 مارس، إن البيت الأبيض دبر عمدا المواجهة مع زيلينسكي.
لكن الصدام في المكتب البيضاوي لم يكن سوى جزء من حملة ضغط أوسع. فقبل ذلك ذكرت تقارير إخبارية أن المفاوضين الأمريكيين ضغطوا على كييف لحصول واشنطن على حق استغلال معادن أوكرانيا الحيوية، بل واقترحوا فرض قيود على استخدام أوكرانيا لنظام ستارلينك، وذلك بعد أن رفض زيلينسكي خطة من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت.
وأثار الموقف الأمريكي استياء بولندا التي أعلنت على لسان نائب رئيس الوزراء كرتسيستوف جافكوفاسكي استعدادها لتحمل تكاليف استخدام أوكرانيا لخدمات ستارلينك. ومنذ بداية الحرب قدمت بولندا 20 ألف جهاز اتصالات يعمل بخدمة ستارلينك مع تحمل تكاليف تشغيلها في أوكرانيا.
ورغم أن إيلون ماسك مالك شركة ستارلينك قال إن هذه التقارير غير صحيحة، فإن تصريحاته لم تبدد المخاوف من استخدام الولايات المتحدة لتكنولوجياتها كسلاح في سياستها الخارجية.
ويثور جدل قوي حول سيطرة ماسك على الوصول إلى خدمات ستارلينك. ففي السابق، رفض تفعيل الخدمة فوق شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي استولت عليها روسيا في 2014، خوفا من التواطؤ فيما وصفه بـ"عمل حربي كبير".
جاءت تعليقاته ردا على مزاعم وردت في سيرة والتر إيزاكسون الذاتية لعام ????، مفادها أنه تعمد قطع ستارلينك لمنع هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على أسطول روسيا في البحر الأسود، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى رد فعل نووي. تراجع الكاتب لاحقا عن اتهامه، إذ لم تكن خدمة ستارلينك مفعلة فوق شبه جزيرة القرم. كم يتهم المسؤولون الأوكرانيون ماسك بتسهيل الهجمات الروسية، على أساس أنه بعدم تفعيله لخدمة ستارلينك، سمح فعليا للسفن الحربية الروسية بمواصلة شن هجمات صاروخية قاتلة على المدن الأوكرانية.
ويرى ديفيد كريشينكو الباحث الزميل في مركز أبحاث هنري جاكسون بلندن أن رفض ماسك تفعيل خدمة ستارلينك لاستخدامها في هجمات أوكرانيا بالطائرات المسيرة ضد روسيا في البحر الأسود يجب أن يكون جرس إنذار لأوروبا. ففي المستقبل لن تستطيع القارة تحمل خطورة الاعتماد على أي نظام يسيطر عليه شخص واحد.
ويجب أن تكون البنية التحتية الحيوية وبخاصة العسكرية تحت السيطرة الكاملة لأوروبا، وليست تحت رحمة ملياردير على الجانب الآخر للمحيط الأطلسي، حتى لا يكون مصير القارة في مهب الريح وتحت رحمة السياسات الأمريكية المتغيرة.
وإذا تعرضت أوروبا وبخاصة دول بحر البلطيق لغزو روسي، فلا يوجد ما يضمن ألا يفرض ماسك قيودا على استخدام الدول الأوروبية لخدمة ستارلينك. وقد أضر ترامب بأوروبا بالفعل وهدد بفرض رسوم بنسبة 25% على واردات بلاده من دول الاتحاد الأوروبي الذي قال إنه تأسس "لإزعاج" الولايات المتحدة.
وكما رفض ماسك السماح باستخدام ستارلينك فوق شبه جزيرة القرم فقد يكرر أمر مع دولة أوروبية أخرى بدعوى منع نشوب حرب نووية.
وبحسب تقرير لوكالة بلومبرج للأنباء فإن إيطاليا تعيد النظر في عقد قيمته 3ر1 مليار يورو لاستخدام خدمات ستارلينك في أغراض دفاعية وحكومية، بسبب التحولات الأمريكية بشأن الأمن الأوروبي. كما تسعى شركة إيوتليسات الفرنسية البريطانية لتشغيل الأقمار الاصطناعي لتقديم بديل لستارلينك في أوروبا وأوكرانيا.
ويقول كريشينكو إن هذا الوضع الحالي يعكس افتقار أوروبا إلى النظرة المستقبلية، حيث كان من المفترض أن تبدأ استعداداتها لمواجهة هذا الموقف قبل أكثر من ثلاث سنوات عندما شنت روسيا غزوها لأوكرانيا. وبدون الدعم الأمريكي، تظل أوروبا حاليا غير مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تقدمت القوات الروسية نحو أوروبا الشرقية بعد سقوط أوكرانيا.
ولا تقتصر المخاوف الأوروبية بشأن التكنولوجيا على قدرات الأقمار الصناعية الخاصة بمشروع ستارلينك. فقد أعرب ياروسلاف تروفيموف، كبير مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة وول ستريت جورنال، عن مخاوفه بشأن احتمال قيام الولايات المتحدة بتعطيل نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي هيمارس في أوكرانيا، محذرا من أن مثل هذه الإجراءات سيدفع الدول الأوروبية إلى النظر للتكنولوجيا الأمريكية باعتبارها خطرا أمنيا.
وقد بات واضحا أن إدارة ترامب أبدت استعدادها لتحويل أي شيء إلى سلاح واستخدامه ضد الحلفاء والأصدقاء إذا كان ضروريا لتحقيق أهدافها. وعلى أوروبا الانتباه لهذا السيناريو والاستعداد له، إذ أصبحت الولايات المتحدة حليفا غير موثوق به بشكل متزايد الطريق الوحيد المجدي للمضي قدما هو أن تعزز أوروبا دفاعاتها، إلى جانب أوكرانيا، لمواجهة التهديدات المستقبلية من روسيا. فالنظام العالمي التقليدي يتداعى بسرعة، وأوروبا تحتاج للتحرك أسرع من أي وقت مضى حتى تضمن البقاء.