المنيب: العرض والطلب المحدد الرئيسي لأسعار الذهب.. والسوق يعمل بشكل طبيعي
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
يشهد سوق الذهب المصري في الآونة الأخيرة حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار، حيث توقفت محلات الذهب عن تسعير وبيع المعدن النفيس لفترات مؤقتة بسبب تقلبات حادة في سعر صرف الدولار، وهو ما أثار حالة من القلق بين المواطنين والمستثمرين.
الوضع الحالي يشير إلى تغيرات كبيرة في السوق، مما يدفع إلى التساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء هذه الاضطرابات وكيفية تأثيرها على الثقة في الذهب كملاذ آمن للاستثمار.
في منتصف الأسبوع الماضي، توقفت محلات الذهب في مصر بشكل مفاجئ عن تسعير وبيع الذهب، وهو ما أثار حيرة العديد من المواطنين والمستثمرين.
هذا التوقف، الذي استمر لفترة وجيزة، جاء نتيجة لتقلبات سريعة في سعر الذهب المحلي بسبب التغيرات في سعر صرف الدولار.
وقد أكدت شعبة الذهب والمشغولات الذهبية بالاتحاد العام للغرف التجارية برئاسة هاني ميلاد، أن هذا التوقف كان ضرورياً لاستيعاب هذه التغيرات السريعة في السوق.
وأوضح لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن ما حدث كان مجرد توقف لحظي لضبط التسعير وفقًا للتغيرات الجديدة، مشيرًا إلى أن المحلات لم تغلق أبوابها، بل توقفت فقط عن التسعير لفترة وجيزة.
وأكد المنيب في حديث خاص أن عملية تسعير الذهب في مصر تعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية: البورصة العالمية للذهب، سعر صرف الدولار في مصر، والعرض والطلب المحلي. ومع ارتفاع سعر صرف الدولار، زادت طلبات الشراء بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة في سعر الذهب المحلي.
تأثير سعر الدولار والعرض والطلب على تسعير الذهبتُعد البورصة العالمية للذهب وسعر صرف الدولار من العوامل الأساسية التي تؤثر على تسعير الذهب في مصر. ففي البورصة العالمية، سجل سعر الأونصة مستوى 2404 دولار، مما يعكس ارتفاعًا في سعر الذهب العالمي.
أما في مصر، فقد ارتفع سعر صرف الدولار في البنك المركزي إلى 49.30 جنيه، مما ساهم في زيادة الضغوط على سوق الذهب المحلي.
من جهة أخرى، يلعب العرض والطلب دورًا حاسمًا في تحديد سعر الذهب محليًا. فعند زيادة الطلب على شراء الذهب في مصر، خاصة مع ارتفاع سعر الدولار وزيادة المخاوف من تدهور قيمة المدخرات النقدية، يضطر السوق إلى استيراد المزيد من الذهب من البورصات العالمية.
وعلى العكس، عند زيادة المعروض من الذهب بسبب توجه المواطنين لتحويل مدخراتهم الذهبية إلى نقد، يلجأ السوق إلى تصدير الذهب للخارج.
اضطرابات السوق وتأثيرها على الثقة في الذهبفي ضوء هذه التطورات، شهد سعر جرام الذهب في مصر تقلبات حادة، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 من 3300 جنيه إلى 3375 جنيهًا في لحظات قليلة.
هذا الارتفاع السريع والتغير المستمر في الأسعار أثار حالة من عدم الثقة بين المواطنين، حيث يشعر الكثيرون بالقلق من الاستثمار في الذهب في ظل هذه التقلبات.
سعيد إمبابي، رئيس منصة "آي صاغة" لتداول الذهب عبر الإنترنت، أشار إلى أن هذه الممارسات قد تخلق سوقًا سوداء للذهب، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وأضاف أن عدم الشفافية في تسعير الذهب يضر بمصالح العملاء الذين يرون في الذهب ملاذًا آمنًا للاستثمار. كما أكد أن هذه الممارسات السلبية قد تؤدي إلى انتعاش السوق السوداء للدولار، مما يزيد من التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
الأزمة العالمية وتأثيرها على السوق المحليلا يمكن فصل ما يحدث في سوق الذهب المصري عن الأحداث العالمية. فالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، مما يضع السوق المحلي في حالة من التأهب الدائم.
ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، يبقى سوق الذهب في مصر حساسًا لأي تغيرات قد تحدث على المستوى الدولي.
الخلاصة: مستقبل الذهب في مصريبقى الذهب أحد أهم أدوات الاستثمار في مصر، ولكن الأحداث الأخيرة أظهرت مدى هشاشة السوق أمام التغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية.
على الرغم من تأكيدات شعبة الذهب والمشغولات الذهبية بأن ما حدث كان مؤقتًا ولن يؤثر على مسار السوق بشكل كبير، إلا أن هذه الأزمة قد تركت أثرًا عميقًا على ثقة المواطنين في الذهب كملاذ آمن. في المستقبل القريب، ستظل التحديات قائمة، ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن السوق من استعادة استقرارها وثقة المواطنين؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس شعبة الذهب تسعير الذهب سوق الذهب بمصر المشغولات الذهبية الاتحاد العام للغرف التجارية البنك المركزي المصري سعر الدولار في مصر السوق السوداء للدولار التوترات الجيوسياسية
إقرأ أيضاً:
الاتصالات تبحث مع فوداكوم العالمية وفودافون مصر ومؤسسات كبرى من جنوب أفريقيا فرص الاستثمار
التقى الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع شاميل جوسوب الرئيس التنفيذى لشركة ڤوداكوم العالمية، و محمد كمال عبد الله الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة ڤودافون مصر، ووفد من جنوب أفريقيا يضم مسئولين من المؤسسة العامة للاستثمار (PIC)، وصندوق تقاعد الحكومة.
ناقش الاجتماع فرص جذب استثمارات إلى السوق المصرى وسبل التعاون المشترك وتعزيز الشراكة فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك بحضور المهندس محمد شمروخ الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات.
شهد اللقاء تسليط الضوء على أبرز المشروعات التى يتم تنفيذها فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق التحول الرقمى وتطوير البنية التحتية الرقمية وبناء القدرات الرقمية، ودعم الابتكار التكنولوجي، وتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات.
وخلال اللقاء؛ أكد الدكتور عمرو طلعت حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تهيئة بيئة استثمارية جاذبة تتيح تنمية أعمال الشركات، من خلال وضع أطر حوكمة وتنظيم داعمة ومحفزة لنمو الأعمال، لضمان تحقيق التوازن بين تعزيز الاستثمارات الأجنبية فى السوق المصري، وتقديم خدمات رقمية متميزة تلبى احتياجات المواطنين.
موضحا أن منهجية عمل الوزارة ترتكز على إقامة شراكات مع القطاع الخاص فى تنفيذ المشروعات وبناء القدرات الرقمية للمواطنين؛ مشيرا إلى حرص الوزارة على التواصل المستمر مع القطاع الخاص لضمان توفير بيئة ملائمة لتعزيز الاستثمار فى السوق المصرى والوقوف على احتياجاتهم من الكوادر الرقمية وتصميم برامج تدريبية مخصصة تهدف إلى تأهيل الشباب بما يتماشى مع متطلبات الشركات.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن مصر تمتلك العديد من المقومات ومن أبرزها بنية تحتية رقمية قوية، وكوادر بشرية مؤهلة، ما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمار فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. كما أنها تتمتع بمزايا تنافسية فى صناعة التعهيد جعلتها من أبرز المقاصد الجاذبة للاستثمارات فى هذه الصناعة.
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى مشروعات الوزارة فى قرى حياة كريمة لتحسين خدمات الاتصالات ونشر خدمات الانترنت وتطوير مكاتب البريد بالإضافة إلى نشر الثقافة الرقمية لأهالى القرى.
من جانبه، اشار شاميل جوسوب الرئيس التنفيذى لمجموعة ڤوداكوم العالمية، إلى خطة الشركة لتعزيز حجم استثماراتها فى السوق المصري، لا سيّما فى ظل التحسن اللافت فى مناخ الاستثمار، وتوفُّر العديد من الفرص فى مشروعات التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية الرقمية، بالإضافة إلى دعم الحكومة لجهود بناء القدرات الرقمية، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
وأضاف أن المستثمرين الأجانب أشادوا باستثمارات ڤوداكوم العالمية فى السوق المصرى من خلال شركة ڤودافون مصر، وهو ما يعكس المكانة الرائدة التى تحتلها الشركة فى قطاع الاتصالات، والتزامها بتقديم حلول متطورة تلبى احتياجات السوق المحلى بفعالية.
وقال محمد عبد الله الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة ڤودافون مصر، إن الشركة تلعب دورًا فعالًا فى جذب كبرى الشركات والصناديق الاستثمارية لضخ استثمارات جديدة فى مصر، سواء من خلال الإسهام فى تطوير البنية التحتية التكنولوجية وتنفيذ مشروعات التحول الرقمى لتحسين بيئة الأعمال، أو من خلال الترويج لفرص الاستثمار المشترك مع الشركات الكبرى، بما ينعكس إيجابًا على نمو الاستثمار الأجنبى المباشر وزيادة مساهمة قطاع الاتصالات فى الناتج المحلى الإجمالى.
وأشاد الوفد الاستثمارى من جنوب أفريقيا بالتحسن الملحوظ فى مناخ الاستثمار فى مصر، وأبدت عزمها على البدء فى اتخاذ خطوات للاستثمار فى السوق المحلى فى أقرب وقت خاصة فى مجالات مراكز البيانات والأمن السيبرانى.
جدير بالإشارة إلى أن المؤسسة العامة للاستثمار (PIC) هى شركة لإدارة الأصول مملوكة بالكامل لحكومة جمهورية جنوب إفريقيا. وتصنف من بين أفضل مؤسسات إدارة الأصول الناجحة فى العالم وهى الأكبر فى إفريقيا وتدير محفظة استثمارية متنوعة فى القارة الأفريقية وخارجها.
شارك فى الاجتماع أعضاء مجلس الأمناء ومجلس إدارة صندوق تقاعد الحكومة بجنوب إفريقيا، وعدد من قيادات المؤسسة العامة للاستثمار بجنوب أفريقيا، وممثلين عن شركة فوداكوم العالمية وشركة ڤودافون مصر.