تقييم أميركي: إيران في وضع أفضل لتطوير سلاح نووي
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقييما حديثا لوكالات الاستخبارات الأميركية مفاده أن إيران تواصل العمل على أبحاث تجعل وضعها أفضل فيما يتعلق بإطلاق برنامج الأسلحة النووية الخاص بها.
وقال مسؤول أميركي لم تكشف الصحيفة الأميركية عن هويته، إن مجتمع الاستخبارات لا يزال يعتقد أن إيران لا تعمل في الوقت الحالي على تطوير سلاح نووي.
كما أن الاستخبارات الأميركية لا تمتلك أي دليل على أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، يفكر في استئناف برنامج بلاده لإنتاج الأسلحة النووية، الذي توقف بشكل كبير عام 2003، وفقا لما نقلت الصحيفة عن مجتمع الاستخبارات.
لكن التقرير الأخير الذي قدمته الاستخبارات الوطنية الأميركية إلى الكونغرس في يوليو، حذر من أن إيران "قامت بأنشطة تجعلها في وضع أفضل فيما يتعلق بتطوير سلاح نووي قابل للاختبار، لو قررت ذلك"، وفق الصحيفة ذاتها.
وجاء تحول وجهة نظر واشنطن بشأن الجهود النووية الإيرانية في وقت حرج، حيث أنتجت إيران ما يكفي من الوقود النووي عالي التخصيب لإنتاج عدد صغير من الأسلحة النووية.
يأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات بالشرق الأوسط بشكل كبير، خصوصا بعدما هددت إيران باستهداف إسرائيل في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بطهران بعدما اتهمت الأخيرة إسرائيل بتنفيذ الهجوم، وهو ما لم تؤكده أن تنفيه إسرائيل.
ولطالما أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، فيما تؤكد طهران مرارا وتكرارا أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.
تطورات البرنامج النووي الإيراني.. "وضع غير مرضٍ على الإطلاق" اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، لدى عودته من إيران، الثلاثاء، أن التعاون مع طهران بشأن برنامجها النووي "غير مرضٍ على الإطلاق"، داعيا إلى الحصول على "نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن".وفي الأشهر الأخيرة، أبدى مسؤولون إسرائيليون وأميركيون مخاوفا بشأن الأبحاث المتعلقة بالتسلح التي تجريها إيران، بما في ذلك النمذجة الحاسوبية والمعادن، وفقا لما نقلته الصحيفة عن أشخاص مطلعين على القضية دون الكشف عن هويتهم.
"المسألة أقل تحريما"وفي حديثه لـ "وول ستريت جورنال"، أشار المسؤول الأميركي الرفيع إلى أن الأبحاث التي تجريها إيران خلال الوقت الحالي "قد تقلص الفجوة المعرفية التي تواجهها في عملية صناعة سلاح نووي".
لكن الصحيفة أوضحت أيضا أن الاستخبارات الأميركية تؤكد أن هذه الأبحاث لن تختصر الوقت الذي تحتاجه إيران لصناعة سلاح نووي.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المتحدثة باسم مكتب مدير الاستخبارات الأميركية قولها إن "إيران لا تمتلك برنامجا نوويا عسكريا نشطا".
ولفت تقرير الصحيفة إلى وجود مخاوف من أن الأبحاث ليست السبب الوحيد لإثارة المخاوف؛ بل يلفت التقييم الأميركي إلى "زيادة ملحوظة هذا العام في التصريحات الإيرانية العلنية حول الأسلحة النووية، ما يشير إلى أن المسألة أصبحت أقل تحريما".
وفي أبريل الماضي، نقلت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية الإيرانية للأنباء عن القائد الكبير بالحرس الثوري الإيراني، أحمد حق طلب، قوله إن إيران قد تراجع "عقيدتها النووية".
ولطالما أفتى المرشد الإيراني بتحريم صناعة الأسلحة النووية، فيما استند المسؤولون الإيرانيون إلى تلك الفتاوى الصادرة عن خامنئي للاستدلال على أن برنامج البلاد مخصص فقط للأغراض السلمية.
وأشار التقييم الاستخباراتي الأميركية، بحسب "وول ستريت جورنال"، إلى أنه حتى لو لم تبدأ إيران في صناعة قنبلة نووية، فإنها تعمل على استغلال القلق الدولي بشأن وتيرة برنامجها "للضغط خلال المفاوضات والرد على الضغوط الدولية".
وفي تصريحات خلال مايو الماضي، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، أن التعاون مع طهران بشأن برنامجها النووي "غير مرضٍ على الإطلاق"، داعيا إلى الحصول على "نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن".
وقال مدير الوكالة التابعة للأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين بعد عودته إلى فيينا من طهران، إن "الوضع الراهن غير مرضٍ على الإطلاق. نحن عمليا في طريق مسدود ... ويجب أن يتغير ذلك".
"بضغطة زر".. إيران تقترب من إنتاج السلاح النووي "أكثر من أي وقت مضى" ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه بعد ست سنوات من انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني، تقوم طهران حاليا بسرعة بتجميع اليورانيوم المخصب، محذرة أنها بات قريبة جدًا من صنع الأسلحة النووية. ويخشى الخبراء أن تكون القنبلة على بعد مسافة قصيرة.وفي أبريل الماضي، كشف مسؤولون وخبراء تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن "تغييرات مثيرة للقلق" في البرنامج النووي الإيراني تدفع إلى الاعتقاد بأن إيران تقترب من القدرة على إنتاج أسلحة نووية أكثر من أي وقت مضى.
وذكرت الصحيفة ذاتها أن طهران تزيد من وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب، محذرة من أنها باتت قريبة جدا من صنع الأسلحة النووية.
"غموض"وتخلت طهران تدريجيا عن الالتزامات التي تعهدت بها في إطار الاتفاق الدولي لعام 2015، الذي يحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وانهار الاتفاق الذي يحمل اسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" بعد الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة عام 2018 بقرار الرئيس حينذاك، دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.
وتجري إيران عمليات لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، التي تقترب لنسبة 90 بالمئة المستخدمة في تصنيع الأسلحة.
ووفقا لمعيار رسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن تخصيب هذه المواد إلى مستويات أعلى يكفي لصنع نوعين من الأسلحة النووية.
وقال غاري سامور، مدير مركز "كراون" لدراسات الشرق الأوسط بجامعة برانديز والمسؤول السابق بالبيت الأبيض خلال إدارة أوباما، "الآن بعد أن أتقنت إيران إنتاج اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة، فإن الخطوة المنطقية التالية هي استئناف أنشطة التسلح لتقصير الوقت اللازم لتصنيع سلاح نووي بمجرد اتخاذ قرار سياسي".
وتابع في حديثه لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه "نظرا للحاجة إلى السرية، يبدو أن إيران تتقدم بحذر شديد، مما يخلق حالة من عدم اليقين والغموض حول نواياها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاستخبارات الأمیرکیة وول ستریت جورنال الأسلحة النوویة على الإطلاق سلاح نووی أن إیران غیر مرض
إقرأ أيضاً:
كاتبة فرنسية: تحقق تنبؤات قديمة للاستخبارات الأميركية بشكل العالم في 2025
ترى الكاتبة الفرنسية ألكسندرا سافيانا أن تنبؤ الاستخبارات الأميركية بأحداث مثل جائحة كورونا وموجة "الإرهاب" التي ضربت أوروبا وتصلب النظام الإيراني، ضمن تقارير صدرت قبل سنوات من تلك الأحداث، يُظهر كفاءتها في عملية استقراء المستقبل.
وقالت الكاتبة في تقرير نشرته صحيفة "لكسبرس" الفرنسية، إن تقريرين صدرا عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية عامي 2004 و2008، عن شكل العالم في 2020 و2025، حملا الكثير من التنبؤات الدقيقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إلباييس: دبلوماسية ترامب بين "البلطجة" والصفقات الاستبداديةlist 2 of 2تايمز: فيديو الجندي الأوكراني الذي شاهده الملايين وهو يلفظ أنفاسهend of listوأوضحت الكاتبة أن بعض التحولات الجذرية في العالم، مثل تعدد الأقطاب ونهاية الهيمنة الغربية، والشيخوخة التي ضربت المجتمعات الأوروبية، كانت مبنية على عمليات استقراء منطقية، لكن التنبؤ ببعض السيناريوهات المستبعد حدوثها يُظهر بُعد النظر الذي يتمتع به خبراء الاستخبارات الأميركية.
جائحة كوروناحسب الكاتبة، يعدّ انتشار فيروس كورونا عام 2020 من أبرز التوقعات التي تنبأت الوكالة بحدوثها في تقرير صدر عام 2009، حيث حذرت من انتشار سلالات شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور وعوامل أخرى مسببة للأمراض مثل فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد.
وكانت "سي آي إيه" قد استندت في تقديراتها بشكل أساسي على وباء سارس الذي انتشر في آسيا وكندا بين عامي 2002 و2004، وتوقع الخبراء انتشار فيروس مشابه لـ "كوفيد-19" قبل 11 عاما من ظهوره، وفقا للكاتبة.
إعلانوتمكّن التقرير الصادر عام 2009 من تحديد مصدر الفيروس بشكل دقيق نسبيا، حيث قال إنه سيظهر في "منطقة ذات كثافة سكانية عالية، مثل الصين وجنوب شرق آسيا".
كما حذر الخبراء في ذلك التقرير من أن "التعرف على المرض سوف يستغرق وقتا طويلا إذا كانت الدولة تفتقر إلى الوسائل المناسبة لاكتشافه، وسوف يستغرق الأمر أسابيع حتى تقدم المختبرات نتائج حاسمة تؤكد وجود مرض قد يتحول إلى جائحة".
نهاية الأحادية القطبيةإلى جانب التنبؤ بظهور فيروس كورونا، تقول الكاتبة إن خبراء الوكالة توقعوا منذ 2009 حدوث تحوّلات جيوسياسية كبيرة على الصعيد الدولي ونهاية النظام العالمي أحادي القطب، وظهور أطراف مؤثرة تفرض قواعد جديدة، مما يؤدي إلى زيادة التهديدات وفقدان الغرب نفوذه التقليدي.
وأضافت أن "سي آي إيه" توقعت عام 2004 "الشلل" الذي سيصيب المنظمات التي يقوم عليها النظام الدولي مثل الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية، وذلك بسبب صعود لاعبين جدد يتحدّون النظام القائم ويطالبون بتغيير قواعد اللعبة، واعتبرت الوكالة أن انتقال الثقل المالي للصين والهند قد يعزز نفوذ دول مثل روسيا التي تسعى إلى تحدي الغرب.
وجاء في تقرير الوكالة الصادر عام 2009 "لا يمكننا استبعاد سيناريو سباق نحو التسلح وتوسع إقليمي وتنافس عسكري، على غرار ما حدث في القرن الـ19".
كما ذكرت الوكالة في تقريرها الصادر عام 2004 أنه "بحلول عام 2025، سيكون النظام الدولي متعدد الأقطاب. وستزداد القوة النسبية لمختلف الفاعلين غير الحكوميين، سواء كانت شركات أو مجتمعات إثنية أو منظمات دينية أو شبكات إجرامية".
كما تنبأ التقرير بأن الشعب الأميركي سوف يملّ من لعب دور "شرطي العالم"، وأعرب الخبير الذي توقع هذا السيناريو -وهو مسؤول أميركي رفيع المستوى- عن قلقه بشأن تأثير الأطراف التي تدافع عن مبدأ "أميركا أولا"، وهي العبارة التي يرددها ترامب بشكل دائم في حملاته الانتخابية، حسب الكاتبة.
إعلان "الإرهاب" اللامركزيوتحدث تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الصادر عام 2009 عن مخاطر انتشار الأسلحة النووية، مؤكدا أن "التطورات السياسية والعسكرية الجديدة تسهم في تجاهل المحظورات المرتبطة بهذه الأسلحة".
وتناول التقرير تفاقم الخطر الذي تُطلق عليه الولايات المتحدة "الإرهاب الإسلامي"، وخاصة "السلفية الجهادية"، مؤكدا أن هذا الخطر "يهدد بتقويض نفوذ الغرب في العالم الإسلامي، وخاصة في الشرق الأوسط".
وفي تقرير عام 2004، توقعت الوكالة أنه بحلول عام 2020 سوف تظهر منظمات متطرفة جديدة تحمل أفكار القاعدة وتحلّ مكانها، كما تنبأت بأن يتخذ "الإرهاب الإسلامي" شكلا "لا مركزيا" من خلال ظهور مجموعات وخلايا وأفراد لا تحتاج إلى مراكز قيادة ثابتة لتنفيذ عملياتها.
وتوقع خبراء الوكالة إعلان "خلافة جديدة" تستقطب العديد من الأفراد خارج حدودها الجغرافية عبر الإنترنت.
كما تنبأت بأن يعيد حزب الله النظر في اتفاقه مع حكومة الوحدة التي كان يرأسها سعد الحريري، وأن يستأنف أعماله العدائية ضد إسرائيل بحلول عام 2020. وتنبأ التقرير أيضا بسقوط بشار الأسد قبل سنوات من اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
تنبؤات لم تتحققأضافت الكاتبة أن عددا من التنبؤات التي وردت في تقريري الاستخبارات الأميركية عامي 2004 و2009 لم تتحقق على أرض الواقع، ومن المستبعد تحققها في المستقبل القريب.
ومن بين تلك التنبؤات، ما توقعه الخبراء بشأن قيام اتحاد جديد بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وفرضية أن تهيمن المنظمات غير الحكومية على المشهد الدولي وأن تمنحها الأمم المتحدة 20 مقعدا بسبب تفاقم أزمة المناخ، واحتمال حدوث هجوم كبير باستخدام "أسلحة الدمار الشامل"، وهو المصطلح الذي تم استخدامه على نطاق واسع قبل غزو العراق.
وختمت الكاتبة بأن النسخة الأخيرة الصادرة عام 2021، التي تحمل توقعات الاستخبارات الأميركية عن عالم 2040، كان قد توقع الفشل في السيطرة على جائحة كوفيد-19، وقيام الصين بضم تايوان، وتحالف الاتحاد الأوروبي مع بكين بهدف تقليل الآثار السلبية لتغير المناخ.
إعلان