فياض: لتنصب الضغوط الدولية على الإسرائيلي
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، على أن "العدو وحلفاءه يسيئون فهمنا عندما نكرر أننا لا نريد توسُّعاً في الحرب ولا ننشد بلوغ الحرب المفتوحة، علماً أننا كنا نقول هذا القول، لأن هدفنا في كل ما يجري في هذه المرحلة هو إيقاف الحرب على غزة، وليس إدخال المنطقة في حرب مدمِّرة غير واضحة في أفقها السياسي، ولكن في الوقت ذاته، فإن جهوزيتنا واستنفارنا وتأهبنا ومعنويات مقاتلينا وتماسك محورنا وقدراتنا، كلها جاهزة لمواجهة هذا الخيار، في ما لو دفع العدو الوضع الميداني في هذا الإتجاه".
كلام فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" ل"الشهيد السعيد" على طريق القدس علي غالب شقير (جهاد) في حسينية السيدة الزهراء في زقاق بلاط، بحضور عضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين علي عمار وأمين شري، عضوي كتلة التنمية والتحرير قاسم هاشم وقبلان قبلان، المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان، مسؤول وحدة العلاقات الخارجية في "حزب الله" الشيخ خليل رزق، عضو المجلس السياسي في الحزب الشيخ عبد المجيد عمار، عائلة الشهيد، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والبلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وأكد فياض أن "المقاومة سترد على تجاوز العدو للخطوط الحمر في إغتياله القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية، مهما تكن الإحتمالات والتداعيات"، معتبراً أن "استباحة العدو لمعادلات الردع دون أن يلقى العقاب المناسب، تطيح بأربعين سنة من نتائج العمل المقاوم الذي جرى بناؤه إنجازاً تلوَ إنجاز، بقطرة دم تلوَ قطرة دم، كي نحمي مناطقنا وأهلنا بمعادلات تقيِّد إرادة العدوان لدى الوحش الإسرائيلي".
ورأى أن "حالة التصعيد واحتمالاتها المختلفة إنما يتحمل مسؤوليتها الإسرائيلي الذي كسر القواعد وتجاوز الخطوط الحمر، واستمر بحرب الإبادة في غزة، ولذلك، فإن كل مسعى لخفض التصعيد واحتواء الموقف، خاصة من الأميركيين وأصدقاء الكيان الغاصب، إنما يجب أن يصب في وجهة إيقاف الحرب على غزة، ووضع حد لشلال الدم الذي أصاب الشعب الفلسطيني بفعل الإجرام الصهيوني"، مشدداً على أن "الضغوطات الدولية والمبادرات يجب أن تنصّب على الإسرائيلي، وليس على أي جهة أخرى".
وختم النائب فياض: "ان الموقف الذي أطلقته قيادة المقاومة بحتمية الرد، وقبل أن تبادر المقاومة إلى تنفيذ ردها، أدى نصف أهدافه، لأنه أصاب الكيان الصهيوني بحالة من الاستنزاف والقلق والشلل والتعطيل التي طالت مختلف القطاعات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية".
وتخلل الاحتفال التكريمي تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، وعرض لوصية الشهيد التي دعا فيها شباب المقاومة إكمال مسيرة الجهاد بكل عزيمة وقوة، والدفاع عن الوطن وشعبه لمنع العدو من تحقيق أهدافه، ليختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني عن روح الشهيد وكل الشهداء.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
شعب يستحق الانتصار..
خاض حرباً غير متماثلة، حرباً غير متكافئة.. حرباً بين جيش نظامي يعد الأول في المنطقة، والأكثر عدة وعتادا، تسانده أعظم دول العالم، في مواجهة فصائل فدائبة مقاومة، فصائل مسلحة بقدرات محدودة، قاتلت في ( ظروف تبدو مستحيلة في الحسابات العسكرية) حسب كلمة المجاهد ( أبو عبيدة)، التي ألقاها مؤخرا بعد غياب طويل والتي رسم من خلالها صورة صادقة لمعركة الطوفان من حيث الأسباب والدوافع، متطرقا لكل ما حدث طيلة ( 471 يوما) من عمر المعركة التي قدم خلالها الشعب العربي في فلسطين أروع الأمثلة في معركة تاريخية جسدت ( قدرة أصحاب الأرض على صناعة التاريخ) في معركة ( بدأت من تخوم غزة لكنها غيرت وجه المنطقة)، معركة لم تهزم فيها المقاومة بكل فصائلها، ولم تنتصر فيها (إسرائيل) رغم كل قدراتها العسكرية ورغم بشاعة جرائمها ورغم حرب الإبادة والحصار والتجويع وتدمير واستهداف كل مظاهر الحياة في القطاع، وفي ظل تواطؤ عربي وإسلامي وشراكة وإسناد دولي مع العدو وجيش صهيوني استيطاني لا يحترم تقاليد الحروب ولا أخلاقيات القتال، فيما المقاومة كان سلاحها إيمانها وانتمائها للأرض، فيما عدوها استعان بكل جيوش العالم.
في عام 2023م قال رئيس حكومة الاحتلال وأكد على أن حركة (حماس) لن تكون في غزة ولن تبقى، يومها طلع سيد الشهداء على طريق القدس الشهيد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله السابق _قدس الله سره وأسكنه الفردوس _ ليؤكد لكل الدنيا في خطاب متلفز ويرد على (نتنياهو) بقوله (إن المقاومة سوف تنتصر ويجب أن تنتصر وحماس بالتحديد يجب أن تنتصر).
في عام 2025م طلع (نتنياهو) متحدثا عن صفقة التبادل بقوله (ننتظر رد حماس)؟!
لروحك السكينة والخلود يا شهيد المقاومة والأحرار وانبل شهداء معركة الطوفان، رحمك الله يا سيد نصر الله، أوفيت بعهدك ووعدك وأنت إلى جوار ربك.
بعد ( 15 شهر) من ملحمة الطوفان، ملحمة الحرية والكرامة وفي جردة حساب عابرة كان العدو بكل قدراته الأسطورية والخيالية مقارنة بقدرات المقاومة هو المهزوم والخاسر الاستراتيجي ماديا ومعنويا وحضاريا وأخلاقيا وعسكريا وأمنيا وإعلاميا، كما خسر العدو الأكثر من كل هذه الخسائر وهي صورته ومكانته الإقليمية والدولية، رغم استماتة أمريكا وبريطانيا والمنظومة الغربية في مساندته، بل ومشاركته مشاركة كاملة في حرب الإبادة التي شنها على الشعب العربي في قطاع ورغم جرائمه وعدوانه الذي امتد إلى لبنان وسوريا واليمن.. إلا أن كل هذه الجرائم لم تحقق للعدو أهدافه لا في تصفية المقاومة في فلسطين وتفكيك قدراتها ونزع سلاحها، ولا تصفية وجودها في القطاع رغم فداحة التضحيات التي قدمها الشعب العربي في فلسطين وقدمتها المقاومة من خلال باستشهاد قادتها الأبطال الذين أعطوا المعركة زخما ورسموا أروع النماذج النضالية، فكانت ( عظمة المعركة كامنة في تقدمهم على طريق الشهادة)، فيما خسر العدو صورته النمطية المعهود دوليا.. كما سقطت أسطورته العسكرية والأمنية.. يعيش وكبار قادته في حصار رسمي من قبل أكثر من 146 دولة.. صورته أمام الرأي العام الدولي وشعوب العالم تغيرت ولم تعد فكرة التعاطف معه ومع أكاذيبه التي سوقها منذ احتلاله لفلسطين وقدم نفسه للعالم على انه الضحية والمجني عليه، وهذه الصورة تبخرت من ذاكرة شعوب العالم ورسمت بديلا لها وهي صورة المحتل القبيح الذي لا يجب أن يبقى في القرن الواحد والعشرين، وهذه القناعات الشعبية ترسخت لدى أكثر دول العالم دعما ورعاية للكيان الصهيوني وشاهدنا هذه المواقف الشعبية والنخبوية في أمريكا وبريطانيا وألمانيا..!
ما حدث خلال مرحلة التبادل الأولى للأسرى بين المقاومة والعدو، كان مشهدا فارقا واستثنائياً وغير معهود أو مسبوق، مشهد حمل رسائل كثيرة سياسية وأمنية وعسكرية، مشهد آثار ليس ذعر العدو وأجهزته وإعلامه، بل أصابهم بالجنون كما أصاب شركائه في جرائمه وبلا شك أربك حسابات الخونة والمتواطئين العرب والمسلمين، كل هؤلاء لم يكونوا يتوقعون المشهد الذي تابعه العالم من قلب مدينة غزة في لحظات تسليم الأسيرات الصهيونيات الثلاث للصليب الأحمر الدولي من قبل كتائب القسام.. في مشهد لا شك أنه هز العالم الذي ازدادا يقينا بأحقية هذا الشعب العظيم بالنصر والحرية والدولة ذات السيادة على أرضه التاريخية.