حدّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله طريقتين للردّ على اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسيّ في حركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران، والقياديّ الكبير في "الحزب" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال إنّ "محور المقاومة" قد يردّ بشكل جماعيّ، أو قد يقصف كلّ طرفٍ إسرائيل بشكل منفرد في التوقيت الذي يراه مناسباً.


 
وتوقّف محللون عسكريّون عند الردّ الذي طرحه نصرالله في ذكرى مرور أسبوع على استشهاد شكر في حارة حريك، وشدّدوا على أنّ قيام كلّ "محور المقاومة" بتنسيق ردٍّ واحدٍ في الوقت عينه، قد يجلب إلى المنطقة تصعيداً خطيراً، ويُوسّع رقعة الحرب إلى بلدان جديدة.
 
ويُوضح المحللون العسكريّون أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة سارعت الى إرسال حاملات طائرات إلى سواحل فلسطين المحتلّة، لمُساعدة الجيش الإسرائيليّ في اعتراض أيّ صواريخ قد تُطلق من اليمن ومن إيران ومن لبنان وربما من العراق، لأنّ نصرالله حيّد سوريا عن الردّ، ولفت إلى أنّ دمشق وطهران ليستا معنيتين بدخول الحرب.
 
ويُضيف المحللون أنّ ردّ "محور المقاومة" في وقتٍ واحدٍ، قد لا يسمح للدفاعات الأميركيّة والإسرائيليّة بالتصدّي لكافة الصواريخ والمسيّرات التي قد تطال المدن والمستوطنات في إسرائيل، وقد تُصيب أهدافاً كثيرة ما سيدفع تل أبيب إلى الردّ بطريقة غير تقليديّة وخارجة عن "قواعد الإشتباك" والإغتيالات.
 
ويُشير المحللون العسكريّون إلى أنّه أصبح ثابتاً أنّ هناك 3 جهّات ستقوم بالردّ على إسرائيل: إيران لأنّها تعتبر أنّ تل أبيب اغتالت هنية وهو كان ضيفاً على أراضيها، و"حزب الله" الذي يُريد "الإنتقام" لاغتيال شكر بالإضافة إلى استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت كذلك المدنيين هناك. أمّا الجّهة الثالثة التي حدّدها نصرالله فهي "أنصار الله" في اليمن، التي تُريد أنّ تردّ على قصف الطيران الحربيّ الإسرائيليّ لميناء الحديدة.
 
ويرى المحللون أنّ ردّ كل جهّة بشكل فرديّ قد يكون أسهل على إسرائيل وأميركا في اعتراض الصواريخ والمسيّرات، إذ يُؤكّدون أنّ أنظمة الدفاع الجويّة الإسرائيليّة أظهرت ضعفاً في صدّ طائرات "حزب الله" والحوثيين، وقد وصل العديد منها إلى أهدافه، بينما استطاع "الحزب" من تصوير مقاطع طويلة لمواقع عسكريّة ومدنيّة وحيويّة للعدوّ، قد يقصفها إنّ شنّت تل أبيب حرباً على لبنان.
 
ويقول المحللون العسكريّون إنّ حلفاء أميركا في المنطقة كالأردن ومصر سيعملون على اعتراض الأسلحة الإيرانيّة والحوثيّة إنّ عبرت مجال بلادهما الجويّ، ما سيُخفف الضربة من طهران وصعداء على إسرائيل تماماً كما حصل في نيسان الماضي، عندما ردّت إيران على استهداف مبنى قنصليتها في دمشق. ولا يتوقّع المحللون أنّ تُصيب الصواريخ والمسيّرات التي سيُطلقها الحرس الثوريّ والحوثيون كلّ الأهداف، بينما ستعمد إسرائيل إلى الردّ بشكل خجول لحفظ ماء وجهها، ولإعادة المُواجهة بينها وبين "حزب الله" في جنوب لبنان، وبينها وبين "حماس" في غزة.
 
ويرى المحللون العسكريّون أنّ ردّ "حزب الله" قد يكون الأكثر تأثيراً على معنويات الجيش الإسرائيليّ، وخصوصاً وأنّ "المقاومة الإسلاميّة" قد تستهدف مواقع عسكريّة جديدة ومهمّة. ويستبعدّ المحللون أنّ يتسبّب ردّ "الحزب" بحربٍ بين لبنان وإسرائيل، لأنّه سيقصف منشآت عسكريّة غير مدنيّة، وهو ما كانت تضعه تل أبيب ضمن "قواعد الإشتباك".
 
ويُذكّر المحللون أنّ نصرالله وجّه رسالة إلى إسرائيل مفادها أنّ "محور المقاومة" لا يُريد الحرب ولا يُريد إقحام إيران وسوريا في النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، غير أنّ الردّ المُنتظر من "حزب الله" وإيران والحوثيين سيرسم مستقبل المنطقة في الأيّام القليلة المقبلة، فإنّ كان مدروساً سيُجنّب الشرق الأوسط حرباً مُوسّعة، وإنّ كان متهوّراً سيُدخل بلاداً جديدة في مُواجهة مباشرة مع تل أبيب. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: محور المقاومة على إسرائیل حزب الله عسکری ون تل أبیب

إقرأ أيضاً:

سلام يبحث مع أورتاغوس استكمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان

لبنان – بحث رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، امس السبت، مع نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، تطورات الأوضاع في جنوب البلاد، بما يشمل استكمال الانسحاب الإسرائيلي منه.

انعقد اللقاء في قصر بعبدا الرئاسي شرق العاصمة بيروت، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

ويأتي ضمن زيارة غير محددة المدة لأورتاغوس، بدأتها الجمعة، وتُجري خلالها سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين.

وقالت الوكالة اللبنانية إن الطرفين بحثا “تطورات الوضع في الجنوب، والتدابير التي يقوم بها الجيش اللبناني لتطبيق القرار 1701، واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف الأعمال العدائية (اتفاق وقف إطلاق النار)”.

وينص القرار 1701، الذي أصدره مجلس الأمن عام 2006، على وقف العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوب لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة “يونيفيل” من هذا الحظر.

كما بحث سلام مع أورتاغوس، “استكمال الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية”، وفق المصدر ذاته.

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما خلّف أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

ورغم سريان اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1391 خرقا له ما خلّف 120 قتيلا و366 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.

في سياق آخر، بحث سلام وأورتاغوس، “تطورات الوضع على الحدود اللبنانية السورية مع التأكيد على ضبطها بشكل كامل ومنع حصول أي توترات أو فوضى، بالإضافة إلى منع كل أشكال التهريب”.

ومنذ إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تعمل الإدارة السورية الجديدة على ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وبسط السيطرة على الحدود مع دول الجوار، لا سيما لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.

وتعزز هذا التوجه في ضوء التوتر الأمني الذي شهدته الحدود السورية اللبنانية منتصف مارس/ آذار الماضي، إثر اتهام وزارة الدفاع السورية الفصائل اللبنانية باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وهو ما نفته الفصائل.

 

وكالات

مقالات مشابهة

  • مقتل شخص في غارة للكيان الإسرائيلي على جنوب لبنان  
  • وزير الخارجية الإسرائيلي يزور الإمارات
  • عبد الله بن زايد يستقبل وزير الخارجية الإسرائيلي
  • إسرائيل تحتجز نائبة بريطانية من أصول يمنية وتمنع دخولها تل أبيب
  • بعد غارة زبقين.. الجيش الإسرائيلي يُعلن استهداف عنصرين لـ حزب الله
  • قبلان يكشف عن أمر خطير يحدث جنوب نهر الليطاني!
  • سلام يبحث مع أورتاغوس استكمال الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تستهزئ بالدور الأوروبي.. وماكرون طالب نتيناهو باحترام الاتفاقيات مع لبنان
  • في بلدة كفركلا... هذا ما قام به العدوّ الإسرائيليّ اليوم
  • هل تحقق إسرائيل ما تريد عبر سياسة الاغتيالات في لبنان؟