النادي العلمي الكويتي في يوبيله الذهبي.. جهود حثيثة لاحتضان الشباب وإطلاق ابداعاتهم
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
على مدار 50 عاما أثبت النادي العلمي الكويتي صواب الرؤية التي انطلق منها عند تأسيسه المتمثلة في نشر الثقافة العلمية في المجتمع وتعزيز المستوى المعرفي لأعضائه وتهيئة البيئة المناسبة لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم المتنوعة.
ومع احتفال النادي العلمي غدا باليوبيل الذهبي لإنشائه يخطو ذلك الصرح الثقافي خطوة جديدة في تحقيق أهدافه الرامية إلى احتضان طاقات الشباب وتحفيزهم على العطاء المعرفي والبحث العلمي والابتكار ودفع عملية التنمية الشاملة في البلاد.
وشهد يوم 11 أغسطس العام 1974 تأسيس النادي الذي مثل حينها مبادرة كويتية رائدة في مجال الثقافة العلمية أطلقها عدد من الرواد الكويتيين الذين آمنوا بأهمية العلم في بناء المجتمع ودور المعرفة في تعزيز ثقافة الشباب وضرورة وجود مراكز علمية تحتضن الفتيان والشباب وتهيئ لهم البيئة المناسبة لإطلاق طاقاتهم الإبداعية.
ومنذ تأسيس النادي العلمي وهو يتبع وزارة الشؤون الاجتماعية ويعتبر إحدى جمعيات النفع العام ويديره مجلس إدارة مستقل مكون من تسعة أشخاص يتم انتخابهم دوريا.
ولدى انطلاق النادي أعلن أهدافه المتمثلة في المساهمة بنشر الثقافة العلمية بين فئات المجتمع والعمل على زيادة المستوى العلمي والكفاءة العلمية لدى المنتسبين في التخصصات المختلفة وتهيئة ورعاية البيئة العلمية المناسبة لهم وتوثيق وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية والتربوية والوطنية لديهم.
ومن أهداف النادي أيضا المساهمة في اكتشاف ميول المنتسبين وتوجيهها التوجيه السليم وتوثيق العلاقة بين النادي والأندية والمؤسسات العلمية الأخرى المحلية والعربية والعالمية وتنمية الاتجاه العلمي بين أعضائه وملء وقت فراغهم بأمور مفيدة.
ويؤدي النادي العلمي دورا بارزا في تدريب الشباب على ممارسة الهوايات العلمية والتعلق بها ويقدم لمنتسبيه العديد من الأنشطة كإقامة المعسكرات والملتقيات والندوات والمحاضرات والمسابقات والمعارض والرحلات العلمية.
ويساهم النادي في تدريب الشباب على التعايش مع الوسائل والآلات والأدوات ضمن ورش عمل تركز على الأعمال والمهارات والفنون العلمية في الأقسام والفروع القائمة فيه وإعداد وتنفيذ النشاطات العلمية المختلفة التي تساعد في التدريب على البحث العلمي والتجارب والأبحاث والمشاريع العلمية.
وإيمانا من النادي بأهمية دور الفتاة الكويتية وضرورة رعايتها من الجوانب العلمية والمعرفية فقد أسس العام 1986 إدارة خاصة للفتيات تلبية لحاجة ورغبة الفتاة الكويتية في وجود صرح تمارس فيه هواياتها وتستثمر وقت فراغها بما يعود عليها بالنفع ويفتح لها آفاقا جديدة للإبداع والابتكار.
وخلال العقود الخمسة الماضية تطورت أهداف النادي ونشاطاته انطلاقا من حرص إداراته المتتابعة على تعزيز دوره في المجتمع وتنويع مساهماته محليا وإقليميا وعالميا ومواكبة التطورات العلمية والتقنية الحاصلة في مجال المؤسسات العلمية النظيرة.
ومن أهم النشاطات الحالية للنادي (المعرض الدولي للاختراعات في الشرق الأوسط) الذي أطلق النادي نسخته الأولى العام 2007 وبات يتبوأ مكانة رفيعة على خريطة معارض الاختراعات الدولية بما يعكس الدور الريادي للكويت في مجال دعم العلماء والعلوم على مستوى الشرق الأوسط.
وينظم النادي منذ العام 2012 مسابقة الكويت للعلوم والهندسة التي تعتبر أكبر مسابقة علمية في الكويت لفئة الطلبة قبل المرحلة الجامعية وتأتي تتويجا لرؤية واستراتيجية النادي في تفعيل البرنامج الوطني لرعاية ودعم الباحثين والمبتكرين الشباب.
وتعتبر هذه المسابقة تأهيلا لمسابقة (انتل) الدولية للعلوم والهندسة التي تقام سنويا في الولايات المتحدة وتستهدف الطلاب والطالبات من الصف التاسع إلى الثاني عشر من الفئة العمرية الواقعة بين 14 و18 عاما.
وفي أغسطس 2013 افتتح النادي (متحف العجيري الفلكي) الذي يحوي نحو 400 قطعة فلكية بجهود تطوعية من أعضاء إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي تأكيدا على توجهاته بدعم الشباب الكويتي في هذا المجال وشغل أوقات فراغهم بأنشطة مفيدة.
ووقع النادي خلال العقود الماضية اتفاقيات مع العديد من الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام والمنظمات الإقليمية والدولية لفتح آفاق جديدة من التعاون في المجالات التي يعمل فيها النادي وبما يحقق الأهداف المشتركة مع تلك الجهات ويسهم في تعزيز مكانة النادي وريادته محليا وإقليميا.
وحقق أعضاء النادي خلال السنوات الماضية إنجازات عديدة في مجال الاختراعات وحصلوا على مراكز متقدمة في المسابقات الاقليمية والعالمية ورفعوا راية الكويت عاليا في عدد من المحافل العلمية التي شاركوا فيها.
ويعكف النادي على وضع خطط مستقبلية مبنية على أسس علمية لتطوير نشاطاته المتنوعة واستخدام مناهج جديدة معتمدة دوليا والتعاون مع عدد من المؤسسات العلمية والشركات المرموقة لتطوير ورشه ومناهجه واجهزته التقنية.
ويحرص النادي على وضع استراتيجية متميزة وفق أسس مدروسة تلبي كل الطموحات واستحداث أقسام وإدارات جديدة تخدم جميع الفئات العمرية إضافة إلى وضع المخططات اللازمة لبناء صرح يليق بأبناء الكويت ويضم كل قطاعات النادي ويكون مؤهلا لإقامة فعالياته المختلفة.
المصدر كونا الوسومالنادي العلمي اليوبيل الذهبيالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: النادي العلمي اليوبيل الذهبي النادی العلمی فی مجال
إقرأ أيضاً:
البلدة التي لم أحدثك عنها.. اغنية جديدة لغسان زقطان
ثمة شبه اجماع عند العديد من شعراء فلسطين الشبان، على أن غسان زقطان يخدعنا حين يصدر كتبه الشعرية على أنها قصائد مكتوبة، انه يغنيها، نعم يغنيها، بلحن عال ومنشدين غير مرئيين، وموسيقة كامنة بين السطور بآلات لا أعرف كيف يخبئها في الكتاب، هذا الشاعر الستيني الوسيم صاحب التجربة الشعربة الانضج بين مجايليه. في كتابه الشعري المختلف و الذي سيصدر قريبا جدا عن (دار المتوسط) تصدح الصفحات بالاغاني، ويشعر القارئ أن هذا الكتاب صوتي أكثر منه مكتوبا بالكلمات، كتاب يشعرك بالسعادة، أنت تقرؤه فتبتسم وتحب الحياة، وتثق بالحب وتذهب الى العمل دون توقع لمعركة مع المدير. هذا كتاب ُيحمل في الحقيبة، ويسافر معنا الى كل مكان، نستطيع أن نقرؤه من أية صفحة، بإمكان كل نص شعري فيه أن يكون بداية الكتاب أو أخره، أو منتصفه، لكن ذلك لا يعني أنه لا ينتظمه شيء، ثمة انتظام ورؤية وعنوان عام أستطيع أن ألخصه بكلمتين: الاحتراق بالحنين.
(البلدة التي لم أحدثكم عنها) كالعادة عناوين غسان ملفتة وجزء من منظومة القصائد، عفوا أقصد الأغاني، قال لي شاعر شاب أن قراءة شعر غسان تشبه مفعول دواء (الزنكس) الذي يأخذه كلما أحس بغصة او قلق معمم أو أراد بعض الثقة في مواجهة جمهور اثناء أمسية او محاضرة، شعره (أضاف الشاعر الشاب) مطمئن، مثل رحلة مع أصدقاء، وودود مثل نادل مبتسم.
فلنسمع طمأنينة هذه الاغنية:
حجر بجناحين
(أبحث عن أثاثٍ صالحٍ في ذكرياتنا لأزجّه في رسالةٍ
الانتظارُ هو قطعة الأثاث الكبيرة هناك.
مقعد يواصل النمو في غرفة عارية.
الحاكي الخشبي في الزاوية البعيدة محاطٌ بأزهار بلاستيكية
وهو يدور ويخشخش في الفراغ.
البيانو الأسود القديم في القاعة الفارغة، المضروب بضوء العصر،
حزمة الضوء أصابت مقعد العازف وأضاءت الغبار على سطح
الماهجوني.
هذا هو الانتظار أيضاً.
الانتظار بهيئاته التي تنتظرُ
هو كل ما أجده كلما ذهبت لأحضر أثاثاً للرسالة.
المقعد الذي ينمو في غرفةٍ عاريةٍ
الحاكي الذي يخشخش
والبيانو الذي يحدّق في قاعة فارغة.
ليست الرسالة يا سارة سوى انتظار تعلّم المشي.
تمارين الذهاب
تذكّر أشياءٍ لم تحدث.
ثم ما هو الانتظار يا سارة سوى غصن جاف نحرّك به الذكريات
لتصبح أحلاماً.
الانتظار، يا سارة، حجر بجناحين).
في تجربته الشعرية يذهب غسان باستمرار الى القليل من الكلمات، ليصنع بحرا من المعاني وظلال المعاني، قالت لي مرة الشاعرة اللبنانية عناية جابر:( فقط غسان وبسام حجار من يقنعاني باتساع العالم،).
غسان شاعر يشير بيده فقط، يده التي من حكمة وطيش (مع الاعتذار لوليد الشيخ طبعا) لا يقول كل شيء، هو شاعر الفجوات الذهبية والنقص الرائع، لا يعرف الثرثرة، لا تفاصيل غير ضرورية، لا كلمة في مكان غير مكانها، وإن استغلقت علينا بعض المعاني، فهذا الكتاب مخصص للشعور بأن المعنى الغامض يعطي شعورا بالراحة الغامضة، ربما لأن الإيقاع لطيف ومثقف، ويعوض عن الغموض، مرة قال لي أبي: وهو بالمناسبة شاعر عامودي: (حين تقرأ شعرا للمتنبي ولا يصلك معنى محدد فاستعض عنه يايقاع الشعر، هذا يكفي) وهذا أيضا يعطينا نوعا من الثقة بأن ثمة معنى رهيب هنا، سنؤجل تأمله لاحقا، فلننتقل إلى قصيدة أخرى، هكذا أقول لنفسي، حين أقرأ غسان، ومحمود درويش. صور غسان العجيبة تفتن يومي، وتغيره، من توقع مثلا أن يسمع هذا التعبيرات الغريبة (أثاث الرسالة، أمشي وينحتني الهواء، المقعد الذي ينمو في غرفة عارية)، ثمة غواية في ثيمة أحبها داخل شعر غسان، هي ثيمة انتظاره أو تذكره لأحباء ابتلعهم الغياب و لا يأتون، طريقة ندائه عليهم ساحرة، وغريبة، معظم شعراء العالم يتذكرون ينادون على أحبائهم، لكن مناداة غسان خاصة، وغامضة ومرتبطة بتفاصيل مفاجئة، و بسياقات مختلفة، أما الحنين فهو العنوان العام لمشروعه، لكنه ليس الحنين العادي الى الماضي.
قبل وفاته بأشهر جمعتني جلسة مع محمود درويش أنا وغسان، ولا أعرف كيف جننت وسألت محمودا سؤالا محرجا أربك غسان.
أستاذ محمود من ترشح بعدك ليكون شاعرا كبيرا مثلك؟
أجاب محمود: نعم لديّ من أرشحه، انه شاعر يجلس معنا الآن. ذاب غسان في مقعده.
الشاعر في سطور
غسان زقطان شاعر وكاتب ولد عام 1954 في بيت جالا، حيث كان يعمل والده الشاعر خليل زقطان. عاش في مخيم الكرامة بالضفة الشرقية حتى عام 1967، قبل أن ينتقل إلى عمّان حيث أنهى دراسته المدرسية وأصبح مدرسا للرياضة البدنية. انتقل زقطان إلى بيروت في عام 1979 وظل فيها حتى عام 1982 ليتنقل بين دمشق وتونس، إلى أن استقر في الضفة الغربية مع اتفاقية أوسلو عام 1994. منذ انتقاله إلى دمشق عمل في عدة مجلات مثل الحرية، والبيادر. أصدر زقطان أكثر من عشرة دواوين شعرية منذ منتصف السبعينيات، منها (استدراج الجبل، و تحدث أيها الغريب تحدث،و كثير من القش يتبوعني، حيث أختفى الطائر وغيرها) كما نشر عدة روايات مثل "وصف الماضي" و"عربة قديمة بستائر.".